هيومن رايتس:انفجار مستودع يقتل أطفال مدارس في حي سكني بمحافظة صنعاء

  • الوحدوي نت - متابعات
  • منذ 4 سنوات - Friday 10 May 2019
هيومن رايتس:انفجار مستودع يقتل أطفال مدارس في حي سكني بمحافظة صنعاء

قالت "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة "مواطنة لحقوق الإنسان" الخميس، إن مستودعا يسيطر عليه الحوثيون، يخزنون فيه مواد متطايرة بالقرب من المنازل والمدارس، اشتعلت فيه النيران وانفجر في العاصمة اليمنية صنعاء، في 7 أبريل/نيسان 2019، مما تسبب بمقتل 15 طفلا على الأقل، وإصابة أكثر من 100 طفل وبالغ في حي سعوان السكني. الوحدوي نت
وأكدتا ان عدد القتلى الفعلي قد يكون أعلى، حيث تم إجلاء بعض ضحايا الانفجار الذين كانوا في حالة حرجة إلى مستشفيات عامة تديرها السلطات الحوثية، ولم يوافق مسؤولو المستشفيات على التحدث إلى المنظمات الحقوقية.
ونقلت المنظمتان في بيان مشترك، عن شهود قولهم، إنهم لم يروا السبب الأولي للحريق في المستودع، لكنهم لم يشاهدوا أو يسمعوا طائرة أو ذخائر قادمة قبل بدء الحريق، أو في وقت الانفجار الكبير بعد عدة دقائق.
واضاف البيان " لا تشير 4 مقاطع فيديو عن الانفجار، سجلها المارة وقاموا بتحميلها على الإنترنت خلال ساعات، إلى سبب الحريق، لكنها لا تُظهر ما يشير إلى غارة جوية أو ذخيرة قادمة. لم يرَ الباحثون فوهات قد تشير إلى وجود قنبلة جوية، عندما تمكنوا للمرة الأولى من الوصول إلى الموقع بعد أيام من الانفجار".
وبحسب البيان، بعد حدوث الانفجار وقت الظهيرة، وصل العشرات من قوات الحوثيين إلى الموقع، وأطلقوا طلقات تحذيرية، وضربوا واحتجزوا عدة أشخاص حاولوا تصوير المستودع، بحسب شهود، بعدها نقلت قوات الحوثيين لعدة أيام كميات كبيرة من مواد غير معروفة من الموقع على ظهر شاحنات مسطحة، ومنعت باحثي حقوق الإنسان من الوصول إلى المنطقة حتى 11 أبريل/نيسان.
وقال بيل فان إسفلد، باحث أول في مجال حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش: "أدى قرار الحوثيين بتخزين مواد متطايرة بالقرب من المنازل والمدارس على الرغم من الخطر المتوقع للمدنيين، إلى مقتل وإصابة العشرات من أطفال المدارس والبالغين، على الحوثيين التوقف عن التستر على ما حدث في حي سعوان والبدء ببذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين الخاضعين لسيطرتهم".


تفاصيل حول الانفجار كما اورده البيان المشترك لمنظمة هيومن رايتس ومنظمة مواطنة

تستند الشهادة التالية بشكل أساسي إلى مقابلات أُجريت في صنعاء مع 9 شهود على الانفجار الذي وقع في المستودع، وموظفين في 3 مستشفيات، وصور الأقمار الصناعية، و4 مقاطع فيديو نُشرت على الإنترنت وتم التحقق منها.
بعد الساعة 11:20 بقليل من صباح يوم 7 أبريل/نيسان، تجمع العشرات من الناس لمراقبة حريق اندلع في المستودع. قال أحد السكان المحليين إن القسم الأمامي من المستودع كان يستخدم كورشة للنجارة، لكن "لا أحد يعرف شيئا عن" القسم الكبير في الخلف.
وصف الشهود رؤية الدخان وسماع عدة انفجارات صغيرة. في حوالي الساعة 11:30 صباحا، وقع انفجار هائل ومدمّر، تلته انفجارات صغيرة. قال رجل شاهد ذلك: "وقع الانفجار الأول، ثم وقعت بعض الانفجارات الصغيرة ورأيت دخانا. ثم [بعد دقائق قليلة] وقع الانفجار الثاني. كان ضخما للغاية، شعرت كما لو أنني مشلول".
قال شهود لباحثين في مواطنة إن الانفجار قتل طفلا واحدا على الأقل كان يقف بالقرب من المستودع ودمر المنازل القريبة التي تخص عائلة واحدة كبيرة. ذكرت "أسوشيتد برس" أن قوة الانفجار أطاحت برجل على الأرض، فاقدا الوعي. قال الرجل عندما استعاد وعيه، إنه رأى امرأة "مقطعة إلى أشلاء" من شظايا الزجاج. ألقت قوة الانفجار بفتاة في الهواء بعيدا عن ذراعي والدها. وجد الأب الفتاة على قيد الحياة في وقت لاحق تحت أكياس بلاستيكية وركام.
أسفر الانفجار عن خلع باب المدرسة من إطاره، مما أدى إلى مقتل طالب يبلغ من العمر 17 عاما في "مدرسة الأحقاف" الخاصة، على بعد 45 مترا شرق المستودع. قال موظفو المدرسة إن الحطام المتطاير أدى إلى إصابة أكثر من 20 طالبا ومدرسا. قالت موظفة أخرى إن "النوافذ حُطمت وانهارت بعض الأبواب"، وإن طلابها كانوا "خائفين للغاية، وهم يمسكون بي ويبكون". قالت إن الانفجار ألحق أضرارا بالغة بغرفة الحاسوب. قال موظفو المدرسة إنهم حطموا نافذة صغيرة في منزل الحارس لإخلاء الطلاب، لأن البوابة الرئيسية كانت بجانب المستودع.
قامت هيومن رايتس ووتش ومواطنة بمطابقة 4 مقاطع فيديو، بناء على معالم محددة ومع صور الأقمار الصناعية، والتي تظهر حريقا يتصاعد منه دخان رمادي كثيف في المستودع. لم تُسجل مقاطع الفيديو سبب الحريق. تُظهر مقاطع الفيديو أن الحريق امتد إلى مصدر وقود، وتحوّل بسرعة إلى انفجار كبير تلته موجة انفجار عالية السرعة. توفي حوالي 10 أشخاص في محيط الانفجار الكبير على الأرجح.
قال شهود إنه بعد وقت قصير من الانفجار، وصل العشرات من الحوثيين المسلحين، معظمهم بملابس مدنية واثنين يرتديان زي الشرطة، وطوّقوا محيط المستودع، ومنعوا الجميع من الدخول. أطلق بعضهم النيران باتجاه الأشخاص الذين حاولوا التقاط الصور وضربوهم بشدة. وقال الشهود إن المسلحين احتجزوا عدة أشخاص كانوا بالقرب من الموقع، وأطلقوا سراحهم في وقت لاحق من ذلك اليوم.
في 8 أبريل/نيسان، اليوم التالي للانفجار، شاهد باحث مركبتين عسكريتين للحوثيين تحملان أكثر من 10 عناصر شرطة بزيّهم الرسمي منعوا الجميع من دخول الموقع. منع الحوثيون باحثين حقوقيين محليين من زيارة المنطقة حتى 11 أبريل/نيسان.
قال السكان إنه في الأيام التي تلت الانفجار، بدا أن الحوثيين كانوا ينقلون مواد من المستودع. قال أحد السكان إن شاحنات مسطحة متوسطة الحجم "استمرت بالدخول والخروج بعد الانفجار لإخراج أشياء من المستودع، لكننا لم نتمكن من رؤية ما بداخلها". "كانت [الشاحنات] هي الوحيدة المسموح لها بالدخول والخروج".
كما أفادت تقارير صادرة عن وكالات الأنباء الحكومية اليمنية وتلك الموالية للتحالف، بأن التحالف نفذ غارات جوية في 7 أبريل/نيسان، على معسكر للحوثيين في جربان، في مديرية سنحان خارج المدينة على بعد أكثر من 20 كيلومترا جنوب المكان الذي وقع فيه انفجار المستودع.
أثناء النزاع الحالي، أغلقت واحدة من كل 5 مدارس في اليمن أبوابها، أو تضررت بسبب الهجمات، أو استخدمت لأغراض عسكرية، وفقا لليونيسف.