سرقتم الحلم‮.. ‬أجهضتم التغيير‮.. ‬ولكننا انتصرنا

  • أشرف الريفي
  • منذ 17 سنة - Saturday 23 September 2006
سرقتم الحلم‮.. ‬أجهضتم التغيير‮.. ‬ولكننا انتصرنا

اغتالوا الحلم فنبت ألف حلم‮... ‬سرقوا خيار الناس في‮ ‬التغيير فتصلبت إرادة الجموع لإكمال مسيرة مواجهة الظلم والاستبداد وإيقاف معارك نزيف المال السياسي‮ ‬خدمًة للسلطان‮.‬
ربما نجحت بلطجية الحاكم في‮ ‬تزييف إرادة المواطنين واغتصاب أصوات المعوزين والمحتاجين‮.. ‬لكنها لم تكن تعبيراً‮ ‬صادقاً‮ ‬عن سخط الجموع،‮ ‬وبؤس الواقع‮.‬
لن نتحدث عن الاعتداءات وأساليب الترهيب والترغيب على حساب مشروع التغيير والانتصار لجوعى الوطن‮.‬
ولكن دعونا نتغنى بانتصارنا الفريد في‮ ‬معركة الشموخ ورفض الخضوع‮.. ‬دعونا نستقرئ مرحلة التاريخ البهية بهذا اللقاء المشترك الرافض للخضوع والمواجهة لاستبداد نظام أنهك البلاد بنزواته الشخصية‮.‬
ربما نجحوا في‮ ‬تثبيت الوضع الرديء لكننا لم نخسر شيء بل انتصرنا في‮ ‬كسر حاجز الخوف‮.. ‬تقدمنا صفوف التغيير،‮ ‬صمدنا في‮ ‬وجه الظلم والاستبداد وسعينا لإنهاء عهد ضمور الوطن وانتكاسته وإعادة شموخه ورخائه من جديد‮.‬
اغتصبوا صناديق الاقتراع وفوضوا أنفسهم عن الجماهير لاختيار مرشحيهم في‮ ‬عديد محافظات،‮ ‬طردوا اللجان الانتخابية‮.. ‬سفكوا دماء الأحرار والشرفاء،‮ ‬عبثوا بمضامين العملية الديمقراطية،‮ ‬أعلنوا النتيجة قبل الفرز‮.. ‬وينشدون شرعية منقوصة للدفاع عن فساد دُفقت جزءاً‮ ‬من أمواله لشراء الذمم وصناعة الوهم‮.‬
لطخوا أياديهم بدماء عشاق التغيير وأنصار الديمقراطية أمثال‮: ‬خالد محمد علي،‮ ‬أحمد محمد عبدالجبار،‮ ‬وغيرهم من شهداء الديمقراطية‮.‬
كسروا‮ ‬يد مغوار حجة مبخوت‮.. ‬اعتقلوا عدد من مشاعل الحرية‮.. ‬نشروا رائحة البارود وبرعوا في‮ ‬فنون البلطجة‮.‬
للتاريخ أن‮ ‬يقف لتسجيل مشهداً‮ ‬آخر‮ ‬غير قبحهم له أن‮ ‬يشمخ بأولئك الشجعان الذين رفعوا شعار‮:"ليسقط الاستبداد‮"‬في‮ ‬وجه حاكم لا‮ ‬يتقبل كلمة‮ "لا‮" ... ‬لأولئك الذين واجهوا دولةً‮ ‬فاسدةً‮ ‬بلباس حزب فوضوي‮.‬
للتاريخ أن‮ ‬يفخر بحكاية الرجل الشجاع الذي‮ ‬رفع شعار التغيير وواجه طغيان جاثم على كاهل شعب عقود من الزمن،‮ ‬له اليوم ان‮ ‬يفخر بحكاية رعب الاقتراع من رئاسة محاطة بالخطوط الحمراء،‮ ‬ولم‮ ‬يبالِ‮ ‬بمخاطرها،‮ ‬رجل التضحيات إبن سيئون الحالمة المهندس فيصل بن شملان‮.. ‬هذا الرجل الشجاع الذي‮ ‬تزعم معركة المواجهة الأولى‮.. ‬لابن شملان الرجل الهادئ الذي‮ ‬أرعب جبروتهم واستنفر كل طاقتهم لسد كل نوافذ التغيير بصخور‮ ‬غير ديمقراطية‮.‬
لكل اليمنيين الذين بصموا في‮ ‬صفحات التاريخ بإبهام طموحهم نعم للتغيير‮.. ‬نعم لبن شملان ألف تحية لكل من واجه ترهيب السلطة وإغراءاتها وصمد في‮ ‬صف المشترك قبل الشموخ وتحايا العظمة لكل من سرقت أصواتهم وزيفت إرادتهم ومن منعوا عن التصويت،‮ ‬واغتصب الحاكم حقهم في‮ ‬الاقتراع‮. ‬ولكل من ما زالت أصواتهم المدوية محتجزة في‮ ‬مراكز موقوفة من قبل حزب لا‮ ‬يتقبل أن‮ ‬يرى نور التغيير ومشاعل الحرية‮.. ‬لكل من صادر تعبيرهم شيخ الجعاشن وبقايا مشائخ العدين‮.. ‬وسلاطين الحاكم في‮ ‬مختلف الوطن‮.. ‬لكل من استغل فقره جوعه‮.. ‬بدراهم بخسة‮ ‬يدفعونها خلال سنوات عذابات لاحقة‮ .. ‬لكل هؤلاء جميعاً‮ ‬مسحة مواساة وشمعة أمل بنضال مستمر حتى إزاحة الظلام عن حياة الشعب وعهد صادق بمواصلة المسيرة حتى ننتصر للوطن والمواطن معاً‮.‬
لم نخسر شيء‮ .. ‬لم‮ ‬ينزع منا سلطان،‮ ‬ولم‮ ‬يعد لدينا ما نحزن عليه‮.‬
نحن منتصرون لأن مواقفنا الناصعة والصامدة لم تدنس بمال السياسة النجس‮.. ‬نحن منتصرون لأننا رفعنا شعار كفاية فساد وجاهرنا السلطان بأعظم أنواع الجهاد وقلنا له كلمة صدق مفادها‮.. ‬لم تعدوا مصدر ثقتنا ولم‮ ‬يعد بمقدورنا إعطائك تصريحاً‮ ‬رسمياً‮ ‬لنهب ثرواتنا وتبديد أموالنا قلناها مدوية‮ (‬كفاية‮) ‬وهي‮ ‬صرخة صادقة في‮ ‬وجه سلطان ظالم‮.‬
حاولنا التغيير وحال الفساد تحقيق أمل الملايين وحلم الأجيال‮..  ‬ومسختم إرادة الشعب‮.. ‬لكن المعركة لم تنته واذا كنتم نجحتم في‮ ‬الاستمرار فإننا انتصرنا في‮ ‬كسر حاجز الخوف الذي‮ ‬صنعتموه حولكم‮.. ‬انتصرنا بوقوفنا في‮ ‬صف الوطن ضد رغبات السلطان‮.‬

[email protected]