عبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا

رحـيـل‭ ‬صـامـت‮..‬ ‬لـقـائـد‭ ‬عـظـيـم

  • الوحدوي نت - هاشم علي عابد
  • منذ 15 سنة - Tuesday 21 October 2008
رحـيـل‭ ‬صـامـت‮..‬ ‬لـقـائـد‭ ‬عـظـيـم

خسر‭ ‬التنظيم‭ ‬الوحدوي‭ ‬الشعبي‭ ‬الناصري‭ ‬وخسرت‭ ‬اليمن‭ ‬وكل‭ ‬التوجه‭ ‬القومي‭ ‬مناضلاً‭ ‬وقائداً‭ ‬ميدانياً‭ ‬جسوراً‭ ‬هو‭ ‬الأستاذ‭ ‬المناضل‭ ‬عبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا‭ ‬الذي‭ ‬وافته‭ ‬المنية‭ ‬مساء‭ ‬السبت‭ ‬الموافق‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬2008م،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬الكائن‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬تعز‮.‬‭ ‬وقد‭ ‬ووري‭ ‬التراب‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬الموافق‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬رمضان‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬سبتمبر،‭ ‬في‭ ‬قريته‭ ‬بالأحكوم‮.‬
تلقى‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا‭ ‬دراسته‭ ‬الثانوية‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬ودراسته‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬بمصر‭ ‬عبدالناصر‮.‬‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬توجه‭ ‬سياسي‭ ‬غير‭ ‬التوجه‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬الناصري،‭ ‬وعاد‭ ‬الى‭ ‬اليمن‭ ‬كخريج‭ ‬جامعي‭ ‬قبل‭ ‬قيام‭ ‬ثورة‭ ‬الـ62‭ ‬من‭ ‬سبتمبر،‭ ‬والتحق‭ ‬موظفاً‭ ‬في‭ ‬المكتب‭ ‬الأمريكي‭ ‬بتعز‮.‬‭ ‬وعند‭ ‬قيام‭ ‬الثورة‭ ‬السبتمبرية‭ ‬عام‭ ‬1962م‭ ‬طلب‭ ‬للعمل‭ ‬مع‭ ‬الثورة‭ ‬كنائب‭ ‬لوزير‭ ‬الخارجية،‭ ‬وسلم‭ ‬له‭ ‬مكتب‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬تعز،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬تولى‭ ‬قطع‭ ‬الاتصالات‭ ‬مع‭ ‬الخارج‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬للثورة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬رافق‭ ‬الوفد‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬الى‭ ‬اليمن‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الثورة‭ ‬مسيطرة‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬والذي‭ ‬قام‭ ‬بزيارة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬والمدن‭ ‬اليمنية،‭ ‬وذلك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬مصر‭ ‬عبدالناصر‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التشكيكات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالثورة‮.‬‭ ‬وعندما‭ ‬عاد‭ ‬الوفد‭ ‬الدولي‭ ‬وقدم‭ ‬تقريره‭ ‬للهيئة‭ ‬الدولية‭ ‬بسيطرة‭ ‬الثورة‭ ‬على‭ ‬الأوضاع،‭ ‬بدأت‭ ‬تنهال‭ ‬الاعترافات‭ ‬بالثورة‭ ‬اليمنية‭ ‬وبالنظام‭ ‬الثوري‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬صنعاء‮.‬
كما‭ ‬عُين‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬لاحقة‭ ‬نائباً‭ ‬لوزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬ثم‭ ‬نائباً‭ ‬لوزير‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬ثم‭ ‬سفيراً‭ ‬لبلادنا‭ ‬في‭ ‬لبنان‮.‬
وفي‭ ‬الإطار‭ ‬الرسمي‭ ‬للعمل‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬عين‭ ‬مديراً‭ ‬لمصنع‭ ‬الغزل‭ ‬والنسيج‭ ‬في‭ ‬صنعاء،‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬نهضة‭ ‬إنتاجية‭ ‬وتسويقية‭ ‬كبيرة،‭ ‬حيث‭ ‬فتحت‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المصنع‭ ‬معارض‭ ‬التسويق‭ ‬في‭ ‬المدن،‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬دوراً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬التعريف‭ ‬بالمصنع‭ ‬والترويج‭ ‬لمنتجاته‭ ‬وبيعها‭ ‬للتجار‭ ‬مباشرة‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬للتعامل‭ ‬المركزي‭ ‬مع‭ ‬المصنع‮.‬‭ ‬وبعد‭ ‬إبعاده‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬مصنع‭ ‬الغزل‭ ‬والنسيج‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬آخر‭ ‬عهده‭ ‬للعمل‭ ‬مع‭ ‬الدولة،‭ ‬فنسيته‭ ‬الدولة‭ ‬والثورة‭ ‬معاًَ‮.‬
وفي‭ ‬إطار‭ ‬حرب‭ ‬التحرير‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬البريطاني‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬اليمني‭ ‬المحتل،‭ ‬كان‭ ‬للأستاذ‭ ‬المناضل‭ ‬عبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬التنظيم‭ ‬الشعبي‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬زميله‭ ‬المناضل‭ ‬عبدالله‭ ‬المجعلي،‭ ‬وتدعيم‭ ‬هذا‭ ‬التنظيم‭ ‬بالسلاح‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬شراؤه‭ ‬وتهريبه‭ ‬من‭ ‬الشمال‭ ‬الى‭ ‬الجنوب‭ ‬بجهود‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬عبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا‭ ‬وزميله‭ ‬عبدالله‭ ‬المجعلي،‭ ‬مع‭ ‬إرسال‭ ‬بعض‭ ‬الإعلاميين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الظروف‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬التنظيم‭ ‬الناصري‭ ‬في‭ ‬الشمال،‭ ‬مزودين‭ ‬بآلات‭ ‬طباعة‭ ‬ونسخ،‭ ‬الى‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬لمتابعة‭ ‬أخبار‭ ‬النضال‭ ‬المسلح‮.‬
وكان‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا‭ ‬من‭ ‬الداعيين‭ ‬بقوة‭ ‬الى‭ ‬عودة‭ ‬الوحدة‭ ‬لشطري‭ ‬اليمن،‭ ‬وله‭ ‬آراء‭ ‬ومواقف‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الصحف،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬يحدث‭ ‬أحياناً‭ ‬من‭ ‬مناقشات‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬النيابية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يحتل‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الوحدة‮.‬
وفي‭ ‬إطار‭ ‬العمل‭ ‬الشعبي،‭ ‬كان‭ ‬الأستاذ‭ ‬المناضل‭ ‬عبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬القلائل‭ ‬الذين‭ ‬يعون‭ ‬ويدركون‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬وانتشار‭ ‬المنظمات‭ ‬الجماهيرية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬والأنشطة‭ ‬والشرائح‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬لما‭ ‬تلعبه‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬المطالب‭ ‬وحفظ‭ ‬الحقوق‭ ‬وإسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬في‭ ‬مجالاتها‮.‬‭ ‬ولذلك‭ ‬كيان‭ ‬دائماً‭ ‬حاضراً‭ ‬وداعماً‭ ‬لتأسيس‭ ‬ووجود‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬النقابية‭ ‬منها‭ ‬أو‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬وغيرها‮.‬‭ ‬وحينما‭ ‬جاء‭ ‬نظام‭ ‬الحمدي‭ ‬بنظام‭ ‬التعاونيات‭ ‬كشراكة‭ ‬شعبية‭ ‬ورسمية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع،‭ ‬كان‭ ‬عبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا‭ ‬من‭ ‬مؤيديها‭ ‬ومشجعيها،‭ ‬ورأس‭ ‬بنفسه‭ ‬إحدى‭ ‬هذه‭ ‬الهيئات،‭ ‬وهي‭ ‬هيئة‭ ‬تطوير‭ ‬الحجرية،‭ ‬وقدم‭ ‬للناس‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬والخدمات،‭ ‬والتعاون‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬النكبات‭ ‬مثل‭ ‬نكبات‭ ‬السيول‭ ‬التي‭ ‬جرفت‭ ‬الاراضي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‮.‬
لقد‭ ‬كان‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا‭ ‬رجل‭ ‬حشد‭ ‬وتعبئة‭ ‬جماهيرية‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬قياساً‭ ‬بمن‭ ‬يتميزون‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا،‭ ‬ولديه‭ ‬قدرة‭ ‬عجيبة‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬الناس‭ ‬ومساعدتهم‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬مشاكلهم‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬حجمها‭ ‬ونوعها،‭ ‬ولم‭ ‬يلجأ‭ ‬أحد‭ ‬الى‭ ‬عبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا‭ ‬في‭ ‬مشكلة‭ ‬ما‭ ‬إلا‭ ‬وساعده‭ ‬على‭ ‬حلها‭ ‬ولو‭ ‬أنفق‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬جيبه‮.‬‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬عبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا،‭ ‬وهكذا‭ ‬عرفه‭ ‬الناس‭ ‬ميدانياً‭ ‬وشعبياً‭ ‬ووطنياً‮.‬‭ ‬إنه‭ ‬رجل‭ ‬المهمات‭ ‬الذي‭ ‬لايفشل،‭ ‬ومكنته‭ ‬هذه‭ ‬الشعبية‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬كنائب‭ ‬عن‭ ‬تعز‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬النيابية‭ (‬الشورى‭) ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الوحدة،‭ ‬وكان‭ ‬مثالاً‭ ‬للنائب‭ ‬الجسور‭ ‬الذي‭ ‬لايسكت‭ ‬عن‭ ‬باطل،‭ ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬تحدث‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬مواقفه‭ ‬وأثنوا‭ ‬عليها‮.‬
أما‭ ‬عن‭ ‬دوره‭ ‬السياسي‭ ‬الناصري‭ ‬فقد‭ ‬تشرب‭ ‬التجربة‭ ‬الناصرية‭ ‬وحمل‭ ‬الفكر‭ ‬الناصري‭ ‬مع‭ ‬وجوده‭ ‬ودراسته‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬عبدالناصر‮.‬‭ ‬وحينما‭ ‬نضجت‭ ‬وتبلورت‭ ‬فكرة‭ ‬تأسيس‭ ‬التنظيم‭ ‬الناصري‭ ‬قومياً،‭ ‬وزاد‭ ‬الاتجاه‭ ‬اليه‭ ‬بدعوة‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬الى‭ ‬قيام‭ ‬الحركة‭ ‬العربية‭ ‬الواحدة‭ ‬العام‭ ‬1963م‭ ‬تقريباً،‭ ‬كان‭ ‬عبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬من‭ ‬أسسوا‭ ‬التنظيم‭ ‬الناصري‭ ‬فرع‭ ‬اليمن،‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬اليمنية‭ ‬بالتنظيم‭ ‬الوحدوي‭ ‬الشعبي‭ ‬الناصري،‭ ‬وإلى‭ ‬جانبه‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المؤسسين‭ ‬للتنظيم،‭ ‬الأخ‭ ‬القائد‭ ‬المناضل‭ ‬عبدالله‭ ‬المجعلي،‭ ‬والأخ‭ ‬المناضل‭ ‬القائد‭ ‬عيسى‭ ‬محمد‭ ‬سيف‮.‬‭ ‬ولأن‭ ‬القائد‭ ‬المجعلي‭ ‬قد‭ ‬استشهد‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬مبكرة‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬النضال‭ ‬الناصري‭ ‬المنظم،‭ ‬وعبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا‭ ‬كانت‭ ‬تضطره‭ ‬ظروف‭ ‬السرية‭ ‬الى‭ ‬عدم‭ ‬الولوج‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬العمل‭ ‬السري‭ ‬حتى‭ ‬لايتعرض‭ ‬التنظيم‭ ‬للانكشاف‭ ‬وهو‭ ‬مازال‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬النمو‭ ‬والانتشار‭ ‬نتيجة‭ ‬لبروزه‭ -‬أي‭ ‬عبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا‭- ‬السياسي‭ ‬الواسع‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬اليمنية‭ ‬الذي‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬قاده‭ ‬وعرضه‭ ‬للسجون‭ ‬والمعتقلات،‭ ‬وكان‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬التنظيم‭ ‬عبر‭ ‬قنوات‭ ‬وقيادات‭ ‬محددة،‭ ‬ومثل‭ ‬المرجعية‭ ‬الأساسية‭ ‬للتنظيم‭ ‬والواجهة‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬للتنظيم‭ ‬عن‭ ‬توجيهاتها‭ ‬أو‭ ‬خدماتها،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬فضل‭ ‬للتنظيم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وإبراز‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬قياداته‭ ‬فعبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ليس‭ ‬منهم،‭ ‬لأنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬الفضل‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬زملائه‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬وبناء‭ ‬التنظيم‭ ‬وحضوره‭ ‬وانتشاره‮.‬‭ ‬لقد‭ ‬استفاد‭ ‬التنظيم‭ ‬أيما‭ ‬استفادة‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الوطني‭ ‬والشعبي‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يلعبه‭ ‬عبده‭ ‬نعمان‭ ‬كزعيم‭ ‬سياسي‭ ‬لايشق‭ ‬له‭ ‬غبار،‭ ‬ومثله‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬أو‭ ‬موقع‭ ‬في‭ ‬التنظيم‭ ‬لايمكن‭ ‬أن‭ ‬يتسع‭ ‬له،‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬دائماً‭ ‬هو‭ ‬صاحب‭ ‬الواجهة‭ ‬والمرجعية‭ ‬الاساسية‭ ‬للتنظيم‭ ‬لمرحلة‭ ‬طويلة‮.‬
ولقد‭ ‬حاول‭ ‬المناضل‭ ‬والقائد‭ ‬عبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا‭ ‬التصدي‭ ‬لحالات‭ ‬الخروج‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬نضال‭ ‬التنظيم‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬وحدته‮.‬‭ ‬وحينما‭ ‬اكتشف‭ ‬أن‭ ‬الخلاف‭ ‬ليس‭ ‬طبيعياً،‭ ‬وأن‭ ‬وراء‭ ‬الأكمة‭ ‬ما‭ ‬وراءها،‭ ‬أقفل‭ ‬عن‭ ‬المحاولة‭ ‬واستصوب‭ ‬موقف‭ ‬التنظيم‭ ‬الوحدوي‭ ‬الشعبي‭ ‬الناصري‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الخروج‭ ‬المحدود‮.‬
وحينما‭ ‬أدرك‭ ‬عبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا‭ ‬بوعي‭ ‬وقدرة‭ ‬السياسي‭ ‬المجرب،‭ ‬أن‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬الوطني‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬متاحة‭ ‬بالمقاييس‭ ‬والمعايير‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬ويؤمن‭ ‬بها،‭ ‬لزم‭ ‬بيته،‭ ‬ولم‭ ‬يتسبب‭ ‬بأي‭ ‬ضرر‭ ‬لأحد،‭ ‬وظل‭ ‬على‭ ‬موقفه‭ ‬هذا‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬حتى‭ ‬لزمه‭ ‬المرض‮.‬‭ ‬ورغم‭ ‬محاولته‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬مات‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬فرش‭ ‬مرضه‮.‬
رحم‭ ‬الله‭ ‬الأستاذ‭ ‬المناضل‭ ‬عبده‭ ‬نعمان‭ ‬عطا،‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭ ‬مع‭ ‬الشهداء‭ ‬والصالحين‭ ‬وحسن‭ ‬أولئك‭ ‬رفيقاً‮..‬‭ ‬إنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون‮.‬
__