ورطة الرئيس ورداءة الاخراج

  • عمر صالح الضبياني - ولاية آلاياما امريكا
  • منذ 17 سنة - Thursday 22 June 2006
ورطة الرئيس ورداءة الاخراج

يدرك الرئيس علي عبد الله صالح أن المسرحية الهزلية لاخراجه من ورطة إعلانه عدم الترشح للانتخابات الرئاسية مسرحية مفضوحة ومعروفة المشاهد والفصول قبل عرضها على خشبة المسرح ,ويدرك أيضا انها لن تثير أهتمام احد لا داخليا ولا خارجيا.
غير أن ما يدعو للاستغراب ان الرئيس صالح يصدق الهالة المصطنعة من المنتفعين حوله والمنتفعين بنعمته ويظهر في

مهرجانات التطبيل والمديح مزهوا وربما فخورا بينما يستثمر ذلك شلة من المفسدين وقوى الفيد والنهب المنظم الذي ترى في المرحلة الراهنة فرصة سانحة لاستكمال بناء ثرواتها الطائلة واستكمال امبراطوريتها التجارية على حساب المقهورين والمغلوبين على أمرهم الذين يقادون الى ساحات المهرجانات وكرنفالات التملق

والمديح ليهتفوا بالروح بالدم نفديك ياعلي.
مشكلة الرئيس  أنه يعتمد على بطانة هشة ويولي أمور البلاد لمجموعة من المنتفعين الذين لا تهمهم مصلحة الرئيس والوطن بقدر مصالحهم.
وحين تقوم هذه البطانة بأي عمل تظن أنه يخدم الرئيس ويعزز مكانته لا تضع حسابا لنتائج هذا العمل ومدى إمكانية نجاحه وللظروف المحيطة بالتنفيذ والاعداد وهو ما يتضح جليا في التعامل مع إعلان الرئيس صالح عدم الترشح في الانتخابات القادمة ومهزلة تبرير تراجعه عن قراره سالف الذكر .
والمتابع لمجريات الامور يدرك تماما أن بطانة الرئيس تعمل باساليب ووسائل عفى عليها

الزمن ولم تعد صالحه إطلاقا.
مناشدات معمده بالدم وأجبار للنقابات والمنظمات على المطالبة بترشيح القائد الضرورة وشراء كتاب عرب لامتداح فارس العرب والزج باتحادات عربية لمناشدة القائد الرمز العودة عن قراره ويرافق ذلك كله خطاب إعلامي تهريجي طافح بعبارات التملق الكذب " مالها الا علي" وتكريس لخطاب يضع الرئيس فوق اليمن واكبر من كل شيء ويرهن مستقبلنا جميعا بوجوده على كرسي الرئاسة .
خطاب يختزل عشرين مليون مخواطن في شخص  علي عبد الله صالح ويرهن بقائهم وحياتهم بإستمراره بعد 27 عاما من القهر والظلم والاستبداد.
اصل احيانا لمرحلة الشعور بالتعاطف مع الرجل وأتسأل لماذا لا يلتفت علي عبد الله صالح حوله يمينا ويسارا ويرى من الذين بجانبه اليوم وكيف كانت اوضاعهم و كيف هي اليوم.. ؟ بلا شك هو يعرف كثيرا جدا من التفاصيل عن كل فرد منهم.. هل يعي الرئيس أن هؤلا هم من أوصلوه الى هذه المرحلة وقادوا الوطن الى شفير الانهيار .. ندرك أن مراكز نفوذ تكونت خلال فترة حكمه وأن قوى جديده اخذت مكانتها في هيكل النظام الذي يقع في قمته .. غير ان

الرئيس قادر حال توفر الارادة الصادقة في كبح جماح هؤلاء وإيقافهم عند حدهم ولن يجروء أحدا منهم لرد فعل ما سيقدم عليه الرئيس.
 في الحقيقة لا اظن الرئيس مقدم على ذلك والادلة والشواهد كثيرة جدا ولس هناك مجال لذكرها.
وتبقى الاشارة لاهمية إضطلاع المعارضة اليمنية لدورها التاريخي في قيادة التغيير والتحول الذي تبدو ملامحه سانحة حال توفرت الاراده الصادقة لدى قادة المعارضة والعمل على تحقيق مشروعهم بشكل موحد وبعيد عن الصفقات الثنائية التي أوصلتنا الى ما نحن عليه ولا يكون اتفاق المبادئ الذي وقعته مع الحزب الحاكم نهاية المطاف ومع  أن الخطوات التي قطعتها المعارضة " اللقاء المشترك" حتى الان تبدو جادة ومتمسكة إلا ان القلق كا يزال قائما في حجم السقف الذي حددته للحوار مع الحزب الحاكم ومدى قربه او بعده عن ما احتواه مشروعها للاصلاح السياسي والوطني ورؤيتها لضمان حرية ونزاهة الانتخابات خصوصا وان تجربتها معه مريرة في عدم تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه

وإنا لمنتظرون.