حركة‮ ‬13‮ ‬يونيو التصحيحية‮..‬ ‬عصر اليمن الذهــبـي‮ ‬وفـجـرها المـشـرق

  • الوحدوي نت
  • منذ 17 سنة - Tuesday 13 June 2006
حركة‮ ‬13‮ ‬يونيو التصحيحية‮..‬ ‬عصر اليمن الذهــبـي‮ ‬وفـجـرها المـشـرق

٢٣ ‬عاماً‮ ‬مرت على سنوات النعيم الثلاث التي‮ ‬عاشتها اليمن قبل أن تبدأ سنواتها العجاف والأخر اليابسات‮.‬
‮٢٣ ‬عاماً‮ ‬على بداية عهد ذهبي‮ ‬لم‮ ‬يفتأ‮ ‬يثبِّت أركان دولة اليمن الحديثة،‮ ‬حتى انهالت معاول الهدم والتدمير،‮ ‬وأيادي‮ ‬العمالة والخيانة والغدر،‮ ‬لتجهز عليه،‮ ‬في‮ ‬جريمة هي‮ ‬الأقذر في‮ ‬تاريخ اليمن الحديث‮.‬
وما بين ‮٤٧٩١ ‬و‮٧٧٩١‬م،‮ ‬عاش اليمنيون أزهى فترات‮ ‬يمنهم السعيد آنذاك‮.‬
‮٣١‬يونيو،‮ ‬حرگة التصحيح،‮ ‬وإبراهيم محمد الحمدي،‮ ‬مفردات ما إن‮ ‬يسمعها اليمنيون حتى تعود بهم مخيلتهم الى سنوات الرخاء والعيش الهنيء،‮ ‬ويتذگرون ماضي‮ ‬اقتصادهم التليد،‮ ‬وعيشهم الهنيء‮.. ‬العملة القوية والسمعة الحسنة لليمن ومواطنيها في‮ ‬الداخل والخارج‮.‬

 ‬عــادل عـبـدالمـغــني

ومع إشراقة شمس الـ‮٣١ ‬من‮ ‬يونيو ‮٤٧٩١‬م،‮ ‬كانت اليمن على موعد مع فجر جديد مختلف تماماً‮ ‬عما كانت تعيش البلاد قبل قيام الحركة من فساد إداري‮ ‬ومالي‮ ‬وأوضاع بائسة ومتردية للغاية بلغ‮ ‬فيها الفقر والجوع بين أوساط الشعب حداً‮ ‬لم‮ ‬يعهده اليمنيون حتى في‮ ‬سنوات حكم الإمامة البغيض‮. ‬كل ذلك الى جانب الانفلات الأمني،‮ ‬وغياب الدولة،‮ ‬وانتشار الفوضى‮. ‬لتتلاشى مع تلك الأوضاع أهداف ومعالم ثورة السادس والعشرين من سبتمبر،‮ ‬التي‮ ‬قدم شهداء الوطن دماءهم وأرواحهم رخيصة في‮ ‬سبيلها‮.‬
ولذلك كله،‮ ‬لم‮ ‬يكن أمام العقيد إبراهيم الحمدي‮ ‬وزملائه الغيورين على اليمن،‮ ‬غير الإعداد لتغيير ذلك الواقع البائس،‮ ‬لتأتي‮ ‬حركة ‮٣١‬يونيو التصحيحية،‮ ‬بأيادٍ‮ ‬بيضاء نقية وطاهرة،‮ ‬أبت أن تلوثها بقطرة دم واحدة،‮ ‬لأنه لم‮ ‬يكن لها من هدف‮ ‬غير النهوض بالوطن،‮ ‬ولا طموح عدا الحفاظ على أهداف الثورة ومكتسباتها،‮ ‬وهو ما تم على أرض الواقع،‮ ‬وبزمن قياسي‮.‬
وإن كانت السنوات الثلاث‮ -‬وهي‮ ‬مدة حكم الشهيد إبراهيم الحمدي‮- ‬لايعتد بها في‮ ‬حسابات السياسة والتاريخ،‮ ‬إلا أنها لازالت حاضرة وبقوة في‮ ‬مخيلة من عايشها من اليمنيين،‮ ‬ولاتزال الألسن والحناجر تتغنى بذلك العهد المجيد،‮ ‬والحلم الذي‮ ‬لم‮ ‬يكتمل‮.‬
فعلى أرصفة البطالة،‮ ‬وأمام جحيم الأسعار،‮ ‬وتفشي‮ ‬الفساد،‮ ‬وانهيار العملة المحلية،‮ ‬وتدهور الأوضاع المعيشية،‮ ‬يسترجع الجميع فترة حكم الشهيد الحمدي،‮ ‬بحسرة وألم‮.‬
وأمام عنجهية المسؤولين،‮ ‬وبطش المشائخ،‮ ‬وغياب القانون،‮ ‬يستنتج الجميع دوافع حركة ‮٣١‬يونيو التصحيحية‮.‬
وهناك على الحدود،‮ ‬حيث تباع الأرض والإنسان،‮ ‬وحيث المعاملة المهينة التي‮ ‬يعامل بها‮ »‬أبو‮ ‬يمن‮«‬،‮ ‬يدرك اليمنيون أي‮ ‬رجل أضاعوا‮. ‬مثلما‮ ‬يدركون ذلك في‮ ‬كل مجالات حياتهم‮.‬
يدركون ذلك في‮ ‬ساحات المحاكم،‮ ‬حيث‮ ‬يغيب القضاء وتحضر الرشوة والمحسوبية‮. ‬ويدركون ذلك في‮ ‬الساحات والشوارع العامة،‮ ‬حيث‮ ‬يصول ويجول أبناء المسؤولين بسياراتهم الفارهة،‮ ‬غير عابئين بأرواح البسطاء ومشاعرهم،‮ ‬ومثلها مواكب آبائهم،‮ ‬الذين‮ ‬ينظرون للمارة على أنهم من مواطني‮ ‬الدرجات الدنيا‮.‬
يدرك الجميع فداحة الخسارة،‮ ‬ومدى الحاجة لحركة تصحيحية،‮ ‬وهو‮ ‬يرى صوراً‮ ‬متناقضة تجمع بين قصور الفاسدين وفللهم المنتشرة في‮ ‬الأحياء،‮ ‬ناهيك عن شركاتهم وأرصدتهم في‮ ‬الداخل والخارج،‮ ‬وبين المعدمين من المواطنين الذين اتخذوا من الأرصفة بيوتاً‮ ‬يسكنونها،‮ ‬ومن براميل القمامة مرتعاً‮ ‬خصباً‮ ‬يسدون بمخلفات الذوات ألم أمعائهم الجائعة ومن‮ ‬يعولون‮.‬
الى‮ ‬غير ذلك من صور الحياة قاتمة السواد،‮ ‬التي‮ ‬لم تكن حاضرة خلال سنوات حكم الشهيد الحمدي،‮ ‬الذي‮ ‬استطاع في‮ ‬ظل الإمكانيات المتاحة لليمن في‮ ‬منتصف عقد السبعينيات،‮ ‬بناء دولة المؤسسات،‮ ‬ووضع لبنات قوية ومتماسكة لمس ثمارها كل أبناء الوطن‮.‬
كما استطاعت حركة ‮٣١‬يونيو التصحيحية ضم الشعب‮ -‬كل الشعب‮- ‬في‮ ‬إطار الجمعيات التعاونية الأهلية للتطوير،‮ ‬ليساهم الجميع جنباً‮ ‬الى جنب مع الدولة،‮ ‬في‮ ‬عملية البناء والتشييد،‮ ‬فبنيت المدارس والمستوصفات،‮ ‬وشقت الطرقات،‮ ‬وأقيمت المزارع‮.‬
الى جانب اهتمام الحركة بأوضاع اليمنيين المغتربين في‮ ‬الخارج،‮ ‬وتأسيس أول اتحاد للمغتربين اليمنيين،‮ ‬الذين‮ ‬يعاملون اليوم بامتهان شديد،‮ ‬ويتعرضون للضرب والقتل والأهوال،‮ ‬وهم‮ ‬يحاولون التسلل الى دول الجوار بحثاً‮ ‬عن لقمة عيش عجزوا عن الحصول عليها في‮ ‬بلدهم‮.‬
عمال اليمن ومغتربوها الذين كانوا‮ ‬يتحدثون بكل عزة وكبرياء إبان فترة الشهيد الحمدي،‮ ‬صاروا على النقيض من ذلك في‮ ‬يمن اليوم‮.‬
وجملتهم الشهرة‮ »‬روح كلِّم الحمدي‮«‬،‮ ‬التي‮ ‬كان‮ ‬يرددها اليمنيون في‮ ‬الخارج،‮ ‬على أية جهة تطالبهم بأية التزامات‮ ‬غير مفروضة عليهم،‮ ‬لم تعد سوى ذكرى حزينة،‮ ‬بعد أن تنكرت دول الجوار لأبناء اليمن،‮ ‬وصارت تتعامل معهم بامتهان شديد لآدميتهم وإنسانيتهم‮.‬
فهم اليوم‮ ‬يُطردون ويضربون ويرحَّلون مجاميع‮ ‬غفيرة بعد حشرهم داخل سجون مقرفة‮.‬
ووحده عوز العيش‮ ‬يجعل أبناء اليمن‮ ‬يقبلون بوضح كهذا،‮ ‬خاصة وأنهم‮ ‬يواجهون تعاملاً‮ ‬مشابهاً،‮ ‬إن لم‮ ‬يكن أبشع في‮ ‬بلدهم،‮ ‬وعلى‮ ‬يد حكومتهم‮.‬
حتى التنازلات وفرمانات البيع السيادي‮ ‬للأرض اليمنية،‮ ‬لم توفر لعمال اليمن أية امتيازات أو تسهيلات،‮ ‬بل على النقيض من ذلك،‮ ‬فحتى العبادة وزيارة الأراضي‮ ‬المقدسة مُنع منها اليمنيون بعد تحديد المسؤولين السعوديين سن العبادة بالنسبة لليمنيين بـ‮٠٤ ‬سنة،‮ ‬خلافاً‮ ‬لما جاء في‮ ‬الدين الإسلامي‮ ‬الذي‮ ‬يحرم منع المسلم من العبادة وزيارة بيت الله الحرام‮.‬
الأغرب من ذلك أن‮ ‬يأتي‮ ‬مثل هذا القرار بعد أسبوع واحد من توقيع البلدين على اتفاقية الحدود بينهما،‮ ‬التي‮ ‬جنى منها السعوديون مكاسب مهولة،‮ ‬فيما لم‮ ‬يكسب الجانب الآخر‮ ‬غير حفنة من الريالات،‮ ‬ذهبت لجيوب شلة مسؤولة تنظر للإنجازات ولغة المكاسب من وجهة شخصية بحتة‮.‬
التفريط الحاصل اليوم بالسيادة اليمنية،‮ ‬أرضاً‮ ‬وإنساناً،‮ ‬قابلته حركة التصحيح بالأمس بإجراءات مختلفة تماماً،‮ ‬حيث قامت هيئات التعاون الأهلي‮ ‬بشق الطرقات،‮ ‬والوصول الى الريف اليمني،‮ ‬وتقديم الخدمات التي‮ ‬وصلت الى أطراف البلاد،‮ ‬وأثمرت داخل المناطق المجاورة للدولة السعودية،‮ ‬ليتولى رجال قبائل الحدود مهمة الدفاع عن الأرض اليمنية على امتداد حدود الدولة،‮ ‬بعد أن استطاعت حركة ‮٣١‬يونيو التصحيحية،‮ ‬ضمهم تحت لوائها‮.‬
الى جانب المغتربين،‮ ‬فقد اهتمت الحركة بالنهوض بالأوضاع المعيشية لدى المواطنين وتحسين أوضاعهم،‮ ‬الى جانب الاهتمام بكل شرائح المجتمع وفئاته،‮ ‬فأولت جل اهتمامها للطلاب والعمال وأبناء القوات المسلحة،‮ ‬الذين لمسوا تغييراً‮ ‬نوعياً‮ ‬وحقيقياً‮ ‬في‮ ‬نمط حياتهم عقب قيام حركة‮ ‬يوليو،‮ ‬وليس مجرد خطابات سياسية مستهلكة‮.‬
وبنت الحركة المدن السكنية للموظفين والعمال والطلاب والفلاحين،‮ ‬وعملت على تطوير الريف مع المدينة،‮ ‬من خلال تقديم الخدمات الى كل المناطق النائية في‮ ‬اليمن،‮ ‬وإزالة الفوارق الاجتماعية والموروثات الملكية البائدة‮.‬
ومثلما كانت الكفاية والعدل والنزاهة منهجاً‮ ‬لحركة‮ ‬يونيو وقائدها الخالد إبراهيم الحمدي،‮ ‬فقد أنشأت الحركة اللجنة العليا للتصحيح المالي‮ ‬والإداري‮ ‬وأجهزة الرقابة والمحاسبة والمحاكم الإدارية،‮ ‬وشرع الحمدي‮ ‬منذ الأيام الأولى للحركة،‮ ‬في‮ ‬وضع خطط آنية وأخرى مستقبلية لانتشال اليمن من وضع سيئ كانت تعيشه قبل قيام حركة ‮٣١‬يونيو التصحيحية‮.‬
وخلال فترة زمنية قصيرة،‮ ‬امتزجت فيها الإرادة والإدارة والضمير الوطني‮ ‬الحي،‮ ‬استطاعت الحركة القضاء على الفساد الذي‮ ‬كان متفشياً‮ ‬داخل مفاصل الدولة،‮ ‬وأوجدت نهضة تنموية وعمرانية‮ ‬غير مسبوقة،‮ ‬ورفعت من قيمة العملة المحلية،‮ ‬وسهلت تحويلات المغتربين اليمنيين،‮ ‬وانخفضت أسعار المواد المعيشية والخدمية للمواطنين‮.‬
ثم شرع الحمدي‮ ‬في‮ ‬وضع خطط خمسية مستقبلية،‮ ‬فبدأ بتطبيق أول خطة خمسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في‮ ‬البلاد،‮ ‬ولتأسيس بنية تحتية قوية ومتينة لدولة اليمن الحديثة،‮ ‬دولة اليمن الواحد،‮ ‬التي‮ ‬لم تثنِ‮ ‬الحمدي‮ ‬انشغالات الداخل عن التفكير بإعادة وحدة اليمن التي‮ ‬لم‮ ‬يكن بينه وبين تحقيقها مع الرئيس سالمين،‮ ‬سوى ساعات قليلة استكثرها عليه أعداء الوطن وعملاؤه‮.‬
ليرحل الحمدي،‮ ‬ويترك وراءه بنية تحتية عملاقة لاتزال شاهداً‮ ‬حياً‮ ‬على عظمة تلك المرحلة،‮ ‬وإن عمد البعض الى طمس ملامحها،‮ ‬في‮ ‬محاولة‮ ‬يائسة لاتعبر إلا عن فشل من‮ ‬يفكر بمثل هكذا عقلية‮.‬
كما ترك الحمدي‮ ‬خططاً‮ ‬خمسية لاتزال حاضرة في‮ ‬أجندة وبرامج الإصلاحات الاقتصادية اليوم،‮ ‬إلا أنها لم تجدِ‮ ‬نفعاً‮ ‬نظراً‮ ‬لغياب الإرادة الصادقة لتنفيذها‮.‬
الشهيد الحمدي‮ ‬خلف أيضاً‮ ‬تعليماً‮ ‬مجانياً،‮ ‬وصحة للجميع،‮ ‬لكنها ومنذ رحل،‮ ‬لم تعد سوى مصطلحات فضفاضة لايؤمن بها أحد‮.‬
وإن كانت المستشفيات الحكومية لاتزال هي،‮ ‬كما تركها الحمدي‮ ‬كماً،‮ ‬إلا أن مضمونها مختلف تماماً‮ ‬اليوم،‮ ‬لايعني‮ ‬ذلك أن تحسناً‮ ‬ملحوظاً‮ ‬قد طرأ عليها،‮ ‬وهو ما‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون عليه الحال،‮ ‬لكن العكس من ذلك هو الحاصل على أرض الواقع،‮ ‬فمجازاً‮ ‬فقط نطلق اليوم على مرافق الصحة بالحكومية،‮ ‬بعد أن تحولت الى مؤسسات استثمارية همها الأول والأخير الربح السريع،‮ ‬دون أن تدخل الخدمات الصحية في‮ ‬إطار اهتماماتها‮.‬
وفيما‮ ‬يتوجه مسؤولو البلد الى مختلف دول العالم للاستطباب بأرقى مشافيها،‮ ‬تستقبل أرصفة الشوارع والعشش المنتشرة في‮ ‬القرى والمديريات،‮ ‬الفقراء والمعدمين من أبناء هذا الوطن المعلول،‮ ‬الذين‮ ‬يدخلون في‮ ‬صراع مرير مع الأمراض والأوبئة المنتشرة،‮ ‬وليس من خيار ثالث أمامهم عدا النصر أو الموت‮.‬
التعليم هو الآخر ليس بأحسن حالاً‮ ‬من الصحة،‮ ‬فشعار‮ »‬من‮ ‬يملك‮ ‬يتعلم‮«‬،‮ ‬صار بديلاً‮ ‬لشعار حركة التصحيح‮ »‬التعليم للجميع‮«‬،‮ ‬لتكون النتيجة إفراز أكثر من مليوني‮ ‬طفل وفتاة دون سن العاشرة‮ ‬يعانون من الجهل‮.‬
وفيما تتسابق دول لم تكن بأفضل حالاً‮ ‬منا للقضاء على الأمية التكنولوجية،‮ ‬لايزال الوطن‮ ‬يرزح تحت وطأة أمية القراءة والكتابة،‮ ‬والتي‮ ‬تشكل نسبة مخيفة بين أوساط مواطنيه‮.‬
نحن عندما نقارن بين أوضاع اليمن اليوم،‮ ‬وأوضاعها في‮ ‬منتصف عقد السبعينيات،‮ ‬نظلم حقبة السبعينيات،‮ ‬كون الثروة النفطية لم تتفجر في‮ ‬عهد الشهيد الحمدي،‮ ‬ومثلها الغاز والمعادن،‮ ‬ولم تنهل في‮ ‬عهده القروض والمساعدات من كل حدب وصوب،‮ ‬ولو كانت هذه الثروات في‮ ‬متناول‮ ‬يده‮ -‬رحمه الله‮- ‬لكانت اليمن بلداً‮ ‬مختلفاً‮ ‬تماماً‮ ‬على ما هو عليه اليوم،‮ ‬ومثلها أحوال مواطنيها الذين كانت عزتهم وكرامتهم الشغل الشاغل للرئيس الحمدي‮.‬
رحمك الله‮ ‬يا حمدي‮ ‬الرئيس الشهيد،‮ ‬ويا حامدي‮ ‬المواطن القتيل الذي‮ ‬لم‮ ‬يتردد قتلة سنحان في‮ ‬سفك دمه أمام طفليه،‮ ‬دون ذنب اقترفه سوى أنه‮"‬لغلغي‮" ‬ليس له قبيلة تحميه،‮ ‬أو مسؤول‮ ‬يدافع عنه،‮ ‬وبكل سهولة‮.‬
ورحمك الله‮ ‬يا حمدي‮ ‬والفقراء المعدمون صاروا‮ ‬يشكلون الأغلبية العظمى من أبناء شعبك الذين بكوك كثيراً،‮ ‬وخرجوا‮ ‬يوم جنازتك‮ ‬يرمون القتلة بأحذيتهم،‮ ‬في‮ ‬ملحمة شعبية‮ ‬غير مسبوقة في‮ ‬التاريخ،‮ ‬وكأنهم كانوا‮ ‬يدركون أي‮ ‬مستقبل‮ ‬ينتظرهم من بعدك‮.‬
نحن هنا لانبكي‮ ‬على الأطلال،‮ ‬وإن حق لنا ولكل أبناء الشعب ذلك،‮ ‬ولكننا ذكرنا ما ذكرناه لنخرس ألسنة المنافقين والأفاكين الذين‮ ‬يخلون مسؤولية الرجل الأول في‮ ‬الدولة عن الأوضاع المأساوية التي‮ ‬وصل إليها البلد‮.‬
كما أننا نرد على من‮ ‬يقللون من ثروات اليمن ومقدراتها الاقتصادية وقدرات رجالها وكفاءاتها‮.‬
وفيما اليمن اليوم تواقة الى تصحيح أوضاعها التي‮ ‬لاتقل سوءاً‮ ‬عما كانت عليه مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضي،‮ ‬فإن الحاجة ملحة لحركة تصحيحية تعيد للوطن اعتباره،‮ ‬وللثورة أهدافها،‮ ‬وللوحدة مسارها،‮ ‬وللمواطن لقمة عيشه‮.‬
فهل‮ ‬يجعل أبناء الشعب،‮ ‬ومعهم كل دعاة التغيير،‮ ‬من الاستحقاق الانتخابي‮ ‬القادم،‮ ‬موعداً‮ ‬لصنع تغيير حقيقي،‮ ‬يكون شعاره المقولة الخالدة للشهيد إبراهيم الحمدي‮: »‬التجريب بالمجرب خطأ‮.. ‬والتصحيح بالملوثين خطأ مرتين«؟ لإنقاذ الوطن من انهيار بات وشيكاً‮ ‬بشهادة العالم أجمع‮.‬