إنزال مدرعات سعودية في مدينة عدن اليمنية بمساعدة أميركية

طائرات إسرائيلية بدون طيار تنطلق من جزيرة فرسان السعودية في البحر الأحمر لمراقبة اليمن ومساعدة الطيران السعودي واليمني على مراقبة تحركات المعارضة اليمنية

  • تل أبيب ، (خاص من : ليا ابراموفيتش ):
  • منذ 13 سنة - Wednesday 16 March 2011
طائرات إسرائيلية بدون طيار تنطلق من جزيرة فرسان السعودية في البحر الأحمر لمراقبة اليمن ومساعدة الطيران السعودي واليمني على مراقبة تحركات المعارضة اليمنية


 أنزلت السعودية ليلة أمس قوات عسكرية في ميناء عدن ، عاصمة الجنوب اليمني، في الوقت الذي كانت تدفع بدباباتها إلى البحرين عبر جسر الملك فهد.
 
 سفينة التدريب السعودية "تبوك" أنزلت في ساعة متأخرة من ليلة الأخد ـ الإثنين حوالي مئة عربة مدرعة مخصصة لمكافحة "الشغب"، ومابين 300 إلى 400 من الحرس الملكي السعودي يتقدمهم المقدم يوسف الطاسان .



وكان في استقبال هذه القوات لدى وصولها ميناء عدن الملحق العسكري السعودي في اليمن عبد الرحمن الحارثي و الملحق العسكري الأميركي في صنعاء العقيد بيل موني  Bill Mooney والرائد بونغ  Pung 

 مسؤول نقطة الاستخبارات العسكرية الأميركية في السفارة ، والعميد مجاهد غشيم مسؤول المخابرات العسكرية اليمنية والعميد أحمد دهان قائد القوات الخاصة اليمنية ، والعميد أحمد الشوال ، ممثل اليمن في مجموعة 

CENTCOM ( قيادة القوات المركزية الأميركية المعنية بالشرق الأوسط). 

 سفينة "تبوك" القادمة من قاعدة جدة البحرية السعودية على البحر الأحمر ، دخلت ميناء عدن بمرافقة طراد أميركي من السفن الحربية الأميركية التي تجوب منطقة خليج عدن والبحر الأحمر. 

   القوات التي جرى إنزالها الليلة الماضية هي الدفعة الأولى ، ومن المقرر أن تتبعها دفعات أخرى خلال الأيام القادمة ، تنفيذا لاتفاق سري أبرمه النظام اليمني مع الولايات المتحدة في شباط/فبراير الماضي خلال زيارة وفد 

عسكري يمني عالي المستوى إلى واشنطن شارك فيه ضباط من المخابرات السعودية وديبلوماسيون سعوديون في العاصمة الأميركية.

 وينص الاتفاق على السماح لقوات الحرس الملكي السعودي بدخول الأراضي اليمنية بتنسيق وتعاون مع القوات الأميركية الموجودة في المنطقة لدعم النظام اليمني في مواجهة معارضيه في الجنوب والشمال. 
Image
جزر فرسان السعودية في البحر الأحمر


ومن الملاحظ أن الضباط اليمنيين الذين شاركوا في استقبال سفينة"تبوك" السعودية في ميناء عدن هم أنفسهم الضباط الذين أبرموا الاتفاق مع واشنطن الشهر الماضي، 

باستثناء العقيد تيسير صالح ، الملحق العسكري اليمني في واشنطن. 

 الاعتماد اليمني على القوات السعودية في الجنوب سببه عدم القدرة على إرسال قوات يمنية كافية من الشمال ، ليس فقط بسبب انشغالها بقمع الانتفاضة الشعبية في مدن 

الشمال ، وبشكل خاص العاصمة صنعاء ، بل أيضا لسبب لوجستي يتمثل في أن المدن 

والطرق التي ستسلكها هذه القوات نحو عدن ( مثل : تعز) أصبحت غير آمنة ومكشوفة بسبب سيطرة المعارضين عليها.

    وهذه هي المرة الأولى التي يتدخل فيها الحرس الملكي السعودي في شأن داخلي يمني بشكل مباشر. 

وكان الجيش السعودي تعرض لهزائم منكرة في مواجهة قوات "الحوثيين" في الشمال العام الماضي، الأمر الذي دفع واشنطن لمساءلة النظام السعودي عن مصير الأسلحة والأموال الطائلة التي أنفقتها السعودية على جيشها. 

....وكان من اللافت أن الملك السعودي ، الذي يحتفظ بقيادته للحرس الملكي ، امتنع عن زج الحرس في المعارك مع الحوثيين وهو ما فهمته أوساط "الجناح الأميركي" في العائلة السعودية بأنه أمر متعمد من الملك لإظهار 

ضعف الجيش بسبب الفساد الذي يجتاحه ، رغم كل ما أنفق عليه من مبالغ طائلة. 




  طائرات إسرائيلية بدون طيار تقلع من جزيرة " فرسان" السعودية في البحر الأحمر ( 50 كم عن الشاطىء) في عمليات مراقبة دائمة للعاصمة صنعاء ولشمال اليمن الذي يشكل معقل الحوثيين. 

 الطائرات الإسرائيلية تقوم ببث صور حية على مدار الساعة إلى مقرات التحكم والسيطرة في صنعاء و الحرس الملكي السعودي ، فضلا عن الضباط الإسرائيليين المتمركزين في فندق" كورال" بالجزيرة المذكورة، ومن شأن

 هذا المسح المتواصل تقديم معلومات لصانعي القرار الأمني في صنعاء حول تحشدات المعارضة والقبائل والمجموعات الحوثية . 

 فكرة إنشاء وحدة الاستطلاع الجوي الإسرائبلية في جزر فرسان بدأت في العام 2007 في إطار التنسيق السعودي ـ الإسرائيلي ـ الأميركي لمراقبة تهريب الأسلحة الإيرانية إلى قطاع غزة عبر ميناء عصب الأرتيري 

وعبر ميناء بور سودان السوداني..... ثم توسع نشاط هذه الوحدة لاحقا ليشمل المجال الجوي اليمني ، لاسيما في الشمال. 

وكان من المقرر أن تنشيء السعودية مطارا في الجزيرة المذكورة لهذه الغاية ، إلا أن الفساد والبيروقراطية حالا دون ذلك , وهو ما دفع الإسرائيليين والأميركيين إلى إنشاء مهبط عملياتي قصير ، بديل للمطار الذي لم ينفذ، 

يكفي لاستخدام الطائرات المذكورة. 

 هذه الطائرات لعبت دورا كبيرا في تزويد القوات السعودية والبمنية بصور حية عن تحركات الحوثيين خلال حربهم الأخيرة في مواجهة قوات الحكومة و التدخل السعودي.
 
 ا
لتدخل السعودي في البحرين واليمن هو جزء من الخطة التي وضعها الأميركيون والسعوديون والإسرائيليون لاحتواء " المناخ الثوري" في العالم العربي ، وأحد خطوات "الهجوم المضاد" الذي بدأه التحالف المذكور منذ 

نهاية الشهر الماضي ، والذي من المعتقد أن يشمل لبنان على المستوى المنظور عبر تفجير الوضع الأمني فيه و إحياء ما يسمى" ثورة الأرز" التي رعتها واشنطن والرياض مباشرة ، وإسرائيل بشكل غير مباشر، خلال السنوات الخمس الماضية