الرئيسية الأخبار عربي ودولي

سورية رفضت طلبا امريكيا بارسال قوات للعراق.. وتتوقع حظرا جويا وحصارا الشهر المقبل

  • الوحدوي نت
  • منذ 18 سنة - Wednesday 16 November 2005
سورية رفضت طلبا امريكيا بارسال قوات للعراق.. وتتوقع حظرا جويا وحصارا الشهر المقبل

ابدي الرئيس السوري بشار الاسد عتبا مريرا تجاه جامعة الدول العربية وقال انه طلب من امينها العام عمرو موسي رسميا استضافة التحقيقات مع الشخصيات السورية الست التي طلب ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية لقاءها، ولكن حتي هذه اللحظة لم يتلق اي رد منه علي هذا الطلب سلبا او ايجابا.
واشتكي الرئيس الاسد بشدة اثناء لقائه مع وفد من الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي برئاسة معن بشور الامين العام، من عدم وجود مساندة حقيقية وملموسة من الحكومات العربية لبلاده في مواجهة الضغوط الامريكية. وكشف احد اعضاء الوفد لـ القدس العربي ان الرئيس الاسد بدأ يهيئ نفسه وبلاده لمواجهة مع لجنة ميليس والولايات المتحدة قد تمتد لسنوات.
وقال الرئيس الاسد للوفد ان الحكم صادر في حق سورية منذ خمس سنوات وان المسألة كانت مسألة توقيت لا اكثر ولا اقل.
واضاف ان سورية تقف الآن امام مرحلتين اساسيتين: الاولي مرحلة قصيرة ستشمل عقوبات، بعضها في حق افراد وبعضها الآخر في حق سورية، وتحدث عن حظر جوي، وتجميد اموال وحصار اقتصادي، اما المرحلة الثانية فهي مرحلة المواجهة.
واكد ان سورية مستعدة لمواجهة كل الاحتمالات، وخاصة احتمال المقاطعة الاقتصادية فانتاجها يتحسن، وتستطيع ان تحقق اكتفاء ذاتيا في العديد من الاشياء الضرورية.
وقال الرئيس الاسد ان سورية تواجه الأزمة الحالية مع الولايات المتحدة لانها رفضت ان تقدم ما هو مطلوب منها في الملفات العراقية والفلسطينية واللبنانية. واشار الي ان هذه المطالب من المستحيل تنفيذها، والشعب السوري لا يمكن ان يقبل بها، ولهذا رفضناها بوضوح، وسنتمسك بهذا الموقف .
واشار الي ان كولن باول وزير الخارجية الامريكي السابق حمل هذه المطالب اثناء زيارته لسورية، وعندما قلت له انها مطالب تعجيزية لا يمكن ان يقبل بها الشعب السوري، رد علي بقوله مالك ومال الشعب السوري، نحن معك ونساندك.. فقلت له انتم تتحدثون عن الديمقراطية واحترام الارادة الشعبية، الا تري تناقضا في كلامك؟! .
وعلمت القدس العربي ان هذه المطالب التي حملها باول تتلخص في ارسال سورية فرقتين عسكريتين للقتال الي جانب القوات الامريكية ضد المقاومة في العراق.
وقال الرئيس الاسد ان سورية تميز بين الارهاب والمقاومة، نحن مع شعبنا في العراق ومقاومته المشروعة وهي متمسكة بمواقفها القومية، ولن تنفذ الطلبات المطلوبة منها في ضرب المقاومتين اللبنانية والفلسطينية.
واضاف تصوروا انهم طلبوا منا فرض تأشيرات دخول علي الزوار العرب لبلادنا، وقلنا لهم نحن لا نستطيع ذلك، لان فرض تأشيرات الدخول علي العرب الراغبين في زيارة سورية سيخرجها عن مبادئها القومية .
واحتل الملف الداخلي السوري مساحة كبيرة من النقاشات، واخذ الدكتور اسماعيل الشطي الشخصية الاسلامية الكويتية المعروفة زمام الحديث حول الأزمة الراهنة بين النظام السوري والاخوان المسلمين، واسباب عدم الافراج عن المعتقلين منهم، وفتح حوار بناء معهم، خاصة ان الحصار الاقتصادي المقبل علي سورية يتطلب تحصين الوضع الداخلي وحشده في مواجهة الولايات المتحدة، فرد عليه الرئيس الاسد بقوله انا عشت في الخارج، واعرف اهمية الديمقراطية والاصلاح السياسي، ولكن مثل رجل يقود سيارة قديمة ويعرف حجم محركها مثلما يعرف متي يسرع ومتي يبطئ الحركة، مثلما يعرف المطبات التي يواجهها. وسورية افضل الآن مما كانت عليه قبل خمس سنوات، فالناس بدأت تتحدث بحرية وتصدر بيانات تنتقد النظام ولا تتعرض للسجن وهناك قانون للاحزاب سيتم اصداره .
واشار الرئيس الاسد الي ان سورية تواجه صعوبات عديدة، ولكنه مستعد للتحاور مع الجميع فليست لدينا حساسية خاصة تجاه القوي الاسلامية ونقيم علاقات جيدة مع حزب الله و حماس و الجهاد الاسلامي وتربطنا صلات مع جماعة الاخوان في بعض الدول العربية وسفيرنا زار انشطة للاخوان المسلمين في مصر وقال نريد من جماعة الاخوان في سورية ادانة الاسلوب الدموي الذي لجأت اليه في الماضي وضمانات بعدم العودة اليه وخلاف ذلك ليس هناك اي مانع، فقد عاد الكثير من عناصر الاخوان من الذين كانوا يقيمون في العراق الي سورية واضاف ان السنوات الاخيرة شهدت افراجات عن العديد من المعتقلين السياسيين معظمهم من الاخوان المسلمين.
ووعد الرئيس الاسد باجراء حوارات مع مختلف القوي السياسية في سورية من اقصي اليمين الي اقصي اليسار، ومن المعارضة في الداخل والخارج ونبه الي ان وفد المؤتمر القومي يضم عبد المجيد منجونة من حزب الاتحاد الاشتراكي الذي وقع علي بيان اعلان دمشق وكذلك المعارض نصر شمالي الكاتب السوري الذي امضي ثماني سنوات في السجن، والدكتور منير الحمش المعارض السوري المستقل.
كما وعد الرئيس السوري بالافراج عن حبيب عيسي الناطق باسم منتدي الاتاسي ومعارضين آخرين. وقال انه لا يمانع ان تقوم شخصيات عربية لها علاقة مع الاخوان في سورية بالتواصل من اجل تسهيل الحوار ملمحا الي الدكتور الشطي.
واكد الرئيس الاسد ان بلاده مفتوحة لكل لبناني، ولا تحمل اي ضغينة لأي احد، وطالب بان لا تخضع حكومة لبنان لاي اجندة امريكية او اسرائيلية، مثل قبول نزع سلاح المقاومة والرضوخ لاي املاءات خارجية، وانتقد الاعلام اللبناني بشدة وقال انه لم ير في معظمه ايجابية واحدة تجاه سورية، وباتت سورية مسؤولة عن كل مصائب لبنان . واعترف بارتكاب بلاده اخطاء ليست امنية وعسكرية فقط، بل في عقد تحالفات مع كثيرين انتقلوا لمواقع اخري مضادة لسورية، وهؤلاء كانوا وراء الفساد في لبنان ووراء نقل الفساد الي سورية ايضا ويبدو انه كان يلمح الي الرئيس الراحل رفيق الحريري والسيد وليد جنبلاط.
 
 
القدس العربي