حفاظاً‭ ‬على‭ ‬قوميتنا‭ ‬العربية‭..‬الوحدة‭ ‬أولاً

  • الوحدوي نت - فـــخــر‭ ‬العــــزب
  • منذ 15 سنة - Tuesday 05 May 2009
حفاظاً‭ ‬على‭ ‬قوميتنا‭ ‬العربية‭..‬الوحدة‭ ‬أولاً

يوماً‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭ ‬تزداد‭ ‬المخاوف‭ ‬نتيجة‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الوطن‭ ‬ووحدته‭ ‬الوطنية،‭ ‬ومصدر‭ ‬هذه‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬زرعت‭ ‬فينا‭ ‬الخوف‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬الدعوات‭ ‬الانفصالية‭ ‬التي‭ ‬يتشدق‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬الذين‭ ‬يريدون‭ ‬تحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬ذاتيه‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬وحدة‭ ‬الوطن‭ ‬واستقراره،‭ ‬والمصدر‭ ‬الثاني‭ ‬لهذه‭ ‬التهديدات‭ ‬وهو‭ ‬الأخطر‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الممارسات‭ ‬الانفصالية‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‭ ‬من‭ ‬قهر‭ ‬وظلم‭ ‬واستبداد‭ ‬ضد‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬عامة،‭ ‬وأبناء‭ ‬المحافظات‭ ‬الجنوبية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬حيث‭ ‬انتهج‭ ‬النظام‭ ‬ومنذ‭ ‬أن‭ ‬أعلن‭ ‬الحرب‭ ‬علىِ‭ ‬شركاء‭ ‬الوحدة‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬سياسة‭ ‬الالغاء‭ ‬والاقصاء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬نهب‭ ‬الثروات‭ ‬والأراضي،‭ ‬وإحالة‭ ‬أبناء‭ ‬المحافظات‭ ‬الجنوبية‭ ‬إلى‭ ‬التقاعد‭ ‬ليؤسس‭ ‬بذلك‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬تكون‭ ‬فيه‭ ‬الدولة‭ ‬ملكاً‭ ‬شخصياً‭ ‬للحاكم‭ ‬ومن‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬مداره‭.‬ هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬النظام‭ ‬قضت‭ ‬علي‭ ‬كل‭ ‬القيم‭ ‬السامية‭ ‬للوحدة‭ ‬اليمنية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يعيشها‭ ‬وجدانياً‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬في‭ ‬المحافظات‭ ‬الشمالية‭ ‬والجنوبية‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬يرضخ‭ ‬تحت‭ ‬حكم‭ ‬نظامين‭ ‬شموليين‭ ‬يتبع‭ ‬كل‭ ‬نظام‭ ‬منهما‭ ‬أحد‭ ‬المعسكريين‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بدعمه‭ ‬ضد‭ ‬الآخر،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم‭ ‬استطاع‭ ‬بإرادة‭ ‬أبنائه‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الحلم‭ ‬حقيقةً‭ ‬ملموسةً‭ ‬مع‭ ‬بزوغ‭ ‬فجر‭ ‬الثاني‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬منتقلاً‭ ‬بذلك‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬التبعية‭ ‬إلى‭ ‬الحرية‭ ‬ومن‭ ‬مرحلة‭ ‬الديكتاتورية‭ ‬إلى‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬كرسها‭ ‬الدستور‭ ‬الوحدوي؛‭ ‬لتفتح‭ ‬الوحدة‭ ‬اليمنية‭ ‬صفحةً‭ ‬جديدةً‭ ‬ومشرقةً‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الشراكة‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الواحد،‭ ‬وتكفل‭ ‬لكل‭ ‬يمني‭ ‬جميع‭ ‬حقوقه‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والمدنية‭ ‬تفرض‭ ‬عليه‭ ‬الواجبات‭ ‬تجاه‭ ‬الوطن،‭ ‬فكانت‭ ‬الوحدة‭ ‬تعبيراً‭ ‬عن‭ ‬الشعور‭ ‬الوجداني‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬هو‭ ‬شعب‭ ‬واحد‭, ‬وهذه‭ ‬الأرض‭ ‬هي‭ ‬أرض‭ ‬واحدة‭ ‬لها‭ ‬نفس‭ ‬اللغة‭ ‬والدين‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والقيم،‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مستغرباً‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬اليمنية‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬عقب‭ ‬تحرير‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬البريطاني‭ ‬في‭ ‬جنوبه،‭ ‬ومن‭ ‬الحكم‭ ‬الإمامي‭ ‬الجبروتي‭ ‬في‭ ‬شماله‭.‬ لكن‭ ‬الدعوات‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬اليمنيون‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬دائماً‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تلاقي‭ ‬معارضة‭ ‬شرسة‭ ‬من‭ ‬أعداء‭ ‬الوطن،‭ ‬فعملت‭ ‬هذه‭ ‬الشرذمة‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يستطيعون‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إفشال‭ ‬تحقيق‭ ‬الوحدة،‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يشهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬حين‭ ‬بنى‭ ‬الشهيدان‭ ‬إبراهيم‭ ‬الحمدي‭ ‬وسالم‭ ‬ربيع‭ ‬علي‭ ‬‮«‬سالمين‮»‬‭ ‬اللبنات‭ ‬الأولى‭ ‬لتحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬متفقين‭ ‬على‭ ‬التوقيع‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بثورة‭ ‬41‭ ‬اكتوبر‭ ‬المجيدة،‭ ‬لكن‭ ‬أعداء‭ ‬الوطن‭ ‬اغتالوا‭ ‬الشهيد‭ ‬إبراهيم‭ ‬الحمدي‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬اكتوبر‭ ‬7791م‭ ‬قبل‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬سفره‭ ‬إلى‭ ‬عدن‭ ‬لإعلان‭ ‬المبادئ‭ ‬الأولية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الوحدة،‭ ‬واستطاع‭ ‬أعداء‭ ‬اليمن‭ ‬وباستخدام‭ ‬رجال‭ ‬القبائل‭ ‬هدم‭ ‬مشروع‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬اليمنية‭ ‬المدنية‭ ‬الحديثة،‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬نفوذ‭ ‬القبيلة‭ ‬التي‭ ‬زرعت‭ ‬الجهل‭ ‬والتخلف‭ ‬في‭ ‬الوطن‭.‬ ولا‭ ‬يخفي‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬قاموا‭ ‬باغتيال‭ ‬مشروع‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬ورائدها‭ ‬الشهيد‭ ‬إبراهيم‭ ‬الحمدي،‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يعملون‭ ‬اليوم‭ ‬وبكل‭ ‬الوسائل‭ ‬على‭ ‬تمزيق‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬وحدته‭ ‬المباركة،‭ ‬تارةً‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬يرفعون‭ ‬الدعوات‭ ‬الانفصالية‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الأصوات‭ ‬النشاز،‭ ‬وتارة‭ ‬أخرى‭ ‬بصرف‭ ‬الرواتب‭ ‬لشيوخ‭ ‬القبائل‭ ‬والقادة‭ ‬العسكريين‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بنهب‭ ‬ثروات‭ ‬البلاد‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أراضيه‭ ‬وسرقة‭ ‬ثرواته‭ ‬لتحقق‭ ‬بذلك‭ ‬أهدافهم‭ ‬الخبيثة،‭ ‬وعلى‭ ‬طريقة‭ ‬‮«‬فرق‭ ‬تسد‮»‬‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬تمزيق‭ ‬الوطن‭ ‬اليمني‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كيان،‭ ‬ويتحقق‭ ‬بذلك‭ ‬المشروع‭ ‬الرجعي‭ ‬الهادف‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية‭ ‬الشاملة‭.‬ إن‭ ‬هذه‭ ‬الأيادي‭ ‬الخبيثة‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬بأعمالها‭ ‬هذه‭ ‬إلا‭ ‬طامعةً‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬هوانها‭ ‬وذلها‭ ‬وفسادها‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬عنه‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬ان‭ ‬الملوك‭ ‬إذا‭ ‬دخلوا‭ ‬قرية‭ ‬أفسدوها‭ ‬وجعلوا‭ ‬أعزة‭ ‬أهلها‭ ‬أذلة‭ ‬وكذلك‭ ‬يفعلون‮»‬ وهؤلاء‭ ‬الملوك‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬عرفناهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المواقع‭ ‬بمواقفهم‭ ‬المخزية‭ ‬تجاه‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭ ‬العربية،‭ ‬سواءً‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬الذي‭ ‬دعمت‭ ‬احتلاله‭ ‬وفتحت‭ ‬أراضيها‭ ‬وأجواءها‭ ‬لجيوش‭ ‬الاحتلال،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬سوى‭ ‬مبادرات‭ ‬الذل‭ ‬والخنوع،‭ ‬أو‭ ‬لبنان‭ ‬الذي‭ ‬طعنت‭ ‬المقاومة‭ ‬اللبنانية‭ ‬من‭ ‬ظهرها‭ ‬وعملت‭ ‬وما‭ ‬تزال‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬اللبنانية‭ ‬ضد‭ ‬المقاومة‭ ‬والقوى‭ ‬العربية‭ ‬والقومية‭ ‬الأخرى،‭ ‬مكرسةً‭ ‬بذلك‭ ‬لمنهج‭ ‬الخنوع‭ ‬والخضوع‭ ‬الهادف‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المشاريع‭ ‬القومية‭ ‬والتحررية‭ ‬لهذه‭ ‬الأمة‭.‬ لم‭ ‬يعد‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬الرجعية‭ ‬التي‭ ‬تربعت‭ ‬عرش‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالقاموس‭ ‬الصهيوأمريكي‭ ‬بدول‭ ‬الاعتدال،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أثبتت‭ ‬نجاحها‭ ‬بتقديم‭ ‬مبادرات‭ ‬الذل‭ ‬والاستسلام‭ ‬لأعداء‭ ‬الأمة،‭ ‬وهي‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬تقوم‭ ‬اليوم‭ ‬باستهداف‭ ‬الوحدة‭ ‬اليمنية‭ ‬والقضاء‭ ‬عليها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تغذية‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الواحد‭ ‬رافعة‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬تحرير‭ ‬الجنوب‮»‬‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬أبناء‭ ‬المحافظات‭ ‬الجنوبية‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يحملون‭ ‬مشروع‭ ‬الحلم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬المتجسد‭ ‬بالشعور‭ ‬الوحدوي‭ ‬والقومي‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬التاريخ،‭ ‬فالمواطن‭ ‬في‭ ‬المحافظات‭ ‬الجنوبية‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬المدنية‭ ‬والوحدوية،‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬نصب‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬التشطير‭ ‬أحد‭ ‬أبناء‭ ‬المحافظات‭ ‬الشمالية‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬المناصب‭ ‬السياسية‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬يمني،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الإيمان‭ ‬يقيناً‭ ‬أن‭ ‬اليمن‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬الواحد،‭ ‬وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مستغرباً‭ ‬أن‭ ‬أبناء‭ ‬المحافظات‭ ‬الجنوبية‭ ‬قد‭ ‬جسدوا‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬الوحدوية‭ ‬بأن‭ ‬كانوا‭ ‬السباقين‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬حلم‭ ‬الوحدة‭ ‬اليمنية‭ ‬وقدموا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التنازلات‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬اليمنية‭.‬ صحيح‭ ‬أن‭ ‬أبناء‭ ‬المحافظات‭ ‬الجنوبية‭ ‬ومعهم‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬عامةً‭ ‬ضحايا‭ ‬نظام‭ ‬7‭ ‬يوليو‭ ‬الذي‭ ‬انقلب‭ ‬على‭ ‬شراكة‭ ‬الوحدة‭ ‬وعلى‭ ‬جميع‭ ‬مبادئها‭ ‬السامية‭ ‬حين‭ ‬ربط‭ ‬الوحدة‭ ‬بالموت‭ ‬وأشعل‭ ‬حرب‭ ‬49‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬شخصية‭ ‬ضيقة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬سياسة‭ ‬الإقصاء‭ ‬والإلغاء‭ ‬للآخر،‭ ‬وهذا‭ ‬النظام‭ ‬عينه‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬اليوم‭ ‬بلا‭ ‬دم‭ ‬وبلا‭ ‬ضمير،‭ ‬لا‭ ‬يأنف‭ ‬أنه‭ ‬يستخدم‭ ‬السلاح‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬صعدة‭ ‬وردفان‭ ‬كي‭ ‬ينهب‭ ‬ثروات‭ ‬البر‭ ‬والجو‭ ‬والبحر‭ ‬لصالح‭ ‬حفنة‭ ‬من‭ ‬الحاشية‭ ‬الذين‭ ‬تقاسموا‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬ودماء‭ ‬أبنائه‭.‬ لكن‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الأفعال‭ ‬والجرائم‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬نظام‭ ‬7‭ ‬يوليو‭ ‬مبرراٍ‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬ثقافة‭ ‬الوحدة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬معاني‭ ‬الحياة،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية‭ ‬الأم؛‭ ‬لأننا‭ ‬إذا‭ ‬جردنا‭ ‬أنفسنا‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬الوحدة‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬أضفنا‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬مجداً‭ ‬لا‭ ‬يستحقه‭ ‬حين‭ ‬نربط‭ ‬الوحدة‭ ‬بشخص‭ ‬حاكمه‭ ‬المستبد‭.‬ إن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬أعداء‭ ‬اليمن‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬تحتم‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬الوقوف‭ ‬اليوم‭ ‬صفاً‭ ‬واحداً‭ ‬خلف‭ ‬راية‭ ‬الوحدة،‭ ‬التي‭ ‬بذلنا‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيقها‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نجسد‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬برفع‭ ‬راية‭ ‬التصالح‭ ‬والتسامح‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الواحد‭ ‬حين‭ ‬نعبر‭ ‬عن‭ ‬رفضنا‭ ‬المطلق‭ ‬للانفصال‭ ‬والانقلاب‭ ‬على‭ ‬الوحدة،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬مطالبنا‭ ‬جميعاً‭ ‬هو‭ ‬انفصال‭ ‬نظام‭ ‬7‭ ‬يوليو‭ ‬عن‭ ‬السلطة‭ ‬التي‭ ‬يمتلكها‭ ‬كل‭ ‬يمني‭ ‬وأن‭ ‬نسير‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬النضال‭ ‬السلمي،‭ ‬وبيد‭ ‬واحدة،‭ ‬حتى‭ ‬نستعيد‭ ‬جميع‭ ‬الحقوق‭ ‬المسلوبة‭ ‬والأراضي‭ ‬المنهوبة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬شخصنة‭ ‬الوطن‭ ‬وإعطائه‭ ‬التبعية‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يستحقه‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬نظام‭ ‬7‭ ‬يوليو‭ ‬الذين‭ ‬عاثوا‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬فساداً‭ ‬ومارسوا‭ ‬أفعالهم‭ ‬الخبيثه‭ ‬باسم‭ ‬الوحدة‭ ‬وهي‭ ‬منهم‭ ‬براء‭.‬ فالخطر‭ ‬قادم‭ ‬وأعداء‭ ‬اليمن‭ ‬يتربصون‭ ‬بهذا‭ ‬الوطن‭ ‬منتظرين‭ ‬الفرصة‭ ‬حتى‭ ‬ينقضوا‭ ‬مشعلين‭ ‬نار‭ ‬الفتنة،‭ ‬التي‭ ‬لو‭ ‬اشتعلت‭ ‬فلن‭ ‬تنطفىء‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬لكن‭ ‬شعار‭ ‬اليمن‭ ‬أولاً‭ ‬كفيل‭ ‬بألا‭ ‬تقوم‭ ‬لأعداء‭ ‬اليمن‭ ‬قائمة،‭ ‬ولذا‭ ‬سيكون‭ ‬شعارنا‭ ‬وحدويون‭ ‬حتى‭ ‬النخاع‭ ‬وليذهب‭ ‬نظام‭ ‬7‭ ‬يوليو‭ ‬إلى‭ ‬الجحيم‭. ‬