أولمرت يخنق غزة بحزام أمني

حماس تنفي مغادرة مشعل دمشق و تهدد اسرائيل بـ «إراقة الدماء» في الشوارع

  • الوحدوي نت
  • منذ 17 سنة - Thursday 06 July 2006
حماس تنفي مغادرة مشعل دمشق و تهدد اسرائيل بـ «إراقة الدماء» في الشوارع

في خطوة تهدف إلى كسر إرادة الفلسطينيين وتغيير قواعد اللعبة قرر المجلس الأمني المصغر لحكومة الاحتلال أمس برئاسة إيهود اولمرت توسيع العدوان في قطاع غزة، ومواصلة تقسيمه، وبدء إقامة حزام ومنطقة أمنية عازلة، واستهداف قادة المقاومة.. فيما نفت حركة حماس الأنباء التي تحدثت عن مغادرة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل دمشق اثر لقاء عاصف مع الرئيس السوري بشار الأسد. 
 وهددت الحركة بـ «إراقة الدماء في شوارع إسرائيل»، بعد أن دمر القصف الليلي مقر وزارة الداخلية ومدرسة ومقارا للحركة، وأوقع ثلاثة شهداءأمس.
 وأعطت الحكومة الأمنية الإسرائيلية الضوء الأخضر لإقامة منطقة أمنية عازلة موسعة في شمال قطاع غزة لمنع إطلاق الصواريخ، وقال مسؤول شارك في الاجتماع و طلب عدم كشف اسمه إن هذه المنطقة ستكون تحت سيطرة الطيران والمدفعية الإسرائيليين وستمنع الفلسطينيين من استخدامها لإطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل.
 وأضاف أن الجيش تلقى الإذن لمحاصرة بيت حانون وبيت لاهيا بهدف إقامة ممر يعزل هاتين البلدتين عن مدينة غزة عند الحاجة.
 وقال المسؤول إن الحكومة الأمنية أيدت تكثيف الغارات الجوية على حركة حماس وحكومتها والغارات المحددة الأهداف لتصفية المسؤولين عن عمليات إطلاق الصواريخ أو المحرضين عليها.
 وخول المجلس الوزاري المصغر اولمرت ووزير حربه عمير بيريتس بإصدار تعليمات للجيش الإسرائيلي للقيام «بعمليات عسكرية متواصلة تدريجية» في قطاع غزة والضفة الغربية.
 وأوضح بيان صدر عن المجلس الوزاري عقب اختتام الجلسة أن المجلس اتفق على تركيز عمليات جيش الاحتلال في ضرب حركة «حماس»، وضرب الخلايا التي تنشط في إطلاق الصواريخ وإحباط عمليات الإطلاق لصواريخ القسام.
 وأشار البيان إلى انه تقرر مواصلة تقسيم قطاع غزة وملاحقة خلايا المقاومة الفلسطينية والعمل على مواصلة الضغط السياسي بواسطة المجتمع الدولي على القيادة السورية، من أجل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير، جلعاد شليت.
 وأكد البيان أن المجلس الوزاري جدد تأكيده على أن إسرائيل لن تجري أي مفاوضات حول إطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل الإفراج عن الجندي الأسير، محملاً السلطة الفلسطينية مسؤولية إعادة الجندي سالما.
 وأوضح بيان المجلس أن «إسرائيل ستعمل على تغيير قواعد اللعبة وطريقة التعامل مع السلطة الفلسطينية وحركة حماس». وتوعد اولمرت برد إسرائيلي «غير مسبوق» بعد أن أطلق ناشطون فلسطينيون صاروخا «مطوراً» على مدينة عسقلان الساحلية الثلاثاء.
 من جانبها نفت حماس مغادرة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل دمشق. وكانت شبكة فلسطين الإخبارية ، قالت نقلا عن مصدر دبلوماسي عربي رفيع المستوى في لندن قوله إن اجتماعا عقد قبل أيام بين الأسد ومشعل، نقل خلاله الأسد استياءه إلى مشعل بعد تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق قصر الأسد في اللاذقية.
وبحسب المصدر الرفيع الذي أصر على عدم كشف هويته، فقد طلب الرئيس السوري من المسؤول الفلسطيني الإفراج فورا عن الجندي الإسرائيلي الأسير والعمل على إنجاح الوساطة المصرية في هذا الشأن، محذرا في الوقت نفسه من رفض حماس في غزة وساطة مبارك أو إغضابه وتداعيات ذلك على حماس في الخارج.
 وأضاف المصدر الدبلوماسي أن الزعيم السياسي لحماس استشعر أن شيئا ما لدى دمشق تغير بعد لقائه الأسد خاصة انه أي مشعل لم يبد أي تجاوب أو ايجابية مع كلام الأسد فغادر بعد ساعات العاصمة السورية إلى الجزائر ترافقه عائلته ونائبه موسى أبو مرزوق وعائلته ومعظم أعضاء المكتبين السياسي والإعلامي.
هددت «حماس» الاحتلال باستهداف شوارع وتجمعات داخل أراضي ال 48، متوعدة بأن يكون الرد على العدوان «بأشكال مختلفة ومتنوعة لم تعهد من قبل و أنها لن تسمح بإسقاط الحكومة الحالية».
واعتبرت في بيان «أي مساس بنواب ووزراء الشعب الفلسطيني أو غيرهم يعني تغيير قواعد اللعبة على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية، قد يحمل آثارا كارثية ستمتد آثارها لتطال المنطقة برمتها».
وقالت الحركة: «لن تخيفنا تهديدات الاحتلال الصهيوني، وإذا ما فكر في تنفيذ تهديداته فلن يفقد الشعب الفلسطيني وحده الأمن، وإذا ما سالت الدماء في غزة فلن تسلم منها شوارع وتجمعات الكيان الصهيوني».
وأضافت «حماس» في بيانها: «إن أي مساس بنواب ووزراء الشعب الفلسطيني الذي خطفتهم قوات الاحتلال، أو غيرهم، يعني تغيير قواعد اللعبة على الساحة الفلسطينية الصهيونية، وإذا ما فكر المحتلون بأي تغييرات إستراتيجية فستشملهم أيضا، لأن حركة حماس لن تسمح بأي محاولة لإسقاط الحكومة الحالية، أو النيل من شعبنا، وسيكون ردنا بأشكال مختلفة ومتنوعة لم تعهد من قبل».
وبشأن المفاوضات التي تجرى مع الوسطاء المصريين قال مصدر فلسطيني قريب منها امس ان الفصائل التي تحتجز الجندي الاسرائيلي مستعدة للافراج عنه اذا وضعت اسرائيل جدولا زمنيا للافراج عن بعض السجناء.
ومن شأن مثل هذا الاقتراح ان يمثل تخفيفا لموقف النشطاء الذين يحتجزون الجندي.غير ان المصدر قال ان اسرائيل ابلغت المصريين انها ما زالت ترفض مثل هذا الاقتراح ولم تزد على قول انها قد تفرج عن بعض السجناء بحلول نهاية العام دون ان تقدم اي وعود محددة.
على المستوى الرسمي الفلسطيني، اعتبر الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة «أن قرار المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي بمثابة تصعيد خطير ومتدرج لإعادة احتلال غزة ولا يخدم الجهود المبذولة، كما انه لا يساهم في خلق المناخ الملائم لتحصل حلول مرضية».
وطالب «الإدارة الاميركية بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف العدوان والتصعيد ومجلس الأمن بتحمل مسؤوليته تجاه الشعب الفلسطيني وتجنيبه المزيد من القتل والدمار».
لكن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اعلنت ان الوقت قد حان لكي تعيد حركة حماس الجندي الاسرائيلي الاسير. ودعت الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني الى ممارسة ضبط النفس.
وحملت حماس مسؤولية اكبر عن تصاعد التوتر وحثتها على الافراج عن الجندي. واوضحت «ان حكومة حماس، تحتاج الى معالجة جذور هذه المشكلة، والجذور هي الهجوم الذي وقع والجندي الاسرائيلي الذي اختطف».
واضافت «لقد حان الوقت لكي تعيد حماس الجندي. وحان الوقت لكل من له نفوذ على حماس التأكد من ضمان تنفيذ ذلك، وبعد ذلك يمكننا ان نعود الى المسار». واكدت رايس على ضرورة ان يقدم المجتمع الدولي الدعم للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يعمل من اجل السيطرة على الفصائل المسلحة والتفاوض مع اسرائيل من اجل تهدئة الوضع.
في هذه الأجواء، أعلن محمد عوض أمين عام مجلس الوزراء في الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس أن الحكومة شكلت لجان طوارئ عدة للتعامل مع طبيعة الأزمة اليومية التي يعيشها قادة الحكومة والحركة والفلسطينيون خصوصا في غزة. 
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلا عن البيان الاماراتية