يعتبرونه غذاء طبيا لذيذ الطعم وغنيا بالطاقة الجنسية

الجراد يجتاح صنعاء والسياح الخليجيون يرفعون أسعاره

  • صنعاء - القدس العربي - من خالد الحمادي
  • منذ 16 سنة - Monday 13 August 2007
الجراد يجتاح صنعاء والسياح الخليجيون يرفعون أسعاره

اجتاحت حشرة الجراد العاصمة اليمنية صنعاء خلال اليومين الماضيين، بشكل كثيف وغير متوقع، حيث كانت التحذيرات تشير إلي إمكانية انتشارها في المناطق النائية والصحراوية في محافظات حضرموت ومأرب والمهرة، وكان مستبعدا تماما انتشارها في صنعاء.
وتحوّلت الليالي الصنعانية إلي فرصة لخروج بعض سكانها للشوارع والحدائق التي تتجمع فيها أسراب كثيرة من الجراد الصحراوي، وبالذات في المناطق الأكثر إضاءة وفي مقدمتها منطقة التحرير بقلب العاصمة صنعاء، حيث شهدت خلال الأيام الماضية ازدحاما شديدا وسباقا محموما من قبل السكان علي اصطياد الجراد الذي تجمّع في بعض أحيائها بشكل كثيف.
وذكر شهود عيان لـ القدس العربي أن العديد من مناطق العاصمة صنعاء شهدت منذ نهاية الأسبوع الماضي اجتياحا كبيرا للجراد الصحراوي، منها مناطق السبعين والجََراف والتحرير والحدائق العامة وغيرها، وبالتالي دفعت بالكثير من سكان صنعاء إلي اقتناص الفرصة لاصطيادها وإحياء هذه العادة اليمنية.
الحاج علي مسعد، شيخ في الستينيات شوهد وهو يتسابق مع الشباب في ميدان التحرير بصنعاء لاصطياد أسراب الجراد، قال إنه يقوم بذلك لاقتناص فرصة الحصول علي مادة غذائية جيدة من الجراد مجانا، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل مهول وفي مقدمتها اللحوم والمواد التي تحتوي علي الفيتامينات.
وذكر أن الجراد كان يعتبر في نظر اليمنيين القدامي من المواد الغذائية المميّزة ويضاهي في قيمته الغذائية اللحوم ويشبه الجمبري في مذاقه كما في إعطائه طاقة (جنسية) قوية لآكليه كما يعتقد البعض، ويعتبر الجراد من المواد الغذائية اللذيذة بعد تحميصه وقليه بالزيت مع بعض البقوليات.
هذه المعتقدات أو العادات اليمنية عززت حب الفضول لدي السياح الخليجيين والسعوديين تحديدا الذين يتواجدون بكثرة هذه الأيام في اليمن، ودفعت الكثير منهم إلي شرائه بأسعار باهظة وفقا للعرض والطلب.
وذكر أحد البائعين للجراد أنه باع مجموعة منها في بداية الأمر بنحو ألف ريال، لأحد السياح السعوديين، وبعد أن اشتد الإقبال عليه من قبلهم باع آخر دفعة لديه بنحو خمسة آلاف ريال (حوالي 25 دولارا)، لعدم توفره بكثرة حين بيعه لتلك الكمية.
السياح الخليجيون اندفعوا لشراء الجراد من اليمنيين ربما لإشباع رغبتهم في معرفة هذه الحشرة المفضّلة لدي اليمنيين، التي هي في باقي دول العالم من الآفات القاضية علي الزراعة، وربما اندفعوا لذلك لمعرفة مدي قوة قيمتها الغذائية ومدي صحة المعتقدات القائلة بأنها تقوّي (الباءة) وتمنح آكليها طاقة جنسية كبيرة.
وذكر موقع (26 سبتمبر نت) الإخباري الرسمي أن انتشار الجراد في مدينة صنعاء هذه الأيام خلق بدعة تجارية لدي اليمنيين وهي (تجارة الجراد).
ونسب إلي البائع الشاب عرفات عبد الولي قوله أنا هذه الأيام اجمع الجراد في قوارير فارغة للمياه المعدنية لبيعها للراغبين، حيث أبيع الجرادة الواحدة بعشرة ريالات وقارورة المياه المعدني يتفاوت سعرها من 300 إلي 500 ريال ولكن في بعض الأحيان يأتي إلينا سياح خليجيون ومنهم سعوديون بعد العصر ويشترون قارورة الجراد بألف ريال وأكثر من ذلك .
أفضل الأوقات لالتقاط أو اصطياد الجراد فترة المساء أو في وقت متأخر من الليل، لان الجراد في هذه الأوقات يكون هادئا ولا يتطاير بسرعة. ويدنو او يتساقط أحيانا إلي الأرض، حيث يسهل تجميعه ويتسابق الناس علي اصطياده بواسطة الشال (الغترة).
الحاجة فاطمة، 70 عاما، قالت وهي تحمل في يديها مجموعة من الجراد نحن منذ زمان نأكل الجراد وكنا نذهب إلي أماكن تواجده في الصباح الباكر ونقوم بتجميعه في وعاء كبير ونضعه في التنور بعد ان ننتهي من الخبز ونقليه ونأكله في أي وقت، فجميع اليمنيين في ذلك الوقت كانوا يحبون أكل الجراد ويفرحون بقدوم موسمه .
وأشارت إلي أن اليمنيين كانوا يعتقدون أن الجراد علاج لكل داء، للنظر والسكر ومرض البطن ولكل شيء، لان الجراد يأكل ويتغذي من جميع الأشجار ومن كل الدول، ونحن نأكله لأن فيه فوائد كثيرة جداً .
إلي ذلك ذكرت أفراح محمد أن الجراد منتشر بشكل كبير في صنعاء هذه الأيام وقالت أنا أعيش في صنعاء منذ 11 عاما وعمري ما شفت الجراد منتشر بهذا الشكل وبهذه الكميات الكبيرة .
وأضافت الله سبحانه وتعالي إذا أراد أن يعذب قوما يرسل عليهم الجراد والقمل والضفادع، لكن بالنسبة لنا نحن اليمنيين نجد أن الجراد نعمة من نعم الله لا نقمة، فاليمنيون يفرحون به ويستمتعوا بأكله، كما أن البعض في هذه الأيام يسترزق منه .
أحد الموظفين في حديقة السبعين ذكر أن الجراد طار في العديد من الدول المجاورة لليمن، أكل فيها الأخضر واليابس ولكن اليمنيين لم يعطوه فرصة لأن أكل شيئا وأكلوه قبل أن يأكل زراعتهم، فاغلب من يأتي إلي الحديقة هذه الأيام تراهم حاملين في أيديهم أوعية معبأة بالجراد، والكل يلاحق الجراد الكبار قبل الصغار