شاعر التنظيم أحمد سعيد الشيباني في ذمة الله

  • الوحدوي نت - خاص
  • منذ 16 سنة - Friday 14 September 2007
شاعر التنظيم أحمد سعيد الشيباني في ذمة الله

شيع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري اليوم الجمعة شاعره الكبير أحمد سعيد الشيباني إلى مثواه الأخير ، في مقبرة ماجل الدمة في العاصمة صنعاء ، بعد أداء صلاة الجنازة على روحه الطاهرة في جامع الشهداء عقب صلاة الجمعة. وكان على رأس المشيعين الأخ سلطان حزام العتواني،أمين عام اللجنة المركزية للتنظيم، ونائبه الأخ على اليزيدي، والأمينين المساعدين، محمد مسعد الرداعي، وحميد ردمان عاصم ، وكذلك أعضاء الأمانة العامة وعدد كبير من أعضاء اللجنة المركزية للتنظيم ، وجمع غفير من أعضاء وأنصار التتنظيم ، وشخصيات قيادية من أحزاب اللقاء المشترك. وكذلك حشد من محبي الفقيد، وأهله
وكان الفقيد رحمه الله قد فارق الحياة ظهرامس الخميس، في غرفة العناية المركزة، التي أدخل إليها فجر يوم أمس على إثر نوبة قلبية حادة، أصابته في النزع الأخير من ليل الأربعاء.
هذا وسيقيم التنظيم عزاء للفقيد لمدة ثلاثة أيام في قاعة بلقيس الواقعة في شارع عشرين الفاصل بين الدائري الغربي ، وشارع هائل بالعاصمة صنعاء.
وكان التنظيم قد أصدر بيان عزاء ، ذكر فيه مناقب الفقيد ، ومراحله النضالية والأدبية، هذا نصه:


بيان نعي صادر عن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بوفاة المغفور له الشاعر أحمد سعيد الشيباني

بسم الله الرحمن الرحيم
( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)
  صد ق الله العظيم.
 
بقلوب معمورة بالإيمان بقضاء الله وقدره يحتسب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عند الحي القيوم شاعره الناصري الرقيق، المغفور له بإذن الله "أحمد سعيد الشيباني" الذي سمت روحه إلى عليين في يوم مبارك هو اليوم الأول من شهر رمضان – شهر التوبة والرحمة، الموافق الثالث عشر من سبتمبر 2007.
وإزاء هذا الحدث الجلل، تُعَزي الأمانة العامة للجنة المركزية نفسها وكافة قيادات وكوادر وأنصار التنظيم، كما تتقدم بأصدق العزاء، وعظيم المواساة لكافة أهل الفقيد وفي ومقدمتهم أبناؤه (جميل ونائف و بسام وباسم ورنا وسعيد)، وتخص بالمواساة أيضا كافة محبي الشاعر العظيم الذي قدم خلال حياته الشعرية لوحات متعددة الألوان، في التعبير عن قضايا فقراء الشعب الذين نبغ من وسطهم، ومؤازرة مواقف التنظيم الناصري الوطنية والقومية.
إن عيوننا تدمع، وقلوبنا تخشع، ونحن نودع شاعر الناصرية في اليمن، في هذه اللحظات المباركة، بيد أن قلوبنا وقلوب كل محبيه مطمئنة، لأن الله قد اختاره إلى جواره في هذا اليوم المبارك من الشهر المبارك، وذلك سر فوق مقدرتنا نحن البشر على الاطلاع عليه. فقد يحب الله عبدا من عباده بسبب علاقة خاصة بين الخالق والمخلوق، لا تكشف عنها الأفعال الظاهرة.
لقد عودنا الشاعر أحمد سعيد الشيباني على اختراق روتين الحياة الممل بالمفاجآت غير العادية في كل أعماله الشعرية وحياته الإنسانية، التي بدأها عام 1952، في قريته الفقير أهلها، المبدع شبابها، ليختتمها اليوم بشكل مفاجئ، وبدون استئذان في عاصمة دولة الوحدة، بعيدا عن مسقط رأسه في بني شيبة ( الشرق) – محافظة تعز، بل وبعيدا عن مقر عمله ومسكنه في مدينة الحديدة الهادئة.
من قرية (قحفة الشعبة) التي كان الفقيد يحب أن يسميها ( قرية القناديل) لما أنجبته من شباب مبدعين، بدأ الشاعر مسيرته الصعبة، وسط فقر مدقع، وجهل مطبق، حاول الخلاص منهما في صباه، كغيره من أبناء قضاء الحجرية، متوجها في بداية ستينيات القرن الماضي إلى عدن- مدينة الأحلام والآمال العظام- طلبا للعلم والرزق معا. بيد أن شظف العيش لم يمكنه من الالتحاق بالمدرسة، فلجأ إلى أسلوب التثقيف الذاتي، لينهل الثقافة بكل ألوانها الأدبية والسياسية، من كتب ومجلات كانت تزين مكتبة (الجيل) لصاحبها محمد سالم علي. وفي نفس هذه الفترة، التي كانت حافلة بالنضال ذي المرجعية الناصرية – فكرا وعتادا وعدة- ضد الاستعمار البريطاني، انغرست البذرة الأولى للفكر العروبي الناصري في عقله كغيره من الشباب، وظلت تلك البذرة تنمو وتكبر معه، حتى توَّجها بالانتماء للتنظيم الناصري في نهاية الستينيات على يد القائد الشهيد عبد الكريم منصر الشيباني.
ولقد دفعه انتماؤه الوطني للثورة اليمنية، إلى الالتحاق بسلاح المظلات، التابع لجيش ما كان يسمى بالشطر الشمالي، لكن الظروف القاسية التي عاشها هذا السلاح الرائد، والتي لم تكن تخلو من مؤامرة على الوطن وعلى جيشه العظيم، فاضطر البطل أحمد سعيد الشيباني إلى الانتقالي القسري إلى الشطر الجنوبي، إذ منحه نظام ما كان يسمى بـ" جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" رتبة ملازم أول.
ومنذ تحققت الوحدة اليمنية المباركة، وحتى وافته المنية، لم يتوقف الفقيد الشيباني عن مراجعة جهات الاختصاص في وزارة الدفاع لتمكينه من حقه في الراتب والرتبة العسكرية بالتساوي مع أقرانه في السلاح، لكنه غادر الدنيا، دون أن يتسلم راتبا ولا رتبة. مخلفا لأولاده ومحبيه إرثا عظيما من القيم والمبادئ، ومئات القصائد الشعرية الوطنية والقومية والعاطفية، تم تجميع بعضها في ديوانين الأول تحت عنوان ( متى نستريح)، والثاني تحت عنوان (طوق الريحان) الذي مازال حبيس دار عبادي للطباعة والنشر، لعدم تمكن الراحل من سداد تكاليف طباعته.
تغمد الله شاعرنا الناصري أحمد سعيد الشيباني بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنانه، وألهمنا وأهله ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 
صادر عن الأمانة العامة للجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري
صنعاء- 13 / 9 / 2007م