في ذكرى وفاة عبدالناصر.. الجارديان تعيد نشر مقال "وفاة الرئيس"

  • الوحدوي نت – شعب مصر – هدير عاطف
  • منذ 9 سنوات - Tuesday 30 September 2014
في ذكرى وفاة عبدالناصر.. الجارديان تعيد نشر مقال "وفاة الرئيس"

اعادت صحيفة الجارديان البريطانية نشر المقال الذي نشرته في اليوم التالي لوفاة الرئيس الراحل "جمال عبدالناصر" وذلك بمناسبة ذكرى وفاة عبد الناصر، والذي وافته المنية في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970.

الوحدوي نت

وجاء في التقرير الذي نشر في 28 سبتمبر 1970 أن الاضطراب يسود العالم العربي لوفاة الرئيس المصري بعد أيام من اتفاق وقف إطلاق النار بين الملك حسين وياسر عرفات في الأردن.

توفي الرئيس عبد الناصر مساء أمس إثر أزمة قلبية. وقالت إذاعة صوت القاهرة إنه شعر بأعراض أولية عقب عودته من احتفال بمناسبة نهاية محادثات القمة العربية، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد ثلاث ساعات عن عمر يناهز 52 عاما.

وأضافت الإجهاد الذي تعرض له عبد الناصر خلال الأيام القليلة الماضية أثر سلبا على الرئيس، الذي عاني من مشاكل في القلب على مدى سنوات.

وأشار المقال أن العالم العربي دخل أسوأ أزماته منذ حرب يونيو ضد إسرائيل عام 1967، لكن الحرب الأهلية الأردنية أكثر سوءا، حيث شهدت مقتل عرب على أيدي أبناء جلدتهم.

لقد مر ناصر بأوقات مريرة، فقد اتخذ مخاطرة في بداية هذا العام، ضد رغبة معظم القادة العرب، بقبول "مبادرة السلام الأمريكية"، وأعلن عن استعداده لقبول تسوية مع إسرائيل، من خلال التفاوض عبر الأمم المتحدة.

العاهل الأردني الملك حسين فقط، كان هو الوحيد بين العرب الذي دعم عبد الناصر، قبل أن يدخل لاحقا في صراع مع الفلسطينيين داخل الأردن، لمجرد تفوهه بإمكانية التفاوض من أجل السلام.

ومع اندلاع الحرب الأهلية، والممارسات الوحشية لبعض الوحدات البدوية، نفذ رصيد الملك لدى الدول العربية، كما كان ناصر أيضا يواجه خطر العزلة.

وعمل ناصر، بشكل مكثف، خلال الأيام الستة الماضية، لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار، في الأردن بين الفصائل المتناحرة، ونجح مساء الأحد، مخالفا كل التوقعات، في إقناع ياسر عرفات بالتوقيع على اتفاق مع حسين.ورغم أن الاتفاق حظي بموافقة كافة الدول العربية، لكن بعد وفاة مهندسه عبد الناصر، تحوم ظلال من الشك حول إمكانية استمراره.

في 1954، وقتما كان عمره 36 عاما، كان عبد الناصر أحد الضباط الذين شنوا ثورة 1952، والتي كان قائدها الصوري محمد نجيب، لكن القائد الحقيقي لها ظهر بعد إقناع عبد الناصر، رغم امتناعه النسبي، بتنحية نجيب جانبا.

ومنذ ذلك الحين، تمثلت أهداف عبد الناصر في نقاط ثلاثة، أولها تخليص مصر من الهيمنة الأجنبية، لا سيما بريطانيا، والثانية توحيد العربي، أما النقطة الثالثة فكانت إخراج شعبه من "التخلف الإقطاعي" إلى القرن العشرين.

وحقق عبد الناصر هدفه الأول في غضون عامين، بفضل صد العدوان الإنجليزي-الفرنسي في أكتوبر 1956، في السويس.

لكن عبد الناصر لم يتمكن أبدا من تحقيق الهدف الثاني، وكان على وشك تحقيق الهدف الثالث، بفضل الري، وإصلاحات الأراضي، والتعليم.

السد العالي، الذي بناه عبد الناصر، بمساعدة السوفيت، كان عاملا أساسيا في تحسين حصة مصر من المياه.

السؤال هو من سيخلف عبد الناصر؟ أنور السادات أم علي صبري، أم الفيلد-مارشال فوزي، أم محمد هيكل؟ كلهم احتمالات مطروحة. الهيكل الداخلي للسلطة يحيطه السرية، لكن التأثير السوفييتي قد يذهب لصالح السادات، غير أن الاضطرابات سوف تكون محسوسة عبر أرجاء الوطن العربي.

وقالت السفارة الروسية بالقاهرة في ساعة متأخرة مساء أمس إن رئيس الوزراء كوسيجين سوف يحضر جنازة عبد الناصر في القاهرة الخميس المقبل