ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» إن إيران تواصل تهريب الأسلحة، والتكنولوجيا العسكرية بطريقة «غير مشروعة» إلى اليمن، مضيفة أن ذلك «مكّن المتمردين (الحوثيين) المدعومين إيرانياً، من إطلاق الصواريخ على السعودية المجاورة، بشكل أكثر دقة، وإلى مديات أبعد».
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أمريكي رفيع، فإن طهران «عززت، وعلى نحو متسارع، ترسانة الحوثيين، بصواريخ متطورة بالستية، وأخرى مضادة للسفن، إلى جانب تزويدهم بألغام بحرية فتاكة، وقوارب مفخخة» تم استخدامها لمهاجمة سفن «التحالف» في أكثر من مناسبة. وتابع الأدميرال كيفن دونيغان، ومن داخل مقر الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين، أن استجابة الولايات المتحدة وحلفائها الداعمين لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي لـ«التهديد المحدق» بخطوط الملاحة الدولية، جاء عبر القيام بعدة ضربات، أسفرت عن «استعادة بعض المناطق الساحلية من يد الحوثيين»، مشيراً إلى أن «الخطر ما زال قائماً» رغم تلك الضربات.
وأكمل دونيغان، في حديث إلى «نيويورك تايمز»، قائلاً إن «هذه الأنواع من الأسلحة لم تكن موجودة قبل اندلاع النزاع في اليمن». وأردف أن «الحوثيين لا يحصلون على هذه الأنظمة (الصاروخية) وحسب، إنما يحصلون أيضاً على خدمات تدريبية، ودعم استشاري حول طرائق، وسبل استخدامها»، شارحاً الدعم الإيراني لـ«جماعة الحوثي» لا يتعلق بـ«صفقة وحيدة» تم إمرارها، بقدر ما أنه عملية «متواصلة ومستمرة» تترك من خلالها طهران بصمتها على ترسانة الجماعة «المعززة» بالأسلحة والصواريخ، وفق المسؤول الأمريكي.
وكشف الأدميرال دونيغان عن «أوجه قصور» تعتري سلاح البحرية التابع للولايات المتحدة، لا سيما قطعه الحربية العاملة ضمن منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن قادة الجيش الأمريكي يعملون على «تصحيح» الخلل، وإعادة مراجعة «إجراءات السلامة» و«القواعد العملياتية» المعتمدة على متن تلك السفن، دون أن يوضح مكامن ذلك الخلل، لـ«أسباب أمنية»، على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته، علّقت الصحيفة بالإشارة إلى إن تصريحات دونيغان، تتزامن مع التكهنات المتزايدة بشأن نوايا الإدارة الأمريكية تجاه طهران، والاتفاق النووي المبرم معها، كما أنها تستند إلى تقرير صادر عن مؤسسة «كونفليكت أرمامنت ريسيرش»، المعنية ببحوث الأسلحة، أواخر العام الماضي، خلص إلى وجود شبكة تهريب أسلحة إيرانية الصنع من إيران إلى اليمن، مروراً بالصومال.
العربي
