"الوحدوي نت" تنشرالنص الكامل لكلمات افتتاح المؤتمر العربي العام الرابع لدعم المقاومة

  • الوحدوي نت - خاص
  • منذ 18 سنة - Tuesday 04 April 2006
"الوحدوي نت" تنشرالنص الكامل لكلمات افتتاح المؤتمر العربي العام الرابع لدعم المقاومة

الوحدوي نت تنش رالنص الكامل لكلمات افتتاح المؤتمر العربي العام الرابع لدعم المقاومة

افتتاح اعمال "المؤتمر العربي العام الرابع لدعم المقاومة" في "البريستول" الرئيس الحص:الحوار لضمان قدرة لبنان على المقاومة وازالة المخاوف من سلاحها نحن في حاجة الى التفاهم حول استراتيجية تحمي لبنان من عدوانية اسرائيل

 السيد نصرالله: نحن على استعداد للتفاهم على سلاح المقاومة ضمن الحوار وهي ستبقى وتستمر في مواجهة مشروع الهيمنة الاميركي والصهيوني على بلادنا المحور الحقيقي للقرار 1559 هو نزع سلاح المقاومة اللبنانية والفلسطينية المقاومة محتضنة شعبيا ومن يريد سلاحها بالقوة فسنقطع يده ورأسه وننتزع روحه رفضنا عرضا اميركيا لنزع السلاح مقابل شطب اسمنا من لائحة الارهاب واعادة المزارع علينا التعاطي في وجه العدو بكل حزم ولكن داخليا بأقصى درجات الرحمة والانفتاح نعتقد ان الامام الصدر حي ومحتجز في ليبيا وعلينا ان نتعاون لاخراجه من سجنه اكبر خدمة تقدم الى المقاومة مساعدتها في اعادة إمام المقاومة الى ساحتها

 صدقي:آن لك ايتها الشعوب العربية استعادة حقوقك بالمقاومة والمقاومة وحدها مشعل:خيار المقاومة سنمارسه كسلطة ولن نتعامل بالسياسة من موقع الخضوع للشروط

حسيب: المقاومة واحدة وإن تعددت ساحاتها ويجب نزع الالغام المزروعة هنا وهناك وطنية - 30/3/2006 (سياسة) بدأ المؤتمر العربي العام الرابع لدعم المقاومة الذي دعا اليه المؤتمر القومي العربي والاسلامي والمؤتمر العام للاحزاب العربية اعماله صباح اليوم في فندق "البريستول" بعنوان " سلاح المقاومة شرف الامة".

 وافتتحت الجلسة الصباحية بكلمات للرئيس الدكتور سليم الحص والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ومنسق الجهات الثلاث الداعية الى تنظيم المؤتمر الدكتور خير الدين حسيب, رئيس وزراء مصر السابق الدكتور عزيز صدقي, رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل. وحضر المؤتمر عشرات الشخصيات من الوطن العربي. ومن المقرر ان تصدر توصيات المؤتمر مساء اليوم. حسيب بداية، القى حسيب كلمة قال فيها: "ان استهداف المقاومة اللبنانية لا ينفصل عن استهداف سلاح الاخوة الفلسطينيين الذين دفعوا، وما زالوا، غاليا ثمنا للاطمئنان الى الضمانات الدولية خصوصا منذ مجازر صبرا وشاتيلا عام 1982، التي ارتكبت بعد ساعات من انسحاب مفاجىء للقوات الدولية (المتعددة الجنسية) الموجودة اصلا لحماية المخيمات، الى جريمة سجن اريحا بعد ساعات ايضا من انسحاب القوات الاميركية والبريطانية في تواطؤ غير مسبوق مع الاحتلال الاسرائيلي".

 واضاف: "يتم كل ذلك في ظل قرار دولي هو القرار 1559 الذي اطلق شرارة فتنة بين اللبنانيين أنفسهم، وبينهم وبين اشقائهم السوريين والفلسطينيين، ووضع المنطقة بأسرها في حال من اللااستقرار المفتوح على شتى الاحتمالات، فيما لو كانت هناك مرجعية دولية قادرة على التدقيق في قانونية القرارات الدولية وشرعيتها ومدى التزامها ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي، لحكمت بالضرورة ببطلان هذا القرار الدولي في ضوء الشرعة الأممية والمنظومة القانونية الدولية. واذا كنا مع كل اللبنانيين نحبذ تغليب لغة الحوار على اي لغة أخرى سبق للبنان ان اختبرها واختبر نتائجها المريعة، فاننا على ثقة بأن أي حوار منزه عن الصغائر، سيدرك ان المقاومة اللبنانية هي قوة للبنان كله، بل هي التعبير الأسمى عن روح اللبنانيين التواقة الى الحرية والسلم الاهلي والوحدة الوطنية.

 اما المقاومة العراقية، فلا يستطيع أشد المكابرين مغالاة ان ينكر فاعليتها وتأثيرها لا في مواجهة الاحتلال الاميركي-البريطاني وحلفائه وادواته فحسب، بل انها في اقل من ثلاثة اعوام احدثت ارباكا هائلا للمشروع الاميركي-الصهيوني برمته في المنطقة والعالم، وبدأت نتائجها وتداعياتها تبرز في غير منطقة بدءا من العمق الأسيوي الى اميركا اللاتينية من خلال حركات تحرر وتململ تتسع لتشمل دولا وشعوبا وقارات".

 وتابع: "واذا كنا في مرات سابقة قد كشفنا بوضوح كامل عن المسؤولية العربية والاسلامية الرسمية عن الاحتلال في العراق سواء عبر صمت الخائفين منهم، او عجز الفاقدين لقرارهم، او تواطؤ المتآمرين مع الاجنبي على بلد شقيق، فاننا اليوم ننبه الى استمرار النظام الرسمي العربي والاسلامي في التعامل مع الاحتلال والتكيف مع تداعياته وشرعنة افرازاته، بما لا يسيء فقط الى شعب العراق ومقاومته المتعددة الشكل للاحتلال فحسب، بل الى امن الأمة بأسرها وأمن الدول. لعلكم تسمحون لي بأن اذكر بأنه قبل ايام حينما حلت الذكرى الاليمة الثالثة لغزو العراق واحتلاله، استقبلتها تظاهرات منظمة واسعة النطاق شارك فيها ملايين البشر في اكثر من 200 مدينة في انحاء العالم، ماذا كان نصيب مدننا العربية منها؟ لا شيء".

 وختم: "لن أطيل عليكم في تحديد السبل الواجب اعتمادها لدعم المقاومة، لكنني احرص على التأكيد من هذا المنبر جملة حقائق: 1- ان مقاومة المشروع الاميركي-الصهيوني في المنطقة، وفي العالم، هي مقاومة واحدة وان تعددت ساحاتها وعناوينها واسماؤها، واي انتصار تحققه المقاومة في احد الاقطار او البلدان انتصار للمقاومة في كل مكان آخر، واي انتكاسة تصيبها في مكان تنعكس عليها على مستوى الأمة بأسرها. لذلك فالمطلوب من مؤتمرنا ان يكون احد ادوات التواصل والتكامل والتفاعل بين كل ساحات المقاومة وقواها، فيزيل كل العقبات ويتجاوز كل العوائق وينزع كل الالغام المزروعة للفصل بين مقاومة هنا ومقاومة هناك.

 2- ان أي رهان على الخلل في ميزان القوى الظاهري لمصلحة قوى الاحتلال والهيمنة، سواء قامت به انظمة ودول، او شرائح وجماعات، هو رهان خائب وخاسر حتما، ليس بالمعيار الوطني والقومي والاسلامي، بل بالمعيار الواقعي ايضا. فالخط البياني المرسوم لحركة العلاقة بين المقاومة واعدائها يشير بوضوح الى صعود حركة المقاومة وتطويرها، والى تراجع وارتباك في صفوف الاعداء الذين لن تنفعهم كل محاولاتهم باثارة الفتن واشعال الحروب الاهلية، ومن يتابع بدقة ما يجري على الساحة الدولية والاقليمية يلاحظ بوضوح صحة ما نقول.

3- ان العلاقة بين الوحدة الوطنية والقومية والاسلامية وبين مقاومة الاحتلال هي علاقة تفاعلية واضحة، كما ان الوحدة بكل مستوياتها هي دعامة الوحدة فان المقاومة هي درة هذه الوحدة وحصنها الرئيسي، تماما كما هي العلاقة بين الديموقراطية والمقاومة بحيث اثبتت التجارب ان مقاومة الشعوب لمحتليها واعدائها تكون اجدى وافعل اذا ترافقت مع علاقات وبنى ديموقراطية صحيحة، كما اثبتت التجارب ايضا، خصوصا في فلسطين والعراق، ان لا ديموقراطية مع الاحتلال، اذ لا ديموقراطية بدون حرية ولا حرية في ظل التدخل الاجنبي والوصاية الاستعمارية. 4- ان نظرة فاحصة على طول خط المقاومة العربية والاسلامية وعلى امتداد جبهة الممانعة العربية والاسلامية، تجعلنا نلحظ كما من المواقف الملتبسة، والممارسات الخاطئة، والاشكالات القائمة، والعلاقات المتوترة بين من يفترض فيهم ان يكونوا جبهة واحدة في مواجهة المحتلين والأعداء، ولا اخفيكم القول ان مصدر القلق الرئيسي على مستقبل المقاومة، وبالتالي على مستقبل الامة، انما ينبع من مجمل هذه الالتباسات والممارسات والاشكالات والتوترات، وبالتالي فان احد المهمات الرئيسية لمؤتمركم، بما يضم من مرجعيات وطاقات وتيارات متنوعة ومتصلة بكل قوة الامة وتياراتها، هو في السعي الحثيث والحازم من اجل الخروج من هذه الالتباسات وتصحيح تلك الممارسات، ومعالجة الاشكالات ،نزع فتائل التوتر في العلاقات".

 الرئيس الحص ثم القى الرئيس الحص كلمة بعنوان: "المقاومة : مشكلة أم قضية"، جاء فيها: "إنني أعتز بأن تحرير معظم الجنوب اللبناني تم في عهد الحكومة التي كنت على رأسها في عام 2000 .

 ولم يكن التحرير بفضل الأمم المتحدة أو الدولة العظمى أو الدول الكبرى بل على الرغم منها. فما كانت الأمم المتحدة، التي تتحكم الدول الكبرى إلى حد بعيد بقرارها، تطالب قوة الإحتلال بالإنسحاب أو تضغط عليها لتنفيذ القرار 425، الذي صدر إثر الإجتياح الإسرائيلي للأرض اللبنانية وقضى بجلاء الاحتلال عن أرض لبنان.

 ولم يتم التحرير عملا بذلك القرار الدولي، وإنما أنجز بفضل المقاومة الوطنية الباسلة. فكان يوما تاريخيا مشهودا على مستوى الصراع العربي- الإسرائيلي .

 كانت المرة الأولى والوحيدة حتى اليوم التي تتحرر فيها أرض عربية محتلة من دون قيد أو شرط: من دون الإعتراف بالكيان الصهيوني، ومن دون التوقيع مع إسرائيل على صك يسمى تسوية أو صلحا أو سلاما. كان أول انتصار عربي حقيقي في معركة مع العدو.

 وكانت أول هزيمة نكراء للعدو. جلت إسرائيل عن أرض كانت تحتلها في مصر ولكن بموجب اتفاق كامب ديفيد، الذي اعترف بإسرائيل وحقق ما سمي صلحا.

 وكذلك كان مع الأردن في اتفاق وادي عربة. كان الإنسحاب الإسرائيلي في الحالتين مشروطا بتنازلات قومية، منها الإعتراف بالكيان العدواني، ومنها الإنفراد في التوقيع من دون التوصل إلى حل عادل لقضية العرب المركزية في فلسطين فبقيت عالقة. أما تحرير الجنوب اللبناني فقد تميز بأنه حقق انسحابا غير مشروط. وما سمي صلحا على الجبهتين المصرية والأردنية لم يكن أكثر من تسوية. ونحن نميز بين السلام والتسوية.

 فالتسوية إتفاق ينهي حال الحرب المسلحة. أما السلام فيفترض رضا الشعب، الشعب الفلسطيني خصوصا والشعب العربي عموما، عن التسوية المعقودة. بذلك يقترن السلام بالإستقرار، ويؤول إلى تطبيع العلاقات على المستوى الشعبي مع إسرائيل على كل صعيد. فرضى الشعب عن التسوية كفيل بذلك. فهل كان إتفاق كمب ديفيد أو إتفاق وادي عربة على هذا المستوى . في الحالتين عقدت تسوية أنهت حال الحرب المسلحة ولم تحقق سلاما حقيقيا، بدليل أن الإتفاق في الحالتين لم يستتبع تطبيعا على غير الصعيد الرسمي الضيق.

 إنك لا تجد سياحا إسرائيليين يتجولون بحرية في القاهرة أو عمان، ولا تجد سياحا مصريين أو أردنيين يتجولون في تل أبيب. كذلك لا تجد سلعا إسرائيلية قيد التداول في أسواق مصر أو الأردن. ثم إن لفظة "العدو الإسرائيلي" ما زالت تتردد على شفاه السياسيين والمعلقين في القطرين العربيين، وهي في ضمير الشعبين المصري والأردني". واضاف: "منذ التحرير في لبنان يحتدم الجدل حول ما إذا كان ثمة مبرر لاستمرار المقاومة وسلاحها.

 وصدر القرار 1559 عام 2004، فكان من شأنه تصعيد حدة السجال لا بل إطلاق أزمة وطنية مستحكمة ما زلنا نعيش تداعياتها حتى يومنا هذا، بدليل أن بين المواضيع العالقة من جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني، والذي لم يزل على استعصائه، موضوع سلاح المقاومة، إلى مسألة رئاسة الجمهورية ومحورها المطالبة بتنحية الرئيس.

 في سياق الحملة الداعية إلى وقف المقاومة يروج تساؤل مشروع: لماذا يطالب لبنان بمواصلة صراعه المسلح مع إسرائيل من دون سائر الدول العربية، ولماذا تحديدا يراد لجبهة لبنان أن تكون مشتعلة مع إسرائيل وتبقى سائر الجبهات العربية ولا سيما منها جبهة الجولان ساكنة؟ وفي الرد على هذا التساؤل الملغوم نقول: إن سوريا كانت دوما القدوة في الصمود، ولكنها لم تكن القدوة في التصدي. لبنان هو الذي كان القدوة في التصدي، بما حقق من إنجاز على صعيد المقاومة . صمدت سوريا قوميا في وجه ضغوط دولية شديدة فلم توقع حتى اليوم على صلح منفرد مع الكيان الصهيوني، كما فعل سواها. لذا القول إنها قدوة في الصمود. ولكنها لم تطلق حركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي للجولان.

لذا القول إنها ليست قدوة في التصدي. ولو اقتدى لبنان بسوريا على هذا الصعيد لكان مصير الجنوب اللبناني اليوم كمصير الجولان، أي لكان اليوم لا يزال يرزح تحت نير الاحتلال. فإذا سلمنا بمنطق المقاومة في تحرير معظم الجنوب، وقد سلم الجميع به فعليا، فإننا يجب أن نسلم بمنطق المقاومة في تحرير ما تبقى من الجنوب، وتحديدا مزارع شبعا".

 ولاحظ ان "هناك ما يشبه الإجماع بين اللبنانيين على أن مسألة سلاح المقاومة، التي ينص عليها القرار 1559، يجب أن تكون موضع حوار بين اللبنانيين.

 والحوار لا بد أن يدور حول إشكالية محددة هي : كيف نوفق بين المشكلة والقضية. القضية هي حاجة لبنان الواضحة إلى المقاومة ما دامت هناك أرض لبنانية تحت الاحتلال، وما دام لبنان يتعرض لاعتداءات جوية شبه يومية من الطيران الحربي الإسرائيلي وكذلك اعتداءات على مياهه الإقليمية، وما دام لبنان منكشفا على احتمال اعتداءات برية في أيه لحظة، وما دام هناك أسرى لبنانيون في المعتقلات الإسرائيلية. ولكن لا بد من الاعتراف بأن في مقابل القضية هناك مشكلة بوجود فريق لا يستهان به من الشعب اللبناني يتوجس خوفا من وجود السلاح في يد فئة من دون سائر الفئات، علما أن المقاومة تطلق على نفسها صفة الإسلامية. ولا يجدي الرد على هذه المخاوف بالقول إن سلاح المقاومة موجه حصرا ضد إسرائيل.

 فالجواب يأتيك عند ذاك بالقول: ولكن هذا السلاح هو في يد فريق معين، وليس ما يضمن أن لا يصوب في اتجاه الآخرين في يوم من الأيام أو في ظرف من الظروف".

وتابع: "الحوار بين اللبنانيين إذن مطلوب من أجل التوصل إلى صيغة توفق بين المشكلة والقضية، بحيث تضمن قدرة لبنان على المقاومة وتزيل مخاوف الآخرين من وجود السلاح في يد فئة من دون الأخرى .

 والسؤال المركزي الذي لا بد من طرحه في هذا الحوار : هل تعتبر إسرائيل عدوا أو لا ؟ فإذا كانت كذلك، وهي قطعا كذلك، فنحن في حاجة إلى التفاهم حول استراتيجية فاعلة لحماية لبنان من عدوانيتها التي لم تعرف ولن تعرف حدودا.

أخيرا، يهمنا أن نسجل أن المقاومة لا تكون بالسلاح فقط. فالمقاومة يمكن أن تكون سلمية مدنية وتكون في منتهى الفعالية. هكذا حرر المهاتما غاندي الهند من الاحتلال. والمقاومة المدنية لن تكون فاعلة حقا إلا إذا عمت الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه. ووسائل المقاومة تشمل الإضرابات والتظاهرات والتحركات السياسية والديبلوماسية والعصيان المدني، وتبقى المقاطعة التامة والمحكمة لإسرائيل والمتعاملين معها أمضى تلك الوسائل. ونحن أمام احتمال حقيقي لأن تتقاطر الدول العربية على توقيع تسويات مع إسرائيل.

 هذه سياسة معلنة من السلطة الفلسطينية ومن السلطة السورية على أعلى المستويات. ثم إن عددا، من سائر الأقطار العربية تنهج سياسات انفتاح على التعامل، ولو الخجول، مع العدو الإسرائيلي.

 فنحن مقبلون على تسويات تنهي حال الحرب المسلحة مع إسرائيل إن عاجلا أم آجلا. ولكن هذا لا يعني نهاية الصراع العربي- الإسرائيلي، فهذا الصراع سوف يتواصل إلى أن يتحقق الحلم القومي في فلسطين، وهو يتجسد في فلسطين واحدة موحدة، يتعايش فيها العربي واليهودي بسلام جنبا إلى جنب، ويعود إليها اللاجئون الفلسطينيون، كل اللاجئين، إلى ديارهم في فلسطين، كل فلسطين في امتدادها التاريخي، بما فيها ما ألحق من الأرض بدولة إسرائيل بموجب القرار 194 الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة".

 وختم: "كل مشاريع التسوية التي تمت وتلك التي ما زالت مطروحة، بما فيها المبادرة العربية المقرة في قمة بيروت في عام 2002 و"خريطة الطريق" التي تتبناها الرباعية الدولية، كلها مبنية على القرار 242.

ونحن نصر على أن الحل لن يستقيم إلا بناء على القرار 194. ذلك لأننا نرى في قضية فلسطين أكثر من قضية أرض، إنها قضية إنسان. إنها ليست مجرد قضية حدود، بل قضية وجود. فالحل العادل إنما يتحقق بعودة جميع اللاجئين إلى ديارهم من دون استثناء". صدقي ثم ارتجل الدكتور صدقي كلمة أشار فيها الى "ما يعانيه العالم العربي في هذه الايام"، ووجه "تحية الى المقاومة لانها السبيل الوحيد لاسترداد حقوق الشعب العربي ممن اغتصب حقوقه، ومن قوى الظلم والطغيان بدءا من الولايات المتحدة الاميركية ضد مصالح شعبنا العربي. وأخص بالذكر الأخ السيد حسن نصر الله والاخ خالد مشعل وكل المقاومين من المشرق الى المغرب". وأبدى أسفه لان "العالم العربي منقسم اليوم فصائل بسبب الوعود والاكاذيب التي تتعرض لها الامة وبسبب الضغوط الخارجية"،

 وقال: "هذه الامة هي ملك لشعوبها وليست ملكا لوريث هنا وهناك، وقد آن الأوان لنسترد حقوقنا التي لا نستردها الا من طريق المقاومة، واذا ما وعيت هذه الامة حقها فان بامكانها ان تسترد حقوقها". ووجه كلمة الى "الشعوب العربية وليس الى الانظمة"، وقال: "آن لك ايتها الشعوب استعادة حقوقك". مشعل ثم تحدث مشعل، فقال: "ما اجرأ المستسلمين على باطلهم، فلو أفلح نهج التسوية في شيء يرد الاعتبار ولو وافقت اسرائيل ومن خلفها الادارة الاميركية على مشروع يستحق التوقف امامه، فكم كان هؤلاء المستسلمون يجرحون بنهج المقاومة اكثر مما يفعلون اليوم. مع كل ما انجزته المقاومة لا يزال اللغط دائرا. ومع كل هذا الانسداد والخزي فأنهم ينتقدوننا ونجد رؤوسا تنتقد المقاومة لكننا لا نبالي بهؤلاء، ونحن اليوم لا نلبي الدعوة لندافع عن المقاومة فهي تدافع عن نفسها، لكننا نأتي لنتضامن ونعزز الموقف ونبعث الى العالم برسالة تؤكد أننا متمسكون بانجازاتنا، اننا نتضامن جميعا مع المقاومة في لبنان وفلسطين لاننا نتضامن مع أنفسنا ومصيرنا ومع العدالة والحق ومستقبل هذه الامة. هذا خيار لا خلاف عليه عندنا، وهذا الواجب نؤديه اليوم ورؤوسنا مرفوعة". وسأل: "هل ان نصرة المقاومة واجب وحسب؟ وقال: "في اعتقادي ان دعم المقاومة ضرورة ومصلحة، ولا اعني بذلك الشق العسكري، انما دعم النهج بكل ابعاده في الممانعة والصمود والاصرار والثبات وعلى رأسها المقاومة العسكرية، كما يجري في فلسطين ولبنان والعراق. وكيف سنستكمل التحرير في فلسطين وفي جنوب لبنان؟ وكيف نطرد الغزاة من العراق اذا لم نعتمد المقاومة سبيلا؟ لقد فشل اتفاق اوسلو ولم يستطع حتى اطلاق الاسرى وقد بات عددهم اليوم في السجون الاسرائيلية اكثر من تسعة الاف أسير. ماذا ننتظر؟ لقد وصل اوسلو الى الطريق المسدود و"خريطة الطريق" تخلى عنها اصحابها بعدما اغتالها شارون والشرعية الدولية لم تعترف بفوز حركة حماس، والتناقض قائم في فلسطين مع العدو الصهيوني، في حين ان الانتخابات الاسرائيلية حصلت من دون تنافس سياسي بين احزابها لانهم جميعهم متفقون على قضايا القدس ومنع العودة والمستوطنات وبنهائية جدار الفصل، ويرفضون حدود ال67.

ويأتي من يقول لك في الموقف العربي ان ثمة تسويات ومشاريع لماذا ترفضونها؟". واضاف: "ان اسرائيل التي تقول لا يوجد شريك وان حركة حماس لا تؤمن ب"خريطة الطريق"، فاننا نقول ايضا ان اسرائيل ايضا لا تؤمن بها.

 الى متى سنبقى نجتر الكلام ونحمل انفسنا ما لا تقدم عليه اسرائيل؟ يقولون لنا هناك المبادرة العربية الصادرة عن قمة بيروت العام 2002، نقول ماذا بقي منها بعدما رد عليها شارون عمليا ونظريا بعدم اعترافه بها وباجتياحه لاراضي السلطة وارتكابه المجازر؟ فهل بقيت العقدة في ان توافق حماس او لا توافق؟. وسأل ايضا: "كيف نغير قواعد اللعبة من دون مقاومة او نهج ممانعة؟"، وقال: "نحن امة عربية واسلامية بعمق اسلامي حضاري مع تعدد للاديان نؤمن بان الجهاد هو الحياة والتخلي هو التهلكة، ونحن في فلسطين ولبنان والعراق مدعوون كقيادات مقاومة الى الاعتزاز بهذا النهج وان نسعى الى تطويره".

 وأشار الى "ازدواجية المعايير في السياسة الاميركية الظالمة، ومنها على سبيل المثال: - قطع الاتصال مع الحكومة الفلسطينية الجديدة على رغم من انها اتت نتيجة انتخابات كانت قد بشرت بها الولايات المتحدة نفسها. - اتصال بوش بأولمرت مهنئا وموجها الدعوة اليه بزيارة البيت الابيض". ورأى ان "هناك رفضا لكل ما يأتي من العرب والمسلمين والفلسطينيين، لذلك نحن امام اربعة تحديات: 1- مواجهة مشروع اولمرت الذي اسسه شارون وهو فرض الحل من طرف واحد. 2- مواجهة خيار الحرب المفتوحة علينا كسلطة وكمقاومة . 3- تطبيق البرنامج الاصلاحي على الساحة الفلسطينية. وهنا ندعو القادة العرب الى رفع السقف المالي المقرر لدعمنا. لقد ورثنا 115 مليون دولار بدل رواتب من السلطة الفلسطينية السابقة، في حين ان القمة العربية قررت دعمنا ب 50 مليون دولار فقط.

 ولكن ان تتخيلوا حجم الصعوبات بسبب الاعاقات الداخلية والخارجية. ومع ذلك، سنسعى الى توفير لقمة العيش بكرامة وان كنا لا نعد بتحويل الوضع الى هونغ كونغ. 4- توحيد القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني لان كل المشاريع المطروحة محصورة بالضفة والقطاع دون ذكر مصير خمسة ملايين لاجىء فلسطيني في الشتات".

 وأكد "ضرورة اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية في الداخل والخارج"، مشددا على ان "حركة حماس حسمت خياراتها وهي التمسك بالحقوق الوطنية، بالقدس، بتحرير الارض، بحق العودة، بهدم الجدار العازل، بعودة الأسرى وبتفكيك المستوطنات. ان خيار المقاومة سنمارسه كسلطة بعدما كنا نمارسه كحركة ولن نتعامل بالسياسة من موقع الخضوع لشروط الطرف الآخر".

 ثم القى السيد نصرالله كلمة قال فيها: "انني باسم لبنان والمقاومة في لبنان والشعب في لبنان، أرحب بحضوركم وأشكر لكم هذا الحضور التضامني الذي نعتز به والذي يقوينا خصوصا في هذه المرحلة. اؤكد ونحن نتحدث عن خيار المقاومة ان هذا الخيار هو الخيار الانساني المنطقي الطبيعي للمضطهدين والمظلومين والمستضعفين. فالله عندما خلق الانسان وفطره جعل فيه مجموعة من القيم التي لا يمكن ازالتها ممكن تخفيف حدة وجودها، ولا يمكن مسحها بالكامل. فالانسان يكون عزيزا كريما سويا على المستويين العقلي والنفسي اذا كان انسانا مقاوما لا مستسلما".

 اضاف: "النقطة الثانية التي احب ان اركز عليها في مسألة دعم المقاومة واستمرارها او رفض ذلك، هو ان المنطق القرآني يقول: اذا ما تخلى طرف عن المقاومة فسوف يأتي الله بآخرين يواصلون نهج المقاومة.

 وهذه سنة الهية وهذا الاستبدال قائم، اذا لم اواصل انا فسيأتي الله بقوم يواصلون الطريق. لذلك اريد ان اطمئنكم انتم الذين اجتمعتم هنا مشكورين للدفاع عن المقاومة بتأكيد أصل القضية. فالمقاومة في امتنا في لبنان وفلسطين والعراق وعلى امتداد عالمنا العربي والاسلامي ستبقى قائمة ومستمرة في مواجهة مشروع الهيمنة الاميركي والصهيوني على بلادنا وشعوبنا وخيراتنا وستنتصر في نهاية المطاف. قدر المقاومة ان تنتصر، وقلما نجد في التاريخ ان مقاومة هزمت او ضعفت او تلاشت".

 ولفت الى "ان توقيت عقد هذا المؤتمر مناسب جدا لأنه للأسف الشديد وخلال هذا العام حصلت تطورات واحداث بعضها بالتأكيد يأخذ طابع المؤامرة وفي طليعته كان ذلك الاستهداف من خلال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أحدث زلزالا في لبنان، لكن التطورات التي حصلت خلال هذا العام اوصلت البلد الى محل الهجمة الدولية والضخ الاعلامي الكبير والهائل الى مرحلة بات اذا وقف احدنا ليتكلم على الصراع العربي-الاسرائيلي، يقولون له "وين بعدك عايش". فالمناخ في البلد تقريبا هو هكذا بفعل وسائل الاعلام، لكن اؤكد لكم ان هذه المرحلة هي ايضا مرحلة عابرة وموقتة جدا وليست مرحلة اصيلة". اضاف:"حتى لو خففت الكلام على الصراع العربي - الاسرائيلي وقلت النزاع العربي - الاسرائيلي ايضا، هذا الكلام غير مقبول. ممنوع ان نتكلم حتى بالعربي، وفي بعض جلسات الحوار كان بعض الحاضرين يتكلم بجمل انكليزية، فكنت اقول له: انا لا افهم الانكليزية اتمنى ان تتكلم بالعربية حتى نفهم على بعضنا". وتابع: "اصبح ممنوعا علينا ان نتكلم او نفكر بالعربي، وممنوع التكلم بقضية عربية وبصراع عربي - اسرائيلي وبأمة عربية، انما يحب ان نتكلم بلبنان الوطن ولبنان الشعب والكيان والامة، لبنان التاريخ والجغرافيا والمستقبل.

 واذا اكملنا على هذا النحو سنتين او ثلاثا،فسنصل الى لبنان الاله، فهذه المبالغة هي مبالغة غير منطقية وغير صحيحة"، فحتى عندما نريد ان نقارب موضوع المقاومة، ليس مقبولا علينا ان نقاربه من موقع الصراع العربي-الاسرائيلي وانما من الموقع اللبناني البحت". وقال: "منذ صدور القرار 1559 ونحن نعتبر ان محوره الحقيقي هو نزع سلاح المقاومة اللبنانية والفلسطينية في لبنان، وما تبقى من بنود هي اجزاؤه واعضاؤه لا الروح، والهدف الحقيقي هو سلاح المقاومة. منذ صدور هذا القرار هناك ضغط متواصل على لبنان وان قصة نزع سلاح المقاومة ليست قصة جديدة، هي قصة قديمة حاول الاسرائيليون القيام بها من خلال العمليات الامنية والعسكرية لكنهم عجزوا وحاولوا من خلال اجتياحي 93 و96 وقف المقاومة، لكنهم فشلوا، فكل وسائل الترهيب السابقة قبل العام 2000 فشلت من قتل للقادة وارتكاب المجازر والتحريض. وبعد العام 2000، اعتمدوا الترغيب لكنهم فشلوا، وطالما ان الحديث يدور عن المقاومة أشير هنا الى عرض قدم الى "حزب الله يقضي بنزع سلاحه في مقابل ان يشطب اسمنا من لائحة الارهاب وان تفتح امامنا ابواب السلطة في لبنان لانها كانت موصدة، وان تفتح امامنا ابواب العالم لان هذه الابواب ايضا موصدةن وان تعاد الينا بقية الارض المحتلة في مزارع شبعا. وفي المناسبة نحن ك"حزب الله" من اقدم الضيوف على لائحة الارهاب الاميركية ".

واوضح "ان الاميركي هو الذي ارسل الينا بهذه المبادرة، ولم يطلب تثبيت لبنانية مزارع شبعا لا من اللبنانيين ولا من الامم المتحدة، ولم يطلب وثيقة خطية من سوريا، اضافة الى الانسحاب من مزارع شبعا واطلاق الاسرى والمعتقلين اللبنانيين ودفع مبلغ كبير من المال لن اذكر قيمته. وكل هذا الكرم في مقابل شيء هو التخلي عن المقاومة والقاء السلاح".

 اضاف: "اذا اردنا التكلم على الصعيد القومي او الاسلامي فاذا حصل شيء في فلسطين ممنوع علينا ولا علاقة لنا بذلك، ولا علاقة لنا بمؤازرة الشعب الفلسطيني لانهم يقولون لنا ان هذا العمل مكلف لبنانيا وانتم انجزتم مهمتكم "والله يعطيكم العافية" وهذه مكافأتكم ويمشي الحال. طيب، نحن نرد بسؤال: "اذا حصل عدوان اسرائيلي على لبنان، على مدننا وقرانا وشعبنا وبنيتنا التحتية فماذا نفعل؟ قالوا لنا نحن نقدم لكم ضمانات، وقد رأينا الضمانات الدولية ماذا حمت في اريحا وفي غير اريحا".

 وقال: "لقد رفضنا هذا والترغيب ايضا فشل في هذا السياق"، مشيرا الى "محاولات كثيرة جرت قبل العام 2000 للايقاع بنا كجرنا الى الداخل والى قتال داخلي اما مع الجيش اللبناني او مع القوى السياسية لبنانية او فلسطينية من اجل ان يقال ان هذا السلاح هو سلاح حرب اهلية وسلاح فتنة، ولكن صبرنا وصبرنا على الآلام الكبيرة. لقد أبينا ان ننجر الى صراع داخلي، ولقد حفظنا طوال الاعوام الماضية لسلاح المقاومة قدسيته وطهارته وعفته وشرفه، ولم يوجه هذا السلاح الا الى عدو لبنان وعدو هذه الامة. ولكن بعد صدور القرار 1559 عاد الضغط من جديد، واليوم نواجه ضغوطا من هذا النوع".

 واعتبر "ان الوضع اللبناني الداخلي هو الآن اخف على مستوى هذه القضية مما كان عليه قبل اشهر بفعل بعض الحوارات والتفاهمات وبفعل المنطق الذي تمتلكه المقاومة". واشار الى "ان كل قرارات الامم المتحدة التي صدرت لم يكن لها اية متابعة الا القرار 1559 بحيث عينوا له ناظرا يأتي كل ثلاثة اشهر ليوقف العالم بالصف من رؤساء، وزراء ونواب، ليسأل ماذا فعلتم بالقرار 1559، واين اصبحتم بنزع سلاح المقاومة ونزع السلاح الفلسطيني؟ ويعطينا مجموعة ارشادات سياسية طويلة عريضة ومن ثم يغادر".

 وتابع: "في كل الاحوال نحن قادرون على مواجهة هذه الضغوط لأسباب عدة: السبب الاول مصداقية المقاومة وتاريخها، واللبنانيون جميعا يشهدون على ادائها على المستوى الداخلي وخصوصا في الفترة التي اعقبت تحرير جنوب لبنان وكيف تعاملت حتى مع العملاء الذين قتلوا رجالنا واغتصبوا نساءنا وهدموا بيوتنا وجلدونا في معتقل الخيام وسلمونا للاسرائيلي، لم نتعامل معهم الا بالرأفة والرحمة والعطف والهدوء والتسامح. لا يوجد الآن في لبنان وعلى طاولة الحوار من يناقشني في جدوى المقاومة لانها قدمت انتصارا للبنان وعزا وشرفا له. واذا تحسسنا من ان بعض الاخوة في الخرطوم لا يريد ان يكتب كلمة المقاومة لانه جديا يدعو الى التحسس، فان كل شعوب العالم عندما تأتي الى لبنان تتكلم على المقاومة، كالفرنسيين مثلا، لكن عندنا هناك من يسارع الى شطب نقطة مضيئة في تاريخنا يجب ان يتم نسيانها وتجاهلها. ونقول انه في المنطق لا يستطيع احد ان يناقش جدوى المقاومة.

فيقولون لنا انهم يناقشوننا بشرعية المقاومة وان مزارع شبعا لبنانية وليست لبنانية، وبالتالي المقاومة مشروعة وغير مشروعة، ونحن نقول لهم حتى لو اثبتنا لبنانية مزارع شبعا، وانا قلت ذلك على طاولة الحوار، حتى لو اثبتنا ذلك واعترفت الامم المتحدة بلبنانية مزارع شبعا، فان اي طلقة نار في مزارع شبعا ستكون مدانة من المجتمع الدولي. بعد 11 أيلول لا توجد مقاومة شرعية".

 واضاف: "ذهبنا الى الحوار مطمئنين الى مستقبل هذه القضية لاننا نستند الى التجربة والى المنطق و الوقائع، في معزل عن قضية مزارع شبعا"، معتبرا "ان لبنان في دائرة الخطر والتهديد وموضع للاطماع الاسرائيلية، واذا سلمنا بذلك واذا سلمنا ان الاوضاع في فلسطين تتجه الى المزيد من التصادم والمقاومة فهذا سيضع لبنان مجددا في دائرة الخطر، وقد طرحنا السؤال كيف نحمي لبنان؟".

 وقال: "لقد تعاطينا مع القرار 1559 بحزم ولين، الحزم أنه كانت لدينا معلومات ان هناك جهدا اميركيا دوليا واسرائيليا، ولكن في العلن اميركي ودولي لايصال الوضع في لبنان الى نزع سلاح المقاومة، ولو بالقوة. ونحن قلنا بوضوح في ذلك الحين ان المقاومة لا يستطيع احد في لبنان او في غير لبنان ان يعاقبها. واردد الآن ان احدا في لبنان او في غير لبنان لا يستطيع ان يعاقب المقاومة على انجازاتها.

 ومن يريد ان ينزع سلاح المقاومة بالقوة فنحن سنقطع يده ورأسه وسننتزع روحه، هذا بالحزم. اما في اللين، فقلنا نحن جاهزون للحوار، وتفضلوا لنتناقش في الخيارات السياسية الكبرى والخيارات الاستراتيجية. نحن نريد ان نحمي بلدنا ونحمي شعبنا ونحافظ على سيادتنا وكرامتنا. البعض يقول هذه هي مسؤولية الدولة، وانا اقر بانها مسؤولية الدولة اولا، ولكن عندما تتخلى الدولة عن مسؤولياتها فعلى الشعب الا يستسلم للعدو ومجازره وطغيانه واطماعه.

 فلتتفضل الدولة لتتحمل المسؤولية ونحن جاهزون للحوار تحت عنوان "وضع استراتيجية دفاع وطني"، وموضوع المقاومة يناقش في هذا الاطار اذا كنا نريد ان نستجيب للحاجات الوطنية، اما اذا كنا نريد ان نستجيب للاملاءات والاوامر الاميركية والدولية والاسرائيلية فلن نصل الى نتيجة. ولكن اهم نتيجة تم التوصل اليها على طاولة الحوار هي رفض اللجوء الى اي وسيلة اخرى".

 واكد "ان المشروع الاميركي الدولي في لبنان وصل الى الطريق المسدود، وبالتالي فان ما خطط له قبل عام وصل الى مرحلة لا يستطيع ان يكمل فيها. واحب ان اطمئنكم بالقول: ان المقاومة في لبنان قوية وعزيزة ومحتضنة على المستوى الشعبي".

 واضاف: "المجتمع الدولي يريد ان نحل مشاكل اسرائيل في لبنان، ولو بالحرب الاهلية والقتال والفتنة.

 ليس هناك مشكلة عند اميركا ان يكون هناك قتال مع "حزب الله" لنزع سلاحه او قتال مع الاخوة الفلسطينيين لنزع سلاحهم او تهجيرهم او رميهم في البحر. هذه ليست مشكلة اميركا، مشكلة اميركا ان تحل مشاكل اسرائيل في بلدنا، ونحن لن نحل مشاكل اسرائيل في بلدنا، نحن نريد ان نحل مشاكلنا في بلدنا ولن نقبل بأي حل لا على حساب لبنان واللبنانيين ولا على حساب الفلسطينيين".

 وتابع: "نحن، وفي كل الاحوال، نحتاج الى تضامنكم وتعاونكم وصوتكم ودفاعكم عن هذه المقاومة في كل المنابر والمنتديات.

 ولكن هناك قضية اتوجه الى مؤتمركم الكريم لتساعدونا فيها، عدا الدعم السياسي والاعلامي هي قضية الامام المغيب السيد موسى الصدر.

 قليلون او كثيرون، لا اعلم، هم الذين يعرفون فضل هذا الامام وتأثيره في انطلاقة المقاومة في لبنان. نحن في "حزب الله" واخواننا في حركة "امل" نشهد للامام الصدر بأنه القائد المؤسس للمقاومة اللبنانية. هذه المقاومة التي كانت في مراحلها الاولى تعمل تحت جناح المقاومة الفلسطينية، وكان اللبنانيون يقاتلون في اطارها.

اما الامام الصدر فقد أسس لاطار المقاومة اللبنانية، انه مغيب منذ أعوام طويلة وانا لا اريد ان اهاجم احدا ولا اريد ان اعكر مزاج مؤتمركم ولا اريد ان انال من احد، لكن هذه القضية مؤلمة وقاسية واكبر خدمة ان يقدمها احد في العالم ، خصوصا في العالم العربي والاسلامي للمقاومة في لبنان ان يساعدنا في اعادة امام المقاومة الى ساحة المقاومة. كيف؟ لا اريد ان ادخل في تفاصيل هذا النقاش لعله قد يرد في الورقة اللبنانية وقد تقدم بعض الاقتراحات والافكار. يعني ببساطة نحن نعتقد ان الامام ما زال حيا، وانه محتجز في ليبيا وعلينا ان نتعاون لاخراجه من سجنه ومن احتجازه (هنا وقف احد الحاضرين الآتين من ليبيا واعترض على كلام السيد نصرالله). لكن السيد نصر الله اكمل وقال: "في كل الاحوال انا تكلمت بأدب ولم اهاجم ولم اجرح احدا، ولأنني اقدر حساسية هذا الموضوع فقد تناولته بهذه الطريقة التي لا اريد ان احرد بها احدا. على كل حال، كما يقولون عندنا في لبنان : نريد ان نتعاون على حل قضايانا بمسؤولية لاننا نريد ان نأكل عنبا لا ان نقتل الناطور". وعن الموضوع الفلسطيني، قال: "علينا ان نبقى الى جانب الشعب الفلسطيني ايا كانت الظروف لان ذلك التزام عقائدي وديني ونحن في لبنان سنبقى الى جانب الشعب الفلسطيني"، داعيا "الاخوة في الفصائل الفلسطينية والعالم العربي الى مساندة الاخوة في حركة حماس واحتضانهم وانجاح تجربتهم، ليس من اجل حماس بل من اجل الشعب الفلسطيني. ان افشال حماس يهدف الى اسقاط الشعب الفلسطيني وعلى الكل التعاطي بمسؤولية ايا كانت التحفظات والاعتراضات. فالمقاومة هي مشروع الشعب الفلسطيني". وعن الموضوع العراقي: "ايماننا ان الخيار الصحيح والحقيقي الذي يمكن ان ينهي الاحتلال الاميركي للعراق هو خيار المقاومة المسلحة. نحن كمقاومين من موقعنا الثقافي والفكري والميداني نؤمن بذلك ونجاهر بتأييدنا للمقاومة العراقية وعلينا مساندتها والوقوف الى جانبها. ولكن، في الوقت نفسه، علينا ان نحصنها لان اخطر ما يواجهها في العراق الاقتتال الداخلي. المقاومة في لبنان لم تتورط في اي قتال داخلي كذلك المقاومة في فلسطين، لكنني لا استطيع ان اتصور ان اليد التي تقاتل المحتل الاميركي في العراق تقتل عراقيا. لدينا معلومات اكيدة ان بعض مجموعات القتل تعمل على قتل السنة والشيعة هي مجموعات تتم ادارتها مباشرة من قبل الاميركيين والصهاينة والبريطانيين، ولكن لا يخلو الامر من مجرمين وقتلة. يجب تحصين المقاومة في العراق وان يتركز خطابها ضد قوات الاحتلال يمكن عندذاك ان تنتصر عليها الا تتجه نحو حسابات داخلية لا على المستوى المذهبي ولا غير ذلك. انهم يسعون في العراق الى إحداث فتنة مذهبية، يجب تنزيه المقاومة بعدم خلط دم المحتلين بدم الابرياء. ان الدخول الى العملية السياسية يكون مقبولا بشرطين: - عدم قطع الطريق على استخدام المقاومة. - تقييد ايدي الاحتلال بوضع جدول زمني لاخراجه". واكد " نحن نرى ان العمل السياسي مشروع ومقبول اذا كان مساندا لخيار المقاومة. نحن في مرحلة تاريخية ومصيرية ويجب ان نتحمل جميعا هذه المسؤولية، اما ان ننهزم ونستسلم واما ان ننتصر. واقول لن يحصل في التاريخ ان قالوا لمقاومين "الله يعطيكم العافية، اذهبوا الى البيت". اسرائيل هزمت في لبنان والمقاومة لم تتحول الى سلطة والحرب لم تنته. ليس لدينا تجربة كمقاومة في السلطة، ونحن قلنا لاخوتنا في حركة حماس ابتكروا تجربتكم. علينا مساعدة بعضنا البعض لاننا امة واحدة وعدونا واحد، وعلينا ان نتعاطى في وجه العدو بكل حزم وشدة، ولكن داخليا علينا التعاطي بأقصى درجات الرحمة والانفتاح والحوار والتفاهم مع الآخر ومواصلة طريق المقاومة والاخوة في ما بيننا وبذلك نصل الى الانتصار الموعود". وختاما، تلا حسيب رسالتين وردتا من القدس من المطران الدكتور عطاالله حنا ومن راشد الغنوشي من تونس.