نزاع حول من يتحمل كلفة تحرير الألمان من خاطفيهم في الخارج؟

  • الوحدوي نت
  • منذ 18 سنة - Wednesday 05 April 2006
نزاع حول من يتحمل كلفة تحرير الألمان من خاطفيهم في الخارج؟

حكمت محكمة برلين الإدارية بعدم شرعية تحميل الالمان الذين يختطفون في الخارج كلفة الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية الألمانية لتحريرهم من أيدي خاطفيهم.
ودأبت وزارة الخارجية الألمانية، منذ سنوات، على تحميل السياح الألمان كلفة الافراج عنهم، في حال تعرضهم للخطف في الخارج، مستندة في ذلك الى انها تصدر تحذيراتها الخاصة بتجنب مناطق الصراعات مثل كولومبيا والصحراء الكبرى والعراق وأفغانستان.

وسبق للعديد من الالمان، الذين عاشوا تجربة الخطف أن تحملوا كل او بعض التكاليف التي انفقتها وزارة الخارجية لتحريرهم. لكن رهينة سابقة تعرضت للخطف في كولومبيا قررت الآن، في سابقة هي الاولى من نوعها، اللجوء الى القضاء لتحدي مطالبتها بتحمل كلفة تحريرها. وتدور القضية، التي نظرتها المحكمة ببرلين امس، حول طبيبة نفسانية عمرها 33 سنة اختطفت مع ستة سياح آخرين، في كولومبيا، يوم 12 سبتمبر (ايلول) 2003، أثناء رحلة سياحية إلى مدينة سويداد بيرديدا (المدينة الضائعة). وقد تم تحرير الطبيبة راينهلت فايغل، بفضل جهود وزارة الخارجية، بعد 10 أسابيع من اختطافها على أيدي رجال العصابات. وطالبت الخارجية الألمانية المرأة الشابة بدفع مبلغ 12640 يورو، يتضمن كلفة استخدام طائرة هليكوبتر وكلفة الاستجابة لبعض مطالب الخاطفين.

وشكك يوزيف ماير، محامي فايغل، قبل الجلسة، في شرعية تحميل الرهائن كلفة الجهود التي تبذل لاطلاق سراحهم. وقال إنه يدعو إلى إصدار قرار دستوري حول الموضوع، لأن توجه وزارة الخارجية غير دستوري، في اشارة الى استعداده لنقل القضية إلى المحكمة الدستورية، في حال رفضها من قبل محكمة برلين الإدارية.

وعبر ماير عما يدور في أذهان العديد من الألمان، عندما انتقد التحيز في التعامل مع المخطوفين، خصوصا في قضية تحرير وزير الدولة السابق بوزارة الخارجية يورغن كروبوغ. وكان كروبوغ قد ابدى استعداده طواعية، بعد تحريره من خاطفيه في اليمن في ديسمبر (كانون الاول) 2005، للمساهمة في كلفة تحريره وعائلته، إلا أن وزارة الخارجية فرضت عليه كلفة بطاقة العودة في الطائرة فقط. ومعروف أن كروبوغ، وهو بطل تحرير رهائن سابقين، وقع في قبضة عشائر يمنية تقطن في مناطق سبق لوزارة الخارجية الألمانية أن حذرت من دخولها.

كذلك، فرضت وزارة الخارجية عام 2000 مبلغ 12777 ماركا (6590 يورو) على عائلة اختطفت على أيدي جماعة أبو سياف الاصولية في الفلبين. كما فرضت على رهائن ألمان، كانوا حرروا مع سياح آخرين في الصحراء الجزائرية عام 2003، تسديد مبلغ 2000 يورو لكل منهم لسد بعض تكاليف جهود دبلوماسييها في القضية. وعام 1999، ألزم وزير الخارجية السابق يوشكا فيشر طبيب أسنان اختطف في كولومبيا بدفع مبلغ 3300 مارك (1700 يورو).

وتتحدث الصحافة الألمانية عن سر تغاضي الخارجية عن تحميل الرهينة السابقة سوزانة اوستهوف كلفة تحريرها من قبضة خاطفين عراقيين مجهولين، خصوصا أن تقارير صحافية تحدثت عن دفع فدية قدرها 5 ملايين دولار وتحملتها الحكومة الألمانية.

___________

الشرق الاوسط