نتانياهو يعلن أن القدس عاصمة لإسرائيل وليست مستوطنة

  • الوحدوي نت:
  • منذ 14 سنة - Tuesday 23 March 2010
نتانياهو يعلن أن القدس عاصمة لإسرائيل وليست مستوطنة

  في نبرة تحد قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين ان "القدس ليست مستوطنة" وذلك بعد انتقادات امريكية لبناء منازل لليهود في ارض متنازع عليها في القدس وحولها. 

الوحدوي نت

وتناقضت كلمته التي القاها في واشنطن امام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايباك) -وهي جماعة ضغط قوية موالية لإسرائيل- تناقضا حادا مع كلمة القتها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في نفس المنتدى قبله بساعات.

وقالت كلينتون إن سياسة التوسع الاستيطاني الاسرائيلية تهدد بالخطر مباحثات السلام مع الفلسطينيين وهي حجة رفضها رئيس الوزراء.

وقال نتنياهو في كلمته "الشعب اليهودي كان يبني القدس منذ 3000 عام والشعب اليهودي يبني القدس اليوم. والقدس ليست مستوطنة. انما هي عاصمتنا."

وقد اختلفت الولايات المتحدة واسرائيل منذ ان اعلنت حكومة نتنياهو هذا الشهر عن توسعة جديدة لمستوطنة يهودية في القدس الشرقية. وتزامن الاعلان مع زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن. وأدى الاعلان الى احراج بايدن ودفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى التهديد بالانسحاب من محادثات السلام غير المباشرة التي كانت قد اطلقت لتوها.

وبدأ نتنياهو زيارة لواشنطن مدتها ثلاثة ايام يوم الاثنين املا في اصلاح العلاقات مع الرئيس باراك اوباما الذي سيلتقي به في البيت الابيض يوم الثلاثاء.

وفي إشارة الى ما سماه اجماعا وطنيا في اسرائيل بشأن مطالبتها بالقدس كلها قال نتنياهو في كلمته امام ايباك ان كل الحكومات الاسرائيلية نفذت اعمال بناء فيما قال انها "الأحياء اليهودية" بالقدس منذ عام 1967.

واضاف قوله "الجميع يعرفون - الجميع الامريكيون والاوروبيون والاسرائيليون وقطعا الفلسطينيون - الجميع يعلمون ان هذه الاحياء ستكون جزءا من اي تسوية سلمية. ولذلك فإن بناءها لا يمنع بأي حال إمكانية تنفيذ حل الدولتين."

وقالت كلينتون "البناء الجديد في القدس الشرقية أو الضفة الغربية يقوض الثقة المتبادلة ويعرض للخطر" المحادثات غير المباشرة التي هي اللبنة الأولى في المفاوضات الكاملة التي يريدها ويحتاج اليها الجانبان.

وأضافت "هذا يكشف بوضوح الموقف بين اسرائيل والولايات المتحدة الذي قد يأمل آخرون في المنطقة استغلاله. وهذا يقوض قدرة امريكا الفريدة على لعب دور ودعوني أضف... دور أساسي في عملية السلام."

 

واستدركت بقولها ان التأييد الامريكي لاسرائيل "صلب كالصخر ولا يهن ودائم وإلى الأبد."

ووصفت كلينتون الاعلان الاسرائيلي عن توسعة جديدة لمستوطنة يهودية في القدس الشرقية بانه "إهانة" وطالبت رئيس الوزراء الاسرائيلي أن يضع خطوات محددة لاعادة الثقة الى عملية السلام وهو الامر الذي قال الجانبان إنه قد فعله الآن لكنهما لم يفصحا عن اي تفاصيل.

وعقدت كلينتون بعد ذلك محادثات مع نتنياهو في الفندق الذي ينزل فيه بعد أن ألغيت خطط لعقد اجتماع في وزارة الخارجية.

ووصف مسؤولون اسرائيليون المناقشات بانها حديث ودي بين اصدقاء ابدت فيه كلينتون ونتنياهو الرغبة في وضع الخلاف العلني الذي أثاره الاعلان الخاص بمشروعات البناء الاستيطاني وراء ظهريهما.

وقال المسؤولون ان كلينتون ونتنياهو ناقشا سبل حث خطى عملية السلام لكن المسؤولين اوضحوا ان نتنياهو لم يتزحزح عن موقفه القائل بان اسرائيل لها الحق في البناء في اي مكان في القدس

وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض في معرض حديثه عن النتائج المتوقعة للقاء اوباما ونتنياهو اليوم الثلاثاء "يأمل الرئيس ان نحقق تقدما في هذا الاجتماع."

واضاف ان اوباما عبر عن امله بامكان احراز تقدم وتقريب المواقف بين الجانبين وان تكون المفاوضات مثمرة لا ان يكون الهدف المفاوضات في حد ذاتها.

ولقي الموقف المتشدد لحكومة اوباما من اسرائيل انتقادات من اعضاء جمهوريين كبار في مجلس النواب الأمر الذي يبرز ما قد يصبح قضية مشحونة بالمشاعر في انتخابات الكونجرس الامريكي هذا العام.

وقال ايريك كانتور النائب الجمهوري الرفيع بمجلس النواب الامريكي في كلمة امام ايباك "الان ليس وقت افتعال مشاجرات مع اسرائيل فيما يبدو كمحاولة لمداهنة العالم العربي."

واضاف "دعونا نواجه الامر. اسرائيل ليست مشكلة. الارهابيون - من اليمن الى افغانستان الى باكستان - لن يضعوا اسلحتهم في مواجهة امريكا اذا نحن تخلينا عن اسرائيل."

وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة ستواصل المطالبة بأن تقوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة بنبذ العنف وان تعترف باسرائيل. وكررت نداءات الولايات المتحدة للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الاسير جلعاد شليط.

وقالت إن الولايات المتحدة عقدت العزم على العمل مع شركائها في مجلس الأمن الدولي كي تظهر لزعماء ايران أن هناك عواقب للتصلب في النزاع بشأن برنامجها النووي الذي تصر طهران أنه مكرس لأغراض سلمية بحتة.

واضافت "هدفنا ليس مجرد زيادة العقوبات بل فرض عقوبات مؤلمة" مضيفة أن الوصول الى اتفاق يستغرق وقتا لكن هذا "استثمار يستحق حتى نكسب أوسع نطاق من الدعم لجهودنا."

وقالت كلينتون - التي كانت قد اشادت العام الماضي باعلان نتنياهو وقف بناء المساكن الجديدة - يوم الاثنين إن واشنطن لاتزال تعتبر استمرار الانشطة الاستيطانية امرا غير مشروع وحثت الجانبين على الامتناع عن اي خطوات من شأنها تقويض جهود السلام الهشة.

وحث مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط جورج ميتشل على ايجاد "فترة من الهدوء والتهدئة" عقب لقائه عباس في العاصمة الاردنية عمان يوم الاثنين. وقالت وزارة الخارجية ان ميتشل غادر بعد ذلك عائدا الى واشنطن.

 

المصدر - رويترز