ثورة يوليو .. رؤية الماضي ودلالات الحاضر

  • عمر الضبياني
  • منذ 17 سنة - Saturday 29 July 2006
ثورة يوليو .. رؤية الماضي ودلالات الحاضر

في تاريخ الشعوب والأمم محطات وتجارب تاريخية متميزة. وفي الحركات التحررية وثوراتها نماذج مختلفة قدمت للانسانية تجارب حية تمكنها من المضي قدما نحو أهدافها , وتساعدها في تحقيق مسيرة النمو والتطور والبناء.
وتختلف استفادة كل شعب وأمة من تجاربها التاريخية , والاقتداء  بسير لنماذج وشخصيات استطاعت إحداث تحولات حقيقية في مجتمعاتها ساهمت بشكل فاعل في بنائها وتطورتها.وذلك ينطبق كثيرا على فكر وتجربة ثورة 23 يوليو , فسرعان ما انقلب بعض رفاق الزعيم جمال عبد الناصر على تجربته ,وعلى أهداف الثورة ,وتحولوا الى خط الهجوم والمواجهة للثورة وتنكروا لمنجزاتها بعد وفاته.
وتبقى أهمية الثورات ومدى نجاح خياراتها وأهدافها مقرونة بمايتم تطبيقه على الواقع ومدى ملاءمته لهذا الواقع ,وقدرته الحقيقية على احداث التغيير فيه.لسنا هنا في تقييم لتجربة ثورة يوليو وقائدها العظيم جمال عبد الناصر , فذلك يفوق مقدراتنا ومعرفتنا , ولكننا ونحن نحتفي  بهذه الثورة ,وبعد مرور أكثر من خمسة عقود على قيامها, ندرك تمام الادراك عظمة هذه الثورة الخالدة وسعة أفق قادتها , مصداقية الاهداف والخيارات التي ناضلت من اجلها.
والشواهد من الواقع كثيرة جدا .فثورة يوليو منذ اليوم الاول لانطلاقتها ,حددت خياراتها وأسسها ومنطلقاتها ,وقدمت رؤية للمشاكل التي يعاني منها المجتمع المصري والامة العربية والاسلامية , وحددت من هم أعداءها.وها هي تلك الخيارات تتأكد اليوم,فمازالت التحديات التي واجتها هي ذاتها التي يواجهها الوطن العربي اليوم , وأن اختلفت الاشكال والمسميات , فالعدو هو العدو , وعقلية الامبراطورية والسيطرة سارية المفعول, والواقع أكثر بؤسا ومأساوية ,والتشتت والتمزق والخضوع بلغ مرحلة غير مسبوقة في التاريخ.
 ما يحدث في الوطن العربي اليوم يدحض كل التقولات التي تقال عن فكر ثورة يوليو وخيارات قائدها, ويؤكد بما لايدع مجالا للشك " أن الحق بغير القوة ضائع, وأن السلام بغير امكانية الدفاع عنه استسلام" و" أن الامال العظيمة تصنع الامم العظيمة اذا ما وعت وتعلمت".مروجو إشاعات نهاية القومية العربية وعدم صلاحية الفكر القومي وفشل التجربة القومية, لن نكلف انفسنا عناء الرد عليهم, فها هي تجربتنا تؤكد ان السلام مع العدو الصهيوني وهم وسراب وأن المقاومة هي والحل , وأن أمريكا هي العدو الاول للاسلام والمسلمين, وأن المواجهة بمختلف أشكالها هي الطريق الوحيد لاستعادة الارض المحتلة وإنهاء زحف الطامعين المتربصين.
لا أستطيع في هذه الفترة القصيرة حشر كافة المفردات والاستشهاد بكل ما حدث على صحة خيارات ثورة يوليو , وأكتفي هنا بالاشارة لما يحدث اليوم في أرض لبنان الصامد وفلسطين الباسلة وعراق التحدي بالمقاومة وماهو مواقف الانظمة المستسلمة المستبدة المتهالكة ومواقفنا جميعا مما يجري.
ولا اجد الا ان اتوجه باكبر معاني الشكر والوفاء والامتنان لكل من يدافعون عن ارضنا وعرضنا فاولئك الرجال المقاتلون المخلصين في فلسطين والعراق ولبنان,هؤلاء الميامين الذين لايدافعون عن القدس وبغداد وبيروت فقط بل يدافعون عن صنعاء والرياض والرباط وعن كل ذرة طاهرة من تراب وطننا العربي الكبير ,في وجه القطرية الوحشية الصهيونية والدعم الامريكي اللامحدود ..
لهم جميعا ولقادة ثورة 23يوليو وصناع مجدها اسمى معاني التقدير وللمقاومة وتجربة وفكر 23يوليو الناصرية. المجد والخلود للمقاومة وشهدائها ..والخزي والعار للمستسلمين الخائفين والمتخاذلين .

[email protected]