هذا الوطن خاضت على ترابه العديد من القوى السياسية حروبا لأجل السلطة ودخل البعض الآخر صراعات إيديولوجية ومناطقية ووصل الحال إلى الصراعات الطائفية .... كل ذلك يجعلنا نقف متأملين بل ومتسائلين بعلامات استفهام كبرى نضعها دوما نصب أعيننا ....
فماذا عنك ياوطني عندما كانت أحلامك رهينة مشاريع صغيرة وماذا عنك عندما أدُيرت مشاريعك الكبيرة بأدوات ضعيفة وبالدواعي المناطقية والإيديولوجية؟
ألا تستحق الخمسون عاما التي انقضت بكل تفاصيلها الوطنية والقومية إلى وقفة تأمل جادة؟
ألا ننظر إلى إقليمنا وعروبتنا بنظرة الاندماج الذي من الممكن أن يطبق؟ وبالمقابل أيضا هل نستفيد مما يجري في ذلك المحيط
وفي تلك العروبة؟
هل لنا أن ننظر إلى قارتنا الآسيوية وجارتنا الإفريقية بتمعن وهي التي تجاوزتنا في البناء والتقدم؟
ألا يستحق أبناؤنا أن يفخروا بوطنهم داخليا وخارجيا؟ ألا يجب أن نعيد إلى مغتربينا ومهاجرينا أمل العودة إلى
الوطن؟
ماذا عن المشاريع الطائفية وماذا عن خطرها المأساوي الذي سيدمر نسيجا اجتماعيا عظيما لهذا الوطن؟ هل لنا أن نؤسس لخمسن عاما قادمة من التعايش والبناء؟ ألا نتعلم من التاريخ القريب؟؟؟
هل يعرفون التعايش الجمعي البنّاء؟
بكل حرقة هل لنا أن نعيد حساباتنا ونحمل قضايانا
بعيداً عن لغة العنف؟
هل لنا حقا أن نتحد ونعيد للوحدة اعتبارها الحقيقي شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً بعيدا عن التسلط والتكبر؟
ماذا عن الحوار الوطني وماذا عن مسودة الدستور وماذا عن سيادة القانون؟
بل وماذا عن حلم الدولة المدنية الاتحادية؟ هل لنا أن نعود إلى الوراء قليلا ونعرف بأن اتفاقية الحوار الوطني ومسودة الدستور الشامل كانت طوعية وما وُقّع بعدها هو بمنطق القوة؟
وهل لنا أيضا أن نعيد قراءة الهدف الأول لثورة 26 سبتمبر « إقامة ﻢﻜﺣ جمهوري عادل وإزالة الفوارق والإمتيازات ﻴﻦﺑ الطبقات ؟»
متى يعي المغامرون والمقامرون بأن الوطن أكبر من مشاريعهم الصغيرة )الكبيرة في نظرهم ؟ متى يعود الطفل المتمنطق بالساح إلى بيته وإلى
مدرسته؟ بل ومتى سيعود سلاح الدولة للدولة؟
هل لنا أن نعالج أنفسنا من أمراض نظرية المؤامرة؟
هل ندرك بأن الشعب يفهم مصطلحات دغدغة العواطف وهو أكبر مما يتصور البعض؟ ماذا عن جهاد المسلمين للمسلمين؟ماذا عن غنائمهم؟ وماذا أيضا عن شريعة الغاب التي يسعى البعض لتكريسها؟ ... هل يعي الجميع تداعيات ذلك؟
متى نتوقف عن ثقافة الإنقلابات السياسية والعسكرية المقولبة بمسميات ثورية واهية ومدمرة للنسيج الاجتماعي والوطني؟
كما هي دعوة لقراءة التاريخ هي دعوة للحفاظ على اللحمة الاجتماعية وهي دعوة ضد الثقافة الطائفية والمناطقية والحزبية ،
وهي دعوة لبناء الوطن وليس لخرابه .....
الكثير من الأسئلة يمكن كتابتها ولكن أكتفي بذلك فمن يقرأ التاريخ فإنه يقرأه ليس ليعود إلى الماضي ولكن ليستشرف المستقبل..
فماذا عن مستقبلك ياموطني؟!
-عن صفحته على الفيس بوك