51 مليون مستخدم عربي للفيسبوك في المنطقة العربية

(علاقة الشباب الجامعي العربي بشبكة التواصل الإجتماعي ..فيسبوك) في دراسة حديثة للدكتور وديع العزعزي

  • الوحدوي نت - خاص
  • منذ 9 سنوات - Saturday 22 November 2014
 (علاقة الشباب الجامعي العربي بشبكة التواصل الإجتماعي ..فيسبوك) في دراسة حديثة للدكتور وديع العزعزي

ساهمت التطورات المتلاحقة في مجال تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في  إيجاد شكل جديد من الإعلام ،تعددت تصنيفاته ومسمياته لدى المختصين بالإعلام الذين أطلقوا عليه الإعلام الجديد ، الذي يشمل المدونات ، والمنتديات، ومجموعات الاخبار، والشبكات الإجتماعية وغيرها. وتواصل الشبكات الإجتماعية تحقيق معدلات نمو كبيرة من حيث الإستخدام ، ويعتبر فيسبوك أشهر هذه الشبكات وأكثرها إستخداماً، حيث إحتل المركز الأول من حيث عدد المستخدمين والذي وصل نهاية عام 2013 الى  1184 مليون مستخدم .

الوحدوي نت

و وصل عدد مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك في المنطقة العربية حتى بداية عام 2013 إلى ما يقارب 51 مليون مستخدم، بينهم 13.5 مليون مستخدم جديد انضموا خلال عام 2012 وحده ، وتصدرت الإمارات المرتبة الأولى في قائمة الدول العربية، تلتها الأردن ولبنان وقطر وتونس ، وبحسب تقرير الاعلام الاجتماعي العربي الصادر عن كلية محمد بن راشد ال مكتوم للادارة الحكومية في دبي العام 2014 م ، أن حوالي ربع مستخدمي فيس بوك العرب موجودون من مصر، والربع الآخر في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تضم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة معاً 80 بالمائة من المستخدمين في منطقة الخليج. وان 5 % من سكان اليمن يستخدمون فيسبوك . و تُشكل الفئة العمرية 18-24 عام النسبة الأكبر من بين باقي الفئات العمرية، حيث تبلغ 36٪، تليها الفئة 25-34 عام بنسبة 32٪. ويشكل الذكور النسبة الأعلى من المستخدمين بنسبة تعادل 65٪ بينما الإناث فيُمثلون 35٪ .

وإنطلاقاً مما تقدم يمكننا القول بأن شبكة فيسبوك وبسبب عوامل إضافية متعددة من أهمها

 سرعة الاتصال ، وسهولة الإستخدام ،وتحقيق التفاعل معها ، وإتساع مساحة الحرية، قد أحدثت تطورا كبيرا في حياة الشباب العربي ولاسيما الجامعي على المستوى الشخصي والإجتماعي و السياسي ،وجاءت لتفتح المجال لإبداء آرائهم ومواقفهم في مختلف القضايا والموضوعات التي تهمهم بحرية غير مسبوقة ، وبطرق متنوعة سواء من خلال النشر الشخصي والتعليق ، وتحميل الصور وأفلام الفيديو وغيرها . هذه العلاقة المتبادلة بين الشباب العربي وفيسبوك ، حفزت الباحث على القيام بدراسة علاقة الشباب الجامعي العربي وتحديدا طلبة أقسام وكليات الإعلام ، بشبكة التواصل الإجتماعي فيسبوك، لأنهم إعلاميو المستقبل ، وعليهم سيقع العبء الكبير في تطوير المجتمع وتقدمه في مختلف المجالات . وفي ضوء ذلك فإن هذا البحث يكتسب أهمية من خلال أهمية الموضوع نفسه ، فحداثة الوسيلة وما ينتج عنها من ممارسات وتأثيرات محتملة تجعل من الضروري إجراء بحوث ودراسات علمية حول ذلك . كما أن الدراسات التي تناولت شبكات التواصل الاجتماعي عامة وفيسبوك خاصة ، ما زالت قليلة من الناحية الكمية في الجامعات العربية عامة ، واليمنية خاصة . ويمثل البحث إضافة إلى المكتبة اليمنية والعربية كون أن دراسة علاقة فئة طلبة الاعلام بشبكة فيسبوك ، مهمة في مجال الإعلام والاتصال . وقد هدف البحث الى معرفة علاقة الشباب الجامعي العربي (طلبة اقسام وكليات الاعلام) بشبكة فيسبوك من خلال تطبيقه على عينة قوامها (240) مفردة من طلبة كليات واقسام الاعلام في اربع جامعات عربية (جامعة أم القرى – جامعة البتراء – جامعة صنعاء- جامعة عجمان ). وقد توصل البحث الى عدة نتائج من أهمها:

•          أن أغلب طلبة الإعـلام في الجامعات العربيـة (عينة البحث) تستخـدم فيسبوك،. وإنه لا توجد فروق معنوية بين الذكور والإناث في درجة استخدام فيسبوك، فيما توجد هناك فروق معنوية في درجة الاستخدام بين طلبة الجامعات الأربع، حيث كان طلبة الإعلام في جامعة صنعاء الأكثر استخداماً لفيسبوك.

•          أن متوسط الوقت الذي يقضيه طلبة الإعـلام في استخدام فيسـبوك يصل إلى ساعتين ، وأنه لا توجد فروق معنوية بين طلبة الإعلام في الجامعات العربية (عينة البحث) من حيث زمن الاستخدام، كما أنه لا توجد فروق بين الذكور والإناث.

•          أن معظم طلبة الاعلام تستخدم فيسبوك منذ أربع سنوات وأكثر، وأن الذكور أقدم من الإناث ،كما أن طلبة الإعلام في جامعة البتراء وجامعة أم القرى الأقدم في استخدامهم لفيسبوك.

•          أن أغلب طلبة الاعلام في الجامعات العربية (عينة البحث) يفضلون استخدام فيسبوك في أوقات مختلفة وفي الفترات الليلية والمسائية، وأنه لا توجد فروق معنوية بين الذكور والإناث، أو بين طلبة الإعلام في الجامعات الأربع.

•          أن معظم طلبة الاعلام(عينة البحث) يفضلون استخدام فيسبوك في المنزل، وإن أظهرت النتائج ان هناك فروق بين الذكور والإناث، إذا أن الذكور يستخدمون أماكن متعددة للتواصل في فيسبوك مقارنة بالإناث التي يفضلن المنزل.

•          أن أكثر الوسائل التي يستخدمها طلبة الإعلام في الدخول إلى فيسبوك هي الهاتف المحمول واللابتوب.

•          توجد فروق معنوية بين الذكور والإناث من حيث نوع الاسم المستخدم لفيسبوك حيث أن الإناث يفضلن استخدام اسم مستعار مقارنة بالذكور الذي يفضلون استخدام اسمهم الحقيقي، وفي ذات الاتجاه فقد أظهرت النتائج وجود فروق معنوية بين طلبة الإعلام في الجامعات (عينة البحث)، حيث أن طلبة الإعلام في السعودية والأردن واليمن أغلبهم يستخدمون اسمهم الحقيقي مقارنة بطلبة الإعلام في الإمارات الذين يفضلون استخدام اسم مستعار.

•          أن ما يقارب نصف طلبة الإعلام (عينة البحث ) يستخدمون اللغة الانجليزية في كتابة اسمائهم على فيسبوك، وأن هناك فروق معنوية بين طلبة الجامعات حيث يفضل طلبة الاعلام في جامعات أم القرى وصنعاء وعجمان كتابة اسمائهم باللغة العربية، فيما لا توجد فروق معنوية بين الذكور والإناث.

•          أن دوافع استخدام طلبة الاعلام لفيسبوك هي دوافع معرفية بالدرجة الأساس، ثم دوافع هروبية، ثم دوافع عاطفية. وبشكل عام فقد أظهرت النتائج بعدم المعنوية بين الذكور والإناث بشأن عوامل الدافعية ككل لاستخدامهم للفيسبوك، وأن دوافع طلبة الإعلام في جامعة البتراء في استخدامهم لفيسبوك لغرض الحاجات المعرفية ظهر أقل مقارنة بطلبة الإعلام في جامعة صنعاء وأم القرى وجامعة عجمان بينما ظهرت دافعية شباب جامعة عجمان في الاستخدام لغرض الحاجات الهروبية أقوى مقارنة بالشباب في كل من جامعة صنعاء وأم القرى وجامعة البتراء.

•          أن الاشباعات المتحققة لدى طلبة الإعلام جراء استخدامهـم لفيسبوك كانت اشباعات معرفيـة في المرتبة الأولى، واشباعـات الاندماج الشخصي في المرتبة الثانية، والاشباعات الهروبية في المرتبة الثالثة. وبشكل عام فقد ظهرت النتائج بعدم المعنوية بين الذكور والإناث بشأن عوامل الاشباعات المتحققة ككل لاستخدامهم للفيسبوك، وإن درجة الاشباعات المتحققة للحاجات العاطفية عند الذكور كانت مرتفعة مقارنة بالإناث.

•          أن بعض مجالات الاستخدام لفيسبوك تختلف معنويا بين الذكور والإناث، بينما ظهرت نتائج الاختبار بالغير معنوية على مستوى جميع المجالات بين طلبة الجامعات محل الدراسة وهناك بعض المجالات قد اختلف درجة استخدامها بين الشباب الجامعي والاختلاف هنا كان بمستوى درجة الاستخدام. وكانت أبرز مجالات استخدام فيسبوك مرتبة بحسب الأهمية من وجهة نظر طلبة الاعلام (عينة البحث) وكما يلي : قراءة التعليقات التي يكتبها الآخرون على صوري، إرسال واستقبال رسائل مع الأصدقاء ، قراءة ما يكتب على حائطي.

•          أن درجة اعتماد طلبة الإعلام على فيسبوك في الحصول على الاخبار والمعلومات كانت بدرجة متوسطة.

•          أن استخدام طلبة الاعلام لفيسبوك قد أثر في اعتمادهم على وسائل الإعلام التقليدية، حيث اثر بدرجة قوية على الصحافة ثم الإذاعة .

•          هناك فروق واختلاف بين الذكـور والإناث بشأن ترتيب وسائل الإعلام حسب اعتمادهم عليها في الحصول على الأخبار والمعلومات، على الرغم من اتفاقهم في اختيار القنوات الفضائية في المرتبة الأولى، كما أن هناك فروق معنوية بين طلبة الإعلام بشأن ترتيب وسائل الإعلام حسب اعتمادهم عليها في الحصول على الأخبار والمعلومات.

•          أن استخدام طلبة الإعلام لفيسبوك في الدراسة الجامعية كان بالمستوى المتوسط.

•          أن درجة متابعة الطلبة لصفحات اساتذتهم في فيسبوك كانت متواضعة، بسبب قلة صفحات معظم الاساتذة الجامعيين.

•          أن معظم الاساتذة الجامعيين الذين لديهم حساب في فيسبوك لا يستخدمون صفحاتهم في إثراء المقررات الدراسية.

•          أن درجة تلبية فيسبوك لاحتياجات الطلبة الدراسية ظهرت بالدرجة المتوسطة.

•          أن أبرز إيجابيات استخدام فيسبوك حسب آراء طلبة الإعلام يكمن في التواصل مع الأصدقاء وتبادل الآراء معهم، والتعبير عن الآراء بحرية، ومتابعـة الإحداث الجاريـة والحصول علـى معلومات، ووسيلة اقتصادية توفر تكلفة وسائل اتصال أخرى.

•          أن أبرز سلبيات استخدام فيسبوك حسب آراء طلبة الإعلام يكمن في ترويج الشائعات، وتشويه وتحريف الحقائق ، وقذف بعض الأفراد والتشهير بهم، وإثارة الفتن بهدف زعزعة الوحدة الوطنية.

التوصيات:-

ويوصي الباحث بما يلي :

1- ضرورة قيام الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بإستخدام شبكات التواصل الاجتماعي في عملية التعليم الجامعي.

2- تحفيز أعضاء هئية التدريس في توظيف شبكة فيسبوك في عملية التعليم والتواصل مع طلابهم.

3- ضرورة إجراء دراسات مشابهة لهذه الدراسة مع فئات اخرى من المجتمع .

4- إجراء دراسات مستقبلية حول علاقة الشباب الجامعي بشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، واستخداماتها المختلفة، ودوافعها ، والتأثيرات الناجمة عنها.

 

إعداد/ الدكتور وديع العزعزي

أستاذ الإعلام المشارك بجامعة صنعاء وجامعة أم القرى