بسم الله الرحمن الرحيم
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ، وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور
غادر الدنيا الفانية إلى الحياة الباقية الأستاذ الدكتور مبارك قاسم صالح البطاطي، بعد نضال شديد وطويل في ميداني العلم والسياسة، بدأه في ستينيات القرن الماضي من قاهرة المعز -عاصمة الجمهورية العربية المتحدة- برفقة الرعيل الناصري الأول بقيادة الشهيد المؤسس عيسى محمد سيف.
لقد كان للمناضل مبارك البطاطي بصمات بارزة في الحركة بين الطلاب المستقلين، الذين تشكلت منهم النواة المؤسسة لرابطة طلاب اليمن شمالا وجنوبا، وإسقاط ما كان يسمي بالاتحاد الوطني، وسط منافسة ضارية مع التيارات السياسية الأخرى، فكان للجنة الطلاب المستقلين (التي شكلها عام 1969 ورأسها الشهيد القائد عيسى محمد سيف، وكان الراحل مبارك البطاطي أحد أعضائها) الفضل في تأسيس وقيادة الرابطة، التي كانت ميدانا خصبا لاختبار واختيار المرشحين للعمل الناصري، والذين قادوا الحركة الناصرية فيما بعد، وعلى عواتقهم حملوا مسؤولية وضع اللبنات الأولى لمشروع الدولة المدنية بقيادة الشهيد القائد إبراهيم محمد الحمدي.
ونتيجة لنشاطه الدؤوب في الوسط الطلابي، والنتائج الرائعة التي حققها لاسيما بين الطلاب المبتعثين من الحكومة الشطرية في جنوب اليمن آنذاك، فقد أوقعت سفارة الجنوب العقوبة على القائد الراحل مبارك البطاطي، بقطع منحته المالية، بهدف عرقلة مسيرته النضالية والعلمية، بيد أن عزمه وإصراره على الاستمرار في نضاله في الميدانين العلمي والسياسي، قهر المعاقبين له، باستمرار نضاله السياسي وتحقيق نجاح عالي في المجال العلمي، ليلتحق بعد تخرجه بهيئة التدريس بقسم الفلسفة بكلية الآداب في جامعة صنعاء، مواصلا نشاطه العلمي مرتقيا درجات السلم الأكاديمي حتى نال الأستاذية.
لقد كان المرحوم البطاطي قريبا من طلابه وزملائه، متحسسا لآلامهم ومشاركا لهم في آمالهم، فشغف قلوب الجميع بحبه. ولم تغير فيه المواقع الإدارية التي تبوأها سواء في كليته أم كمستشار ثقافي في سفارات اليمن بالعراق وتونس وأخيرا في ألمانيا، إذ كان يمنح الطلاب حنان أب بدون تمييز سياسي أو مناطقي.
وإزاء هذا الحدث الجلل فإن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري يضرع إلى الله العلي القدير أن يتغمد روح الفقيد الأستاذ الدكتور مبارك البطاطي بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنانه. وفي الوقت الذي يعزي التنظيم نفسه برحيل فقيده، فإنه يتقدم بخالص العزاء وعظيم المواساة لنجله الدكتور ناصر مبارك البطاطي وكافة أهله ومحبيه في حضرموت ويافع وكل المناطق اليمنية، سائلا الله أن يعظم أجورهم ويلهمهم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
صادر عن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري
الأربعاء الموافق 29/10/2020
