في مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية

عبدالملك المخلافي: نتطلع إلى دور صيني فاعل في إحلال السلام وإعادة الإعمار في اليمن

  • الوحدوي نت - خاص
  • منذ 5 سنوات - Saturday 24 November 2018
عبدالملك المخلافي: نتطلع إلى دور صيني فاعل في إحلال السلام وإعادة الإعمار في اليمن

الوحدوي نت

اكد عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبدالملك المخلافي على عمق العلاقات اليمنية الصينية والتي تجمع أقدم الحضارات البشرية، وترتبط بالعصر الحديث بعلاقات سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية متميزة، باعتبار ان اليمن يعد ثاني بلد عربي يقيم علاقات مع جمهورية الصين الشعبية.

وقال المخلافي في كلمة التنظيم الناصري الخميس أمام مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية (الدورة الثانية)، ان التعاون بين الصين واليمن مستقبلا له آفاق جيدة، بالنظر الى موقع اليمن الاستراتيجي على طريق الحرير بريا وبحرا كون اليمن تشرف على اهم المضايق البحري، وان ذلك سيخلق فرص كبيرة لتعزيز وتطوير علاقة البلدين، عقب استقرار الوضع وانهاء الانقلاب والحرب التي اشعلتها مليشيات الحوثي الانقلابية.

وفي المؤتمر الذي شارك فيه (68) عضواً من القادة السياسيين العرب، بالإضافة إلى عدد من قيادات الحزب الشيوعي، ضمن فعاليات مؤتمر "طريق الحرير البحري" الذي دعا إليه الرئيس الصيني شي جين بينغ، واقترح مبادرته في العام 2013، أشاد المخلافي بفكر الرئيس الصيني الذي يعد نقلة نوعية في العلاقات الدولية من اجل التعايش والازدهار والسلام لصالح الصين والشعوب الاخرى.

كما اشاد المخلافي - وهو نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية السابق - بموقف جمهورية الصين الشعبية تجاه الشعب اليمني وشرعيته المتمثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، ودعمها للسلام العادل في اليمن والقائم على اساس المرجعيات الثلاث، وكذا ما تقدمه الصين من دعم غذائي وصحي ودعمها للطلاب اليمنيين للدراسة في الصين، وقال ان ذلك سوف يسجل بأحرف من نور وسينعكس إيجابيا على العلاقات بين البلدين. معبرا عن تطلعه لان تلعب الصين دورا في اعادة الإعمار في اليمن مستقبلا .

 (الوحدوي نت) ينشر نص الكلمة..

 الأصدقاء والرفاق الأعزاء قيادة الحزب الشيوعي الصيني

السيدات والسادة

في البداية اعبر عن سعادتي لحضور هذا الاجتماع الناجح والهام لمؤتمر الحوار الثاني بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية ممثلا للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في اليمن الصديق الحميم للحزب الشيوعي الصيني وأتشرف ان انقل لكم تحيات قيادة التنظيم وأمينه العام ولجنته المركزية .

أيها السيدات والسادة :

ان طريق الحرير القديم هو طريق تجاري، ولذلك فان مبادرة بناء الحزام مع الطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جن بينغ عام 2013 م  والتي هي محور اجتماعنا لم تكن فقط تعبير ٓعلى الرغبة في احياء طرق التجارة القديمة التي قامت عليها الحضارة الإنسانية الأولى ولكن ايضا تعبير عن فكر جديد في العلاقات الدولية يضع التجارة والمنافع المتبادلة والمصالح والسلام محل الهيمنة والتدخل في الشوون الداخلية التي درجت عليها الدول الإمبريالية الكبرى ،

تقدم جمهورية الصين الشعبية من خلال فكر الرئيس بينغ نقلة نوعية في العلاقات الدولية من خلال مبادرة الحزام مع الطريق نفخت الابواق لسعي الصين الى تعزيز التعاون مع الدول المعنية في كافة المجالات ، وجعلت من التطور والتنمية التي حققتها الصين في مختلف المجالات لصالح البشرية كلها وخاصة الشعوب الفقيرة وتلك الواقعة في إطار الحزام والطريق .

السيدات والسادة

ان ادراج فكر الرئيس الصيني في ديباجة الدستور الصيني يعكس التطلعات المشتركة للحزب الشيوعي الصيني بكامله وجميع أفراد الشعب الصيني من كافة المجموعات القومية  من اجل التعايش والازدهار والسلام لصالح الصين والشعوب الأخرى ، ان مقررات الحزب الشيوعي الصيني الصديق في المؤتمر الوطني ال19 للحزب الذي عقد في أكتوبر الماضي ، يعد الانجاز الأحدث في تطويع الافكار الاشتراكية لتتكيف مع السياق الصيني، ومكون هام للنظام النظري للاشتراكية ذات الخصائص الصينية ، والذي جرى تبنيه من قبل الدورة الأولى للمجلس الوطني ال13 لنواب الشعب الصيني بأغلبية ساحقة، واضيف في ديباجة الدستور، جنبا إلى جنب مع النظريات التوجيهية الأخرى التي يلتزم بها الحزب مثل الماركسية-اللينينية وفكر ماو تسي دونغ ونظرية دنغ شياو بينغ ونظرية التمثيلات الثلاثة ، كما ان تبني فكرة بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية يعكس الاهتمام بالبشر وليس بالذات فقط بعيدا عن عقلية الانقسام ، والذي من شانه ان يساعد في بناء عالم أفضل وتحرير الشعوب من الخوف والفقر والعزلة ، وعدم التوازن في التنمية بين الشمال والجنوب، كما يلجم الفجوة الكبيرة في الثروة والانقسام الرقمي والارهاب ونقص الأمن الالكتروني وغير ذلك والتي تعيق خطواتنا تجاه إقامة عالم أفضل ، لذلك علينا تبني طريق التنمية والانفتاح متبادلة النفع ، ان كل هذه التطورات في التجربة الصينية تضع البشرية امام نموذج ملهم يعطي للشعوب فكرة عن نفسها وقدرتها على التطور اذا ما استندت على تراثها وفكرها والفكر الإنساني بعامة وتجربتها الذاتية مع روح مشبعة بالإنسانية وقيادة تاريخية مبدعة قادرة على صياغة مشروع جديد للنهوض ، ان مبادرة الحزام والطريق تنطلق من ان معالجة التحديات العديدة التي تواجه البشرية والتي لايمكن لاي دولة معالجتها لوحدها ، ويجب البحث في فكر جديد بشأن الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام والذي سوف يساعد في تدعيم الحوكمة الأمنية العالمية في العقود القادمة، فى الوقت الذي يجب فيه نبذ عقلية التفكير الاحادي ويجب ان تفسح الحمائية والاقصاء والعزل الطريق أمام التجارة متعددة الأطراف والتعاون المربح للجميع وتنسيق السياسات الكلية.

ان المنهج الصحيح لخلق علاقات دولية صحية هو الاتصال بدلا من المواجهة.

ان السلام والتنمية يدعمان ويعززان بعضهما البعض. وان السلام شرط مسبق للتنمية، في الوقت الذي تحمل فيه التنمية المستدامة مفتاح الحماية ضد الفوضى وحماية السلام.

وفى مجتمع مصير مشترك للبشرية، يتعين إزالة الحواجز الثقافية، مع احترام الخصوصيات حيث يمكن للعديد من الحضارات الازدهار والنمو في تناغم بدلا من الصراع

السيدات والسادة

 آن العلاقة اليمنية الصينية في اطار العلاقات العربية الصينية والتي تجمع اقدم الحضارات البشرية علاقة قديمة وضاربة جذورها في أعماق التاريخ، حيث تعود هذه العلاقة الى آلاف السنين وحيث اتسمت على الدوام بالتواصل الحميم عبر طريق الحرير القديم الذي يمر من شواطئ الصين الى شواطئ اليمن ومنها عبر طريق الحرير العربي الممتد من اليمن الى الشام ومن الشام الى مصر وشمال افريقيا والى بقيه بلدان وشعوب جنوب أوروبا.

ان من الشواهد على عمق العلاقة التاريخية بين البلدين إرسال الإمبراطور الصيني (تشودي) البحار المسلم (تشن خه) على راس أسطول تجاري يتجاوز 100 سفينة ضخمة بغرض تعزيز العلاقات التجارية والدبلوماسية بين الصين وقارتي آسيا وأفريقيا والذي وصل الى ميناء مدينة عدن في عام 1416 م ومازال النصب التذكاري للبحار الصيني (تشن خه) في عدن شاهد للعيان على متانة علاقة البلدين حتى يومنا هذا.

السيدات والسادة

ان الجمهورية اليمنية ترتبط في العصر الحديث مع جمهورية الصين الشعبية بعلاقات سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية وصحية وشبابية متميزة حيث كانت اليمن ثاني بلد عربي أقام علاقات مع جمهورية الصين الشعبية ، كما ان موقعها الهام على طريق الحرير البري والبحري الذي يشرف ايضا على اهم المضايق البحرية (مضيق باب المندب) والذي يربط بين الشرق والغرب مرورا من المحيط الهندي والبحر العربي الى البحر الاحمر ومن ثم الى انحاء العالم، كما ان شواطئها وموانئها البحرية الممتدة بطول 2500كم على المحيط الهندي والبحر العربي وخليج عدن، وكذلك على البحر الاحمر، متمثلا بموانئ المكلا في حضر موت وميناء شبوة وجزيرة سقطرى وميناء العاصمة الموقتة والاقتصادية عدن ومنطقتها الحرة وميناء المخا ، وميناء الحديدة يجعل منها موقعا هاما ومتميزا، فعلى الرغم من انه رابط بين الشرق والغرب ، فأنها ايضا يتميز بقربة من شواطئ وموانئ شرق افريقيا، حيث تصل المسافة بين بعض الموانئ اليمنية وموانئ بعض دول شرق افريقيا ب25 كيلو متر فقط.

 ونعتقد ، وهذا سيأتي بفرص كبيرة لتطوير وتعزيز علاقة البلدين ، وبعد استقرار الوضع وانهاء الانقلاب والحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابين حيث ستتعزز وتتطور العلاقات الاقتصادية والتنموية وستتوسع الاستثمارات الصينية في اليمن ، وستصبح آفاق التعاون العملي بين البلدين أوسع. ولاشك آن وقوف جمهورية الصين الشعبية ٬مع الشعب آليمني وشرعيته الدستورية  ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي في هذه الظروف ودعمها للسلام العادل ٬القائم على اساس المرجعيات الثلاث [المبادرة آلخليجية ومحرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الامن ذات الصلة وخاصة القرار 2216 والدور المتنامي للدبلوماسية الصينية من اجل احلال السلام في اليمن ودعم جهود المبعوث الدولي وموقفها المساند والداعم للشرعية في مجلس الأمن والمحافل الدولية وكذا ما تقدمه الصين من دعم غذائي وصحي ودعمها للطلاب اليمنيين للدراسة في الصين سوف يسجل بأحرف من نور وسينعكس إيجابيا على العلاقات بين البلدين بل ان البضاعة الصينية الجيدة والرخيصة الثمن أسهمت بصورة كبيرة في تخفيف معاناة اليمنين جراء الفقر والحرب وننظر بتطلع الى دور الصين في اعادة الإعمار في اليمن مستقبلا

 في الاخير اود ان اشير الى ان الجمهورية اليمنية تعتبر محطة مهمة في طريق الحرير البري والبحري منذ القدم وله مميزات جغرافية خاصة في بناء طريق الحرير البحري في القرن الواحد والعشرين ، ونعتقد ان استراتيجية " الحزام مع الطريق" ستأتي بفرص جديدة للتعاون اليمني الصيني بما يعزز ويطور علاقة البلدين بشكل اكبر ، في كافة المجالات. ان مبادرة الحزام والطريق هي مبادرة الحضارة البشرية الجديدة الأكثر إنسانية وتقارب وانفتاح وتعاون بين البشر .

الرفاق في الحزب الشيوعي الصيني

الزملاء الأعزاء

السيدات والسادة

ان الموقف الصيني من القضايا العربية عامة والقضية الفلسطينية خاصة - والتي هي قضية العرب الأولى والمركزية - ودعم كفاح الشعب العربي من اجل إنهاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .. هذا الموقف يعزز من العلاقات العربية الصينية ويعزز الاحترام المتبادل بين الأمتين العربية والصينية .

عاشت العلاقات بين الحزب الشيوعي الصيني والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري والأحزاب العربية

عاشت العلاقات العربية الصينية