استكشاف الرابط بين المياه والسلام في مؤتمر السلام الأزرق بغرب آسيا

  • الوحدوي نت - عمان - عبدالرحمن أبوطالب
  • منذ 8 سنوات - Sunday 26 April 2015
استكشاف الرابط بين المياه والسلام في مؤتمر السلام الأزرق بغرب آسيا

برعاية الأمير الحسن بن طلال، عقد في العاصمة الأردنية – عمان  مؤتمر «استكشاف الرابط بين المياه والسلام - السلام الأزرق في غرب آسيا» خلال الفترة من 18 – 20 مارس، بتمويل من حكومة السويد والوكالة السويسرية للتنمية الدولية، وحضور أكثر من 100 شخصية من نخبة صانعي السياسيات ومسئولون وبرلمانيون ووزراء سابقون وخبراء في المياه وإعلاميون متخصصون من لبنان والأردن والعراق وسوريا وتركيا واليمن والبحرين ودول أفريقيا، وذلك لبحث أبعاد الصراعات الدولية حول المياه وتأثيراتها السلبية بين الدول المشتركة في الموارد المائية كتركيا ، والعراق ، وسوريا ، ولبنان ، والأردن والتأكيد على أهمية الحوار كأداة للتفاوض المستقبلي لحل المشكلات المائية وتقاسم موارده بعيدا عن الحروب ودورات الصراعات المتواصل انطلاقا من مفهوم موحد ومشترك بأن المياه ليست ملكاً لدولة فهي مَورد إقليمي مشترك. 

الوحدوي نت

وفي المؤتمر أطلق رئيس مجلس إدارة «معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا ( WANA )» الأمير الحسن و رئيس مجموعة الاستبصار الإستراتيجي سنديب واسليكار والسفيرة السويدية في الأردن هيلينا ريتز تقريران «انعدام الأمن المائي» و«المياه والعنف- أزمة البقاء في الشرق الأوسط»، اللذان أعدّتهما مجموعة الأبحاث الإستراتيجية ( SFG )

يسلط تقرير انعدام الأمن المائي الضوء الضعف المائي المتعلق بمرونة السكان أمام الكوارث المتعلقة بالمياه التي تحدث في ظل الفقر القائم والبطالة والنزوح والجفاف وعدم تمكين المرأة. ويدرس التقرير هذا الضعف في سياق توفر المياه والعرض وغيرها من المشاكل المائية وتشمل الكوارث التي يتسبب بها الإنسان والكوارث الطبيعية والجفاف والنزاعات العنيفة والاستعمال غير المستدام للمياه الجوفية وعدم المساواة بين الجنسين.

بينما يبحث تقرير المياه والعنف مشكلة القطاعات السكانية التي يتم إضعافها من خلال استغلال المياه كسلاح أو هدف في النزاعات العنيفة. في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، دمرت كل من الوكالات التابعة للدولة والجماعات المسلحة غير الحكومية البنية التحتية للمياه، فمنذ عام 2014، أظهر تنظيم "داعش" في العراق وسوريا كيف يمكن استخدام الموارد المائية والبنية التحتية لتحقيق أهداف غير مشروعة.

وفي كلمته التي ألقاها دعا الأمير الحسن صنّاع السياسة إلى تطوير استراتيجيات ترتقي بالأمن المائي والاقتصادي، حيث أن توفير الأمن المائي من شأنه إشاعة السلام. وتناول انعكاسات الأزمة السورية على الأردن.

بدورها قالت السفيرة السويدية أن أكثر المهمشين جراء أزمات المياه هم من النساء والأطفال ، مؤكدة على ضرورة وضع حلول عاجلة لهذه الماسي .

من جهته، أكد رئيس مجموعة الاستبصار الاستراتيجي سنديب واسليكار، أنه آن الأوان للقادة وشعوب المنطقة الاستجابة إلى هذه المشاكل الإستراتيجية المتداخلة بشكل طارئ بروح من الرأفة والتعاون وإن عملية السلام الأزرق يمكنها أن تساعد في هذا المسعى لتحقيق هدف جعل المياه ليس مصدراً للأزمات وحسب بل أداة لتحقيق السلام.

وأشارت المدير التنفيذي لمعهد غرب آسيا وشمال أفريقيا الدكتورة اريكا هاربر، إلى أهمية الحوار بين الدول المتنازعة لإيجاز التوازن في توزيع المياه، واسترجاع القيم الإنسانية من خلال توفير الأمن المائي والإنساني وتحقيق التنمية المستدامة وحل مشكلة البطالة ووجود معايير لإدارة المياه بعدالة.

ونوهت مديرة برامج مجموعة الاستبصار الإستراتيجي امبيكا فيشواناث إلى الحاجة لمزيد من الاستفادة من الخبرات المائية والبيئية والزراعية، وضرورة تكريس الجهود لإرسال قواعد السلام المائي لتلك المناطق، وتوسيع شبكات الشراكة في مجالي المياه والإعلام. مشيرة إلى المشكلات التي تواجه منطقة الشرق الوسط وشمال إفريقيا.

هذا وكان تقرير حديث للمخابرات الأميركية قد أكد إن إمدادات المياه العذبة لن تواكب على الأرجح الطلب العالمي بحلول عام 2040 الأمر الذي ينذر بالمزيد من عدم الاستقرار السياسي ويعوق النمو الاقتصادي ويعرض أسواق الغذاء العالمية للخطر . وقال التقرير إن مناطق كجنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستواجه تحديات كبيرة في معالجة مشاكل المياه التي قد تعوق القدرة على إنتاج الغذاء وتوليد الطاقة. لهذا السبب قد تشهد السنوات والعقود القادمة تزايد الخطر ونشوء صراعات وحروب بين الدول حول المياه كما أن استخدام المياه كسلاح أو لأهداف إرهابية جديدة سيصبح أيضا أكثر احتمالا لاسيما وأن البنية التحتية للمياه المعرضة للهجوم هدف مغر, وهو ما أكده وزير حقوق الإنسان العراقي الأسبق بختيار أمين في معرض حديثة إلى استخدام داعش سدود العراق والأنهار كأسلحة لإيذاء الناس بعد سيطرتهم على بعض السدود.

تخللت المؤتمر عدد من جلسات العمل كان أهمها «الرابط بين المياه والسلام»،. الجدير بالذكر أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تظم 6 في المائة من سكان العالم وأقل من 2 في المائة من الموارد المائية المتجددة في العالم. فهي المنطقة الأكثر جفافاً في العالم، حيث تضم أكثر 12 بلداً في العالم من حيث ندرة المياه: البحرين والجزائر والكويت والأردن وليبيا وسلطنة عمان والأراضي الفلسطينية وقطر والسعودية وتونس والإمارات واليمن. إذ يعاني أكثر من أربعين مليون شخص في العراق والأردن ولبنان وسورية وتركيا من انعدام الأمن المائي. ويعتبر اللاجئون والمشرّدون داخل الدولة نفسها والمجتمعات المضيفة لهم، أكثر الفئات ضعفاً في ظل ما تواجهه المنطقة من تحديات التطرف والنزوح والجفاف واستنزاف المياه.