حذّر من تراجع فرص الحل السلمي في اليمن

أمين عام الناصري: أخطاء الشرعية والتحالف أدت لنشوء كيانات وأجهزة موازية للدولة

  • الوحدوي نت - خاص
  • منذ 5 سنوات - Saturday 15 September 2018
أمين عام الناصري: أخطاء الشرعية والتحالف أدت لنشوء كيانات وأجهزة موازية للدولة

 

قال أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري المحامي عبدالله نعمان إن الأخطاء التي ارتكبتها الشرعية وقوات التحالف خلال الحرب في اليمن أدت الى نشوء كيانات في المناطق المحررة تنازع الشرعية سلطتها وتشكل عائق يحد من قدرتها على بسط نفوذها وسيطرتها الفعلية على هذه المناطق.
موضحا في اللقاء الذي جمعه اليوم بمدينة جعار مع اعضاء المكتب التنفيذي وقيادة فرع التنظيم بمحافظة أبين ، بأن ذلك نتيجة طبيعية لغياب الرؤية الاستراتيجية بين الشرعية والتحالف لاستعادة الدولة وإعادة بناء مؤسساتها والتعامل مع الأزمة وتطوراتها بمساراتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والانسانية عبر قيادة مشتركة تحدد المهام والدور المناط تنفيذه لكل طرف، وتراقب وتقيم كل مرحلة من المراحل.
وأشار نعمان الى أن انقلاب تحالف الحوثي صالح على الشرعية الدستورية والتوافقية المدعوم من إيران لم يكن سوى حلقة في مخطط كبير ترعاه ايران يستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي لشعوب امتنا العربية وتفتيت كيانات دولها الوطنية، مؤكدا ان الخطر لا يستهدف اليمن وحده ولم يقف عند حدوده بل يستهدف السعودية ودول الخليج جميعا، وهو ما يعني أن اليمن هي خط الدفاع الأول عن السعودية ودول الخليج والمنطقة بأسرها.
وأكد بأن غياب هذه الخطة الاستراتيجية وجملة من الممارسات الخاطئة للشرعية والتحالف والفشل في توفير الخدمات والعجز عن توفير الحد الادنى من متطلبات المواطنين في المناطق المحررة وعدم القدرة على تثبيت أمنها واستقرارها بالإضافة الى التفرد والعشوائية في ادارة الدولة والازمة وعدم القيام بأي مجهود فعلي لإقامة النموذج الجاذب للدولة وفق مضامين مخرجات الحوار الوطني، اسمهم الى حداً كبير في اطالة امد الحرب.
وأكد نعمان ان الحرب مرشحة للاستمرار وان فرص الحل السلمي باتت محدودة وضئيلة خاصةً بعد تعمد الانقلابيين إفشال مشاورات جنيف التي دعا اليها المبعوث الاممي بعدم حضورهم ووضع شروط للمشاركة، وتصريحات الناطق الرسمي للحوثيين بعد لقاءه بالمبعوث الأممي في مسقط قبل يومين ،كل ذلك لا يبعث أي أمل بأن المشاورات ستستأنف قريباً.
وقال الامين العام للتنظيم الناصري بأن ملف اليمن بات اكثر تعقيدا من أي وقت مضى، لارتباطه بملفات دولية واقليمية في مقدمتها تصاعد منسوب التوتر في العلاقات الأمريكية الإيرانية والتحولات الداخلية التي شهدتها بعض دول الاقليم خلال العام المنصرف التي لم تصل الى نهايتها بعد، وهو ما يعني اننا قادمون على مزيد من المعانات الانسانية المؤلمة للحرب التي توشك ان تكمل عامها الرابع، وتفاقم الازمة الاقتصادية التي نعاني منها في ظل اقتصاد يعاني من الشلل ومهدد بالانهيار الكامل وتبدو مؤشرات وقوعة ظاهرة للعيان من امد غير قصير، ويعد الانهيار المتسارع والمريع للعملة واحد من تلك المؤشرات.
ولفت نعمان الى أن حزمة الاصلاحات الاقتصادية التي اقرتها الحكومة قبل ايام رغم محدوديتها وعد كفايتها ليس من شأنها ان توقف حالة التدهور والانهيار التي تعاني منها في مختلف جوانب الحياة وان معظم تلك الإصلاحات لن تجد طريها للتنفيذ طالما والحكومة مقيمة في الخارج ولا تملك مؤسسات في الداخل مؤهلة لتنفيذ تلك الاصلاحات.
وأكد على ان وقف حالة التدهور والانهيار بحاجة اولاً الى اجراء اصلاحات جوهرية وعميقة في كل المؤسسات والاجهزة بدءاً بمؤسسة الرئاسة والحكومة و مستويات السلطة المركزية والمحلية، تنهي حالة التفرد بالقرار وتوقف حالة العبث والعشوائية لإدارة الدولة، وتعيد الاعتبار لمبدئي التوافق والشراكة الوطنية في صناعة القرار ورسم السياسات التي تأسس عليهما إدارة الدولة في المرحلة الانتقالية وفق ما نصت عليه المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية.
وأضاف : لن يتحقق ذلك الا اذا امتلكت قيادة الشرعية الإرادة السياسية لإجراء تلك الاصلاحات وفق البرنامج التنفيذي لتحالف القوى السياسية واستعادة المكونات السياسية دورها وفاعليتها وعودة قيادة الدولة للداخل لتعمل بشكل مؤسسي ملتزمة بأحكام الدستور والقوانيين النافذة والمعايير التي اقرت في مؤتمر الحوار الوطني ونصت عليها وثيقة الضمانات لتنفيذ تلك المخرجات.
مشيرا الى أن ذلك يتطلب التنسيق الكامل بين الشرعية ودول التحالف الداعمة لها والعمل من أجل إزالة كافة العوائق التي تحد من قدرة الشرعية على ممارسة سلطاتها وبسط نفوذها في المناطق المحررة وانهاء أي اجهزة موازية لأجهزة الدولة الرسمية، وتقوية مؤسسات الدولة والعمل من خلالها على توفير الاموال الامكانيات اللازمة لإعادة بناء الاجهزة والمؤسسات ووقف حالة الانهيار الاقتصادي واحداث تنمية شاملة واعادة الاعمار الى ان تتمكن الدولة من اعادة تفعيل مواردها الداخلية.
وجدد الأمين العام للتنظيم الناصري التأكيد على أهمية التسريع بإعلان التحالف السياسي للمكونات السياسية الداعمة للشرعية والبدء بتنفيذ برنامجه الاصلاحي داخل الشرعية.
موضحا ان البرنامج يتلخص في أربعة محاور ، هي احداث إصلاح في مؤسسة الرئاسة وتشكيل حكومة مصغرة بمهام محددة واعادة هيكلة مؤسسة الجيش والأمن على أسس وطنية ومراجعة كافة القرارات التي صدرت خلال المرحلة الماضية ومدى توافقها مع الدستور ومخرجات الحوار ، محذرا من أن عدم حدوث ذلك يهدد اليمن بخيارات أسوء من النموذج الصومالي.
وأكد نعمان ان انهاء الانقلاب واستعادة الدولة واعادة بناء مؤسساتها والتمسك بالشرعية والدستورية والتوافقية التي يمثل رمزها فخامة الاخ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية هي خيارات التنظيم التي ظل متمسك بها منذ وقوع الانقلاب ولن يحيد عنها وان ذلك لا يمنعنا من نقد الاخطاء والممارسات العبثية في ادارة الدولة ومظاهر الفساد والقصور أداء الشرعية.
ودعا الأمين العام قيادة فرع التنظيم بالمحافظة الى تفعيل دورها السياسي والعمل مع السلطة المحلية في المحافظة وكل المكونات الداعمة للشرعية من اجل تثبيت الامن والاستقرار في المحافظة وتفعيل دور المؤسسات وتحقيق حضور الدولة في حياة المواطنين.
حضر اللقاء عضو الأمانة العامة للتنظيم أمين الدائرة السياسية البرلماني عبدالله المقطري، وعضو الأمانة العامة للتنظيم عبدالغني ثابت.