المقصود من ضرب غزة هو إستخدام آخر ورقة يائسة ووحشية قبل مغادرة الرئيس بوش البيت الأبيض في محاولة قذرة ومستميتة لإجتثاث منظمة حماس من غزة ليتسنى للعدو إستكمال مخططه الاستطاني بغطاء عربي رسمي.
لكن ببساطة.. الأوطان والشعوب المحتلة لا يمكن أن تُحرر غيرها ، والخروج إلى الشوارع وإقامة المظاهرات بتوجيهات رسمية لن تُنقذ غزة أو تحررالقدس. كما أن إصدار بيانات التنديد والإستنكار والشجب وإنعقاد القمم العربية وغيرها لا يُرعب العدو الصهيوني بل يجعله يسخر ويستمرئ ما يقوم به من أعمال همجية وعدوانية ولن تزيده هذه الأعمال المسرحية إلا إصراراً على إكمال إغتصاب فلسطين وقتل وتشريد شعبه.
العدو الصهيوني يدرك أكثر من غيره أن هذه الفعاليات لا تعني سوى ذر الرماد على العيون وأن الأمة العربية تعيش تحت إحتلال أنكى وأشد من الإحتلال الأجنبي وهو إحتلال داخلي تقوم به سلطات عربية تستمد شرعيتها المزيفة من إيمانها بتركيع وإذلال شعوبها وإنتهاك حرماتها والإنحطاط بثقافتها ونهب ثرواتها بعد إغتصِاب إرادتها الحرة وحقوقها الانسانية. ومالم تتمكن هذه الامة من تحرير نفسها أولاً لن تستطيع أن تحرك ساكناً ضد العمليات البلطجية والوحشية التي يقترفها هذا العدو بكل صلافة وعنجهية على مرأى ومسمع من العالم.
الرد العملي والناجع لهذه الإنتهاكات الوحشية لإيقاف جرائم غزة لايمكن أن تكون أقل من الاعتصامات الجماهيرية حول القصور الرئاسية ومحاصرتها في كل قطرِ عربي لاسيما في القاهرة والرياض والاردن وصنعاء وسنرى أن الهجوم الوحشي على غزة سيتوقف في الحال عندما تطلب هذه الزعامات الكرتونية النجدة من أسيادها.