إلى اليهود العرب

  • بقلم أبو الحكم
  • منذ 17 سنة - Saturday 12 August 2006
إلى اليهود العرب

 أليس هذا غريباً لليهود من أبناء إبراهيم هم أنفسهم قد أصبحوا ضحايا للكثير من صور الوحشية على يد غير العرب والمسلمين ليصبحوا قساة على أبناء عمومتهم ؟

  إن أكبر نجاح للصهيونية ليس إلاّ انتزاع اليهودية من اليهود ليحولوا عصاة موسى ووصاياه إلى سيف بيد الدول الاستعمارية الغربية منها والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص الذين سبق لهم أن ساموهم سوء العذاب  عبر الزمن .

  تذكروا يا إخواننا  الخطة الاستعماري التي وضعت عام 1907 لإضعاف عرب المشرق والمغرب بغرس جسم غريب يحول دون وحدتهم لإفقارهم وعدم تطورهم وذلك بإثارة الحروب والنعرات لتظل المنطقة مشتعلة بيننا لتكون سبباً لشراء الأسلحة من المصانع الأوروبية والأمريكية التي تعادل قيمتها بمئات المليارات من الدولارات ، وقد جاءت الولايات المتحدة الأمريكية بسياسة جديدة للاستعمار في دعم زعامات عربية تلجم شعوب المنطقة كما يحصل حالياً .

نحن لا نريد في هذا النداء سرد تاريخي للأحداث التي لا تزال مع العرب والصهاينة في المنطقة ، وإنا نذكركم بما قاله بعض زعماء اليهود اللذين تنكروا للصهيونية وحاربوها ، منهم على سبيل المثال لا الحصر ألبرت أنشتاين في إدانته للصهيونية بقوله "  إن من الحكمة فيما أرى أن نصل إلى  اتفاق مع العرب على أساس حياة مشتركة  سليمة لا على إنشاء دولة يهودية  . . . . "

لقد عارض الصهيونية اللورد مونتلغو اليهودي الإنكليزي وانتقد وعد بلفور وقاوم هذا الوعد في حينه وتخوف على مصير اليهود في غرسهم لليهود وسط محيط كبير من العرب بقوله :         

  "إ إن هذا الوعد هدفه زج اليهود في محيط يقطنه العرب لإثارة الحقد والكراهية باعتبارهم جسم غريب لينتهي بهم الأمر للإبادة . "

 

  لقد أصر المجلس الأمريكي اليهودي عام 1960 لدى محاكمة آيخمان في القدس بقوله : لقد وجه البارحة رسالة إلى السيد كريستيان هرتز لكي يجرد الحكومة الصهيونية من حق الكلام باسم جميع اليهود . لا نريد تعداد ما قالوه زعماء آخرون من اليهود اللذين نددوا بالصهيونية وما أكثرهم ، ونركز على الوثائق والبينات والأحداث التي مرت علينا وعليكم من الصراعات في أزمة فلسطين حتى الآن بما يلي :

  إن السياسة الغربية عامة والأمريكية خاصة تتجلى بما يلي :

 1 ــ المحافظة على بعض الزعامات العربية  التاريخية الموالية  للسياسة الاستعمارية والصهيونية المتحالفة معها ولو كانت هذه الزعامات دكتاتورية حكماً .

2 ــ نهب خيرات العرب من نفط وغيره التي ترفد شركات النفط بمئات المليارات من الدولارات واسترداد حصة العرب من أرباح عن طريق إجبارهم بشراء الأسلحة بمليارات الدولارات ( لسنا ندري كيف توظف هذه الأسلحة ).

  3 ــ محاولة تطبيق مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يهدف إلى تمزيق الممزق من الكيانات العربية والإسلامية وإضعافها وتوسيع نفوذها بحجة محاربة الإرهاب ثم توظيف الصهيونية بمحاربة المعارضين ( الإرهابيون ) حسب ادعاءاتهم بدم أبناء اليهود كما يحدث الآن في فلسطين ولبنان .

4 ــ تنشيط الإعلام الصهيوني الغربي المعادي للعرب والمسلمين لتشويه سمعتهم في العالم مستخدمة كل الأكاذيب والأباطيل وإخراجها للعالم بأنها حقائق .

 من هذه العوامل مجتمعة تدرك الشعوب العربية والإسلامية بما ينصب لها من خراب فأعلنت تمردها على كياناتها المهزومة وعقدت العزم على تسليح نفسها ماديا ً ومعنوياً لمقاومة ما يرسم لها وبدأت مقاومتها لاسترداد حقوقها آخذة بالمقولة ( لا يموت حق وراءه مطالب ) . لذلك أوصيكم يا يهود العرب أن تعودوا إلى صف إخوانكم العرب والمسلمين ولا تكرروا ما حصل لنا في فلسطين قبل النكبة عندما حاولتم إقناعنا بعدم تصديق زعاماتنا في ذلك الوقت ، مع أن نكبتنا جاءت عن طريق وحشية المنظمات الصهيونية الإرهابية . ونحن بدورنا ننصحكم بعدم تصديق جنرالات الصهاينة عندكم إذ بدأت الحلقة تضييق على الصهيونية محلياً وإقليمياً وعالميا ، وتذكروا أن أحلى ما عدتموه في تاريخكم كان مع العرب والمسلمين . وأكرر ندائي لكم بأن تحاربوا الصهيونية المعادية لنا ولكم  لتعيشوا معنا في دولة الأرض المقدسة التي لا تقبل التقسيم لأنها أرض الله والعرب من مسلمين ومسيحيين ويهود .