دخلت الهدنة في اليمن حيز التنفيذ، بين قوات الشرعية ومتمردي الحوثي والمخلوع صالح، برعاية أممية، منتصف ليل السبت الأحد، تمهيداً لمحادثات السلام المقرر عقدها في 18 من الشهر الجاري، التي تستضيفها الكويت.
وقبيل سريان وقف إطلاق النار، احتدمت المعارك بين الجانبين، أمس السبت، حيث ذكرت وسائل إعلامية أن الميليشيات المتمردة المدعومة من إيران، شنت قصفاً عنيفاً على أحياء سكنية في تعز، بالتزامن مع تشديد الحصار الخانق على جميع منافذ المدينة.
غرف مراقبة للخروقات
وكشفت مصادر مطلعة عن توجه لإنشاء ثلاث غرف عمليات لمراقبة وقف إطلاق النار ورصد الخروقات، إلى جانب الغرفة الرئيسية التي يجري تجهيزها في مقر المشاورات في الكويت.
وأوضحت المصادر بحسب صحيفة "عكاظ" السعودية، أن اللجنة الرئيسية لمراقبة وقف إطلاق النار المشكلة من 12 عضواً عسكرياً من الطرفين برئاسة كل من اللواء صالح الزنداني من الجيش الوطني والقيادي الحوثي أحمد ناجي مانع، تنتظر ترشيح أعضاء اللجان الميدانية من قبل الحكومة والانقلابيين.
تفاؤل أممي بالهدنة
وبدت الأمم المتحدة متفائلة جداً بالهدنة، حيث قال الناطق الإعلامي باسمها ستيفان دوجاريك: "إن المنظمة الدولية تعتقد أن الأطراف اليمنية ستلتزم بموعد وقف النار كون ذلك يصب في مصلحة اليمنيين ورفع المعاناة عنهم".
فيما دعا منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، إلى بدء سريان الهدنة بدعوة طرفي الصراع إلى "ضرورة الالتزام باتفاق وقف القتال، مطالباً بحماية المدنيين".
وقال ماكغولدريك في بيان رسمي، أمس السبت، إنه "بصرف النظر عن نتائج مفاوضات السلام، فإن الأمم المتحدة وشركاءها المعنيين بالعمل الإنساني، ماضون في استجابتهم للاحتياجات الإنسانية للسكان أينما تواجدوا، ومهما بلغ حجم العقبات".
وكانت الأمم المتحدة قد رعت جولتين سابقتين للمفاوضات بين أطراف الأزمة اليمنية، لكنها لم تتوصل إلى حل لوقف القتال وحقن دماء اليمنيين.
وجدير بالذكر أن القوات الحكومية اليمنية والمقاومة الشعبية نجحت، بدعم من التحالف العربي، بقيادة السعودية، في تحرير معظم المناطق التي سيطرت عليها ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة منذ اجتياحها للعاصمة صنعاء، في سبتمبر (أيلول) من العام 2014.
