منظمة العفو الدولية: 3 يمنيين احتجزوا في سجون سرية عامين قبل نقلهم لبلدهم وإطلاقهم

  • الوحدوي نت
  • منذ 18 سنة - Thursday 06 April 2006
منظمة العفو الدولية: 3 يمنيين احتجزوا في سجون سرية عامين قبل نقلهم لبلدهم وإطلاقهم

دعت "منظمة العفو الدولية" الى فتح تحقيق عاجل في عمليات مزعومة لنقل معتقلين لدى الولايات المتحدة الى اوطانهم الاصلية في الشرق الأوسط مؤقتاً بقصد اخضاعهم لتحقيقات تشتمل على التعذيب.
وسلطت المنظمة الضوء في تقرير يقع في حوالي خمسين صفحة، على قصص ثلاثة يمنيين زج بهم الاميركيون في اربعة سجون مختلفة بعضها أوروبي، وذلك لحوالي سنتين.
 وكان اخيراً الكندي ماهر عرار، وهو من اصل سوري، قد اتهم السلطات الاميركية بنقله سراً الى سورية حيث لقي التعذيب لعدة اشهر.
وافادت المنظمة في التقرير الذي تشكل افادات السجناء الثلاثة عموده الفقري، ان تجارب صلاح علي قارو ومحمد باشميله ومحمد الاسعد تعتبر امثلة على تجارب معتقلين آخرين نقلوا بصورة غير قانونية بين دول مختلفة في اكثر من الف رحلة على طائرات خاصة رتبتها وكالة الاستخبارات الاميركية (سي.آي.ايه).

جدير بالذكر ان عمليات النقل هذه تتم لاخضاع المشبوهين بالارهاب الى معاملة على درجة من القسوة لا يسمح بها القانون الأميركي، كما ان عمليات الترحيل تجرب بطرق لا تنسجم تماماً مع القوانين المرعية سواء في اميركا او الدول الاوروبية التي ينقل السجناء عبر مجالها الجوي. وكان باشميلة وقارو قد اعتقلا في اكتوبر (تشرين الأول) 2003 في الأردن ونقلا الى السلطات الاميركية، بينما اعتقل الاسعد في تنزانيا في ديسمبر (كانون الأول) من نفس العام. وبعد تحقيقات طويلة نقلوا الى اليمن في مايو (ايار) 2005 حيث اعتقلوا هناك مع وعد من السلطات الاميركية بنقل وثائق قضاياهم والاتهامات، وعندما لم تصل هذه الوثائق حاكمتهم السلطات اليمنية بتهمة تزوير وثائق وقضت بسجنهم عامين ثم الافراج عنهم لأنهم قضوا المدة بالفعل. وقد اطلق سراح الأسعد في 14 مارس (آذار) بينما جرى الافراج عن الاثنين الآخرين في 27 مارس.

وإذ اعتذرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عن عدم التعليق على تقرير العفو الدولية الذي صدر الثلاثاء الماضي، فإن واشنطن اصرت على الداوم بأنها لا ترسل المعتقلين الى دول يخشى ان يتعرضوا فيها للتعذيب. وذكر التقرير المؤلف من 15 ألف كلمة ان اليمنيين الثلاثة نقلوا بين 4 سجون خلال الفترة الواقعة بين اكتوبر (تشرين الاول) 2003 ومايو (أيار)2005. ولا يستبعد ان يكونوا قد اعتقلوا لمدة 13 شهراً في السجون السرية الموزعة في بعض دول اوروبا الشرقية والملقبة بـ«المواقع السوداء». وقد اطلق الثلاثة بين 14 و27 مارس الماضي من دون ان توجه الى أحدهم أي تهمة تتعلق بالارهاب. وقدم الثلاثة في افاداتهم وصفاً مفصلاً للرحلات التي نقلتهم من معتقل الى آخر. واشاروا الى انهم كانوا يلاحظون تغير المناخ وساعات النهار. وخلصت العفو الدولية الى نتيجة لم تقدم دليلاً قاطعاً عليها، ومفادها ان اليمنين قد احتجزوا في جيبوتي وافغانستان ومكان ما من اوروبا الشرقية. وجاء في التقرير ان قارو، 27 عاماً، قد تعرض للتعذيب في الاردن قبل نقله من دولة الى اخرى وأبقي في سجن بمكان مجهول لحوالي سنة. واضاف إن المعتقل قد نقل من السجن المجهول الى في اليمن حيث زج به لتسعة اشهر. وفيما لم توجه اليه أي تهمة تتصل بممارسة الارهاب، فهو قد اتهم في نهاية الأمر بتزوير وثائق اجنبية. وافاد بأن الاعتقال ادى الى تدمير حياته بشكل شبه نهائي. فهو لم ير طفلته الوحيدة التي صارت في الثانية من عمرها، كما أنه ليس متأكداً من انه سينجح بجمع شمل عائلته، خصوصاً ان زوجته تقيم في اندونيسيا وقد لا يتوفر له المال اللازم او تأشيرات الدخول الرسمية كي يتوجه الى هناك. وأوضحت العفو الدولية ان باشميله والأسعد كانا من نزلاء السجن السري نفسه في تلك الدولة المجهولة. واتهم التقرير ايضاً «السي آي ايه» بالاعتماد على شركات لا وجود حقيقياً لها، بقصد نقل المشبوهين الى دول اخرى. واشار الى ان لدى العفو الدولية معلومات موثقة عن تفاصيل 1000 عملية نقل عبر المجال الجوي لدول اوروبية حملت السجناء الى اقبية التعذيب في العام العربي. ولم تستبعد ان تكون الوكالة قد استعملت بعض الطائرات مرات عدة في هذه التنقلات. وقالت ايرين خان، وهي الامينة العامة لمنظمة العفو الدولية إن «الأدلة المتوفرة اخيراً تبين ان الادارة الاميركية تتلاعب بالترتيبات التجارية حتى تتمكن من نقل الناس (السجناء) بشكل يمثل انتهاكاً للقانون الدولي».

__________

عن الشرق الاوسط