أمريكية تكشف عن علاقة بين اختطافها في اليمن وأبو حمزة المصري

  • الوحدوي نت - متابعات
  • منذ 18 سنة - Thursday 30 March 2006
أمريكية تكشف عن علاقة بين اختطافها في اليمن وأبو حمزة المصري

  كشفت الكاتبه الأمريكية ماري كوين أن اختطافها في اليمن مع 18 سائحا غربياً من قبل جماعة أبو الحسن المحضار جعلها تتأكد من تورط أبو حمزة المصري في العملية التي تعرضت لها المجموعة وقتل منها أربعة رهائن.
وقالت كوين في كتابها الصادر حديثا كنت مُختطفة في اليمن" إنها قبيل عيد الميلاد عام 1998 انضمت في العاصمة اليمنية صنعاء الي فوج سياحي مؤلف من 18 شخصاً، بينهم بريطانيون وأمريكيون وأستراليان ضمن جولة سياحية حول اليمن لمدة أسبوعين، لكن بعد بضعة أيام قام إسلاميون متشددون مدججون بالأسلحة باختطاف 16 شخصاً من الفوج في منطقة أبين علي الطريق المؤدي الي ميناء عدن.
ورغم اعتقادها أن عمليات الاختطاف التي حدثت من قبل تعود الي خلافات قبلية تافهة مع الحكومة، إلا أنها تقول أن الاختطاف الذي تعرضت له مجموعتها كان (لسوء حظها) مختلفاً، لأن الخاطفين كانوا يطالبون السلطات اليمنية بإطلاق سراح اثنين من المواطنين البريطانيين المعتقلين لديها .
وحسب يو بي آي الذي نشر الخبر فان  الصحافي نزار العبادي قال في تعليقه علي الكتاب امس الاربعاء إنه لا يمثل مجرد مذكرات شخصية لأحداث حقبة معينة (بحسب وصفها) بقدر ما يترجم خلاصات تحريات دقيقة في خلفيات الشبكة الإرهابية للداعية أبو حمزة المصري، وامتداداتها في اليمن بقيادة أبو الحسن المحضار، ساقت خلالها جملة من الحقائق والشهادات الدامغة، التي تكفل لكل ضحايا المصري وضع الحديد في معصميه الصناعيين، ولف الحبل علي عنقه.
وفي ذلك الوقت لم تكن ماري تعلم أن البريطانيين المعتقلين هما ابن الداعية المتشدد أبو حمزة المصري الذي ظهر في محكمة لندن الابتدائية ، وابن زوجته الأولي.. لكنها اكتشفت لاحقاً أيضاً أن كلا الولدين كانا قد اعتقلا عقب العثور علي متفجرات في سيارة مؤجرة كانا يستقلانها، وتقول أعتقد أن السلطات كانت تشك بأمريهما، وكانت تراقبهما منذ مدة قبل إلقاء القبض عليهما .
وتروي الأمريكية المختطفة كيف قام 200 جندي يمني بإنقاذ الرهائن بعد معركة دامت ساعتين، مما أسفر عن مقتل أربعة منهم علي أيدي الخاطفين، إضافة الي مقتل عدة أشخاص من الخاطفين، وإلقاء القبض علي ثلاثة آخرين، وفرار 13 شخصا منهم، إلا أنها لم تصب بأذي، واستطاعت حماية نفسها بإشهار بندقية انتزعتها من يد أحد الخاطفين المصابين.
وحسب تفاصيل الكتاب بعد عودة ماري كوين الي ديارها ظل الشيء الوحيد الذي يشغل رأسها هو سؤالها المتكرر أريد أن أعرف لماذا حدث هذا الاختطاف؟ أريد إجابة ، فكان أن قادها فضولها الي اليمن مرة أخري.
وقالت إنها ليست كوابيس تراودني، فأنني يقظة تماماً، إلاّ أن في داخلي قوة تشدّني ولا يريحني منها حتي النوم.. أشعر بحاجة لإضرام كل شيء من ماضي حياتي لأبدأ رحلة جديدة تماماً .
والتقت كوين بالدكتور عبدالكريم الإرياني ـ رئيس الوزراء (آنذاك)، وتحدثت معه بهذا الشأن، ثم بطاقم السفارة البريطانية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وسجناء متهمون بالإرهاب، وآخرون علي علاقة بقضية الاختطاف والآثار المأساوية التي تمخضت عنها عملية الإنقاذ.
وذهبت كوين الي لندن والتقت بالداعية أبو حمزة المصري، الذي كان يضع عيناً زجاجية، ويستخدم الكلابيب بموضع الكفين.
وروت كوين يدّعي أن يديه قُطعتا بواسطة لغم أرضي في أفغانستان في الثمانينات .
وأضافت طلبت إجراء مقابلة مع المصري لمدة 15 دقيقة، وكنت أعرف أنه كان علي علاقة بحادث الاختطاف، لكنني لم أكن أعلم الي أي مدي هو متورط .
ووصفت اللقاء لقد ازداد فضوله وشغفه للقائي بعد أن أدرك من أكون، فتحولت مقابلة الخمس عشرة دقيقة الي مدة ساعة كاملة وعلي الرغم من أنني لم أكن خائفة، لكنه كان شخصاً ليس سهلاً علي المرء نسيانه .
وتابعت كوين في كتابها اتّضح لي أن أبو حمزة المصري كان علي اتصال هاتفي مع أبو حسن المحضار (زعيم الخاطفين) خلال العملية، واستمر في حديثه معه لحوالي الساعة بدءا من لحظة اختطافنا.. وسألته عن موضوع اتصاله الهاتفي بالمحضار، فلم ينكر ذلك، رغم أنني حتي ذلك الوقت لم أكن أعرف الي أي مدي قد يكون علي صلة بحادث الاختطاف .
وأضافت إن الأصوليين أمثال أبو حمزة المصري يعتقدون أن الحكومات الإسلامية يجب أن تعمل وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية لكنهم تخلوا عن ذلك ، وعملوا بثقافة الغرب من أجل تشجيع السياحة التي تشمل علي بيع الكحول، وإباحة تقاليد الغرب.
وتحمل ماري كوين درجة الشرف في علوم الفيزياء، وفي عام 1976 ذهبت الي الولايات المتحدة لإكمال دراستها، فكان أن نالت درجة الدكتوراه في الهندسة، وأصبحت نائب رئيس شركة أمريكية (ظم).
وبعد نجاة كوين بعد من جبال أبين ، نذرت وقتها للبحث عن حقيقة خلايا الإرهاب، ودوافع شخوصها، وخيوط شباكها اللعينة ، أملاً في منح البشرية بعض سلامها الاجتماعي، وأمنها الذي يكفل لها حياة هادئة.
وقالت كوين في خلاصة كتابها إنها تأمل أن تكون قدمت للحكومة اليمنية المعلومات والأدلة الكافية التي تساعدها في الاقتصاص من أولئك الإرهابيين، وفي مقدمتهم أبو حمزة المصري، وإن كل ما تنتظره هو أن يعيش اليمنيون بأمن وسلام ، وبمنأي عن كوابيس الإرهاب.
وكانت محكمة بريطانية وجهت 16 اتهاما لأبو حمزة المصري، من بينها التحريض علي القتل والكراهية العنصرية، بالإضافة الي حيازة وثائق إرهابية .واحتجزته في سجن بلمارش الشديد الحراسة جنوب شرق لندن.
وأبو حمزة المصري، مطلوب من قبل الولايات المتحدة، وهو داعية مصري الأصل اسمه مصطفي كامل مصطفي.