والدة الزميل عبدالله قابل: كنت اشعر بانين ابني تحت الركام لكن الحوثيين كذبوا علي وقالوا انه في مكان آمن

  • الوحدوي نت - العربي الجديد ـ محمد عبد الملك
  • منذ 8 سنوات - Thursday 28 May 2015
والدة الزميل عبدالله قابل: كنت اشعر بانين ابني تحت الركام لكن الحوثيين كذبوا علي وقالوا انه في مكان آمن

"لم يتوقف الأمر عند تكميم ومحاربة الحوثيين لحرية التعبير والصحافة... ولكنّه تجاوز إلى اتخاذهم من أجساد الصحافيين دروعاً بشرية"، هكذا يصف الصحافي اليمني توفيق الشرعبي، الفاجعة التي يعيشها صحافيّو اليمن، بعد جريمة قتل الزميلين عبدالله قابل ويوسف العيزري.

الوحدوي نت

قابل والعيزري، اختطفتهما ميليشيات الحوثي يوم 20 مايو/أيار الماضي في محافظة ذمار، لتضعهما في مبنى عسكري تابع لها، ومستهدف من قبل التحالف، ليتم العثور على جثّتيهما يوم 25 من الشهر نفسه بعد قصف المبنى.

تهديدات كثيرة وصلت للزميلين قابل والعيزري قبل اختطافهما واستعمالهما كدرع بشري. هنا، تروي والدة عبدالله كيف قصدت الحوثيين قبل يوم واحد من القصف، وطلبت منهم الإفراج عن ولدها. تضيف: "قلتُ لهم إنّ المكان الذي يُعتقل فيه ولدي مستهدف وسيُقصف، لكنّهم لم يعيروني اهتماماً... لقد تركوهما يموتان جائعين وعطشانين، وبقيت جثتيهما تحت الركام لأربعة أيّام".

كان إحساس والدة عبدالله يقول لها إنّ ولدها لا يزال حياً... لكنّها كانت تسمع أنينه، وتشعر بأنّ الحوثيين كذبوا عليها حين طمأنوها أنّ ولدها في مكان آمن... لتكون فاجعتها بعد خمسة أيام من القصف.

 

على امتداد الأشهر الثلاثة الماضيّة، شهدت صنعاء ارتفاعاً ملحوظاً لموجات نزوح الصحافيين اليمنيين ومعهم صحافيّون من بقيّة المدن التي تحوّلت إلى معتقلات مفتوحة للناشطين والكُتّاب.

ولم تكتفِ الجماعة بإغلاق جميع الصحف المحليّة واقتحام مكاتب القنوات العربيّة والمحليّة واعتقال العشرات من الصحافيين لكنّها أجبرت ما تبقى من الصحافيين على مغادرة الوطن والعيش في المنفى.

أحد أساتذة الصحافة التلفزيونيّة في اليمن، غادر صنعاء قبل ثلاثة أشهر. يشرح الأخير، الذي يرفض الكشف عن اسمه، بأنّه يتوارى عن الظهور خشية تعرّض أولاده لأي أذى ومضايقات من قبل الحوثيين الذين هدّدوه أكثر من مرّة بالتصفية الجسديّة.

وليد البكس، هو كاتب صحافي آخر، انتقل للقيام بمهام الصحافي في إحدى الدول العربي. يروي البكس، كيف اتّهمه أحد الزملاء في تعز بالجبن والخيانة للوطن عبر رسالةٍ هاتفيّة. ويقول: "لم أستطِع الردّ عليه... ترجّاني بعدها أن أُبلغ بقيّة الزملاء بطلب السماح إذا وافته المنيّة".

كُلّ هذا يحصل، بينما نقابة الصحافيين اليمنيين تكتفي بإصدار بيانات تتحدّث فيها عن التجاوزات و"الأعمال الإرهابيّة المعلنة ضدّ الصحافيين اليمنيين"، وهو الأمر الذي دأبت على فعله منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي، وارتفاع عدد الانتهاكات ضدّ الصحافيين اليمنيين.

وفي بيان لها، بعد الجريمة التي ارتكبها الحوثيّون بحقّ الصحافيين قابل والعيزري، جددت النقابة تحذيرها لجماعة الحوثي وقالت إن عناصرها ﻧﺎﺻﺒﺖ ﺍﻟﺼﺤاﻔﻴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻭﻣﺎﺭﺳﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻛﻞ أساليب الإرهاب ﻭﺍﻟﺘﺮﻭﻳﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﺭﺩﺓ ﻭﺍﻻختطاف ﺑﻬﺪﻑ إخراسهم وإيقافهم ﻋﻦ أداء ﻣﻬﻤﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ.

ولا تخفي النقابة أن ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤاﻔﻴﺔ في البلاد عموماً ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ ﻭﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﺏ، ﻭأﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﺤاﻔﻴﻴﻦ أمست ﻣﻬﺪﺩﺓ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍ ﻭﺟﻮﺩﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﻨﺬ ﺍﺟﺘﻴﺎﺡ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ.