عبد الرحمن الحمدي المرشح للانتخابات الرئاسية : مواجهة الفساد ومحاربته والقضاء عليه دافعي الحقيقي وراء ترشيحي لمنصب الرئيس

  • صنعاء - نبيل سيف
  • منذ 17 سنة - Monday 26 June 2006
عبد الرحمن الحمدي المرشح للانتخابات الرئاسية : مواجهة الفساد ومحاربته والقضاء عليه دافعي الحقيقي وراء ترشيحي لمنصب الرئيس

أكد السياسي اليمني وعضو البرلمان السابق عبدالرحمن محمد الحمدي ان الانتخابات الرئاسية القادمة التي ستجرى في سبتمبر المقبل تعد فرصة كبيرة لإحداث تغيير في الواقع اليمني.. بعد أن وصلت الأوضاع في البلاد الى مرحلة من السوء والتردي بسبب تفشي الفساد الذي يرعاه النظام الحالي.

واعتبر الشقيق الأصغر للرئيس اليمني الراحل ابراهيم الحمدي ان اعلانه الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية بأنه ينطلق من واجب وطني وأخلاقي وديني للوقوف في وجه الفساد وتلافي وصول اليمن الى مرحلة الصوملة.

وقال المهندس عبدالرحمن الحمدي انه يثق في الحصول على تزكية الشرفاء من أعضاء البرلمان للترشح في الانتخابات الرئاسية. وأضاف انه اذا ما حصل على تزكية ودعم أحزاب المعارضة لترشيحه كممثل للمعارضة فإنه سيتبنى مبادرة الإصلاح السياسي والوطني التي أعلنتها منذ أشهر أحزاب اللقاء المشترك للمعارضة. وقال اذا لم يتم ذلك فإنه سيرشح نفسه كمستقل وسيقدم برنامجاً انتخابياً خاصاً به.

وكشف المهندس عبدالرحمن الحمدي في هذا الحوار مع «الراية الأسبوعية» بأن الرئيس علي عبدالله صالح طلب منه خوض الانتخابات ووعده بأنه سيدعمه معنوياً ومادياً في حملته الانتخابية وفي حصوله على تزكية البرلمان. وأشار الحمدي الى انه اعتذر عن عدم قبول الدعم المادي من الرئيس صالح وقال انه يكتفي بما حدده الدستور من دعم مادي يقدم من الخزينة العامة لمن يحصلون على تزكية البرلمان لخوض الانتخابات الرئاسية.

وفي هذا الحوار تحدث مرشح الرئاسة المهندس عبدالرحمن الحمدي لـ«الراية الأسبوعية» عن عدد من القضايا والموضوعات المتصلة بالشأن اليمني وأكد أن أسرة الحمدي ليس لديها تخوف أو تحفظ من الكشف عن المتورطين في اغتيال شقيقيه الرئيس إبراهيم الحمدي والمقدم عبدالله الحمدي وأردف قائلا: ان اسرة الحمدي مع إغلاق ملفات الصراع السياسي في اليمن في الوقت الذي يتعين ان يعرف فيه الجميع داخل اليمن وخارجه من قتل الرئيس الحمدي.

وتطرق المهندس عبدالرحمن الحمدي الى ايضاح مرتكزات برنامجه الانتخابي والى ما يتصل بالدعوات لحماية الوحدة اليمنية وضمان إزالة ما لحق بها خلال السنوات من ممارسات وقال ان البعض يرتكبها مما أساء وألحق الضرر بأغلى أهداف الشعب اليمني.

* مهندس عبدالرحمن محمد الحمدي أشكر لك اتاحة هذه الفرصة لإجراء حوار معك لـ الراية القطرية، وسؤالي الأول لك والذي قد يكون وجه لك أكثر من مرة.. وهو: ما الدافع الحقيقي وراء إعلانك الترشح لمنصب رئيس الجمهورية؟

- أعلنت اعتزامي خوض الانتخابات الرئاسية منذ شهرين. وقد سئلت عن دوافعي كثيراً لذلك من قبل أناس عاديين وشخصيات سياسية وحزبية سواء في المعارضة او في الحزب الحاكم.. وسبق لي ان تطرقت وتكلمت عن الأسباب التي دفعتني للإعلان عن ترشيح نفسي لمنصب رئيس الجمهورية.. في أكثر من مقابلة صحفية.. وقلت ان مواجهة الفساد ومحاربته والقضاء عليه هو الدافع الحقيقي وراء ذلك.


 

تعامل واحد

* هذا هو السبب الحقيقي.. ألا توجد أسباب أخرى؟

- لا يمكن أن تجد عندي أسباباً حقيقية وأخرى غير حقيقية.. فنهجي في التعامل مع مختلف القضايا واحد وعبدالرحمن الحمدي لديه وجه واحد.. وسبق ان قلت وصرحت بأن الدافع الحقيقي لترشحي هو محاربة الفساد ولا يوجد غير ذلك.. لأنه لم يعد هناك من أسباب!!.

فيكفي الإنسان ان يسمع ويشاهد ما يجري اليوم في الشارع اليمني ليكون عنده حوافز كثيرة لمواجهة هذا الفساد.. ألا تشاهد ان البعض الذين اصبحوا اليوم يأكلون من براميل القمامة.. ألم تسمع وأنت صحفي أن بعض اليمنيين صاروا يبيعون أعراضهم من أجل لقمة العيش.. ألم تسمع أن هناك من يتاجرون بأولادهم الى دول الجوار.. هذه الأمور، ما كان لها ان تحدث في اليمن إلا في ظل أوضاع الفساد الذي أثر على حياة المجتمع اليمني بأكمله.. والذي أفرز طبقة فقيرة جداً ومعدمة تعاني معاناة كبيرة في الوقت الذي أوجد فيه طبقة غنية من العدم.. هذه بعض الأسباب الظاهرة الموجودة التي دفعتني الى الإعلان عن ترشيح نفسي.

إضافة الى ذلك ثمة اختلالات حقيقية باتت تهدد المجتمع اليمني الآن، حيث لا توجد عدالة تكافؤ فرص أو مواطنة متساوية.. مما نجم عنه ان أصبحت الأوضاع في اليمن مهددة بالانهيار.. وأقول لك لو انهارت الأوضاع في اليمن وغرقت السفينة فإن الجميع سيغرق معها.

وبالتالي فإن السكوت عن الفساد الذي أدى الى هذا الانهيار المتوقع، هو نوع من التواطؤ ضد الشعب بل أصبح محرماً شرعاً.. وكما قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وهذا أضعف الإيمان».

نحن نقول كمرشحين لمنصب الرئاسة وأنا واحد منهم، نريد ان نغير هذا الوضع باللسان وبالقلب والناخب اليمني الذي لا يملك وسيلة عليه ان يغير هذا الوضع من خلال البطاقة الانتخابية وصندوق الاقتراع.


 

عنوان للنظام

* بوضوح على من يراهن عبدالرحمن الحمدي وهو يخوض غمار الانتخابات الرئاسية، هل يراهن على أصوات الناخبين أم أنه حصل على وعود بدعمه من قوى وأحزاب يمنية؟

- قبل أن أجيبك.. أريد أن أضيف اجابتي للسؤال السابق، بأن الخلل هذا والفساد الذي صار عنوانا مميزاً للنظام القائم الآن والذي يحكم اليمن قد مس جميع شرائح المجتمع بما فيها شريحة القوات المسلحة والأمن – ضباطنا وجنودنا – جيشنا الذي ننتظر منه ان يكون الحجر الذي تتكسر عليه كل المؤامرات التي تحاك ضد اليمن.

فكيف سيستطيع هذا الجندي وهذا الضابط من منتسبي القوات المسلحة والأمن والذي مرتبه لا يتعدى الـ 51 ألف ريال ان يكرس كل وقته وجهده وأن يبذل روحه ونفسه للدفاع عن الوطن وعن الوحدة اليمنية والديمقراطية وهو لا يقدر أن يوفر لأولاده لقمة العيش الهنية والكريمة.

وكيف يستطيع هذا الضابط وهذا الجندي المنتسب للجيش اليمني ان ينعم بالهدوء والاستقرار في موقعه بالجبال والصحراء وهو يعرف ان أولاده ينقصهم التعليم وخدمات الصحة وأنهم سيتشردون من بعده اذا ما مات او استشهد. وبالتالي قس على ذلك بقية المجالات.


هو الواقع

* ترسم صورة قاتمة عن أوضاع اليمنيين وتتجاهل ما تحقق لليمن خلال فترة حكم الرئيس علي عبدالله صالح؟

- أنا أتحدث عن الواقع وما هو حادث فيه اليوم في اليمن وهو أنه لا يمكن إنكاره، هذا أولاً. وثانياً فإنني لا أنكر ما قدمه الرئيس علي عبدالله صالح طوال الـ 82 سنة التي تولى فيها حكم اليمن والمؤكد ان هناك الكثير من الايجابيات التي قدمها.. ولكن قناعتي انه قدم كل ما يستطيع لهذا الشعب خلال هذه السنوات، ولا أعتقد ان لديه أو عنده الجديد الذي يمكن ان يعطيه. وأعتقد انه قد استنفد كل ما لديه من عطاء منحه الله إياه، لأنني أرى أن الانسان يستطيع خلال خمس أو عشر سنوات ان يقدم ويعطي الكثير لكنه بعد ذلك لا يكون بمقدوره ان يقدم المزيد خاصة عندما يتعلق الأمر بحكم بلاد او ادارة شؤون شعب.

أقول للرئيس صالح ولمن معه في السلطة كثر الله خيركم عما قدمتموه للوطن، ولكن عليكم ان تتركوا الفرصة لغيركم ليكمل المشوار ويأتي برؤيا جديدة يكن لها ان تحدث تغييرا في اليمن وتنقذه من الكارثة التي وصل إليها.


إيمان ويقين

* على من يراهن عبدالرحمن الحمدي؟

- انا متوكل على الله «ومن يتوكل على الله فهو حسبه» صدق الله العظيم. فقد جعل لكل شيء قدراً، وإيماني بالله كبير ولدي الكثير من اليقين والإيمان ولو لم أكن متوكلاً على الله بهذه الدرجة لما شرعت في موضوع الترشيح للانتخابات الرئاسية، الأمر الثاني هو انني أراهن على الشارع اليمني وعلى الناخب والمواطن البسيط الذي هو صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير لأنه يعاني من سوء الأوضاع اكثر بكثير مما نعانيه نحن، كما نسمي انفسنا شخصيات اجتماعية أو كأحزاب أو كنظام.. نحن سنكذب على أنفسنا لو زعمنا أننا نواجه نفس معاناة المواطن اليمني العادي والبسيط والذي يتحمل كل هذه المشكلات.

لذا فإن المواطن اليمني البسيط سيكون هو صاحب المصلحة الحقيقية في إحداث هذا التغيير وأنا أراهن عليه مراهنة كاملة.. ومع ذلك فأنا لا أقطع أملي في أن يسهم كل الشرفاء في الوطن اليمني في دعمي وفي توصيلي الى ما أريد أن أصل إليه.. إذ ما رأوا انني كفء لذلك ووجدوا فيّ الصلاح.

خاطبت المعارضة


* هل تلقيت وعوداً من أحزاب المعارضة بأنها ستدعم حصولك على تزكية البرلمان وستدعم ترشيحك؟

- لم أتلق أي وعد من أحد لا من أحزاب المعارضة ولا من غيرها، عدا الأمر الذي سبق وأن أعلنته والذي يتصل بالرسالة التي وجهتها لأحزاب اللقاء المشترك للمعارضة وطلبت من هذه الأحزاب تزكيتي كمرشح لها، وحتى الآن فإن أحزاب اللقاء المشترك للمعارض لم يردوا عليّ.

* ما سبب ذلك.. ماذا كان ردهم عليك؟

- كان ردهم الذي اقتنعت به هو أنهم لا يمكن ان يجعلوا العربة قبل الحصان.. حيث اخبروني بأن أحزاب المعارضة لا يمكن لها ان تخوض في مسألة مرشحها في الانتخابات الرئاسية أو أنها ستخوض هذه الانتخابات قبل أن يتوفر الحد الأدنى من النزاهة والضمانات لإجراء الانتخابات وكان هذا الرد مقنعاً لي.

* هل اكتفيت بهذا الرد..!!

- المبرر الذي كان رداً على رسالتي كان مقنعاً لي كما قلت لك.. كما أن إحدى الشخصيات القيادية في التجمع اليمني للإصلاح وفي محادثات جانبية معها أبلغتني ان الإصلاح وأحزاب اللقاء المشترك لم يتخذوا قراراً أياً كان بشأن مرشحهم في الانتخابات الرئاسية، وحتى الآن لم يتم التواصل معي من قبلهم ولم نتواصل.


الرئيس الحمدي

* أنت ترشح نفسك كمستقل؟

- نعم أنا لا أنتمي لأي حزب، وأحمل القليل من كل رؤى الأحزاب.

* هناك من قال ان عبدالرحمن الحمدي بإعلانه الترشح لمنصب الرئاسة يريد أن يقدم نفسه للشعب اليمني كواجهة ارتبطت بشخصية شقيقه الرئيس الراحل ابراهيم الحمدي؟

- اذا كنت أريد أن أقدم نفسي كما يقول البعض فلست في حاجة لأن أعرف بنفسي من خلال الترشح لمنصب رئيس الجمهورية.

وبالنسبة لأخي الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، فله تاريخه الذي يشهد به الشعب اليمني ويشهد بما قدمه لهذا الوطن، فالشهيد ابراهيم جاد بأغلى ما يقدمه الانسان وهي حياته في سبيل الله والشعب اليمني ووحدته.

وأقول لك إننا نلمس كل يوم ومنذ استشهاد أخي الرئيس ابراهيم الحمدي وأخي عبدالله الحمدي في 11 اكتوبر 7791م كل تقدير واحترام لأسرة الحمدي من أبناء الشعب اليمني وهو ما يجعلنا نؤمن باليقين القاطع ان ذلك يعود الى أصالة وإنسانية أبناء الشعب اليمني، والذي يكن لنا كأسرة الحمدي وأسرة الشهيد ابراهيم كل حب وتقدير واحترام.


إكمال مشروعه

* لكن يقال إنك تعتمد على إرث أخيك الرئيس إبراهيم في مخاطبة الناس؟

- هذا سؤال آخر.. لكن الموضوع غير ذلك.. الرئيس ابراهيم الحمدي ليس له وريث لا في تاريخه ولا إرثه، ابراهيم الحمدي كان مشروعاً لبناء دولة النظام والقانون في اليمن والتي يتساوى فيها الجميع.. بلد العدالة والمواطنة المتساوية ومشروع تحقيق الوحدة اليمنية.. وهذا التاريخ والإرث الذي خلفه الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي، هو ملك الشعب اليمني وليس حكراً على أحد، لذا ولأن هذه هي حقيقة ما خلفه الشهيد ابراهيم للشعب اليمني، فإنني انطلق من هذا الإرث الذي هو إرث وتاريخ للشعب اليمني وليس لأسرة الحمدي، وأنا أنوي إذا قدر الله لي النجاح ان أكمل المشروع الذي بدأه اخي الشهيد الرئىس ابراهيم وذلك بالتعاون مع كل الوطنيين والشرفاء في الوطن اليمني.. مع معرفتي ان المعطيات والمستجدات اليوم هي غير ما كانت عليه في السبعينيات من القرن الماضي التي تولى فيها أخي الشهيد ابراهيم مقاليد الحكم فيما كان يعرف بشمال اليمن.. فاليوم هناك أشياء جديدة وتطورات جرت في اليمن والعالم وعلينا ان نتعايش ونتكيف معها!!.

* حتى الآن لم تبلغ من قبل أحزاب المعارضة أنها ستدعم ترشيحك أو ترفض ذلك.. وبالتالي أسألك ما الذي جعلك لا توجه نفس الرسالة الى المؤتمر الشعبي العام وتطلب منه تزكيتك وترشيحك ؟

-  يا سيدي أنا لا أحمل شيئاً ضد المؤتمر الشعبي العام، واذا كان الموضوع موضوع إرث شقيقي الرئيس الشهيد ابراهيم، أو يتم تناوله أو تفسيره من هذا القبيل، فأقول لك بأنه كان أولى لي أن ارتمي في أحضان المؤتمر الشعبي العام.. وأنا قلت لك بأني لا أمتلك أو أحمل أي ضغينة او استهداف ضد المؤتمر الشعبي العام.. الذي أعرف بأنه يمتلك الكثير جداً من الكوادر الوطنية الكفؤة والتي لا توجد في أي حزب أو تنظيم سياسي آخر.. ولا ننسى أن مشروع إنشاء المؤتمر الشعبي العام كانت فكرة الشهيد ابراهيم الحمدي.. وما زلنا نحن أسرة الشهيد الحمدي نحتفظ بالمسودة الأولى لمشروع تأسيس المؤتمر الشعبي ونسخة من المشروع الذي قام على أساسه وهو الميثاق الوطني.


تزكية البرلمان

* أنت تسعى لمنصب رئيس الجمهورية وتقدم نفسك كمرشح وشخصية مستقلة، وتعرف انه يتطلب حصولك على تزكية من البرلمان الذي لدى المؤتمر الشعبي الغالبية فيه، ألم يكن أجدر لك أن تخاطب المؤتمر وتطلب منه دعمك؟

- الفرق هنا في السياسة، أنا تقدمت بطلب لأحزاب اللقاء المشترك والذين لم يردوا عليه حتى الآن وفي نفس الوقت فإنه لم يحدث تغيير في موقفها وما زالت تطرح انها لن تخوض الانتخابات بدون ان تتم معالجة وتصحيح الاختلالات المتصلة بسجلات وقيد الناخبين وفي ذات الوقت فإن أحزاب اللقاء المشترك لم تزكي وكذلك لم تزكي أي طرف آخر.. نحن الآن نتحدث حول عملية التغيير ولا ننسى ان أحزاب اللقاء المشترك للمعارضة وما وصلت إليه وحققته في الفترة الأخيرة صارت تمثل بارقة أمل للشعب اليمني في تغيير الأوضاع.

* كيف.. من أي ناحية تقصد؟

- ان مجلس الفرقاء والمتناحرين والمتفائلين في الماضي اليوم على مائدة واحدة ويتحدثون بمنطق واحد والهم الأساسي لهم هو الوطن اليمني وإحداث التغيير بالطرق السلمية، كل هذا يشكل نموذجاً للتعاطي السياسي والحزبي في اليمن، الأمر الذي يجعلني وغيري نحمل واجب مؤازرة أحزاب اللقاء المشترك الذين كانوا أطراف خصومة في الماضي، واتفقوا اليوم على تغليب مصلحة اليمن على ما عداه من خصومة وتباين واختلاف.. أما الجانب الثاني فيتعلق بموضوع الإصلاحات السياسية التي طرحتها أحزاب المعارضة في مبادرتها للإصلاح السياسي والوطني، والتي اتفق مع ما جاء فيها وأرى أنها قد عبرت عن طموح الكثيرين من أبناء الشعب اليمني مع تحفظي على بعض النقاط التي وردت في مبادرة أحزاب اللقاء المشترك للمعارضة للإصلاح السياسي والوطني.


ليس كذلك

* نشير هنا الى إنك ستتبنى ما تضمنته مبادرة أحزاب المعارضة اذا زكت ودعمت ترشيحك..؟

- الأمر ليس بالضرورة أن يكون كما طرحت في سؤالك، ولكن اذا ما زكتني أحزاب المعارضة كمرشح لها، فإني سأكون ملتزماً ببرنامجها، واذا حدث غير ذلك ولم تزكني فإني سأخوض الانتخابات ببرنامجي الذي سوف أخاطب به الشعب اليمني..

* اذا ما فشلت في الحصول على دعم احزاب اللقاء المشترك للمعارضة ولم تحصل على التزكية والدعم منهم؟

- تزكيتي ودعمي من قبل أحزاب المعارضة لا يرتبط بموقف لهذه الأحزاب مني كشخص.. وقد كنت واضحاً في ذلك، سواء حصلت على تزكية ودعم من أحزاب المعارضة أو لا، فإن الفراق بيني وبينها سيكون عندما تتراجع عن مبادرتها ومطالبها وتدخل في صفقة سياسية مع الحزب الحاكم حول الانتخابات سواء كانت صفقة مصالح سياسية أو شخصية.


 

صفقة متوقعة

* تتوقع حدوث صفقة بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة؟

- لا أنا أستبعد ذلك، لأن أحزاب المعارضة لا أعتقد أنها ستفرط في مصلحة الوطن والمواطنين من أجل صفقة مؤقتة المنافع، ولا أعتقد ان أحزاب المعارضة مهما كانت مغريات الصفقة ستفرط في المصداقية التي اكتسبتها لدى الشارع والرأي العام اليمني..!

* يدور الحديث عن صفقة محتملة بين المعارضة والحزب الحاكم، هل ستلجأ للمؤتمر الشعبي العام للحصول على تزكيته ودعمه إذا ما حدثت هذه الصفقة؟

- المؤتمر الشعبي العام هو صاحب المشروع الذي يحكم اليمن منذ 82 عاماً، وما يحدث الآن في اليمن من تراكمات لسياساته هو الذي أوصلنا كيمنيين الى هذه الأوضاع المزرية التي نعيشها، فكيف وأنت ضحية ان تطلب من جلادك ان يصلح أوضاعك.

اللقاء بالرئيس

* علمت أن الرئيس علي عبدالله صالح وعدك بأنه سيقف الى جانبك وأنه سيدعم ترشيحك لمنصب رئيس الجمهورية ووعد بأنه سيرشحك وسيعطي صوته لك؟

- نعم ذلك صحيح..؟

* ما تفاصيل لقائك بالرئيس صالح وماذا دار فيه؟

- أخبرني الرئيس علي عبدالله صالح انه لا يعتزم ترشيح نفسه فعلاً وانه سوف يصوت لي في الانتخابات وقال ان أول صوت لانتخابي سيكون صوته كما دعاني الى ان أقدم برنامجاً انتخابياً خاصاً بي أو أن أتبنى برنامج أحزاب المعارضة.

* هل أظهر لك الرئيس صالح أسباب دعمه لك؟

- قال لي بأنه لن يرشح نفسه وأنه يقف الى جانبي تقديراً لما كان يربطه بأخي الشهيد ابراهيم الحمدي من علاقة وصداقة.

* اقتصر اللقاء مع الرئيس صالح على ذلك؟

- لا.. الأخ الرئيس عرض علي دعماً مالياً لحملتي الانتخابية لكني رفضت ذلك وقلت له بأني اكتفي بما يقدم من دعم للمرشحين بموجب الدستور.. كما وعدني بأنه سيقف الى جانبي من أجل حصولي على تزكية 5% من أعضاء البرلمان من أجل خوض الانتخابات الرئاسية.

* وكيف انتهى اللقاء؟

- شكرت الرئيس وقبل أن أغادر قلت له – الله يوفقك، فرد علي مقاطعاً الله يوفقك انت فأنا لن أترشح وأنت تتحمل المسؤولية، فأنت خير خلف لخير سلف، وحين أجبت عليه، بأنه اذا ما تمسك بقراره بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة فإنه سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه، رد عليه بالقول، ما تقوله الآن هو كلام المعارضة..!

* سؤالي لك الآن.. اذا لم تحصل على دعم المعارضة وكذا الحزب الحاكم هل ستستمر في خوض غمار طريق الوصول لمنصب رئيس الجمهورية؟

- نعم سأستمر.. فكما قلت لك فإني أكن كل الاحترام والتقدير للمؤتمر الشعبي العام، وسوف أخاطب غالبيته البرلمانية من خلال مجلس النواب، وأملي بعد الله عز وجل، اذا لم تقف معي احزاب اللقاء المشترك، وقامت باختيار مرشح آخر، فسوف أخاطب أعضاء مجلس النواب الذي يمتلك المؤتمر الشعبي العام الأغلبية فيه، وسوف أخاطب كل الشرفاء والوطنيين من أعضاء مجلس النواب، والذي عليهم ان يزكوا ليس عبدالرحمن الحمدي، ولكن كل من يرون فيه الصلاح.


 

82 سنة حكماً

* الفساد والأوضاع الاقتصادية مشكلات اليمن التي تراكمت طوال 82 عاماً، من حكم الرئيس علي عبدالله صالح هي القضايا التي ستعمل على ايجاد حلول ومعالجات لها كما تقول، انا أسألك ما هي وسائلك لتحقيق ذلك، اذا ما وصلت لكرسي الرئاسة.

* لدي وسائل عديدة.. وكما قلت لك أن مشروعي لإخراج اليمن من النفق المظلم الذي وصلت إليه، ليس مشروعاً شخصياً وليس مشروعاً لإبراهيم الحمدي، ولكن هو مشروع لكل اليمن ولكل الشرفاء الموجودين في هذا الوطن.

أنا سأمد يدي لكل الشرفاء اليمنيين الموجودين والغيورين في هذا الوطن، ولن أعير أي انتباه أو أفكر حتى للحظات أو ثانية واحدة في مسألة الانتماء الحزبي لمن سيعمل معي على تحقيق ذلك، سواء كان منتمياً للمؤتمر أو الإصلاح أو البعث أو الناصريين أو من المستقلين لأن هدفي هو اليمن.

الأمر الآخر.. هو ان الخلل الحادث في اليمن الآن، لا يعود الى خلل في البرامج السياسية للأحزاب ولا الى البرامج الانتخابية التي كتبت وأعدت بطرق مثالية، ولكن الخلل يعود الى كيفية تطبيق هذه البرامج، وكيف تترجمها الى واقع.

وأقول لك.. لو أن الدولة شغلت بكل أجهزتها فلن نحتاج لأحد، مجلس النواب مثلاً، يجب ان يمارس مهامه الدستورية كالتشريع والرقابة على أكمل وجه، فإذا مارس مجلس النواب البرلمان، مهامه فإننا نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً جداً وعملنا معادلة بين البرلمان كسلطة تشريعية ويبن الحكومة كسلطة تنفيذية وكذلك الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة أنا أرى أن تفعيل دوره كجهة رقابية لا بد أن يتم من خلال إلحاقه بمجلس النواب.

وايضاً مجلس الشورى أرى أن يكون مجلساً منتخباً وليس معيناً، وكذلك ما يتصل بوضع القضاء فيجب ان يكون قضاء مستقل استقلالا كاملاً حتى يصبح قضاء عادلا ولا يخضع لأي وصاية أو ولاية لا من رئيس الجمهورية ولا من الحكومة.. وهذا يعني ان يسود الدستور وتسود دولة الدستور والقانون وهما مرجعية كل اليمنيين بعد كتاب الله وسنة رسوله.


 

متشائم من النتائج

* باختصار ما هي توقعاتك للنتائج التي ستسفر عنها الانتخابات المحلية والرئاسية القادمة مع ما يثار حولها من الآن من حديث حول خروقات ومخالفات ارتكبت في عملية مراجعة وتسجيل الناخبين؟

- إذا أجريت الانتخابات وفقاً للوضعية التي رتبت بها عملية قيد وتسجيل الناخبين واذا لم يتم مراجعة وتصحيح تلك العملية فلا أتوقع أن تسفر الانتخابات المحلية والرئاسية عن نتائج حقيقية.. بل انها ستكون نتائج مخيبة للآمال وستضع الشعب اليمني في نفق مظلم الذي لا أرى منه في الطرف الآخر سوى الصوملة.. وبالتالي أقول لك ان الرئيس علي عبدالله صالح عندما أعلن عدم اعتزامه على الترشح لولاية رئاسية ثانية قد وضع الجميع قوى وشخصيات وأحزاباً سياسية في الساحة اليمنية أمام مسؤولية كبيرة وهي قيادة سفينة اليمن في المستقبل نحو بر الأمان.


 

قرار الرئيس

* هل تعتقد ان الرئيس صالح لن يتراجع عن قراره؟

- هناك الكثيرون ممن تحدثوا حول قرار الرئيس وعن تراجعه أو تمسكه بقرار عدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة، والأمر كله في النهاية هو في يد الأخ الرئيس الذي يملك اتخاذ القرار بهذا الشأن!!.

* صرحت مشككاً بما أعلنه الرئيس صالح من عدم نية لديه بالترشح؟

- أنا قلت بأني لا أعتقد أنه كان يعني ما يقوله، وقلت إن إعلانه بعدم ترشيح نفسه ما هو إلا تدشين لحملته الانتخابية، خاصة وأن الرئيس علي عبدالله صالح أعلن ذلك قبل أن تبدأ الحكومة في تنفيذ الجرعة السعرية الأخيرة والتي رفعت فيها أسعار المشتقات النفطية، وأعتقد ان الرئيس كان يهدف من إعلانه بعدم الترشح ان يبعد نفسه عما يترتب على تلك الجرعة من اضافات معيشية لهموم الشعب في الجانب الاقتصادي، كما انه أراد ان يحمل رئيس الحكومة تلك المسؤولية.

* الآن مع تمسك الرئيس علي عبدالله صالح بقراره عدم ترشيح نفسه – أجرى الحوار قبل انعقاد المؤتمر الاستثنائي لحزب المؤتمر الشعبي العام في 12 يونيو – وما ذكرته وصرحت به قيادات في الحزب الحاكم عن تمسكه بقراره!! ما تعليقك؟

- حتى الآن يظهر أننا كنا مخطئين فالرئيس علي عبدالله صالح لم يعلن أنه يتراجع عن قراره!!.

ولكني أعتقد بأنه سيرشح نفسه وهذا حق دستوري مكفول له، ولا أظن أنه سيثار حوله جدل، لأن الأخ الرئيس إن تراجع عن قراره ورشح نفسه فهذا هو حقه الدستوري وإن لم يرشح نفسه وتمسك بما أعلنه فإن هذا أيضاً هو حقه الدستوري..!


 

برنامجي الانتخابي

* يتساءل الكثيرون عن مرتكزات وأهم مضامين البرنامج الانتخابي للمهندس عبدالرحمن محمد الحمدي.. وأنا أسألك ما هي اذا ما رشحت نفسك كمستقل وليس مرشحاً لأحزاب المعارضة؟

- سوف أخاطب الشعب اليمني ببرنامجي الانتخابي في وقته، ولكن لا بأس هنا أن أقول لك بأن برنامجي الانتخابي سيتضمن تقديم الوعد لأبناء الشعب اليمني بأني سأعمل على القضاء على الفساد وبناء دولة النظام والقانون وسيادة القانون، والعمل على تخفيف المعاناة عن أبناء الشعب اليمني والقضاء على المحسوبية والفساد وإيجاد مناخات حقيقية لتكافؤ الفرص بين جميع أفراد الشعب اليمني، وايجاد فرص عمل بالتساوي لكل اليمنيين بالتنسيق مع القطاع الخاص الذي يجب عليه أن يتحمل مسؤوليته في هذه القضية. الى جانب التعهد بالعمل على إعادة بناء القوات المسلحة والأمن بناء صحيحاً.. بحيث يتم توفير وسائل عيش كريمة لمنتسبي الجيش والأمن حتى يستطيعوا ان يؤدوا واجبهم للدفاع عن اليمن والثورة والوحدة ولا أغفل هنا التأكيد على الاهتمام الخاص بقطاع الشباب والمغتربين والمرأة وجعل الهم الاقتصادي هو الهدف الذي من أجله سأركز جهدي من أجل إزالته عن كاهل اليمنيين.


 

اليمن والخارج

* ذكرت محددات لبرنامجك الانتخابي وجميعها تتعلق بالأوضاع الداخلية في اليمن، ماذا عن أولويات التعاطي مع علاقات اليمن الخارجية؟

- العلاقات الخارجية لليمن مع محيطها الاقليمي والعربي والإسلامي والدولي أرى انها طيبة الآن وهي كذلك على مر التاريخ، ما عدا تعرضها لبعض الهفوات، كما حدث في التسعينيات من القرن الماضي وذلك لسوء التقدير.

ومن أولويات برنامجي الانتخابي وما أسعى لتحقيقه هو تمتين وتطوير علاقة اليمن مع دول الجوار أولاً وفي المقدمة المملكة العربية السعودية.. وأنا أنشد ان تكون علاقة اليمن مع السعودية أفضل مما هي عليه الآن نظراً لما قدمته السعودية لليمن وكذا العلاقة مع دولة الكويت حيث سأعمل على إعادة صياغة العلاقة الحالية بين اليمن والأشقاء في الكويت، وبما يكفل اعطاء الكويت والشعب الكويتي ما يستحقونه من التقدير، فلا يجب ان ننكر ما قدمته الكويت للشعب اليمني، وهو الكثير جداً، فأنا وغيري الآلاف من اليمنيين درسنا في مدارس أنشأتها دولة الكويت في اليمن الى جانب ما قدمته من مشاريع المياه والصحة وهي بالعشرات دون منة ولم يكن لدولة الكويت من تقديمها لأبناء الشعب اليمني أي مصلحة سياسية أو حزبية، وإنما قدمتها كواجب أخوي وعربي وقومي اضافة الى تمتين صلة الأخوة والتواصل والعلاقات مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية والإسلامية.


 

شريك وليس تابعاً

* وماذا عن توجهاتك حيال علاقة اليمن مع الولايات المتحدة وبقية دول العالم؟

- سوف أسعى الى ان تكون لليمن علاقة متميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية وذلك من خلال تحديد أولوياتنا لهذه العلاقة لنصل الى مرحلة الشراكة مع الولايات المتحدة وليس كما هو حادث الآن حيث أصبحت اليمن تابعاً أو موظفاً لدى الولايات المتحدة والتي تلجأ الى التشكيك في مصداقيته اذا لم يستجب لمطالبها في مكافحة الإرهاب.

كما أرى انه يجب ان تتنوع علاقاتنا في اليمن مع الاتحاد الأوروبي ومع بقية دول العالم، وما يقوم به الأخ الرئيس في هذا الاتجاه أنا أعتبره جهداً طيباً وخاصة فيما يتصل بالسعي لايجاد توازن في علاقة اليمن مع الغرب والشرق ممثاًل بدول آسيا والصين، وهذا التوجه كان قد بدأ به الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي في الماضي والذي حاول ان يقيم توازنا في علاقة اليمن الخارجية مع العالم غرباً وشرقاً، بحيث تصب هذه العلاقات في مصلحة اليمن وفي إطار المصلحة القومية والعربية والإسلامية.

كما ان تكريس الجهد في العمل على ايجاد حل لمشكلة اخواننا في فلسطين والعراق والذي يجب ان نقف الى جانبهم وأن ندعمهم بكل ما لدينا من امكانيات هو على قائمة أولويات ما أسعى لتحقيقه باعتبار ذلك واجباً دينياً قبل أن يكون واجبا قومياً..!؟


 

الشهيد الحمدي

* انتقل في هذا الحوار الى سؤالك حول موضوع وقضية أخرى، وهو ما يتصل بخفايا وأسرار اغتيال شقيقك الرئيس ابراهيم الحمدي المقدم عبدالله الحمدي والذي كشف عن بعضها مؤخرا، ماذا تقول؟

- ما كشف من تفاصيل حول عملية اغتيال أخي الشهيد الرئيس ابراهيم وأخي الشهيد عبدالله، أعتقد انه لا يوجد جديد حولها، وما يتداول في الصحافة اليمنية عن اغتيال الشهيدين ابراهيم وعبدالله الحمدي أمر معروف تفاصيله منذ اغتيالهما في اكتوبر 7791، وليس هناك من تفاصيل جديدة.

ما أريد أن أقوله في هذا الحوار هو ان عملية اغتيال الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي والشهيد المقدم عبدالله الحمدي قد كشف الشعب من يقف وراءها ومن أعد لتلك المؤامرة فيوم تشييع جنازتهما في 31 أكتوبر 7791، قال الشعب اليمني كلمته وكشف عمن اغتالهما، حيث ردد المشيعون ذلك بالصراخ قائلين: «انت القاتل يا غشمي» وقاموا برمي المقدم أحمد محمد الغشمي الذي تولى الحكم بعد أخي الشهيد ابراهيم الحمدي وكان الغشمي قد تصدر جنازة التشييع في محاولة منه لإخفاء حقيقة تآمره على قتل الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي وأخيه عبدالله وشهداء آخرين، حيث قام الشعب اليمني برميه بالأحذية.

* أسألك عما ذكر الآن وكشف من تفاصيل حول عملية اغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي؟

- ما هو متداول الآن في الصحافة اليمنية المحلية ليس معلومات جديدة، فالمعروف ان عملية اغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي وأخيه الشهيد عبدالله، تمت في منزل الغشمي بوجود أطراف أخرى شاركت فيها، ونفذها عدد من الأشخاص الذين كانوا مشاركين في مؤامرة الاغتيال مع الغشمي وجميعهم كانوا قد باعوا أنفسهم للشيطان حين نفذوا مؤامرة اغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي..!.

الأسرة والتقرير


* الآن وبعد هذه السنوات، من اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي، وقد مرت عليها ثلاثون سنة، انتم الآن كأسرة الحمدي وكيمنيين كيف تنظرون إليها؟ وبماذا تفسرون دوافعها؟

- نحن على يقين منذ وقوع عملية اغتيال الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي بأنها كانت عملية انقلاب غير معلن على النظام الذي أرساه الشهيد الرئىس ابراهيم وعلى البرنامج والتوجه التنموي والتحديثي الذي حمله وقدمه لأبناء الشعب اليمني خلال السنوات التي لم تتجاوز الأربع لتوليه مقاليد السلطة والحكم فيما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية، شمال اليمن، والذي لمسه وعايشه والتف حوله كل أبناء اليمن.

وبعد عملية اغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي معلوم بأنه شكلت لجنة للتحقيق في عملية الاغتيال وكانت برئاسة العقيد علي الشيبة وهو كان رئيساً للأركان لكن تلك اللجنة لم تقدم أي تقرير حول عملية اغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي وأخيه عبدالله وبقية الشهداء اطلاقاً حتى الآن.

ملفات الماضي


* لماذا لا تطالبون بالكشف عن خفايا عملية اغتيال الشهيد الحمدي؟

- اليمنيون اليوم انتقلوا الى مرحلة جديدة ونحن نقول اننا أبناء لـ 22 مايو 0991 الذي تحققت فيه الوحدة اليمنية المباركة ومعها اقفلت كل ملفات الماضي.

ولو أننا بقينا نبحث في ملفات الماضي فإننا كيمنيين سنعود الى نفس الصراعات والخلافات والكوارث التي كانت بيننا في الماضي والتي أقفلت وأغلقت ملفاتها بتحقيق الوحدة اليمنية.

* أسألك هل تتخوف أسرة الحمدي من المطالبة بذلك والمطالبة بكشف من كانوا متورطين في عملية اغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي؟

-.. لا ليس لدينا أي تخوف من أحد فنحن نعرف من تورط في عملية ومؤامرة الاغتيال، لكن نحن كأسرة الشهيد الحمدي ندرك ان مثل هذا الأمر لن يكون في صالح الوطن ونؤمن بأنه يجب علينا جميعاً ألا نثير ونفتح مشاكل وملفات الماضي.

أسرة الشهيدين ابراهيم وعبدالله الحمدي رحمهما الله منذ ان تم اغتيال الرئيس ابراهيم وأخيه عبدالله، فوضت أمرها الى الله سبحانه وتعالى في الاقتصاص من القاتل يوم القيامة، وإن كنا لم ولن نسامح في حقنا في الدنيا لكننا في نفس الوقت لا نرغب في فتح ملفات الماضي لأننا نؤمن ان الله الذي فوضنا أمرنا له هو الذي سيحكم بيننا وبين من اغتالوا الشهيد ابراهيم والشهيد عبدالله الحمدي، وحكم الله هو الحكم العدل.

وأقول لك أن الكشف عمن تآمروا وتورطوا في جريمة الاغتيال الى جانب الغشمي سوف يثير الكثير من المشكلات للوطن اليمني وهو ما تعرف أسرة الشهيد الحمدي انه ليس في صالح اليمن.


 

الحزب السياسي

* هل تعتزم تأسيس حزب سياسي خاص بك.. هل ما زالت هذه الفكرة قائمة لديك؟

- نعم فكرة تأسيس حزب سياسي ما زالت قائمة حتى الآن لكن هذه الفكرة قد تتحول لأن تصبح فكرة تشكيل منظمة جماهيرية شعبية من أجل التغيير.

وأنا الآن أدرس الخيارات المناسبة لذلك، لأن تأسيس حزب أو منظمة ليس فيه مصلحة شخصية ولا مصلحة حزبية، فالهدف منه هو مساعدة هذا الوطن في الخروج من أزمته، فما لا نستطيع ان نحققه من خلال الانتخابات نريد ان نحوله الى عمل جماهيري بحيث نشكل حالة من الضغط على الأوضاع القائمة لإحداث عملية إصلاحات شاملة في اليمن اقتصاديا وسياسيا، وخاصة الإصلاح الاقتصادي الذي صار الآن من أهم الأولويات لأي عملية تغيير.

* سبق وأن رفض طلبك بتأسيس حزب.. الآن ما الذي استجد هل ترى أنك اذا ما تقدمت مرة أخرى بهذا لطلب للجنة الأحزاب سوف يتم الموافقة عليه؟

- لم يستجد شيء وأنا على قناعة ان لجنة الأحزاب سوف ترفض الطلب ولن توافق عليه، ولا أعرف سببا مقنعا لذلك.

ومع ذلك أنا أضع نفسي مع خيارات كثيرة.. فإذا لم أحصل على موافقة لجنة الأحزاب فسأعمل على تحويل الفكرة الى إنشاء منظمة شعبية جماهيرية، ولا أكذب عليك اذا ما قلت بأني تلقيت اتصالات من شخصيات اجتماعية وسياسية مرموقة ولها ثقلها في المجتمع اليمني وجميعها أظهرت رغبتها في أن نتعاون معاً بعد الانتخابات الرئاسية لإحداث مثل هذا الضغط الجماهيري والشعبي نحو التغيير.

* ما هي دوافع تلك الشخصيات.. ألا ترى انها تنتهز فرصة إعلانك اعتزام خوضك الانتخابات الرئاسية، وبدأت في مد خطوط تواصل معك؟

- لا أعتقد ذلك وإنما الدافع يعود الى ان هذه الشخصيات الاجتماعية والسياسية لديها قناعة وإيمان مطلق بأن الانتخابات المحلية والرئاسية لن تحدث أي تغيير في الواقع اليمني.. وأنا وغيري نعرف ذلك ونتوقعه.

* مع هذه القناعة التي ذكرتها ما زلت عازماً على خوض الانتخابات مهما كانت نتائجها؟

- نعم.. فإيماني بالله سبحانه وتعالى كبير وإيماني بالشعب اليمني قوي جدا، لأن الشعب اليمني وصل الى مرحلة من اليقين والرشد وقد اكتسب قناعة من تجربته مع السلطة الحاكمة.. والتي أوصلته الى هذه المرحلة من المعاناة بحيث صار اليمنيون الآن قادرين على التمييز وعلى التغيير، ولذلك أثق في أن اليمنيين سيختارون الاختيار الصحيح في الانتخابات الرئاسية القادمة، وفي الأخير فإن المحك والحكم بيننا كمرشحين لمنصب الرئاسة ومتنافسين للوصول إليه سيكون هو الشعب والصندوق، والذي وإن زوروا نتائجه فإنهم لن يستطيعوا تزوير إرادة الشعب لأن إرادة الشعوب لا تزور.


 

معارضة الخارج

* أختم حواري هذا معك استاذ عبدالرحمن محمد الحمدي، بسؤالك عن المعارضة السياسية لنظام الرئيس علي عبدالله صالح والموجودة خارج اليمن، هل هناك ما يبرر لوجودها خارج اليمن خاصة وأن هناك أحزاباً للمعارضة داخل اليمن وتمارس نشاطها السياسي والحزبي والإعلامي بحرية.. ما تعليقك؟

- مبررات وجود معارضة يمنية في الخارج أرى أن المعني بمبررات وجودها في الخارج هم من يتم توجيه السؤال لهم.

وبالنسبة لي أنا أفضل أن أعارض النظام من داخل اليمن، فأنا مثل السمكة لا أستطيع أن أعيش خارج اليمن، فهي البحر الذي اذا ما خرجت منه فسوف أموت. ومع ذلك لا يمكن لي أو لغيري ان نصادر أو ننفي حق من هم خارج اليمن، ان يعارضوا النظام لأن ذلك يعني اجحافاً لحقهم ومصادرة لآرائهم وفي ذات الوقت فليس هناك من مبرر أو سبب لأن تقول بأن علينا ان نكتفي بمن يعارضون النظام من داخل اليمن.

* معارضة النظام من الخارج في رأيك هل هناك ما يبرر وجودها، واختيارها للخارج مكانا؟

- أقول لك بأنه اذا ما استطاع أي من رموز معارضة النظام السياسي الحالي في اليمن والموجودة في الخارج أن تعود للوطن وليس هناك محاذير أو مخاطر على حياته فعليه ان يعود وأن يمارس حقوقه ويعبر عن رأيه من داخل اليمن.

ولكني أعتقد أن هناك ما يمنع الكثيرين من العودة للوطن، وان بقاءهم خارج اليمن ومعارضتهم للنظام الحالي من أماكن ودول تواجدهم يعود الى ان هذا الاختيار قد فرض عليهم ولم يختاروه، وإن وجدت بعض الاستثناءات.

الوحدة اليمنية


* الحديث عن وجود تمايز بين أوساط اليمنيين والمطالبة باجراء إصلاحات سياسية في اليمن، هذه مطالب ترفعها معارضة الخارج هل تؤيدها؟

- نعم – أنا مع هذه المطالب – وبكل بساطة فإن المعارضة اليمنية الموجودة في الخارج كانت قد أعلنت أنها الى جانب مبادرة مشروع الإصلاح السياسي والوطني الذي أعلنته أحزاب المعارضة في الداخل. وأنا متفق تماماً مع ما تطرحه المعارضة اليمنية في الخارج حيال هذه القضايا والمطالب طالما ان هذه الرؤى والمطالب تصب في إطار ترسيخ الوحدة اليمنية ومصلحة الشعب اليمني.

* وماذا عن ربط هذه المطالب وتحقيقها مع الحديث عن حقوق معينة لأبناء المحافظات الجنوبية تحديداً والمطالبة بإعادة الروح لمسار الوحدة اليمنية التي تحققت في 22 مايو 0991 وتعتبر أطراف سياسية في المعارضة داخل وخارج اليمن ان حرب العام 4991م حرب الدفاع عن الوحدة، قد أفقدتها مضمونها.. أستاذ عبدالرحمن ما هو رأيك تجاه هذه المطالب؟

- أنا مع الدعوة لإجراء مصالحة مع الشعب اليمني بأكمله وليس فقط مع المحافظات الجنوبية والشرقية، أنا مع إجراء مصالحة وطنية مع كل أبناء الشعب اليمني من صعدة الى المهرة، حيث أثق بأن هذه المصالحة سوف تنهي التمايز الموجود بين طبقات المجتمع اليمني وأنها ستنهي مسألة عدم وجود مواطنة متساوية وعدم وجود تكافؤ فرص بين جميع أبناء اليمن سواء في مجال التعليم أو الوظائف المدنية والعسكرية.

وأنا مع إزالة كل هذه العقبات ومع كل الدعوات والمطالب التي تطالب بإزالة هذه المظاهر والممارسات التي فرقت بين أبناء الشعب اليمني وأوجدت تمايزاً فيما بينهم، سواء رفعت هذا المطالب أحزاب المعارضة في الداخل أو المعارضة اليمنية في الخارج..


 

مطالب مرفوضة

* تحت لافتة هذه المطالب هناك من يعتبر انها جاءت لتعبر عن رفض لما يسمى باستعمار الشمال للجنوب وأن الوحدة اليمنية ما هي إلا شكل سياسي.. لوضع الشمال فيه مستعمراً للجنوب؟ ماذا عن هذه الأطروحات.. هل تتفق معها؟

- موضوع الوحدة اليمنية لا أحد يستطيع ان يزايد عليّ وعلى أسرة الحمدي فيه، لأن أسرة الحمدي كانت أول من قدمت أرواحاً في سبيل تحقيق الوحدة اليمنية، وانهاء التشطير، الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي والشهيد المقدم عبدالله الحمدي قدما أرواحهما في سبيل الله والوحدة اليمنية وفي سبيل الوطن اليمني الموحد.

ويعرف الجميع من أبناء اليمن حتى أولئك الذين ولدوا بعد اغتيال الشهيدين ابراهيم وعبدالله الحمدي، أن الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي وأخاه عبدالله تم اغتيالهما ظهر اليوم الذي كان يعتزم فيه الشهيد ابراهيم التوجه الى عدن للالتقاء بأخيه الرئيس الشهيد سالم ربيع علي والذي اتفق معه على إعلان قيام الدولة اليمنية الواحدة وإعلان الوحدة اليمنية وكان ذلك في 11 أكتوبر عام 7791م.

لذلك أكرر بأنه لا يستطيع أحد مهما كان ان يزايد على مواقفنا تجاه قضية الوحدة وتجاه الدفاع عنها وتجاه استمرارها.

* مطالب إصلاح مسار الوحدة التي ترفعها بعض الأطراف تستند الى الحديث عن أن حرب عام 4991م، أفرغت الوحدة اليمنية التي تحققت عام 09991م من مضمونها..؟؟ أنت ماذا تقول؟

- سبق وأن أجبت عليك وقلت انه لا يوجد من يمكن ان يزايد علينا في موضوع الوحدة والتمسك بها.. بل وبذل الأرواح والدماء من أجل تحقيقها. وهذا أمر مفروغ منه، فالوحدة اليمنية هي حلم كل يمني، وفي نفس الوقت أنا مع إصلاح الاختلالات والممارسات السلبية التي أساءت الى الوحدة اليمنية وأفقدتها معناها وبريقها وهدفها المنشود، فإذا أزيلت هذه الأسباب والمسببات التي أساءت للوحدة اليمنية وانتهت الممارسات الخاطئة التي يرتكبها البعض من كل الأطراف والتيارات السياسية سواء كانت من معارضة الداخل أو معارضة الخارج وكذا من الحزب الحاكم، فإن هذه الممارسات هي التي أساءت الى الوحدة وبإنهاء هذه الممارسات سوف يعود للوحدة اليمنية بريقها!!.

أما الحديث حول استعمار الشمال للجنوب والمطالبة بتقرير المصير كما يطرح البعض في المعارضة.. في الداخل والخارج، فأقول لك بأن عبدالرحمن محمد الحمدي لا يمكن أبداً أن يقبل بمثل هذا الطرح ولا يمكن أبداً أن يكون معه.. ذلك لأنه مع الوحدة اليمنية مثله مثل غيره من الملايين من ابناء اليمن الذين لا يمكن ان يعيشوا إلا في ظل راية الوحدة ولا يموتون إلا في ظل بقاء هذه الراية مرفوعة وشامخة في عنان السماء.

___________

نقلا عن الرأية القطرية