فاجأت السعودية القمة العربية التي اختتمت رسميا امس في الخرطوم باعلان اعتذارها عن استضافة الدورة المقبلة للقمة العربية، لتنعقد في مقر الجامعة بالقاهرة تقديرا منها لدولة المقر حسبما جاء في خطاب مقتضب القاه وزير العمل السعودي غازي القصيبي الذي ترأس وفد بلاده بعد مغادرة الامير سعود الفيصل الخرطوم قبل اختتام القمة.
واستغرب دبلوماسيون اعلان السعودية خاصة بعد تغيب قيادتها عن القمم العربية منذ قمة شرم الشيخ في عام 2003 التي شهدت ملاسنة بين الملك عبد الله والعقيد معمر القذافي.
وتباينت تفسيرات الدبلوماسيين للاعلان السعودي، اذ ذهب بعضهم الي وجود اسباب امنية خاصة ان المواجهات ما زالت مستمرة وان كانت متقطعة بين الشرطة السعودية وتنظيم القاعدة.
ورأي آخرون ان الملك عبد الله لا يريد ان يستقبل الزعيم الليبي في الرياض بعد توتر العلاقات الثنائية بين البلدين اثر اتهامات سعودية لليبيا بالضلوع في مؤامرة لاغتيال العاهل السعودي.
وبدا الوجوم علي وجه عمرو موسي اثناء اعلان القصيبي اعتذار السعودية، ولكنه اشار في المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب اختتام القمة الي ان الاعلان ربما جاء بعد تشاور مسبق بين السعودية ودولة المقر.
ولم يعلق الجانب المصري رسميا حتي مساء امس.
واعلنت القمة العربية التي اختتمت اعمالها امس الاربعاء بالخرطوم التزامها الكامل بوحدة المصير والهدف للامة العربية ودفاعها عن قيمها وتقاليدها الراسخة في التحرر والاستقلال والسيادة الوطنية وتمسكها بالتضامن العربي هدفا ووسيلة وغاية حفاظا علي الامن القومي العربي وصون سلامة كل الدول العربية وسيادتها وحقها المشروع في الدفاع عن سيادتها الوطنية ومواردها ومقدراتها.
واعلن الرؤساء دعمهم الكامل للممارسة الديمقراطية في فلسطين المحتلة واشادوا بنزاهة الانتخابات التشريعية وشفافيتها معربين عن تاييدهم التام للسلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها بقيادة الرئيس محمود عباس في سعيها المتواصل للحفاظ علي الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني.
ودعا الرؤساء خلال اعلانهم المجتمع الدولي الي احترام ارادة الشعب الفلسطيني في اختيار قيادته وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وتاكيدنا الثابت بان السلطة الوطنية الفلسطينية شريك كامل في عملية السلام ورفضنا للاجراءات الاسرائيلية احادية الجانب الرامية الي انهاء عملية السلام .
من جانبه اكد الرئيس السوداني عمر حسن احمد البشير رئيس الدورة الحالية لمؤتمر جامعة الدول العربية تعهده ببذل كل ما هو ممكن للقيام باعباء الدورة الجديدة للتصدي لقضايا الامة العربية.
وقال البشير في خطابه الذي القاه في الجلسة الختامية لمؤتمر القمة العربية التي اختتمت اعمالها صباح امس بالخرطوم ان القمة شهدت حواراً صريحاً وتحليلاً عميقاً لاوضاع الامة العربية اثمرت عنه قرارات وموجهات سيكون من شانها دفع العمل العربي المشترك والتقدم نحو اهداف وغايات القمة. مشيرا الي ان إعلان الخرطوم جاء متضمناً للمشكلات والتحديات والحلول التي تشكل الحد الادني لتطلعات الشعوب العربية.
واشاد البشير بوقوف الدول العربية مع السودان لحل مشكلة دارفور بمساعدة الاشقاء في الاتحاد الافريقي واعتبرها جهودا مقدرة لمنع تدويل القضية بتمويل القوات الافريقية قائلاً ان هذه الجهود محل امتنان وتقدير بالنسبة لنا في السودان.
___________
عن القدس العربي
