الرئيسية الأخبار عربي ودولي

رفض عربي واوروبي لقرار ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل

  • الوحدوي نت - رويترز
  • منذ 6 سنوات - Thursday 07 December 2017
رفض عربي واوروبي لقرار ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل

ندد العرب والمسلمون في أنحاء الشرق الأوسط يوم الأربعاء بقرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل باعتباره إجراء مثيرا للاضطرابات في منطقة ملتهبة وقال الفلسطينيون إن واشنطن تتخلى بذلك عن دورها القيادي كوسيط للسلام. الوحدوي نت

وأعرب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عن الانزعاج من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس ومن تداعياته على أي فرص لإحياء السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وعارض حلفاء كبار لواشنطن قرار ترامب الذي ألغى به سياسة أمريكية ودولية تجاه القدس قائمة منذ عقود.

ورفضت فرنسا القرار ”الأحادي“ ودعت إلى الحفاظ على الهدوء في المنطقة. وقالت بريطانيا إن الخطوة لن تساعد جهود السلام وإنه ينبغي اشتراك إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية في القدس في نهاية المطاف. وقالت ألمانيا إنه يمكن تسوية وضع القدس على أساس حل الدولتين.

وفي المقابل، أشادت إسرائيل بقرار ترامب. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رسالة مصورة مسجلة سلفا إن القرار ”خطوة مهمة باتجاه السلام“ وإنها ”هدفنا من أول يوم لإسرائيل“.

وأضاف أن أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين ينبغي أن يتضمن القدس عاصمة لإسرائيل كما حث الدول على نقل سفاراتها إلى المدينة.

وباعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل تخلى ترامب عن سياسة أمريكية قائمة منذ عقود رغم تحذيرات من شتى أنحاء العالم من أن هذه الخطوة ستعمق الخلاف بين إسرائيل والفلسطينيين.

وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها الأبدية والموحدة وتريد أن تُنقل إليها كل السفارات. لكن الفلسطينيين يريدون الشطر الشرقي من المدينة عاصمة لدولتهم في المستقبل.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب عام 1967 وضمتها في وقت لاحق. ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادة إسرائيل على المدينة بأكملها.

وفي خطاب مسجل بثه التلفزيون قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن القدس ”عاصمة دولة فلسطين الأبدية“.

ورفض عباس إعلان ترامب الذي تضمن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ووصف الخطوة بأنها ”تمثل إعلانا بانسحاب واشنطن من الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية عملية السلام“.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة هو ”عدوان صارخ على الشعب الفلسطيني“.

ودعت حماس العرب والمسلمين ”إلى اتخاذ قرارات لتقويض المصالح الأمريكية في المنطقة“.

وقالت حماس ”ندعو منظمة التحرير والرئيس محمود عباس إلى سحب الاعتراف بإسرائيل وإلى إلغاء اتفاقية أوسلو ردا على إعلان ترامب“.

وقال شهود إن احتجاجات اندلعت يوم الأربعاء في مناطق من العاصمة الأردنية عمان يسكنها لاجئون فلسطينيون ردا على اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وردد شبان شعارات مناهضة للولايات المتحدة في حين خرج مئات الشبان إلى شوارع مخيم البقعة للاجئين على أطراف المدينة للتنديد بترامب وطالبوا الحكومة الأردنية بإلغاء معاهدة السلام التي أبرمتها مع إسرائيل عام 1994. وهتفوا ”تسقط أمريكا... أمريكا هي أم الإرهاب“.

والأسرة الهاشمية التي ينتمي إليها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني هي المشرفة على المواقع الإسلامية المقدسة في القدس مما يجعل عمان حساسة لأي تغير في وضع المدينة.

وينحدر كثير من المواطنين في الأردن من اللاجئين الفلسطينيين الذين غادرت عائلاتهم بعد قيام إسرائيل عام 1948.

ودعت جميع الفصائل الفلسطينية إلى إضراب عام ومسيرات احتجاجية يوم الخميس في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والمناطق الفلسطينية في القدس.

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن قرار ترامب بشأن القدس خطير ويهدد مصداقية الولايات المتحدة كوسيط في عملية السلام بالمنطقة.

وأضاف عون أن القرار أعاد عملية السلام عقودا إلى الوراء ويهدد الاستقرار الإقليمي وربما العالمي

ونقلت قناة الجزيرة التلفزيونية عن وزير الخارجية القطري قوله يوم الأربعاء إن قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو حكم بالإعدام على كل مساعي السلام. ووصف الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني القرار بأنه ”تصعيد خطير“.

قرار ”باطل قانونا“

وفي القاهرة، قالت وزارة الخارجية إن مصر تستنكر إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وترفض أي آثار مترتبة عليه.

ورفض الأردن قرار الولايات المتحدة وقال إنه ”باطل قانونا“ لأنه يكرس احتلال إسرائيل للشطر العربي من المدينة المتنازع عليها.

وقالت تركيا إن تحرك ترامب ”غير مسؤول“.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان ”ندين هذا البيان غير المسؤول من الإدارة الأمريكية... بأنها تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وستنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس“.

وأضافت الخارجية ”ندعو الإدارة الأمريكية لإعادة النظر في هذا القرار المعيب الذي قد يؤدي إلى نتائج سلبية للغاية وتفادي الخطوات غير المحسوبة التي ستضر بالهوية المتنوعة ثقافيا والوضع التاريخي للقدس“.

وقال شاهد لرويترز إن بضع مئات من المحتجين تجمعوا خارج القنصلية الأمريكية في اسطنبول. وكان الاحتجاج سلميا في معظمه رغم قيام بعض المحتجين بإلقاء عملات معدنية وأجسام أخرى على القنصلية.

وفي الخرطوم، عبرت وزارة الخارجية، في بيان نشرته وكالة السودان للأنباء، عن رفض السودان التام للقرار الأمريكي باعتباره ”استفزازاً لجميع أهل الديانات ويشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، وستكون له تداعيات خطيرة علي أمن واستقرار المنطقة“

وقالت وزارة الشؤون الخارجية الإيرانية في بيان نشره الإعلام الرسمي إن إيران ”تندد بشدة“ بقرار الولايات المتحدة.

وقال البيان إن الإجراء الأمريكي انتهاك للقرارات الدولية.

كان الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قال في وقت سابق الأربعاء إن الولايات المتحدة تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة وإشعال حرب لحماية أمن إسرائيل.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه لا يؤيد قرار ترامب ”الأحادي“ بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ودعا إلى الهدوء في المنطقة.

وأضاف في مؤتمر صحفي في الجزائر ”هذا القرار مؤسف وفرنسا لا تؤيده ويتناقض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة“.

وقال ماكرون ”وضع القدس قضية أمن دولي تهم المجتمع الدولي بأسره. وضع القدس يجب أن يقرره الإسرائيليون والفلسطينيون في إطار مفاوضات تشرف عليها الأمم المتحدة“.

وقال الرئيس الفرنسي ”فرنسا وأوروبا ملتزمتان بحل الدولتين -إسرائيل وفلسطين- تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود دولية معترف بها وأن تكون القدس عاصمة للدولتين“ مضيفا أن باريس مستعدة للعمل مع شركاء للتوصل إلى حل.

وتابع ”أدعو الآن للهدوء وأن يتحلى الجميع بالمسؤولية. علينا أن نتجنب العنف بأي ثمن وأن نشجع على الحوار“.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه لا بديل عن حل الدولتين للصراع بين الفلسطينيين والإٍسرائيليين وإن القدس قضية وضع نهائي ينبغي حلها من خلال المفاوضات المباشرة.

وقال جوتيريش ”تحدثت بشكل مستمر ضد أي إجراءات أحادية الجانب تعرض للخطر فرص السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين“.

وأضاف للصحفيين ”في هذه اللحظة المشوبة بالقلق الشديد أود أن أوضح: لا بديل عن حل الدولتين.. لا توجد خطة بديلة.. سأبذل كل ما في وسعي لدعم الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى مفاوضات مجدية“.

وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيجتمع على الأرجح يوم الجمعة بناء على طلب ثمانية من أعضائه الخمسة عشر لبحث قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال الدبلوماسيون إن الطلب المقدم إلى جوتيريش لتقديم إفادة علنية أمام مجلس الأمن جاء من فرنسا وبوليفيا ومصر وإيطاليا والسنغال والسويد وبريطانيا وأوروجواي.