الصحافيون اليمنيون ينزفون الدم مع الحبر

  • الوحدوي نت - وهيب النصاري
  • منذ 12 سنة - Thursday 21 July 2011
الصحافيون اليمنيون ينزفون الدم مع الحبر


تشهد الصحافة اليمنية حرباً ضروساً منذ مطلع العام الجاري وزادت مع اندلاع الثورة الشبابية الشعبية المطالبة بإسقاط النظام، حيث أصبح الصحافيون محط استهداف واضح من قبل القوات الأمنية، حيث يواجهون تهديدات واعتداءات مستمرة خلال تغطية الأحداث التي تشهدها البلاد من احتجاجات وتظاهرات، وقدموا أول ضحية في هذه الحرب بسقوط أحدهم، وهو جمال الشرعبي، الذي قُتل أثناء تأديته مهنته في تصوير أحداث جمعة الكرامة في 18 مارس الماضي، إضافة إلى حملة تخوين يتلقونها من قبل الأجهزة الأمنية تعتبرهم سبباً في تصعيد الاحتجاجات .
وأكد سكرتير لجنة الحريات في نقابة الصحافيين أشرف الريفي أن الصحافة في اليمن تعرضت خلال النصف الأول من عام 2011 لحرب شعواء من قبل قوات الأمن وما يعرفون ب”البلاطجة” والمسلحين المجهولين، مع نزف دم الصحافيين قبل حبرهم، بل وتحولوا إلى مواد إخبارية بدلاً من الاعتماد عليهم كمصادر صحفية . وقال الريفي ل”الخليج” إن “الصحافيين يتعرضون للاعتداءات والضرب ومحاولات الاغتيال وبقوا محط ترصد وملاحقة وظلت التهديدات والمخاطر تلاحقهم حتى إلى منازلهم، مشيراً إلى أن السلطات اليمنية شنت حرباً شرسة ضد الصحافة بمصادرة الصحف وحجب المواقع الإخبارية الإلكترونية مع ترحيل الصحافيين الأجانب، إضافة إلى ممارستها ضغوطاً وتهديدات على المراسلين اليمنيين لوسائل الإعلام الخارجي” .
وأشار إلى أن نقابة الصحافيين رصدت 230 حالة انتهاك خلال النصف الأول من هذا العام، حيث تم رصد 68 حالة اعتداء على الصحافة والصحافيين شملت الاعتداء والتهجم وكسر كاميرات المصورين والصحافيين واقتحام وقصف مقرات وسائل الإعلام والصحف وإطلاق النار على الصحافيين أثناء تأديتهم مهامهم، مشيراً إلى أن من أعنف هذه الاعتداءات اقتحام مقر قناة “الجزيرة” والعبث بمحتوياته قبل إغلاقه والاعتداء المسلح على مبنى وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” الحكومية، ومكتب قناة سهيل الفضائية المعارضة، ومقر أسبوعية “الصحوة”، الناطقة باسم حزب الإصلاح المعارض، حيث تعرضت هذه الوسائل للقصف العنيف الذي خلف أضراراً فادحة في التجهيزات الفنية والإدارية، وتعرض بعضها للنهب، إضافة إلى الأضرار المادية والمعنوية التي انعكست على العاملين في هذه المؤسسات .
وصنف تقرير لجنة الحريات والحقوق بالنقابة الجهات التي اعتدت على الصحافيين والمؤسسات الصحافية، وقالت إنه تبين خلال عملية الرصد أن 25 حالة من ال 68 نفذها بلاطجة يتبعون النظام و22 حالة نفذتها عناصر وجهات أمنية و11 حالة نفذها مسلحون مجهولون يرتدون زياً مدنياً، وأربع حالات نفذها جنود في الفرقة الأولى مدرع الموالين للثورة الشعبية وعناصر من لجان النظام بساحتي العاصمة صنعاء ومحافظة إب، فيما سجلت حالة اعتداء قام بها مسلحون يتبعون الشيخ صادق الأحمر، وحالة نفذها نجل مسؤول قضائي بمحافظة إب .
وحسب البلاغات التي تلقتها النقابة فإن 19 حالة تهديد ومضايقة كانت من جهات مجهولة وعلى خلفية تغطية الثورة الشبابية الشعبية، أما عدد حالات الاعتقال والحجز والاختطاف والمحاصرة والملاحقة فبلغت 28 حالة مسجلة لدى النقابة ل 31 صحافياً وعاملاً في الصحافة، منها 25 حالة ارتكبتها السلطات الأمنية وحالتان قام بهما مسلحون مجهولون وحالة قام بها بلاطجة النظام .
وعن حالات الإيقاف عن العمل والتهديد بالفصل وإيقاف المرتبات ومنع الصحافيين من دخول المؤسسات سجلت ثلاث حالات لما يزيد على عشرات الصحافيين في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون ووكالة سبأ، كما سجلت النقابة خلال النصف الأول من العام الجاري 3 حالات ترحيل ل 13 صحافياً عربياً وأجنبياً بسبب تغطيتهم فعاليات الثورة الشعبية .
وعن مصادرة الصحف الأهلية والحزبية سرد التقرير أنها تحولت إلى حرب شعواء، حيث مُنعت الصحف من الخروج من العاصمة صنعاء وعواصم بعض المحافظات اليمنية، وسجلت النقابة 70 حالة مصادرة بناء على البلاغات التي تلقتها النقابة، فيما هناك حالات لم تسجل وقامت بهذه المهمة النقاط الأمنية في مداخل المدن اليمنية، وصنف التقرير الجهات التي قامت بمصادرة الصحف وارتكبت الانتهاكات بأنها قوات الحرس الجمهوري التي احتلت المرتبة الأولى في مصادرة الصحف تلتها قوات الأمن المركزي، كما سجلت النقابة 9 حالات حجب وقرصنة للمواقع الإلكترونية المستقلة والحزبية، كان أبرزها حجب موقع “المصدر أونلاين”، “نشوان نيوز”، مأرب برس، “يمن نيشن” وموقع “الوحدوي نت”، كما شهد النصف الأول من العام الجاري إصدار حكم قضائي جائر بحق عضو النقابة عبدالإله حيدر شائع الذي يعيش حالياً في ظل ظروف صحية متدهورة في سجن الأمن السياسي، حيث قضى الحكم بسجنه خمس سنوات، إضافة إلى عامين تحت الإقامة الجبرية على خلفية اتهامه بالعمل إعلامياً مع تنظيم القاعدة .
وطبقاً لتقرير لجنة الحريات الصحافية فإنه من الملاحظ أن أكثر من 50% من الانتهاكات نفذتها سلطات أمنية بشكل صريح، حيث بلغ عددها 131 حالة انتهاك من 230 حالة، فيما ارتكب مسلحون مجهولون 43 حالة انتهاك، بينما اقترف بلاطجة النظام 33 حالة انتهاك بحق الصحافيين، فيما توزعت بقية الحالات بين جهات رسمية وجنود في الفرقة الأولى مدرع ولجنة النظام بساحتي العاصمة صنعاء ومحافظة إب ونجل مسؤول قضائي وأتباع الشيخ الأحمر .
الخليج الاماراتية