احتل مؤلفها مكانة مبهرة في العالم..

المجلس الاعلى للثقافة يصدر الطبعة الثانية لـ"موسوعة الفتوحات المكية"

  • الوحدوي نت - أحمد سعيد
  • منذ 10 سنوات - Sunday 16 February 2014
المجلس الاعلى للثقافة يصدر الطبعة الثانية لـ"موسوعة الفتوحات المكية"

صدر مؤخرا عن المجلس الأعلى للثقافة بمصر الطبعة الثانية من كتاب "الفتوحات المكية"، للشيخ الاكبر محيي الدين ابن العربي، للمحقق اليمني المعروف عبد العزيز سلطان المنصوب، نالت ، وفق اوساط ثقافية واعلامية  ، اقبال واسع  بمعرض الكتاب في مدينة المنصورة بمصر ،  قبل اسبوعين .

الوحدوي نت

ووصف المحقق اصدار الطبعة الثانية من الفتوحات المكية بالخبر السار لكل باحث ومهتم بهذا النوع من العلوم، منوها الى انها اصبحت متوفرة في معارض الكتب والمكتبات بالقاهرة والمدن الاخرى ، بطبعتين شعبية وفاخرة بواقع 13 مجلد ، وقريبا في الدول العربية وبعض العواصم العالمية، عبر شركة الاهرام الدولية للتوزيع.

واعلن المنصوب رئيس مركز الصفاء للدراسات، بهذه المناسبة ، ان المركز "مقره صنعاء" سيعلن، في الفترة القادمة، عن اسماء كتب ورسائل للشيخ الاكبر حين الانتهاء من تحقيقها.

وحسب بوابة الاهرام وموقع جود نيوز الالكترونيين ، فان الفتوحات المكية لابن العربي، من العناوين اللافتة للمجلس الأعلى للثقافة في معرض الكتاب في المنصورة ،إضافة الى عناوين :عبد الناصر في عيون الشعراء، وأعداد دورية نجيب محفوظ، وموسوعة البلدان المصرية. ، ألوان يناير لإبراهيم عيسى، ويا مصر هانت وبانت لتميم البرغوثي، ولزوم ما يلزم لنجيب سرور، وسيدي براني لمحمد صلاح العزب، وأذان الأنعام ، زمن الحصار ،رقص العقارب وتأريخ لا يروق لكم.

وقال المجلس الاعلى للثقافة: ان موسوعة التصوف الاولى جعلت الشيخ الاكبر يحتل مكانة مبهرة لدى المبدعين الأوربيين وأشعلت مخيلة المستشرقين وأكدت مكانة الحضارة العربية في الفكر الفلسفي داخل رحلة كشف ما وراء الكون من عوالم مجهولة في الحياة بحثًا عن الراحة الأبدية.

والف ّابن العربي الفتوحات بمكة عام 599 هـ وانتهي منها في دمشق 629 هـ، مقسمة إلى 37 سفرًا متضمنه 560 بابًا وحوالي مليون وسبعمائة كلمة.

يذكر ان الطبعة الاولى للفتوحات المكية ، صدرت في اليمن من قبل وزارة الثقافة اليمنية بمناسبة تريم عاصمة للثقافة 2010م.

ترجمة الشيخ محيي الدين بن العربي

فتح المسلمون الأندلس في رمضان من عام 92هـ ، وتعاقب على حكمها الأمويّون ثم ملوك الطوائف ثم المرابطون الذين كانت حاضرتهم مراكش .. ثمّ شهد القرن الخامس الهجري سقوط المرابطين عام 537هـ ، وورثهم الموحِّدون في المغرب العربي وغرب الأندلس، ودولة شرق الأندلس التي أقامها عبد الرحمن بن عياض وخلَفه محمد بن سعد بن مردنيش وعاصمتهم مرسية.

بعد وفاة محمد بن سعد عام 567هـ آلت شرق الأندلس كلها إلى الموحّدين الذين توسعوا بعد ذلك وكوّنوا مملكة هي الأكبر في شمال أفريقيا والأندلس امتدّت من طرابلس الغرب إلى منتهى البرّ الأفريقي غربا، وشمالا دخل تحت سيطرتها كلّ الأندلس في أقصى امتداد وصل إليه المسلمون في تاريخهم هناك ومن المعلوم أنّ جزءا من جند الفاتحين كانوا من اليمن، وبعد الفتح انتقلت قبائل عربية يمنية إلى الأندلس لحماية الثغور، واستوطنوها، ونبغوا فيها في مجالات عدة، ولم تمنعهم مهاجرهم الجديدة من ذكر أصولهم اليمنية والاعتزاز بها.

وأسرة الشيخ الأكبر إحدى هذه الأسر العريقة التي انتقلت إلى الأندلس في تلك الأزمنة، وبقيت تحمل ذكرى الأصل والانتماء بعد أجيال من زمان انتقالها.

يقول الشيخ الأكبر في أكثر من موضع في ذلك:

إنّي لمن أَصْلِ أَجْوَادٍ ذَوِي حَسَبٍ ... العَمُّ مِنْ طَيِّئ والخَالُ خَوْلَانِي

فأَخْوَالُنَا خَوْلَانُ والعَمُّ طَيِّئ ... بُنَاةُ العُلَى فِي كُلِّ عَالٍ وسَافِلِ

ومعلوم أنّ طيّ وخولان قبيلتان يمنيّتان .. ويصرّح الشيخ في موضع آخر:

هِيَ بِنْتُ العِرَاقِ بِنْتُ إِمَامِي ... وَأَنا ضِدَّهَا سَلِيلٌ يَمَانِي

اسمه ومولده:

محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الطائي الحاتمي من ولد عبد الله بن حاتم أخى الصحابي الجليل عدي بن حاتم (ت 68هـ). يكنى بأبى عبد الله، ويلقّب بمحيي الدين، ويعرف بالطائي الحاتمي، وبابن العربي في عصره وعند المغاربة، وبدون ألف ولام عند المشارقة "ابن عربي".

ولد - رضي الله عنه - يوم الاثنين 17 رمضان سنة 560 هـ (26/ 7/ 1165م) في مرسية في شرق الأندلس ، في زمن حاكمها أبي عبد الله محمد بن سعد بن مردنيش، وكانت لوالده مسؤولية عالية في جيش حاكمها. وبعد وفاة ابن مردنيش ودخول مرسية في إطار حكم دولة الموحِّدين، "انتقل علي بن محمد العربي -والد شيخنا- مع أسرته إلى اشبيلية عام 568 ليستقرّ في الشئون العسكرية بديوان السلطان طيلة خلافة أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن ومدة من خلافة ابنه أبي يوسف يعقوب المنصور".