بتعويض آل حميد عن املاكهم المنهوبة: هل نسف الرئيس اليمني أهداف الثورة؟

  • منذ 18 سنة - Saturday 08 October 2005
بتعويض آل حميد عن املاكهم المنهوبة: هل نسف الرئيس اليمني أهداف الثورة؟

ليس غريبا أن يفاجئنا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إذا ما أعلن مصالحة وطنية بين أبناء اليمن في الداخل والخارج، ولن يفاجئنا إذا ضرب علي أيدي الفساد بيد من حديد واستبعد الفاسدين الذين يحتمون بالسلطة السياسية وبحماية القبيلة والدولة معا، وإذا تعاطي بالطرق المناسبة مع التجار الذين يتلاعبون بالأسعار ويحتكرون السلع والاستثمارات وتوكيلات الشركات الأجنبية وبالتالي يتلاعبون بحياة الملايين من أبناء الشعب الذين لا حول لهم ولا قوة. كل ذلك إذا صدر من الرئيس لن يكون مثار استغراب لأنه عمل وطني ينم عن شجاعة وتفهم لأوضاع الوطن والمواطن، لكن أن يصدر الرئيس تصريحا بأنه سوف يعوض آل حميد الدين (حكموا اليمن قبل ثورة السادس والعشرين من ايلول (سبتمبر) 1962) عن كل الممتلكات والثروات التي نهبت منهم فذلك يثير الكثير من التساؤلات ويضع علامات استفهام لا حدود لها، ومن وجهة نظري إما أن يكون الرئيس قد تعرض لهزيمة سياسية وعسكرية من قبل اتباع الحوثي في صعدة مع كثير من الضغوط الأمريكية وبالتالي اضطر إلي المصالحة مع هذه الفئة التي كثيرا ما نعتها الإعلام الرسمي بالفئة المنشقة عن القانون والإرهابي وما إلي ذلك من المصطلحات التي تستخدم لتأليب الرأي المحلي والعالمي ـ وكخطوة ضرورية ومطلب ملح من اتباع الحوثي اضطر إلي تقديم تنازلات لكل أبناء الشيعة باليمن فجاءت مطالبهم علي شاكلة تعويض بيت حميد الدين باعتباره من الأقطاب الشيعية النافذة في اليمن.
والسؤال الهام هل كانت الثورة اليمنية ظالمة إلي هذا الحد بحيث خولت الدولة نهب الممتلكات الشخصية للحاكم السابق وأبناء أسرته، هل كان الثوار يمتازون بالجشع والطمع بحيث لم تقف مبادئهم وأهدافهم السامية التي علي ضوئها أقاموا الثورة ألم تحول دونهم ودون التعرض لأموال الغير بالنهب والسلب؟ أم أن الثورة في حد ذاتها كانت تضليلا ولم تكن سوي انقلاب عسكري للسيطرة علي الحكم وبالتالي فان أهدافها لم تكن اكثر من مجرد شعارات الغرض منها إضفاء طابع شرعي علي هذا الانقلاب؟ أم أن كل ذلك كان من ضرب الخطأ وان الرئيس وحده دون سواه هو من يحق له التلاعب باتجاهات الدولة والمواطنين معها وتغيير كافة المسلمات في أي وقت يشاء دون سابق إنذار؟
لقد فاجأنا الرئيس كثيرا في قرارات يتخذها أحيانا ولربما كان اكثر هذه القرارات أهمية ما افصح عنه قبل فترة بأنه لن يرشح نفسه للانتخابات وعلي الرغم من انه قال لن يرشح نفسه للانتخابات ولم يقل انه لن يخوض الانتخابات حتي ولو كان ذلك مطلبا وطنيا (وهو المخرج الذي قد يستخدمه المنتمون للمؤتمر الشعبي العام من اجل إعادة انتخابه) الا أنني أتمني شخصيا أن يمضي في قراره هذا علنا لا ان يفاجئنا بقرارات أخري تلغي كل الثوابت الوطنية التي ملأوا عقولنا بها منذ الصغر... والله المستعان علي ما يصفون.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*القدس العربي - نصر الدين محمد- صنعاء