عضوان في الكونغرس الأميركي يطلبان مشاركة واشنطن في التحقيقات حول هروب سجناء القاعدة ورامسفيلد يحذر من مخاطر الهاربين

  • الوحدوي نت - متابعات
  • منذ 18 سنة - Thursday 09 February 2006
عضوان في الكونغرس الأميركي يطلبان مشاركة واشنطن في التحقيقات حول هروب سجناء القاعدة ورامسفيلد يحذر من مخاطر الهاربين

أعرب عضوان في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور كارل ليفن، الذي يمثل ولاية ميشيغان والسيناتور تشارلز شومر من ولاية نيويورك، وهما من الحزب الديمقراطي المعارض، عن غضبهما الشديد، حيال ادارة الرئيس جورج بوش بسبب ما وصفاه «الرد الفاتر» على حادث هروب 23 من عناصر «القاعدة» من سجن الأمن السياسي في اليمن، وقالا إن ما حدث ليس مخيبا للأمل فقط، بل أكثر من ذلك بكثير، وأن رد الحكومة الأميركية هو المخيب للآمال.
وبحسب صحيفة الشرق الاوسط فان  السناتوران ابديا  في مؤتمر صحافي في واشنطن، استغرابا من كيفية الهروب من سجن تحت الأرض محروس جيدا عبر نفق، بلغ طوله 460 قدما، حفر من مسجد مجاور.
ونوه السيناتور ليفين، وهو عضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إلى أن بين الهاربين جمال البدوي الذي يوصف بأنه العقل المدبر في التآمر والمساعدة على تفجير المدمرة الأميركية «يو.إس.إس.كول» في ميناء عدن عام 2000.

وانتقد ليفين بشدة، رد فعل البيت الأبيض والخارجية الأميركية على عملية الهروب، ووصفهما لما حدث بأنه «تطور مخيب للآمال"، قائلا إن مثل هذا الرد غير كاف، بل يمثل خيبة أمل.
وأوضح قائلا "من الغريب أن الناطق باسم البيت الأبيض والناطق باسم الخارجية، استخدما نفس العبارة "مخيب للآمال" في وصفهما لما حدث، وكأنهما يقرآن من ورقة واحدة كتبت لهما حول القضية، والواقع أن ما حدث لم يكن مخيبا للآمال فحسب، بل أمر مروع بكل تأكيد".

وقال ليفين إن هناك أسئلة يجب على حكومة الرئيس بوش، أن تحصل على إجاباتها، ومن بينها ملابسات الهروب، وكيف حدث ذلك الحفر الهائل للنفق؟ ولماذا لم يتم اكتشاف عملية الحفر قبل الهروب؟ ومن هم الشركاء الخارجيين في عملية الحفر من داخل المسجد؟ وهل هناك شركاء متواطئون داخل الاستخبارات اليمنية في عملية الهروب؟"، وأضاف "نريد أن نعرف ما إذا كانت الاستخبارات اليمنية مخترقة من قبل متعاطفين مع القاعدة؟". واعتبر أن "الأهم من كل هذا ليس الرد القوي فقط على ما حدث، بل الضغط الجدي على الحكومة اليمنية، لقبول مساعدة أميركية (في التحقيقات)، لأنه لم يكن واضحا من تصريحات الناطق باسم الخارجية، ما إذا كانت واشنطن قد ضغطت على صنعاء، لقبول فريق تحقيق أميركي أم لا، رغم أن الناطق أبدى استعداد واشنطن لتقديم المساعدة في حال تلقيها طلبا من الحكومة اليمنية بذلك».

من جانبه وصف السيناتور شومر، وهو عضو في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، هروب السجناء بأنه تطور مثير للرعب، والأكثر إزعاجا من ذلك هو «أن تهز حكومتنا كتفيها وتصف ما حدث بأنه مخيب لآمالها".

وأعرب شومر عن دهشته من هذا التناقض قائلا، إن الحكومة الأميركية أمضت شهورا تدافع عن التجسس على هواتف المواطنين الأميركيين، بدون موافقة قضائية في سبيل القبض على عناصر "القاعدة"، وهذا هدف جيد، ولكن الأفضل هو مراقبة واعتقال عناصر "القاعدة" ( في البلدان الأخرى)، لدى اعتقالهم وعند هروبهم.

وواصل شومر حديثه مخاطبا الحكومة الأميركية "لديكم معلومات جيدة عن العثور على عناصر في القاعدة.. لقد اعتقلوهم ثم حاكموهم وبعد ذلك هربوا!.. والسؤال هنا لكي نكسب الحرب على الإرهاب، ألا يمكننا أن نقوم بعمل واحد فقط.. يجب أن نقوم بعمل كل شيء، وليس التجسس على هواتف مواطنينا فقط، من دون أن نعير اهتماما كافيا للمنبع الأم للإرهابيين في اليمن، فهروبهم يظهر أننا لسنا بحاجة إلى زعامة قوية، بل قيادة قادرة وكفؤة لكسب الحرب على الإرهاب".
ورفض ليفين وشومر القول بأن السجون السرية هي الحل الأنسب لتجنب هروب السجناء، وقالا إن السجون السرية لا تضمن عدم انتهاك حقوق الإنسان، ولا عدم هروب السجناء ايضا، والأهم من ذلك هو تأمين السجون ضد الهروب، سواء كانت معروفة أو سرية بمعرفة السلطة القضائية في البلدان التي يحتجزون فيها. وشدد ليفين على أنه في حالة الهروب يجب أن تقدم الدولة التي هرب السجناء منها، ضمانات فورية بأنها ستحقق في كيفية حدوث الهرب، ومحاسبة المتورطين من مسؤولي ذلك البلد، وقبول المساعدة المعروضة عليهم من قبل أناس ذوي خبرة في سبيل إعادة إلقاء القبض على الفارين. وكرر ليفن مطالبته للحكومة الأميركية بالضغط على الحكومة اليمنية، لقبول مساعدة مكتب المباحث الفيدرالية (إف.بي.آي)، مثلما فعلت بعد تفجير المدمرة كول في ميناء عدن في الثاني عشر من أكتوبر (تشرين الأول) 2000.

وردا على سؤال حول طبيعة الضغط المطلوب هل من المفترض أن يقتصر على الجهد الدبلوماسي أم أكثر من ذلك، قال شومر يمكن أن يتم بأي شكل من الأشكال، غير هز الكتفين والاكتفاء بالقول "لقد خاب أملنا".

أما السيناتور ليفن فقال "على وزيرة الخارجية، أن ترفع سماعة الهاتف وتقول (لليمنيين)، إن هذا الأمر خطير جدا جدا بالنسبة لنا، إننا نريدكم أن تدركوا بأننا لا نعرض المساعدة فقط لجمع الأدلة حول كيفية حدوث الهروب، بل إننا نطلب منكم أن تسمحوا لنا بالمجئ إلى بلادكم، والانضمام إليكم من أجل إعادة إلقاء القبض على هؤلاء".

وأعاد ليفين التذكير بأن عددا كبيرا من العائلات الأميركية، ما زالت حزينة على أقاربها من البحارة، الذين قتلوا في الهجوم على المدمرة كول، وان "القاعدة" هي التهديد الأكثر خطورة الذي يواجه الأميركيين، وقال "علينا أن نواجه هذا الخطر بالأفعال، وليس بالأقوال والخطابة فقط".
‏من جهته  أفصح وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد عن قلقه البالغ لهروب عناصر من أعضاء "القاعدة" من سجنهم في اليمن، محذرا من أ‏ن الحادث يمثل "مشكلة خطيرة".

وقال في حديث أدلى به للصحافيين عقب إدلائه بشهادة أمام لجنة الميزانية في الكونغرس‏‏، إن الأفراد الهاربين كانوا متورطين بصورة كبيرة في نشاطات "القاعدة"‏، ولبعضهم صلة مباشرة بالهجوم على المدمرة "كول" ومقتل بحارة أميركيين كانوا على متنها‏، لذلك فإن هروبهم يمثل مشكلة خطيرة".

و نقلت محطة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤولين في البحرية الأميركية أن أوامر صدرت للسفن الأميركية في المنطقة باتخاذ جوانب الحيطة والحذر لأن الفارين يتمتعون بخبرات في استهداف السفن الكبيرة بهجمات مدمرة على غرار ما حدث لـ"كول".