الافتاء حقن الانسولين لا تفطر الصائم''

  • الوحدوي نت - المسار
  • منذ 13 سنة - Friday 27 August 2010
الافتاء حقن الانسولين لا تفطر الصائم''


يؤثر صيام الشهر الفضيل بشكل ايجابي على مرضى السكري الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن وفقا لاطباء ومسؤولي توعية صحية , ولا سيما ان الحقن بالانسولين لا يفطر الصائم بحسب دائرة الافتاء العام .
غير ان القاعدة السليمة الواجب اتباعها قبل نية مرضى السكري الصيام تقتضي استشارة الطبيب والالتزام التام بارشاداته وتعليماته الطبية من حيث تعديل جرعات الأدوية وتوقيتها وممارسة مختلف النشاطات اليومية ومراجعة الطبيب عند أي طارىء كما قال اطباء ومسؤولو توعية صحية لوكالة الانباء ال
اردنية ( بترا ) .
مدير التوعية والاعلام الصحي في وزارة الصحة الدكتور مالك الحباشنة قال ان الصيام يؤثر بشكل ايجابي على مرضى السكري الذين يعانون من السمنة او زيادة في الوزن وخاصة لمن يتبعون حمية غذائية او يتناولون اقراصا خافضة للسكر او يحقنون بالانسولين .
فيما لا ينصح الصيام لبعض فئات مرضى السكري وفقا له ومنهم السيدات الحوامل اضافة الى الذين يعالجون بحقنتين أو أكثر من الأنسولين يوميا ومن كانت نتائج فحص السكر التراكمي لديهم غير طبيعية خلال الأشهر الثلاثة السابقة .
واضاف ان الصيام يؤثر صحيا على مرضى السكري الذين يعانون من مضاعفاته الثانوية مثل الهبوط أو الفشل الكلوي وتصلب الشرايين وأمراض القلب كالذبحة الصدرية غير المستقرة وإحتشاء عضلة القلب وارتفاع ضغط الدم غير المتحكم به .
كما يؤثر على المصابين بأية حالة مرضية تستوجب تناول الدواء على فترات متقاربة وشرب الماء مثل الالتهابات المختلفة وارتفاع درجة الحرارة والذين تعرضوا أثناء صيامهم لنوبتين أو أكثر من نوبات هبوط السكر أو ارتفاعه أو ظهور أحماض ( كيتونية ) في البول , منوها الى ان الصيام يؤثر كذلك على من يصعب عليهم السيطرة على مستويات السكر خلال الأسبوع الأول من الصيام .
وبين انه على الشخص الصائم المصاب بالسكري ان لا يتردد بالافطار , بعد استشارة الطبيب إذا شعر بأعراض نوبة هبوط السكر كالرعشة او تغير في المزاج والإحساس بالتعب وزيادة الشهية والتعرق والدوخة واضطراب الرؤية والصداع مذكرا بأعراض ارتفاع السكر ومنها ظهور أحماض (كيتونية) في البول وارتفاع درجة الحرارة أو الإسهال .
ونصح الدكتور الحباشنة مريض السكري الصائم بقيامه بفحص مستوى السكر عدة مرات يومياً خلال الصيام وبعد الإفطار , اذ يمكن التنسيق مع الطبيب المعني لاختيار الأوقات المناسبة لاجراء الفحص والتي تعتمد على نوعية العلاج وتوزيع الجرعات، وينصح اجراؤه قبل السحور مباشرة وخلال فترة الظهيرة وقبل الإفطار وبعده بساعتين وفي أي وقت يشعر به الصائم بأعراض غير طبيعية كأعراض هبوط مستوى السكر .
رئيسة قسم التوعية الصحية في مديرية التوعية والاعلام الصحي في الوزارة المهندسة باسمة استيتية اشارت الى القواعد الواجب اتباعها والمتعلقة بنظام التغذية المناسب لمرضى السكري في رمضان الكريم ومنها الحرص على تناول وجبتي الإفطار والسحور في الموعد المحدد , وإضافة وجبة خفيفة بين وجبتي الإفطار والسحور لتجنب ارتفاع السكر في الدم الناتج عن توزيع كميات الطعام المسموح بها على وجبتين فقط .
ونصحت بان يبدأ الصائم المصاب بالسكري إفطاره بتناول 3 حبات من التمر إذ أنها تعتبر بديلا عن الفاكهة وتوفر للجسم مصدراً سريعاً للطاقة والتي يحتاجها الجسم بعد ساعات الصوم .
وقدمت نموذجا لوجبة افطار لمريض السكري تكون غنية بقيمتها الغذائية وسهلة الهضم تحتوي على 3 حبات تمر وطبق من الشوربة واخر من السلطة , وطبق من الخضار المطبوخة وقطعة من اللحم أو الدجاج أو السمك وخبز أو أرز أو برغل أو فريكة أو معكرونة.
وفضلت المهندسة استيتية ان يكثر مريض السكري الصائم من تناول الخضروات الطازجة في بداية الوجبة كالسلطات لما تحتويه من الألياف الغذائية التي لها دور في تنظيم السكر في الدم والإحساس بالشبع , وتحد من مشكلة الإمساك عند بعض الصائمين.
 ونصحته بالحرص على شرب كميات كافية من السوائل كالماء والشوربة وشراب الإعشاب كالبابونج واليانسون غير المحلى لتعويض ما فقد منها خلال فترة الصيام , اذ فضلت شربها بين وجبتي الإفطار والسحور وليس أثناء الوجبة منوهة الى ان كمية المشروبات الغازية والشاي والقهوة المتناولة لا تعتبر بديلا عن السوائل التي يحتاجها الجسم والتي لا تقل عن 8 أكواب يوميا .
وحذرت من تناول الأطعمة المالحة والمحفوظة بالملح مثل المخللات والمقدوس والزيتون المخلل والتي يكثر استهلاكها في شهر رمضان المبارك لما لها من دور في ارتفاع ضغط الدم مشيرة الى ضرورة عدم الإسراف في تناول العصائر سواء المحلاة أو غير المحلاة إذ أن كمية السكر الموجودة في نصف كوب منها تعادل الكمية الموجودة في حبة فاكهة كالتفاح .
ولفتت الى اهمية تجنب بعض المشروبات التي يكثر تناولها في الشهر الفضيل والتي يعمل بعضها على رفع سكر الدم نتيجة لإضافة السكر خلال تحضيرها مثل شراب قمر الدين مؤكدة اهمية الاعتدال في تناول اللحوم والدواجن والأسماك خاصة في وجبة الإفطار .
 ونصحت المرضى بالاحتفاظ ببعض مكعبات السكر أو الحلوى في متناول اليد عند الشعور بأعراض انخفاض السكر أثناء الصيام ,ويتوجب على الصائم إنهاء صيامه في هذه الحالة .
ولفتت الى اهمية تجنب مرضى السكري الصائمين تناول قطايف القشطة والجوز لاحتوائها على كميات عالية من السعرات الحرارية والدهون ,وفي حال تناول قطايف الجبنة لا يسمح بتناول أكثر من قطعة واحدة على ان يستعمل معها القطر المصنوع من المحليات الصناعية مشيرة الى ان الحلويات المصنعة من الحليب الخالي الدسم والمحلي الصناعي تعتبر بديلا عن القطايف كالسحلب والمهلبية والأرز بالحليب.
ودعت الى عدم الإكثار من الحلويات والمقالي والمكسرات والعصائر وغيرها من الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية لضررها على الصحة ولتجنب زيادة الوزن لافتة الى ان النشاط البدني كالمشي في الفترة ما بين الإفطار والسحور ولمدة نصف ساعة يوميا يساعد على ضبط مستوى السكر في الدم وعدم زيادة الوزن .
 وقالت انه من الشائع في الخيم الرمضانية انها تقدم اصنافا تحوي كميات عالية من النشويات كالبليلة والترمس لذا ينصح بتحديد الكمية المسموح بها قبل الشروع في الأكل، وهي تقريبا ما يعادل فنجان قهوة سادة على أن لا يضاف الملح لها نهائيا .
استشاري الغدد الصم والسكري الدكتور نديم جراح اشار الى ان مرض السكري بشكل عام يقسم الى نوعين الاول ما كان يعرف بسكري الصغار والذي يعاني المصاب به من نقص مطلق بالانسولين ما يحتم ان يكون علاجه الوحيد بواسطة حقنه بمادة الانسولين فيما يعاني المصاب بالنوع الثاني الذي كان يعرف بسكري الكبار من نقص نسبي بكمية الانسولين ما يتيح لان تكون فرص العلاج متعددة تتم عبر انماط الحياة الصحية المتمثلة بالحمية والحركة والغذاء الجيد اضافة الى تناول اقراص تهبيط مستوى السكر , وفي بعض الحالات قد يحتاج مريض النوع الثاني الى العلاج بواسطة حقن الانسولين عند زيادة نسب نقصه .
وقال ان السكري لا يعتبر ارتفاع نسب السكر بالدم فقط وانما هو حالة اضطراب شامل بالاستقلاب يصاحبه ارتفاع بدم الضغط واضطراب الدهنيات .
وبحسب الدكتور جراح فان هناك اتفاقا علميا يشير الى ان النوع الاول من مرض السكري الذي يعتمد علاجه الوحيد على حقن الانسولين يستدعي تناول المصاب لوجبات طعام خفيفة متكررة , ما يتطلب منه عدم الصوم .
واشار الى امكانية صيام المصابين بالنوع الثاني شريطة التنسيق المسبق مع الطبيب المعالج قبل حلول الشهر الفضيل بفترة كافية , لكي ينعم بفريضة الصيام دون تأثر صحته مبينا ان معظم هؤلاء المرضى يتم تعديل جرعاتهم العلاجية بحيث تتوافق اوقاتها مع اوقات تناول الطعام خلال الشهر الكريم بما يضمن عدم تعرض المصاب لهبوط في مستوى السكري اثناء صيامه .
واوضح ان على مريض السكري الذي يسمح له وضعه الصحي بالصيام متابعة مستوى السكر لديه خلال الايام الخمسة الاولى من الشهر الفضيل من خلال اجهزة فحص السكري ليتمكن من تحديد نمط وضعه الصحي وما يحتاجه من كمية وتعديل زمني لجرعته العلاجية خلال الشهر الفضيل .
واكد اهمية تعايش مريض السكري مع فضائل الشهر المبارك على الوجه الاكمل دون اشعاره بان مرضه قد يحول ومشاركته افراد الاسرة الافطار بشكل جماعي لما لذلك من تأثير ايجابي على الوضع النفسي له والذي يعزز من درجات علاجه .
سماحة مفتي عام المملكة عبد الكريم الخصاونة قال ان حقن مريض السكري بالانسولين لا يفطره ويبقى المريض بالسكري القادر صحيا على الصيام محافظا على صيامه مستدركا انه اذا بلغ التعب بالمريض الى درجة شديدة ولم يستطع متابعة صيامه عندئذ يجوز له الافطار .
وقال اذا وصلت نسبة السكري الى درجات قد تضر بصحة المريض فعليه استشارة الطبيب المعالج , فان نصحه بالافطار بسبب ان الصيام يزيد بالمرض او يؤخر الشفاء او يسبب عاهة له عندها يحق للمريض ان يفطر .
وبين سماحته ان افطار مريض السكري يعتمد على استشارة المريض لطبيبه المعالج لتحديد مواصلة الصيام من عدمه , أي ان الشرع يأخذ برأي العلم والطب مشيرا الى ان المريض وان تمكن من الصيام بعد شهر رمضان وخاصة في فصل الشتاء اعتمادا على الرأي الطبي فان عليه قضاء ما افطره من ايام خلال الشهر الكريم .
ولفت الى ان من يعالج بحقن الانسولين ولا يؤثر الصيام عليه فان له من باب اولى ان يصوم مؤكدا ان الحقن بالانسولين لا يفطر المريض بالسكري .
واكد سماحة الشيخ الخصاونة ان مريض السكري غير القادر على الصيام او قضاء بدل ايام افطاره طيلة العام بسبب حالته الصحية بناء على رأي الطبيب المختص ان يخرج اطعام مسكين عن كل يوم افطر به والتي تقدر بما تعادل قيمته ستمئة غرام من القمح , والتي قدرت بحوالي 50 الى 60 قرشا في ادناها , ومن احب الزيادة فان هذا خير وابقى عند الله سبحانه وتعالى .