إفريقيا-الصومال-اليمن: وتيرة الاتجار بالبشر في ارتفاع مستمر

  • الوحدوي نت
  • منذ 16 سنة - Tuesday 04 September 2007
إفريقيا-الصومال-اليمن: وتيرة الاتجار بالبشر في ارتفاع مستمر

أفاد تقرير صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن حوالي 3,000 إثيوبي على الأقل وعدد غير محدد من الصوماليين الهاربين من الاقتتال الدائر في مقديشو وضواحيها قد تجمعوا في مدينة بوساسو للشروع في رحلة مليئة بالمخاطر عبر خليج عدن إلى اليمن.
وجاء في تقرير المفوضية بأن "الأحوال الجوية الرديئة، التي منعت زوارق المهربين من الإبحار في يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين، قد بدأت تتحسن ومن المتوقع أن تبدأ عمليات الاتجار بالبشر في الأيام القليلة المقبلة. ويستمر موسم التهريب هذا إلى شهر ديسمبر/كانون الأول.
وكان حوالي 367 شخص على الأقل قد لقوا حتفهم خلال رحلة العبور من بوساسو إلى عدن منذ شهر يناير/كانون الثاني 2007.
ويشتهر ميناء بوساسو بكونه نقطة إنطلاق بالنسبة للمهاجرين وطالبي اللجوء من شرق إفريقيا. ويأتي البعض من هؤلاء من مناطق نائية مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويسعى جلهم إلى العثور على فرص عمل في دول الخليج وخصوصاً في السعودية.
وأوضح مدير مكتب منظمة الهجرة العالمية بهارجيسا، يوليان سيركو، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن "عشرات الآلاف من الأشخاص يعبرون بوساسو في الموسم الواحد". وأضاف بأن "هذا الأمر لا يحصل في الخفاء، فالبنية التحتية اللازمة للاتجار موجودة والسلطات تستفيد من هذه الطريق".
ولخفض تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء، قامت منظمة الهجرة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتشكيل "لجنة مشتركة للهجرة" تتكون من هاتين المنظمتين ومنظمات أممية أخرى ومنظمات غير حكومية دولية. وستقوم اللجنة بوضع فرق من الموظفين الإثيوبيين والصوماليين في نقاط العبور المعروفة مثل توغ وجالي وبوراو ولاس أنود وغاروي وبوساسو بهدف تقديم المساعدات الطبية وتوفير إمكانيات العودة الطوعية للمهاجرين الأكثر ضعفاً. كما يهدف تشكيل اللجنة إلى التمكن من التمييز بين طالبي اللجوء الحقيقيين والمهاجرين العاديين وتجميع البيانات ورصد التنقلات وخط السير المتبع من قبل هذه الفئات.

الحلقة الإثيوبية

وقد تم تحديد محطات المراقبة هذه بعد المقابلات التي قامت بها منظمة الهجرة العالمية للحصول على المعلومات من العديد من المهاجرين الإثيوبيين المحتجزين في بوساسو العام الماضي. ففي الوقت الذي كان الجميع يعي المخاطر المحدقة بعملية عبور الزوارق من الصومال إلى اليمن، ألقت مقابلات منظمة الهجرة العالمية الضوء للمرة الأولى على الأخطار التي يواجهها الإثيوبيون أثناء مرورهم عبر أرض الصومال في طريقهم إلى بوساسو. فقد أوضحت هذه المقابلات اعتماد السماسرة طريقاً معروفاً يبدأ من شمال إثيوبيا عبر أديس أبابا وهرار وهرتيشيك وبعدها عبر أرض الصومال مروراً ببوراو. وذكر المستجوَبون بأن المهربين يضعونهم رهن الإقامة الجبرية في بيوت معينة لمدة قد تصل إلى أسبوعين في كل مرة في الوقت الذي يحاولون فيه [المهربونٍ] العثور على المزيد من المهاجرين للمشاركة في الرحلة، وقد يتركونهم جياعاً لمدة قد تصل إلى خمسة أيام. ويدفع المهاجرون حوالي 300 دولار للانضمام إلى الرحلة، وعادة ما يحصلون على هذه الأموال عن طريق سلفة يلتزمون بردها مضاعفة بعد الوصول إلى السعودية.

والمهاجر النموذجي من إيثيوبيا إلى بوساسو هو عبارة عن ذكر عازب وغير متعلم عادة ما يكون في بداية العشرينات من العمر ويسافر وحده. أما النساء فتسافرن عادة مع أقاربهن من الذكور، ويكن في منتصف العشرينات من العمر بالرغم من وجود حالات لوحظ فيها مشاركة فتيات صغيرات قد تصل أعمارهن إلى 15 سنة في هذه الرحلات. ويتم نقل المهاجرين بالحافلات أو السيارات الخاصة وفي كثير من الأحيان داخل شاحنات نقل المواشي. وأفاد المستجوَبون بأن السماسرة عادة ما يطلبون المزيد ثم المزيد من المال أثناء الرحلة، ومن يمتنع عن الدفع يتم تفتيشه وسلبه مما يحمل من مال.

نقود محفوفة بالخطر

وروى مزارع من شمال إيثيوبيا يبلغ من العمر 22 عاماً الطرق السادية التي يستعملها السماسرة لسحب الأموال من المهاجرين قائلاً: "يكون لدى السمسار حفرتين في الأرض، واحدة للنساء وواحدة للرجال. في البداية يطلب النقود بلطف، ومن يمتنع عن الدفع يتم وضعه في الحفرة وتهديده بإضرام النار. يضع رجال السمسار الحطب على جانبي الحفرة ويضعون المسافرين الممتنعين عن الدفع في الوسط، ثم يمسكون بشعلة النار ويبدؤون في الدوران حول الحفرة والقيام بحركات تدل على أنهم على وشك إضرام النار في الحطب المحيط بها. في هذه المرحلة يقوم الناس عادة بالدفع".
ولكن أخطر مرحلة على الإطلاق تتمثل في الجزء الأخير من الرحلة عندما يتم التخلي عن المسافرين في عرض الصحراء خارج بوراو لتدبر طريقهم إلى بوساسو
وحكت طالبة من شمال إيثيوبيا تبلغ 20 عاماً هذه التجربة قائلة: "تركونا مرميين في الصحراء. اعترضنا رحل صوماليون وسرقوا نقودنا. مشينا لمدة خمسة أيام لمحاولة العثور على الطريق المعبد، وبعد عناء طويل وجدنا مدينة كارلو. دفعنا 50,000 شيلينغ (3 دولارات) لسائق سيارة أجرة لتوصيلنا إلى بوساسو. أخبرنا السائق بأن نذهب إلى الجهة المقابلة من الحدود [بين أرض الصومال وبونتلاند] حيث سيلتقي بنا، ولكننا بمجرد أن غادرنا سيارته عاد أدراجه فاضطررنا للمشي لستة أيام للوصول إلى بوساسو".
ـــــــــــــــ
عن شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)