حرب صعدة.. اختبار حاسم لليمن

  • (آن بياتريس كلاسمان ـ وكالة الأنباء الألمانية):
  • منذ 14 سنة - Sunday 20 September 2009
حرب صعدة.. اختبار حاسم لليمن

بينما تنشغل ساحة الأحداث العالمية بأعمال العنف الجارية في العراق والتطورات الأخيرة في الصراع العربي-الإسرائيلي، ثمة مأساة أخرى ذات أبعاد هائلة تجري أحداثها في مكان آخر بالمنطقة من دون أن ينتبه إليها أحد تقريبا.
فقد حذر خبراء الشهر الماضي من أن اليمن تواجه شبح الانهيار، حيث يمكن أن تصبح ملاذا للمتشددين، مثلما صارت أفغانستان من قبلها، غير أن الإجراءات الوقائية الوحيدة التي اتخذت حتى الآن تتمثل في بضعة إيماءات إنسانية فريدة وزيادة في مساعدات التنمية التي تتلقاها البلاد من الولايات المتحدة. بيد أن أناسا يقضون نحبهم كل يوم في شمال غرب اليمن ، حيث أعلنت الحكومة في 11 أغسطس /آب الماضي عمليتها العسكرية السادسة ضد المتمردين الشيعة بقيادة عبدالملك الحوثي.
وحوصر آلاف المدنيين في الخطوط الأمامية ، فيما انقطعت المساعدات الإنسانية عن الكثير من الذين فروا من منطقة القتال. ولم يسمح للصحافيين بدخول المنطقة منذ العام 2004 عندما اندلع القتال للمرة الأولى.
وفي الوقت الراهن، تتزايد الدعوات في الجنوب اليمني الاشتراكي السابق - الذي توحد مع الشمال في 1990 - إلى انقسام البلاد إلى شطرين مجددا.
ويشعر سكان الجنوب اليمني بممارسة التمييز العنصري ضدهم من جانب الحكومة في صنعاء ، التي كانت عاصمة اليمن الشمالي في السابق ، ويعتقدون أنهم يحصلون على خدمات حكومية أقل من باقي سكان البلاد.
وفي الإطار ذاته، تمكن حلفاء تنظيم القاعدة من التمركز في الكثير من المحافظات التي فقدت الحكومة السيطرة عليها، فيما صارت اليمن - البلد العربي الفقير - ملاذا لـ''الإرهابيين'' القادمين من السعودية المجاورة.
وحذرت مؤسسة ''كارنيجي'' للسلام الدولي قائلة: ''إذا لم يتم حل المشكلات القائمة في اليمن، فإنها قد تعمل على زعزعة الاستقرار في السعودية ودول خليجية أخرى''.
ويسعى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى استعادة زمام السيطرة من المتمردين الشيعة، على الأقل في المنطقة الشمالية الغربية من البلاد، من خلال الهجوم العسكري الأخير. ويلقى الرئيس اليمني دعما من السعودية، الذي يخشى من تأثير المتمردين بالقرب من الحدود مع اليمن، غير أنه من ناحية أخرى، فيما تتعاطف حكومة إيران مع المتمردين الحوثيين، الذين أعلنوا اتخاذهم للشعار: ''الموت لأميركا ، الموت لإسرائيل''.
وكتب رئيس تحرير صحيفة ''يمن بوست'' الناطقة باللغة الإنجليزية في مقالة افتتاحية في أغسطس /آب الماضي: ''مع كل يوم يمر، نقترب من الإيمان بأن الحرب في (محافظة) صعدة هي حرب سعودية - إيرانية، وليست حربا يمنية''.
وكانت السلطات اليمنية أعلنت الجمعة وقف إطلاق النار للمرة الثانية منذ بدء هجومها الأخير، كي يتسنى توصيل المساعدات الإنسانية لعشرات الآلاف من المواطنين. وبدأت الهدنة في منتصف الليل، على أن تستمر خلال عيد الفطر. ورغم ذلك ، كانت الهدنة الأولى قد انهارت بعد ثلاث ساعات من سريانها ، ومن ثم وضعت وزارة الدفاع اليمنية شروطا للهدنة الحالية ، تتضمن المطالبة بانسحاب المتمردين من المناطق التي يسيطرون عليها وإطلاق سراح الجنود الذين أسروهم أثناء القتال، فضلا عن تسليم المعدات العسكرية التي استولوا عليها من الجيش. وفي الوقت ذاته ، لا يلوح في الأفق ما يشير إلى نهاية قريبة للصراع الدائر في محافظتي صعدة