الرئيسية الأخبار شؤون تنظيمية

 التنظيم الناصري يرفض تهويد القدس ويدعو الأمة العربية والإسلامية إلى الرفض العملي لقرار ترامب المشؤوم (نص البيان)

  • الوحدوي نت - خاص
  • منذ 6 سنوات - Friday 08 December 2017
 التنظيم الناصري يرفض تهويد القدس ويدعو الأمة العربية والإسلامية إلى الرفض العملي لقرار ترامب المشؤوم (نص البيان)

  الوحدوي نت

بسم الله الرحمن الرحيم

في الوقت الذي تتصاعد فيه نيران الفتنة، المتمترسة وراء الأقاليم الدينية والعرقية والمذهبية بين الأنظمة العربية، تجرأت الإدارة الأمريكية راعية الإرهاب بقيادة رئيسها المتصهين دونالد ترامب، بالاعتراف الرسمي بأن مدينة القدس العربية عاصمة سياسية ودينية للكيان الصهيوني الغاصب، وما سيترتب على ذلك نقل السفارة الأمريكية إليها، فتحذو حذوها الدول الأخرى، بعد أن تم تدجين جميع الأنظمة العربية الحاكمة، وانشغالها بخلافاتها الداخلية والبينية المفتعلة لتجاهل القضية العربية المركزية.

إن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري يرفع صوته عاليا بالإدانة والرفض والاستهجان لإجراءات تهويد القدس لأن منطق التأريخ ومعطيات الجغرافيا تؤكد على أن القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية لفلسطين، التي تعد القلب النابض للعروبة، وبالتالي فإنها يجب أن تكون أيضا العاصمة المقدسة للأمة العربية والإسلامية.

وفي ذات الوقت يحذر التنظيم من مرور هذا القرار الأمريكي بهدوء دون انتفاض كامل العرب والمسلمين عليه وعلى من يقف وراءه ومنع تطبيقه على الواقع، لأن هذا القرار لا يقل خطورة عن وعد بلفور المشؤوم، الذي منح بموجبه الاستعمار البريطاني قبل مائة عام الصهاينة وطنا في فلسطين العربية على حساب أهلها الحقيقيين. فمثلما التهمت العصابات الصهيونية أغلب الأراضي العربية الفلسطينية، بناء على وعد بلفور، وقرار تقسيم فلسطين، فإن هذه العصابات المتوحشة لن تكتفي بعد قرار المجرم ترامب باعتبار القدس عاصمة لكيان المصطنع، وإنما ستمتد مخالب هذه العصابات البربرية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة أيضا، مستغلة الخلافات العربية العربية وتغييب الشعب العربي والإسلامي عن قضاياه القومية، منشغلا باللهث وراء لقمة العيش الصعبة، وملهيا بلعق جراحاته التي تصنعها وتعمقها الصراعات البينية، بل إن الصهاينة لن يتورعوا عن التمدد شرقا للاستيلاء على ضفة نهر الأردن الشرقية، كون دولة الأردن الحلقة الأضعف، ولن تحميه اتفاقية وادي عربة الاستسلامية، لأن التأريخ يثبت بأن هذه العصابات لا تحترم العهود ولا المواثيق.

يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية:

لقد أسقط نضال أخوتكم وآباؤكم في جولات سابقة أسطورة القوة الصهيونية التي لا تهزم، ولن نُطنب في التأريخ لإثبات هذه الحقيقة، وإنما سنذكِّر فقط بأهم هذه الجولات في التأريخ المعاصر. فبعد التذكير بالانتصار العربي على العدو الصهيوني في أكتوبر 1973 الذي قوضه المعسكر الغربي، بتعاون بعض عملائه من الحكام العرب، فمازالت الذاكرة العربية تختزن مشاهد انتفاضة أطفال الحجارة الأولى التي بدأت في نوفمبر 1987، وخفت وطأتها بعد مؤتمر مدريد المنعقد في 30 أكتوبر إلى 1 نوفمبر 1991، ولكن لم تنته تلك الانتفاضة إلا بعد توقيع اتفاق أسلو الاستسلامي في 13 ديسمبر 1993 بعد أن غرس أطفال الحجارة الرعب في قلوب الصهاينة المدججين بأحدث وسائل القتل الوحشي.

وعلى الرغم من النتائج السلبية لاتفاق أوسلو الذي أعاد للكيان الغاصب توازنه بعد ثورة الحجارة الأولى واستسلام منظمة التحرير الفلسطينية لإرادة الصهاينة، فإن الشعب العربي في فلسطين لم ييأس، وإنما فاجأ الأعداء والعالم أجمع بانتفاضة ثانية استمرت من 28 سبتمبر 2000 التي تصادفت مع الذكرى الثلاثين لرحيل القائد الخالد جمال عبد الناصر، حتى 8 فبراير 2005، إذ تداعت إلى منطقة شرم الشيخ المصرية الأنظمة الاستعمارية الراعية للكيان الصهيوني، والأنظمة العربية المتواطئة معه لعقد قمة من أجل إنقاذ سمعة المعتدين الغاصبين بعد أن تكبدوا (1069) قتيلا صهيونيا، و(4500) جريحا و(50) دبابة ميركوفا.

وبفضل الصمود الفلسطيني في قطاع غزة، فشل العدو الصهيوني في تحقيق أهدافه من خلال العدوان المسلح على سكان القطاع منذ 27 ديسمبر 2008 حتى 18 يناير 2009، وكذلك العدوان المسلح على المدنيين الذي بدأ فعليا من 8 يوليو حتى 24 أغسطس 2014.

ولا ننسى أيضا الهزائم المتكررة التي لحقت بالعدو الصهيوني من قبل المقاومة الوطنية اللبنانية من خلال كفاحها المسلح ضد الاحتلال الصهيوني لاسيما بعد اجتياح بيروت في 6 يونيو 1982، واستمرت تلك الهزائم تترى على العدو، حتى أُرغِم على الانسحاب صاغرا من لبنان في 25 مايو 2000. فضلا عن الصمود الأسطوري للمقاومة الوطنية اللبنانية أمام العدوان الصهيوني على لبنان بمباركة الأنظمة العربية الرجعية، والذي استمر 33 يوما بدءا من 12 يوليو 2006 بعد نجاح عملية الوعد الصادق، حتى 14 أغسطس من نفس العام.

يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية

إننا إذ نسرد بعض هذه الذكريات إنما نريد من خلالها التدليل على أن صمود أصحاب الحق الشرعي أمام صلف وجبروت الغاصبين ليس مستحيلا، وأنهم -بلا شك- قادرون على تحقيق النصر، وإلحاق الهزيمة بالعدو حتى استرداد الحق المغتصب.. لذلك فإن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري يدعو إلى تنفيذ الإجراءات الضرورية تطبيق القرار الأمريكي الظالم وذلك على النحو الآتي:

1- إن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري إذ يحيي الشعب العربي في فلسطين الذي بادر إلى الاحتجاج السلمي فور إعلان القرار الأمريكي سيئ الذكر، فإنه يدعو كافة فصائل المقاومة الفلسطينية إلى مساندة الشارع الفلسطيني الثائر بعمليات جهادية لإرباك العدو، وتخفيف الضغط على الشارع من وطأة آلة الردع الصهيونية.

2- يدعو التنظيم كافة القوى الوطنية والقومية والإسلامية في الوطن العربي والعالم الإسلامي إلى التحشيد الجماهيري في كل قطر عربي وإسلامي للتضامن مع الثورة الفلسطينية، ودعمها بالتبرعات المالية السخية، لمساعدتها على الاستمرار، وكذلك الضغط على الأنظمة الحاكمة بالقيام بواجبها القومي والإسلامي للدفاع عن المدينة المقدسة.

3- يدعو التنظيم الناصري كافة القوى الوطنية، والقومية والإسلامية، والأنظمة السياسية إلى نبذ الصراعات فيما بينها، وتوجيه الإمكانيات التسليحية والمالية والإعلامية واللوجستية لدعم الثورة الفلسطينية.

4- يدعو التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الأنظمة العربية والإسلامية إلى اتخاذ قرار مواز للقرار الأمريكي (من خلال جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي) باعتماد القدس الموحدة عاصمة لفلسطين وعاصمة عربية إسلامية، مع الوفاء بكل الالتزامات السياسية والمالية والإعلامية لتطبيق وإنجاح هذا القرار.

5- يطالب التنظيم الأنظمة العربية الغنية، القيام بواجبها تجاه الشعب العربي الفلسطيني الذي يواجه عدوان وحصار الكيان الصهيوني له، وذلك بتقديم المعونات الاقتصادية السخية لرفع معاناتهم المعيشية، لاسيما اسر الشهداء والمجاهدين. وفي هذا الصدد يدعو التنظيم النظامين المصري والأردني إلى فك الحصار عن أهلنا في فلسطين، بفتح كافة المعابر وتسهيل مرور الأفراد والبضائع والمساعدات الإنسانية.

6- يناشد التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري السلطة الوطنية الفلسطينية، وسلطة قطاع غزة، وكافة القوى الفلسطينية في الداخل والخارج إلى نبذ خلافاتها وتشكيل حكومة وحدة وطنية ترعى الانتفاضة، وتضمن الأمن والاستقرار بين أبناء فلسطين، وتوفر الخدمات الأساسية من خلال الاستخدام الأمثل للموارد والمساعدات، من أجل تقوية صف المقاومة، والوقوف في مواجهة تهويد القدس، واستمرار في الكفاح المسلح حتى تحرير كامل فلسطين.

7- يدعو التنظيم كافة الأنظمة العربية والإسلامية، وكافة الفعاليات والمنظمات الجماهيرية، إلى التحرك الدبلوماسي لدى دول العالم إلى رفض القرار الأميركي، والعمل على إجهاضه عبر المنظمات الدولية، لأن التفريط بالقدس وتحويلها إلى عاصمة سياسية ودينية للكيان الصهيوني الغاصب، سيترتب عليه تدمير وطمس القيم الحضارية العالمية للمدينة، التي تعد مدينة مقدسة لكل المسلمين والمسيحيين في العالم، خصوصا أن العصابات الصهيونية المتشددة تسعى حثيثا إلى هدم المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، تحت مبرر خرافي متمثل في البحث عن الهيكل المزعوم.

8- يلفت التنظيم الناصري انتباه الأنظمة العربية والإسلامية المتورطة في أي شكل من أشكال العلاقات الدبلوماسية أو الاقتصادية مع الميان الصهيوني، سواء كانت هذه العلاقات معلنة أم سرية، إلى أن قرار تهويد القدس يعد فرصة مناسبة جدا لهذه الأنظمة للتخلي عن تلك الاتفاقيات التطبيعية والاستسلامية، طالما أن الكيان الصهيوني ماض في التوسع والتنصل عن التزاماته، بدعم من الولايات المتحدة التي رعت كل الاتفاقات بين العدو الصهيوني والأنظمة العربية المعنية.       

في الختام يكرر التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أحر التحيات لشعب فلسطين العربي الثائر الذي يسطر البطولات ويقدم التضحيات فضلا عن الدروس والعبر للعرب والمسلمين، في التصدي المنفرد للاحتلال الصهيوني المتوحش، كما يتوجه بالدعاء إلى المولى عز وجل أن يؤيد المستضعفين الفلسطينيين بنصره ويتغمد شهداءهم وكل شهداء الأمة العربية والإسلامية بواسع رحمته.

صادر عن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري

صنعاء في 8 ديسمبر 2017