الرئيسية الأخبار عربي ودولي

بعد الكشف عن استعدادات عسكرية وتهديدات من الكونجرس .. البيت الأبيض: لن نهاجم إيران وسوريا

  • واشنطن - حنان البدري:
  • منذ 17 سنة - Saturday 13 January 2007
بعد الكشف عن استعدادات عسكرية وتهديدات من الكونجرس .. البيت الأبيض: لن نهاجم إيران وسوريا

سارع البيت الأبيض ووزير الدفاع الأمريكي أمس، وأمام ضغوط وتهديدات من جانب أعضاء في الكونجرس إلى نفي معلومات عن وجود خطط لشن حرب على إيران وسوريا، فيما تجمعت تفاصيل من أكثر من مصدر رسمي عن حشود بحرية وجوية أمريكية في منطقة الخليج العربي استعداداً لفرض حصار على إيران بعد انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن لوقف تخصيب اليورانيوم. وتحدث مصدر عسكري أمريكي كبير عن ضلوع هذه القوات بشكل نشط في معارك وتقديم دعم جوي، وذلك فيما تتسع حملة الاحتجاجات داخل الولايات المتحدة لمطالبة بوش بعدم ارسال المزيد من القوات إلى العراق والانسحاب من هناك. فقد نفى البيت الأبيض صراحة أمس ما وصفه ب “الشائعات” عن استعداد الولايات المتحدة لشن عمل عسكري ضد إيران أو سوريا.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو للصحافيين في بيان معد مسبقاً أثناء مؤتمره الصحافي اليومي “أود أن أتحدث عن شائعات تتردد حاليا، جاءت من كلمات الرئيس في خطابه إلى الأمة ليل الأربعاء عندما تحدث عن إيران وسوريا”. وأضاف ان الشائعة تقول “إن الرئيس يحاول تمهيد الطريق لشن حرب على واحد من البلدين وانه تجري حالياً استعدادات للحرب”، وأكد “لا وجود لمثل هذه الاستعدادات”. كذلك، استبعد وزير الدفاع روبرت جيتس شن أية هجمات داخل ايران أو سوريا تستهدف الشبكات التي تهرب الأسلحة والمقاتلين الأجانب إلى العراق. وقال جيتس في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي ان تعهد الرئيس بوش في خطابه حول الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق بمهاجمة شبكات تزويد العراق بالأسلحة والمقاتلين من إيران وسوريا لا يشير إلى القيام بعمليات عبر حدود البلدين. وأوضح ان خطاب بوش يشير بشكل حصري إلى شن عمليات داخل العراق، وليس عبر الحدود. وأضاف “من الناحية العسكرية لا حاجة إلى عبور الحدود الإيرانية.. نستطيع تعقب ونقوم بتعقب الشبكات في العراق التي توفر أدوات قتل قواتنا، بغض النظر عن المكان الذي أتت منه، كما زدنا الموارد اللازمة للقيام بذلك”.

وكان مسؤول عسكري أمريكي كبير أعلن أمس الاول أن الولايات المتحدة تنوي تعزيز وجودها الجوي والبحري في منطفة الخليج لبضعة اشهر بهدف تقوية الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.   وأوضح المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه أن حاملة الطائرات “يو اس اس جون سي. ستينيس” ستنضم الى حاملة الطائرات “يو اس اس دوايت دي. ايزنهاور”، كما سينشر في المنطقة فوج من الدفاع الجوي مجهز بصواريخ مضادة للصواريخ من طراز باتريوت.

وقال هذا المسؤول إن أي قرار لم يتخذ بعد حول الوجود الدائم لهاتين المجموعتين في الخليج. وأضاف “ستكون المرة الأولى منذ العام 2003 التي ننشر فيها مجموعتين (جو-بحر) في المنطقة” في إشارة إلي غزو العراق. وأوضح أن “فوج الدفاع الجوي لن ينشر فقط بهدف إظهار قوتنا ولكن سيكون ضالعا بشكل نشط في معارك وسيقدم دعما جويا. سيكون أداة سلسة تستفيد منها المنطقة برمتها”. وستنضم “يو اس اس ستينيس” الراسية في بريمرتون (واشنطن، شمال غرب) الى “يو اس اس دي. ايزنهاور” التي تجوب البحر قبالة الصومال.وأكدت مصادر أمريكية ل “الخليج” التوجه الأمريكي نحو تعزيز القوة البحرية والجوية في منطقة الخليج العربي لكنها لم تشأ الإفصاح عما إذا كانت حاملة الطائرات الأمريكية دوايت ايزنهاور الموجودة قبالة سواحل الصومال سيتم لاحقا إصدار الأوامر اليها بالعودة الى مياه الخليج ام أنها ستبقى خارجه بالقرب من مضيق هرمز. وأضافت هذه المصادر “ان تحريك حاملة الطائرات التي عادة ما يصاحبها مجموعة سفن قتالية للحماية والمساندة يبقى بيد المسؤولين التكتيكيين بالبنتاجون”. وكان وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس قد وقع الشهر الماضي فور تعيينه قرارا بإرسال حاملة الطائرات “ستنيس” الى المحيط الهندي وتم إصدار أوامر لاحقة بتوجهها الى الخليج، في الوقت الذي استمرت التسريبات من البنتاجون حول إمكان استخدام هذه الحاملة في حالة صدور قرار دولي ضد ايران بعد انتهاء مهلة مجلس الأمن الدولي قريبا في تنفيذ ما يويصف بالتأكد من تنفيذ العقوبات المنتظرة على ايران والتي قد يقرها المجلس.

وكانت حاملة الطائرات ايزنهاور قد وصلت الى داخل مياه الخليج العربي في 11 ديسمبر/كانون الاول الماضي وعلى متنها 6500 بحار وجندي مصحوبة بعدد من المدمرات والغواصات الهجومية.

يأتي ذلك بينما توالت جلسات الاستماع في مجلس الشيوخ والنواب حول العراق للاستماع الى وزير الدفاع الامريكي الذي حاول في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة التأكيد على ان القوات الامريكية تحاول الحد من انتشار وصول المتفجرات الى العراق، وأن الأوامر في غاية الوضوح للقوات الامريكية داخل العراق بالتعامل الجدي مع الذين يعرضون ارواح القوات الامريكية للخطر.

وبينما استمر تصاعد اللهجة التهديدية الامريكية لإيران للدرجة التي دعت اعضاء بالكونجرس وعلى رأسهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور جوزيف بايدن كي يبادر فور انتهاء جلسة استماع وزيرة الخارجية رايس امس الاول الى إرسال خطاب للبيت الابيض وتحديدا للرئيس بوش يطالبه فيه بشرح موقفه حول إيران.

وكان بايدن خلال الجلسة قد حذر رايس مباشرة بأن الرئيس بوش غير مخول وليست لديه السلطة لإرسال القوات الأمريكية في غارات عبر الحدود وذلك في إشارة كررها بعده عدد من أعضاء الكونجرس محذرين الإدارة الأمريكية من الدخول في مواجهة مع إيران. وكانت رايس قد تعمدت عدم الرد بشكل مباشر على هذا الأمر لكنها قالت “إن الأمريكيين يتوقعون من الرئيس الأمريكي القيام بكل ما بوسعه لحماية قواتنا”.

من جانبه وصف السيناتور الجمهوري تشاك هيجل ردود رايس بأنها تحمل في طياتها صدى لما كان يحدث إبان حرب فيتنام عندما قامت الإدارة الأمريكية وقتها بنكران غاراتها على كمبوديا، وأضاف “السياسة التي ينتهجها الرئيس بوش في منتهى الخطورة”.

وكانت رايس قد غادرت إلى المنطقة أمس الجمعة حاملة الملف الإيراني والوضع العراقي وعملية السلام في إطار زيارة ميدانية ستكررها الشهر المقبل لتشكيل تحالف جديد في مواجهة إيران. وقد تضاربت ردود الفعل التي حاولت “الخليج” الحصول عليها حول التصعيد الأمريكي ضد إيران وما إذا كان ذلك تمهيداً لتوجيه ضربات جوية إليها، حيث أكد عدد من الخبراء العسكريين المقربين من سياسات الإدارة الأمريكية الحالية أن ما تفعله الإدارة الأمريكية حالياً بالنسبة لإيران ليس سوى عملية “تهديد وإرسال رسالة واضحة لطهران لتحريك موقفها إيجابياً بالنسبة للملف النووي”. وأضافت المصادر “لا تندهشي إذا ما رأينا تجاوباً إيرانياً بخصوص الشأن العراقي في القريب العاجل”. وعلى الجانب الآخر رأت مصادر أخرى لم تشأ ذكر اسمها لكنها تنتمي أيديولوجياً لفكر المحافظين الجدد أن الرئيس بوش جاد في تهديداته ولم تستبعد أن يقوم بشن غارات جوية على إيران شبيهة بعمليات القوات الأمريكية خلال حرب كوسوفو، حيث تتضاءل نسبة الخسائر في الأرواح، حيث يبحث الرئيس الأمريكي عن إحراز أي انتصار يغطي على موقفه بالعراق.

أضافت المصادر انه توجد دراسات وتجارب وخطط قديمة يتم تجديدها باستمرار داخل البنتاجون، وهي خطط لعمليات محسوبة ضد ايران، وان الولايات المتحدة ستجد دائماً المبرر الأخلاقي وبمظلة دولية لتنفيذ هذه الخطط في حال قررت مطاردة شبكات الميليشيات داخل إيران أو حتى سوريا، أو القيام بضربات جوية تستهدف المواقع النووية الايرانية على اعتبار ان إيران ليست العراق ديموجرافيا وعسكريا.في غضون ذلك، عمت تظاهرات الاحتجاج الرافضة لسياسة واشنطن في العراق معظم الولايات الأمريكية مع انطلاق الحملة الشعبية المناهضة للحرب، التي تعتزم الحيلولة دون تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي بوش ارسال المزيد من القوات إلى هناك، وطالب المتظاهرون في بداية حملتهم بطرد بوش وادارته ووقف الحرب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن جريدة الخليج