لبنان والجانب الآخر

  • أروى أحمد
  • منذ 17 سنة - Wednesday 09 August 2006
لبنان والجانب الآخر

يقولون:إن ما يحدث الآن هو مخاض لشرق أوسط جديد، و هذا ما سيحدث؛ إن ما يجري الآن من مآسي في لبنان و قبله في العراق و فلسطين قد ينجح ليس في تمريغ انف إسرائيل و أمريكا فقط في وحل الهزيمة بل و معهما كافة المتآمرين العرب حكاما و محكومين.
 لقد أسفرت الأنظمة العربية العميلة عن وجهها القبيح أخيرا بعد أن عجزت عن مقاومة غيضها على المقاومة اللبنانية التي وضعتها على المحك و نزعت قناعها و أحرجت أعذارها الأقبح من ذنوبها، حتى أن أرباب الخيانة يغازلون إسرائيل و أمريكا بمهاجمة المقاومة الباسلة، فإلى أي مدى وصلت بهم الوقاحة و الإفلاس.
 إن هذا الموقف المخزي بل بالغ الخسة قد كشفهم و أزال الغشاوة عن أعين شعوبهم التي طالما ظللوها و ادخلوها في مآزق و حفر عمالتهم دون أن تدرك هذه الشعوب أي مؤامرة تدور عليهم من قبل أولي الأمر الذين حولوا اتفاقية الدفاع العربي المشترك إلى مؤامرة عربية عربية.
 بهذا لن يعود الشرق الأوسط كما كان و قد صار اللعب على المكشوف بغض النظر عن نتائج ما يحدث الآن على الأرض -لان هناك في الخفاء و تحت الطاولات ما هو أدهى و أمر- يكفي الأمة العربية من هذه المحنة جلاء الحقائق أمام شعوبها التي لن تظل مغلوبة على أمرها أطول بعد الآن و آن لها أن تثور و تدك عروش الظلم و العمالة كما فعلت في الماضي. 
 و لن تنهض الأمة العربية إلا بتنظيم و تنظيف البيت العربي من الداخل أولا ثم تصفية العدو الصهيوني الذي لا يعرف حدودا و لا إنسانية و لا يعترف بقوانين و اتفاقات سلام بلهاء.
 و حتى ذلك الحين على المواطن العربي أن ينصر أخاه العربي بالمال والكلمة والدعاء لا أن يحاول البعض إرضاء ضمائرهم الخربة بالقول أن الله اهلك قرية بذنب كافر من منا بلا ذنوب من منا  نقي و طاهر إننا جميعا مذنبون نرى الظلم و الفساد و الدمار و كل ما هو منكر و لا نستنكره أوطاننا تسكنها المنكرات و المظالم ، ضمائرنا أعياها التأنيب دون توبة نصوح فما جدواها الضمائر و النفس اللوامة إن لم تردعنا و تكون أقوى  من شياطيننا ليس من العدل في شيء أن نلوم الآخرين و نحن نسير في طريق مظلم من اللامبالاة و إلقاء التهم و كأننا فوق العالمين ينبغي لنا أن نهتز و أن نتحرك لأجل التغيير و تغيير أنفسنا أولا.
 هناك طفل لا ذنب له إلا انه ولد في غير زمن المعتصم يبكي ألما و يتما و خوفا و تشردا يبكي ومعه آلاف الأطفال يبكي و لكن ليس من معتصم ينصره و يذود عنه ليس له إلا الدمع الرقراق في عينيه الحائرتين ماذا يجري؟ و ما الذي سيجري بعد أكثر؟
و لكن الله غالب على أمره ولو كره الكافرون ، فسيولد فجر جديد رغم أنوف كل المتصهينين و سيُسحقون و يلقى بهم إلى كلابهم لينجزوا عليهم ، و على الباغي تدور الدوائر.
 مهما قيل أو كتب فانه لن يعادل دمعة طفل، و هناك أطفال و أطفال يذرفون الدموع و شهداء و دماء و أشلاء و عويل و أنين و صرخات و خراب و حريق و دمار، إزاء ذلك وما هو أفظع؛ تتحجر الكلمات تتساقط ذلا و قهرا كهشيم زجاج. و يستمر الجرح النازف غائرا في القلب المكلوم لا شفاء له و العجز يزيده إيغارا و قهراً.
 فاضعف ما نقدر عليه هو الدعاء و الله هو المستعان و هو المستجيب فلندعوا الآن و هذه اللحظة و بما نقدر بقلوب مؤمنة بالإجابة  قبل أن تنسينا شياطين الإنس و الجن حتى الدعاء، اللهم انصر الإسلام و المسلمين اللهم ارحم شهداءهم و اشفِ جرحاهم اللهم لم شعث المسلمين واجمع كلمتهم اللهم انصر المجاهدين و ثبت أقدامهم وامددهم بجنود من عندك و انصرهم على من سواهم ، اللهم عليك باليهود و من هاودهم و النصارى و من ناصرهم اللهم اجعل تدبيرهم في تدميرهم  و زلزل الأرض من تحت أقدامهم اللهم عليك بالحكام المتصهينين اللهم إنهم ظلموا و تجبروا اللهم سلط عليهم جنودا من لدنك  يدكون عروش ظلمهم و ينصرون دينك و يقيموا دولة العدل و الحق اللهم آمين