يسعى الحوثيون لإنشاء الدولة الطائفية حيث يسيطر الشعور الطائفي والولاء للطائفة بالشكل الذي يتقدم على الولاء للوطن والدولة والقانون، فما الفرق بين الدولة الوطنية والدولة الطائفية؟
الدولة الوطنية ممثلة لأهداف وتطلعات مجتمعاتها وشعوبها وتؤكد عقلانية ووعي في تفكير نخب الدولة الوطنية ومواطنيها وتنفي بل وتنزع أي عقلانية ووعي في تفكير قطعان الدولة الطائفية، أما الدولة الطائفية ترفض الطوائف الأخرى وتغبنها حقوقها وتكسب طائفتها تلك الحقوق التي هي لغيرها وهي أيضا قائمة بالأساس على تعصب ديني وطائفي عميق وتنحاز لمشروع إمبريالي معين.
اليوم يسعى الحوثيون لاسقاط مفهوم الدولة الوطنية واستبدالها بمفهوم الدولة الطائفية المذهبية وبإسناد مباشر وغير مباشر من قبل قوى خارجية وأفعالهم على أرض الواقع تؤكد ذلك، بالتالي سنكون أمام استبدال الاستعمار أو الاحتلال المتعارف عليه باحتلال واستعمار طائفي مذهبي من نوع آخر لكنه في النهاية يؤدي إلى ذات النتيجة حينها لن يكون للمواطنة أي قيمة لهذا إذا لم تتدارك اليمن مشكلة الطائفية فستكون في قائمة الدول التي طحنتها الطائفية ونخرت في شعوبها.
ومن نافلة القول إن إنشاء الدولة الطائفية باليمن من قبل الحوثيين يعتبر امتداد لدولة الخميني (مشروع ولاية الفقيه) وبالتالي على اليمنيين مواجهة لحظة مريرة عنوانها تفريس اليمن تحت يافطة الدولة الطائفية الفارسية الخمينية وعلى المنطقة مواجهة هذا أيضا.. لذا يجب علينا الدفاع عن الدولة الوطنيّة والتأكيد على ضرورة تطويرها لتصبح أكثر فاعلية وكفاءةً وقدرةً على القيام بوظائفها الرئيسة تجاه مواطنيها.
نقلاً عن صحيفة المدينة