البركاني يدعو الجمعية البرلمانية الآسيوية إلى الوقوف بمسؤولية تجاه ما يعانيه الشعب اليمني

  • الوحدوي نت - متابعات
  • منذ 4 سنوات - Sunday 15 December 2019
البركاني يدعو الجمعية البرلمانية الآسيوية إلى الوقوف بمسؤولية تجاه ما يعانيه الشعب اليمني

دعا رئيس مجلس النواب، سلطان البركاني، الجمعية البرلمانية الآسيوية الى الوقوف بمسؤولية تجاه الشعب اليمني وما يعانيه من مآسي إنسانية جراء الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الإنقلابية منذ سنوات والعمل من أجل تطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها القرار رقم (2216) . الوحدوي نت
وقال في كلمته التي القاها في افتتاح أعمال الجلسة العامة الـ12 للجمعية البرلمانية الآسيوية، التي بدأت السبت في مدينة أنطاليا التركية وتستمر حتى ستة أيام، أن الشرعية عرضت السلام على ميليشيا الحوثي الإنقلابية وذهبت للتفاوض وقدمت التنازلات على الرغم من انقلابهم على الجمهورية والديمقراطية ، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والقرارات الاممية ، واستيلائهم على مؤسسات الدولة في انقلاب صارخ على السلطة الشرعية الدستورية التي حظيت باجماع وتأييد دولي و إقليمي بقياد الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية.
وأستدرك "غير أنهم لم يردوا التحية بمثلها وما زالت طاحونة الحرب دوارة عاصفة بإصرار منهم وبدعم من إيران" .. مؤكداً أن الشعب اليمني سوف يتغلب على محنته وسيساهم من موقع الإيمان والتحدي بصناعة السلام في اليمن وفي محيطنا بقدرما يستطيع، ولكن بعزيمة أشد وبتصميم لا يلين ".
وأضاف بحسب (سبا) "أن نظام إيران السياسي بما يحمله من مطامع وراءها أوهام وأمراض نفسية، خلق جحيما مرعبا في اليمن كما في بلدان ُأخرى في الجوار" .

وفيما يلي نص الكلمة :

أتقدم بالشكر والتقدير للجمعية الوطنية الكبرى في تركيا وأمانتها العامة على حسن الاستقبال وكرم الضيافة والإعداد والتنظيم الجيد لإنجاح أعمال الجلسة العامة ، والشكر موصول لحكومة وشعب تركيا على استضافه هذا الاجتماع .
ويشرفني أن أكون بينكم اليوم لمشاركتكم أعمال الجلسة العامة ال 12 للجمعية البرلمانية الآسيوية والذي يأتي انعقادها في مدينة أنطاليا التركية في ظل ظروف معقدة تعيشها الكثير من بلداننا الآسيوية، وفي كل الأحوال فأن انعقاد هذا الجلسة.
يعد في اعتقادي خطوة هامة رغم كل الصعوبات والإشكاليات التي تعيشها الكثير من البلدان الآسيوية في حاضرنا اليوم، ومع كل ذلك فأننا نتطلع من خلالها المض ي الى آفاق التعاون والمحبة والنهوض بمسؤولياتنا التي ينبغي أن ننطلق من خلالها لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا.
نعم أيها الزملاء : إذا كانت هذه الجلسة تنعقد اليوم تحت شعار( دور التعاون متعدد الأطراف بين البرلمانات الآسيوية ) فأنها قد وضعت النقاط على الحروف ، وما أحوجنا اليوم اكثر من أي وقت مض ى الى أن نعزز التعاون البناء والمثمر بين برلماناتنا الآسيوية ونواجه المخاطر التي تحدق بنا ونسعى الى إيجاد سبل التواصل والتعاون والمحبة بين بلداننا وشعوبنا.

أيتها السيدات والسادة :
احيكم باسم البرلمان اليمني الذي اتشرف برئاسته، أحدثكم باسم بلادي اليمن الواقعة في الزاوية الجنوبية الغربية من قارتنا الأكبر والأعرق آسيا، القارة التي أهدت البشرية الحكمة، حكمة كونفوشيوس وبوذا وسواهما من الملهمين العظام.
وهي القارة التي نزلت فيها الرسالة السماوية لتخرج الناس من الضلالة إلى الهدى ومن الظلم إلى العدل ومن الطغيان إلى السلام .
السلام ذلك الرجاء العظيم الذي أقيمت جمعيتنا هذه لكي ترفع رايته وتدافع عنه وتعمل على التعاون مع الشعوب ا ُلمحبة للسلام لتأمين ال ُسبل الكفيلة بأن يسود قارتنا ويضلل عالمنا.
وليس من مرية أن هذا الرجاء ألهم الذين بادروا إلى تأسيس رابطة البرلمانات الآسيوية في 1999 , وأنهم حين فكروا وقرروا ووضعوا الأسس الأولى لهذا الصرح كانوا ينشدون السلام كغاية وضرورة في نفس الوقت.
إن السلام غاية في ذاته من أجل توفير دماء ومعاناة ضحايا الحروب والعنف، لكن السلام أيضا ضرورة كي يتفرغ الإنسان للبناء والتقدم وتحقيق الرخاء والرفاه.
ومن العرفان أن نوجه التحية للذين بادروا والذين سارعوا إلى تلبية النداء.
لكن علينا أن نعترف أن شعار تعزيز السلام الذي اختاروه للرابطة قد مال عن الحقيقة أو أنه اغترب بعيدا عنها وحاول أن يخفي وينكر أن ثمة حروبا تشتعل وأن دماء تغرق وأرواحا تزهق وأشلاء تتناثر.
حينها لم تكن افغانستان قد خلعت عن جسدها رداء الحرب وهي لم تخلعه حتى اليوم. وحينها كان العراق جريحا نازفا و اقعا تحت الحصار ، وكانت القنابل تنفجر في كشمير وفي بلدان أخرى عديدة .
ولقد كان على الذين وضعوا اللبنات الأولى لمنظمتنا أن ينظروا إلى اهمية إطفاء النيران وصد العواصف بدلا عن الكلام عن تعزيز سلام حضوره مثل خيال مماته . كانت العواصف والرياح والرمال والحرائق تهب وتزأر.
مع هذا فقد مثلت البداية إلهام من الرحمن وإذنا منه بأن نلتقي على اختلاف عقائدنا ومذاهبنا وأعراقنا وبلداننا لكي نبرهن على أن التعايش ممكن وأن الحياة الآمنة الزاهرة ليست مستحيلة.
ولا بأس أن نعترف بأننا اخفقنا حتى هذه الساعة غير أن واجبنا أن نصمم على أن ننتصر في الغد وفي الغد القريب.
حتى هذه الساعة ما زلنا نرى الحرائق ملء الأرض والأدخنة ملء السماء بل إن خيالنا يسترجع فظائع تجرح الضمير، من بينها تلك التي ارتكبت في حق الأقليات بالعراق وسوريا بعد أن اطلت داعش بقروتها.
ولا ننسى مأساة النساء الأزيديات ، ومثلها مأساة الروهنجيا في ميانمار وبشاعة الفعل ضد نسائها ورجالها واطفالها وشيوخها على مرمى ومسمع من العالم وكل تلك الافعال انفة الذكر تكفي لأن يحمر وجه الإنسانية خجلا ،فإن ذلك القبح لم تشهده أشد عهود التاريخ ظلاما ورجعية.
نعم أن حروب مدمرة تضطرم نيرانها في بلدي وفي سوريا منذ سنوات وفي هذه اللحظة التي نجتمع فيها الأن أكلت الأخضر واليابس وأهلكت الحرث والنسل.
وأقر معكم أنا لا نستطيع بالبنادق والمدافع الذود عن الفضيلة والدفاع عن الشرف وصيانة الأنفس والأموال.
إن واجبنا أن نمارس في بلداننا حملات التثقيف والتوعية لتحصين شعوبنا من النزوات والعدوانية ومن شرور التعصب ، وقد تقولون وعندكم الحق أن هذا ليس دور البرلمانات وإنما مهمتها سن التشريعات ومراقبة السلطة التنفيذية.
ولكن ثمة طيفا من الفضيلة يملأ قاعات البرلمانات باعتبارها مجمعا للعقول المتقدة ، وهي من هذه القيمة قادرة على أن ُتنير الدروب وتوجه السائرين في مرحلة عصيبة تتعرض عندها أكثر بلداننا لأذى كبير من قوى اقليمية ودولية تجاهد بحمية لابتزاز الشعوب دون تفكير عميق ودون حساب دقيق للنتائج التي سترتد عليها والمصائر التي ستنتهي إليها .

أيتها السيدات والسادة :
عليا أن ُأصارحكم من قلب يقطر مرارة أن بلادي مثل بلدان كثيرة في غرب ووسط آسيا تتعرض لهذا الأذى من دولة جوار.
وليس يخالجني شعور بالحرج أن اسمي الأشياء بمسمياتها وأن ُاشير بالأصابع إلى ايران .. إيران بنظامها وليس بشعبها .
إن ايران الشعب صديق لنا بحقائق التاريخ وهو جارنا بحقائق الجغرافيا ، لكن نظامه السياس ي طارئ علينا وعليه بما يحمله من مطامع وراءها أوهام بل أمراض نفسية.
إن تلك الأوهام خلقت جحيما مرعبا في اليمن كما في بلدان ُأخرى في الجوار غير أن لدينا تصميم أن نخمد النار ونزيح الرماد ونروي التربة ونزرع الزهور و نأخذ غصن الزيتون ونلوح به لأبناء الشعب الإيراني ، اليوم وهم تحت الطغيان وغدا عندما يتحررون.
إننا عرضنا السلام على أبناء جلدتنا في صنعاء وذهبنا إلى التفاوض وقدمنا التنازلات على الرغم من انقلابهم على الجمهورية والديمقراطية ، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والقرارات الاممية ، واستيلائهم على مؤسسات الدولة في انقلاب صارخ على السلطة الشرعية الدستورية التي حظيت بأجماع وتأييد دولي و إقليمي بقياد فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية.
غير أنهم لم يردوا التحية بمثلها وما زالت طاحونة الحرب دوارة عاصفة بإصرار منهم وبدعم من إيران.

أيها الأعزاء : لعلي أقول لجير اننا في طهران أن الجنون وخيم العواقب ، للأفراد كما للأنظمة السياسية .
وأقول لكم أيتها السيدات والسادة : أن الألم قوة خلاقة وأن شعبنا سوف يتغلب على محنته ثم إنني اعدكم وعدا جميلا بأن الشعب اليمني سوف يساهم من موقع الإيمان والتحدي بصناعة السلام في بلدنا وفي محيطنا بقدرما يستطيع ، ولكن بعزيمة أشد وبتصميم لا يلين.

أيتها السيدات والسادة :
انطلاقا من إيماننا العميق بعدالة قضيتنا وضرورة إحلال السلام لشعوبنا التواقة للأمن والاستقرار والتنمية المستدامة فأني أجد بأن حتمية الوضع تقتض ي ترجمة شعار انعقاد الجلسة العامة ال 12 للجمعية البرلمانية الآسيوية (دور التعاون متعدد الأطراف بين البرلمانات الآسيوية) الى واقع ملموس وتعد الآليات المناسبة لذلك كي ُيكتب لاستمرارنا النجاح ، وتنعم بلداننا بتحقيق الأهداف المرجوة من انشاء هذا التجمع وغايات انعقاد هذا الاجتماع .
وإني لادعوكم وشعوبكم الى الوقوف بمسؤولية تجاه الشعب اليمني وما يعانيه من مآس ي إنسانية جراء الحرب الجائرة ، والعمل من أجل تطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها القرار رقم (2216) . كما أن هناك قضية قد أرقت العلم وظلت حية في المحافل الدولية جميعها خلال سبعه عقود هي القضية الفلسطينية وماساه شعب بكاملة في الداخل والشتات تتعمق جروحه يوما بعد يوم لأن الصلف الاسرائيلي ضرب بكل القرارات والقوانين الدولية عرض الحائط ، فدمر البنى والانسان ، ودمر السلام وكل النوايا الخيرة الساعية له والآمال التي كانت تنشده مدى العقود الماضية ، وهنا فأني أدعوكم للوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة والعمل من أجل إقامة دولته على تر ابة الوطني وعاصمته القدس الشريف .