روسيا تطلب من ايران التوقف لبعض الوقت عن تخصيب اليورانيوم

  • الوحدوي نت - موسكو - من د. محمد النعماني
  • منذ 18 سنة - Thursday 20 April 2006
روسيا تطلب من ايران التوقف لبعض الوقت عن تخصيب اليورانيوم

أوصى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زميله الإيراني أثناء المكالمة الهاتفية بينهما بأن تتوقف إيران لبعض الوقت في أعمالها الخاصة بتخصيب اليورانيوم. جاء ذلك في بلاخ أصدرته دائرة الإعلام والصحافة لوزارة الخارجية الروسية.
وجرت المكالمة الهاتفية بين وزيري الخارجية بمبادرة من الجانب الإيراني يوم أمس.
وأشار البيان إلى "أن الجانب الروسي أكد أهمية تعاون إيران المتواصل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكي تستطيع الوكالة بأسرع ما يمكن من استيضاح المسائل المعلقة لديها بشأن البرنامج النووي الإيراني ولكي تتخذ طهران إجراءات الثقة المناسبة".
وساعد نهج السياسة الخارجية الذي تبنته الولايات المتحدة على تصعيد التوتر حول إيران وزيادة دور الأخيرة في المنطقة. وقد عبر عن هذا الرأي اليكسي أرباتوف مدير مركز الأمن الدولي لدى معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية الأكاديمي الروسي في اجتماع لجنة "روسيا في أوروبا الموحدة" الذي عقد في موسكو اليوم.
وأكد أرباتوف أن الولايات المتحدة تجاهلت رأي شركائها الرئيسيين على المسرح الدولي بما في ذلك الدول الأوروبية وروسيا أثناء انتهاج سياستها في هذه المنطقة. وقال "وعندما تتوجه أمريكا اليوم الى تلك الدول سائلة دعمها فترد عليها الأخيرة بقولها "وفيما كنت تفكر عندما دبرت كل هذا؟"
وأعاد الخبير الى الأذهان أن الولايات المتحدة رفضت كليا اتباع خط نزع السلاح مخالفة للالتزامات المترتبة عليها بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وقال "إن الولايات المتحدة ترفض هذا الخط كليا. وبسببها لا تجري هناك أي مفاوضات جدية ولا يُحتمل توقيع أي اتفاقيات في هذا المجال".
كما انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة الدفاع المضاد للصواريخ من جانب واحد فعليا.
وأكد أرباتوف في تعقيبه على هذا التطور "لقد كان من حقها أن تقوم بهذه الخطوة. ولكن كلا من كوريا الشمالية وإيران يتمتع هو أيضا بحق مماثل في الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار. لذلك على الولايات المتحدة أن توجه كل الشكاوي إلى نفسها بالدرجة الأولى".
واستطرد أرباتوف قائلا "لقد بدأت الولايات المتحدة الأعمال القتالية في العراق متذرعة بضرورة البحث عن أسلحة دمار شامل وإتلافها وعندما فشلت في العثور على هذا السلاح أقبلت على بناء "النظام الديمقراطي" هناك".
وحسب رأي رئيس مركز الأمن الدولي، عندما تصرح الولايات المتحدة اليوم بضرورة ممارسة القوة بحق إيران تفهم هذه التصريحات على خلفية ما جرى في العراق. ويعتبر أن الولايات المتحدة بعينها ساعدت على تعزيز دور إيران في المنطقة.
وأوضح أرباتوف "أن الولايات المتحدة أطاحت بنظام صدام حسين في العراق الخصم الرئيسي للنظام الإيراني وجعلت إيران بيديها قوة مهيمنة على المنطقة. ولم تكن إيران أبدا قوية كما هي الآن. فقد أصبحت قوة مهيمنة في المنطقة ولا تنوي التنازل عن هذا الدور".
وأشار الخبير إلى أن طهران واثقة من أن الولايات المتحدة لن تقوم بعملية عسكرية ضد إيران ما دامت "متورطة" في العراق.
وقال "بإمكانها، طبعا، أن تقوم بضربة جوية ولكن فجر اليوم التالي سيشهد كل الجيش الإيراني منتشرا في العراق وحينئذ ستضطر الأمريكان الى مكافحة لا الإرهابيين والعصابات فقط بل والجيش النظامي. ناهيك عن الأعمال الإرهابية ضد الأمريكان في كل أرجاء العالم".
ويعتبر أرباتوف أن احتمال نشوب حرب ضد إيران يتزايد. ولن تكون تلك الحرب، بالطبع، حربا عالمية ثالثة – حسب قوله – ولكن عواقب النزاع المسلح في المنطقة ستكون ذات طابع واسع ومأساوي".
وأضاف: "بإمكاننا أن نحصل على "ثغرة سوداء" عابرة للمناطق تمتد من فلسطين الى جبال هندكوش وتغدو بؤرة للإرهاب والحروب الأهلية والفوضى وتفشي العنف والمخدرات والأسلحة". البروفيسور الإيراني مصطفى عز الدوست اشارإلى أن بلاده تنظر إلى البلدان الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون بأنها خيرة الأصدقاء.
وقال العالم الإيراني الذي كان يتحدث في مؤتمر عقد في بكين تحت عنوان "منظمة شنغهاي للتعاون: خمس سنوات من التطور وآفاق المستقبل" إن وجهات نظر إيران وبلدان منظمة شنغهاي متفقة بشأن العدالة في العلاقات الدولية والأمن والسلام والتنمية.

ويرى العالم الإيراني ان منظمة شنغهاي تنجح في مواجهة تحديات العصر كالإرهاب والجريمة المنظمة وانتشار المخدرات وتجارة البشر وتهريب الأسلحة بما فيها أسلحة الدمار الشامل والفقر وانتشار الأوبئة، في بلدان آسيا الوسطى. وفي الوقت ذاته لم تعد منظمة الأمم المتحدة قادرة على أداء دورها في المحافظة على السلام والاستقرار في العالم لعدد من الأسباب منها "سياسة التفرد والهيمنة الأمريكية التي قوضت هيبة الأمم المتحدة".
وتضم منظمة شنغهاي في عضويتها روسيا والصين وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقيرغيزيا. كما حصل كل من إيران وباكستان والهند ومنغوليا على صفة المراقب في المنظمة.
الصحفي الإيراني المعروف، مدير وكالة الأنباء الإيرانية يري "مهر" برويز إسماعيلي أن إيران والولايات المتحدة قد تناقشان المشكلة النووية الإيرانية في أثناء المحادثات حول العراق.
وذكر إسماعيلي في حديث لوكالة نوفوستي أن من المهم بالنسبة للولايات المتحدة أن تدرك ما إذا كان بوسعها تحقيق النجاح في المحادثات حول المشكلة النووية الإيرانية في المستقبل. وأضاف: "أما إيران فإنها مهتمة بمعرفة طبيعة الخطوات التي تنتظرها منها الولايات المتحدة، وطبيعة المسائل التي تستعد واشنطن لمناقشتها مع طهران في المحادثات التي قد تجرى في المستقبل".
أفيد ان ممثلي بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين الذين عقدوا اجتماعا تشاوريا أمس في موسكو خلف الباب الموصد أقروا بضرورة توجيه رد حاسم إلى إيران ولكنهم لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق للقيام بأية خطوات.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية قبل الاجتماع ان روسيا ترى انه لا يمكن إزالة قلق المجتمع الدولي بشأن إيران باستخدام القوة العسكرية أو من خلال فرض عقوبات. وأشار مساعد وزير الخارجية الصيني إلى ان الجهد الدبلوماسي خير سبيل لحل المشكلة الإيرانية.
وتأمل موسكو في ان تعود إيران لتجمد أنشطة تخصيب اليورانيوم قبل 28 أبريل عندما يجب ان يطلع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أعضاء مجلس الأمن الدولي على نتائج عمليات التفتيش في المنشآت النووية الإيرانية.
وقال الرئيس الأمريكي بوش أمس إن جميع الخيارات تبقى حيوية ولكنه أكد نية الولايات المتحدة حل المسألة بالطريقة الدبلوماسية.
وأشاد السفير الإيراني في روسيا بدور روسيا التي "تبذل قصارى جهدها لتسوية المسألة في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
هذا ويرى مراقبون أن موقف موسكو في المسألة الإيرانية يمكن ان يترك أثره السلبي على العلاقات الروسية الأمريكية. ذلك ان واشنطن توقعت ان توافق موسكو على فرض عقوبات على إيران إثر المباحثات الروسية الإيرانية التي اعتبرها الجانب الأمريكي فاشلة. ويلمحون في واشنطن إلى أن موسكو لن تتجنب أسئلة محرجة تتعلق، مثلا، بالديمقراطية وحرية الكلمة في قمة مجموعة الثماني في الصيف المقبل إلا إذا تخلت عن تأييد النظام الإيراني.
يمكن للولايات المتحدة أن توجه ضربة هادفة الى المنشآت النووية الإيرانية. وقد أعلن ذلك صحفي إيراني معروف رئيس وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء برويز إسماعيلي في حديث أدلى به لوكالة نوفوستي.
ويعتبر الخبير أنه في حال اتخاذ القيادة الأمريكية قرار إنزال الضربة العسكرية على الجمهورية الإسلامية لن تعمل الولايات المتحدة على انفراد لكونها لا تتمتع بالقدرة الكافية لذلك فسوف تستميل إسرائيل الى المشاركة في هذه الغارة.
وأكد في غضون ذلك أن الجمهورية الإسلامية كانت على الدوام مستعدة للتصدي لأي عدوان ولم تكف عن تعزيز قدرتها الدفاعية من عام الى آخر نظرا للتهديدات المستمرة من جانب الولايات المتحدة.
 ويرى خبير مركز السياسة والأمن فلاديمير اورلوف أن محاولات ممارسة الضغوط على إيران بهدف إرغامها على إيقاف تخصيب اليورانيوم لن تجدي نفعا.
وقال اورلوف في مؤتمر صحفي عقده في مقر وكالة نوفوستي اليوم: "مازال هناك متسع من الوقت للمناورة. ولا يجري بحث مسألة فرض عقوبات على إيران بشكل مفصل، ولكن لا يجوز استبعاد مثل هذا التطور للأحداث".
وأضاف أن المبادرة الروسية الخاصة بإنشاء مؤسسة روسية إيرانية مشتركة لتخصيب اليورانيوم لصالح إيران على أراضي روسيا الاتحادية توفر فرصة للحل السياسي للمشكلة النووية لإيران. وأشار إلى أن المقترح الإيراني الخاص بإنشاء مراكز إقليمية لتخصيب اليورانيوم يصب في نفس الاتجاه أيضا.
وصرح وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار بأن بلاده ستواصل أبحاثها النووية السلمية.
وقال الوزير الإيراني في حديث للصحفيين في العاصمة الأذربيجانية باكو اليوم: "تقوم إيران بتنفيذ عمل منتظم ومكثف في مجال تخصيب اليورانيوم، ويعتبر هذا العمل من حق الشعب الإيراني". وأضاف أن القوى التي لا تحب إيران تحاول تشديد التوتر إلا أنها لن تنجح في تحقيق ما تريد على حد قوله.
ويذكر أن وزير الدفاع الإيراني كان قد وصل اليوم إلى أذربيجان في زيارة رسمية تستغرق  3 أيام.
وأعرب نواب وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا عن قلقهم من عدم صدور رد فعل إيجابي عن الحكومة الإيرانية إلى حد الآن على مطالب المجتمع الدولي المتعلقة بوقف جميع أعمال تخصيب اليورانيوم.
وذكر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين أن المشاركين في اللقاء أكدوا تمسكهم بالحل الدبلوماسي للمشكلة النووية الإيرانية، واتفقوا على مواصلة المشاورات بعد تقديم تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إلى مجلس الأمن الدولي.
وأعلن في وقت سابق أن البرادعي سيقدم تقريره إلى مجلس الأمن الدولي في الثامن والعشرين من هذا الشهر. كما تنتهي في اليوم المذكور الفترة التي منحها المجلس لإيران لوقف جميع الأعمال المتعلقة بتخصيب اليورانيوم.