تضارب في أرقام عضوية الحزب الحاكم بين أمينه العام وأمين العضوية .. ووفدي يشيد بشعبية عبد الناصر وطهارة يده ويهاجم نظامي السادات ومبارك

 كانت الاخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة الجمعة عن بدء العمل بالتوقيت الشتوي وتأخير ساعة واستقبال الرئيس مبارك كلاً من وزير الخارجية الفرنسي وتيري لارسون مبعوث الأمم المتحدة وبدء اعمال المؤتمر السنوي الثالث للحزب الوطني الحاكم، وفوز جلال عارف بمنصب نقيب الصحافيين لفترة ثانية، وتكثيف الاستعدادات في جميع الوزارات والمصالح وقطاع الخدمات الخاصة بمناسبة شهر رمضان المبارك والاستعدادات للاحتفال بانتصارات حرب اكتوبر سنة 1973 ولقدوم السحابة السوداء فوق القاهرة بسبب تواصل حريق قش الأرز، وحضور المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع احتفال سلاح المشاة بيوم التفوق، ومواصلة اسرائيل اعتداءاتها الوحشية علي اشقائنا الفلسطينيين، وعمليات ارهابية في العراق اودت بحياة عشرات من اشقائنا العراقيين المدنيين، وهو ما يوجع قلوبنا عليهم جميعا، ومقتل خمسة جنود امريكيين، ومصرع ارهابيين في منطقة جبل الحلال بوسط سيناء واصابة ضابط شرطة.
وفرضت الصحف الحكومية تعتيما واضحا علي تحركات ليز تشيني نائبة مساعد وزيرة الخارجية الامريكية، واجتماعاتها مع ممثلي بعض الاحزاب بمن فيهم الحزب الحاكم وممثلي منظمات المجتمع المدني، وعلي اجتماع وزير الخارجية الفرنسي معهم ايضا، وبحث سبل الرقابة الدولية علي انتخابات مجلس الشعب، وسط اصرار النظام علي تفويت الفرصة علي الرقابة لغرض في نفس يعقوب، ويعقوب هنا هو الحزب الوطني الحاكم صاحب الأغلبية الشعبية الكاسحة الذي سنبدأ به تقرير اليوم.

الحزب الوطني

فقد عقد الحزب مؤتمره السنوي الثالث للبحث اساسا في الاستعدادات لخوض انتخابات مجلس الشعب، واستعرضت الامانات المختلفة ما قامت به من انشطة، وجاء في كلمة الأمين العام صفوت الشريف: كان يوم السابع من ايلول (سبتمبر) يوما مشهودا، يوم عرس الديمقراطية، يوم تحرير شهادة عصرية لحزب الزعيم مبارك، الحزب الوطني الديمقراطي. لقد ادار الحزب حملته بكفاءة وبأسلوب علمي وتخطيط تنظيمي وخطاب سياسي متقن وسطر ابناؤه ملحمة هي نتاج وثمار عمل مضن منذ ان بدأ الحزب التطوير والتحديث عام 2002. كان 2002 هو الميلاد الجديد و7 ايلول (سبتمبر) 2005 هو وثيقة الميلاد الشهود عليها اصوات الناخبين التي اعطت ثقتها للزعيم مبارك .
اي كلام. في فقرة واحدة حدث تضارب في معرفة من يكون 7 ايلول (سبتمبر)؟ شهادة عصرية؟ ام وثيقة ميلاد؟ ولماذا لا تكون شهادة الميلاد هي في عام 2002 عندما بدأ التطوير والتحديث اي عندما تشكلت امانة السياسات برئاسة جمال مبارك؟!
وعن العضوية قال صفوت: بلغ اجمالي العصوية المسجلة في ايلول (سبتمبر) 2005 نحو مليوني عضو بينما كانت في ايلول (سبتمبر) 2004 1.529.480 عضوا بزيادة نحو 37% كانت نسبة الزيادة في العضوية موزعة بنسب متساوية نوعيا عدا نسبة الزيادة في عضوية المرأة التي زادت بنسبة 48% عن عام 2004، وهذه النسبة تمثل زيادة عضوية تصل الي 269 الفا، وذلك يعني ان نسبة عضوية المرأة 16%، وارجو ان يتفق معي المؤتمر علي تحديد هدف ان يكون المستهدف هذا العام الوصول بعضوية المرأة الي نصف مليون عضو.
اما الارقام التي ذكرها امين العضوية وأحد ابرز مجموعة جمال مبارك وهو محتكر انتاج الحديد احمد عز فكانت حسب قوله: رقم العضوية بالحزب الوطني تجاوز مليونا و900 الف عضو حاليا . اي انهم لم يتفقوا حتي علي رقم موحد رغم انه مسجل.
والذي يثير الدهشة حقا هو ان الحزب عندما انزل مظاهرات في الشوارع ليواجه بها مظاهرات حركة كفاية و الاخوان المسلمين لم ينجح الا في حشد العشرات او المئات بالكاد وكانوا يتألفون من رجال امن وبلطجية، ولم يتجرأ علي حشد مظاهرة داخل اي جامعة من الطلاب المنضمين اليه، فأين هذا الحجم من العضوية الحقيقية؟
والذي استطيع ان اقوله من خلال تجربتي في العمل الحزبي وتسجيل العضوية ان معظمها في جميع الاحزاب بما فيها احزاب المعارضة ومن بينها حزبنا العربي الديمقراطي الناصري، هي عضوية ورقية غير حقيقية.
وما يعجبني في الحزب الوطني ان قادته يصدقون انفسهم وكأن هناك حزبا حقيقيا وهم اول من يعلم ان لا وجود سياسيا او شعبيا او فكريا له.
ولكن ماذا نفعل غير الاشارة الي احد اعضائه وهو زميلنا وصديقنا رئيس تحرير الاهرام اسامة سرايا وهو يحدثنا عن مؤتمر حزبه قائلا: اننا بالفعل امام حزب ينمو ويتطور
وينظم صفوفه ولا تأخذه الانتصارات والفوز بعيدا، وانما تدفعه الي مزيد من الترابط وتنظيم الصفوف واعادة التقييم والدراسة من جديد. روح مختلفة يجب ان تنتقل الي كل الاحزاب، بل والمؤسسات في مصر. فلقد حاول البعض شق الحزب وزرع التنافس بين صفوفه بالتصنيف بين الجديد والقديم، لكن الجميع كانوا حريصين علي العمل المنظم والمتطور، ولم يكونوا حرسا قديما او جديدا متنافسين مع بعضهم، انها لغة جديدة ولدها الفكر الجديد وخلال اسابيع قليلة سيجد الحزب نفسه في مواجهة انتخابات برلمانية تمثل التحدي الاكبر لقدراته السياسية والتنظيمية، وسوف يذكر تاريخنا السياسي من قاموا بهذه الاعمال وتفانوا فيها، حتي كانت لها تأثيراتها علي الحيوية التي ظهرت خلال الفترة الماضية. وطوال العقود الثلاثة الاخيرة تركزت الحياة السياسية في الحزب الوطني لاسباب تاريخية ولضعف الشركاء السياسيين ومن هنا يظل الحفاظ علي الحراك السياسي الذي ولدته الانتخابات الرئاسية مرتبطا باستمرار الحيوية داخل الحزب .

الرئيس مبارك

ومن الحزب الحاكم الي رئيسنا ونصيحة لكيفية حصول اي رئيس علي محبة الشعب له قدمها زميلنا المخضرم صاحب الميول الوفدية عبد الرحمن فهمي بقوله في الوفد الخميس في مقال عنوانه اللهم بلغت.. فاشهد : الثلاثاء بدأت جمهورية جديدة.. جمهورية (المفروض) ان الشعب فيها هو الرئيس والشعب هو السيد هو الحاكم هو صاحب الكلمة العليا، الشعب هو صاحب هذا البلد الامين.. وآه لو تحقق هذا بالفعل لا بالقول فقط.. آه لو شعر الشعب شعورا حقيقيا بانه يملك هذا البلد وما عليه.. آه لو شعر الشعب ان هذه ممتلكاته فلا يسمح بتدميرها ولا بسرقتها وآه لو عرف الشعب ان التركة الحقيقية التي سيتركها لابنائه واحفاده هي هذا البلد وما يملكه وما عليه من ثروات وما به من مباهج وجمال. والشعوب كل الشعوب عندها رادار عالمي لا يخيب.. تعرف بدون تحقيق ولا محاكم.. تعرف من المسؤول النزيه ومن المسؤول اللص، تعرف المسؤول الزاهد من المسوؤل الطامع، تكثر ما يسمونها (الشائعات) ولكنها حقائق.. كيف عرفها الناس؟ عن طريق رادار الشعوب.
والحاكم النظيف الشريف النزيه الزاهد هو معبود الجماهير.. هكذا يقول التاريخ.. سعد زغلول صاحب اكثر شعبية عرفها التاريخ السياسي المصري.. الشعب كله وقع علي توكيل علي بياض ليتصرف سعد زغلول في مصيره. شيء لم يحدث في تاريخ مصر ولا في غير مصر سوي مع المهاتما غاندي في الهند، المهاتما غاندي الذي عاش علي لبن ماعزة يملكها، ومن بعده نيلسون مانديلا في جنوب افريقيا الذي ترك كل المغريات التي عرضت عليه وعاش في السجن 27 عاما!
مصطفي النحاس لم يكن اذكي من اسماعيل صدقي، ولم يضح مثل احمد ماهر والنقراشي، ولم يكن مفاوضا ذكيا مثل علي ماهر، ولم يكن خطيبا مثل مكرم عبيد، ومع ذلك كان معبود الجماهير.. لماذا؟ لانه كان مثالا متحركا للنزاهة وطهارة اليد، بعد 13 عاما من الثورة ومحاولة تشويه سمعته خرجت مصر كلها في جنازته وقال جمال عبدالناصر يومها قولته المشهورة: يبدو اننا لم نقم بثورة!
بل اكثرمن هذا، جمال عبد الناصر رغم كل ما ارتكبه في حق اسرتي وفي جسدي بعد كل الخدمات التي قدمتها الاسرة له في احلك اوقاته قبل الثورة وفي بدايتها، جمال عبد الناصر رغم انني اكتب في جريدة معارضة، لماذا كانت جنازته مثل جنازة سعد زغلول ومصطفي النحاس؟ لان الناس بالرادار الالهي الغريب كانت تعلم جيدا انه نزيه، قل فيه ما شئت من كل الوجوه.. الا نظافة اليد.
غفر له الشعب الهزيمة والاعتقالات وجرائم المخابرات وامن الدولة من اجل نزاهته.. ولتأكيد وجود الرادار الإلهي ان الناس لم تعلم بنزاهته الا بعد وفاته بسنوات، حينما حاول عهد السادات تشويه سمعته، فأصدر عثمان احمد عثمان كتابه الشهير بانه بني فيلاتين لبنتي عبد الناصر في شارع نهرو بمصر الجديدة ورفضت شركة المقاولون العرب محاسبته هو او زوجي بنتيه ومطالبتهم بالثمن من يومها كتب الكثيرون انه اذا كان عبد الناصر خرج بعد ثورة و18 عاما في الحكم ببناء فيلاتين مجاناً يكون انزه الناس..
ولكن الذي لا يعلمه احد ان المرحوم محمد احمد سكرتيره الخاص كان يقبض مرتبه وينفق منه علي بيته، حتي مصاريف ابنائه في المدارس والجامعات. كان يفصل له القمصان البيضاء والبنطلونات الرمادي عند نفس الترزي الذي كان يفصل عبد الناصر عنده وهو ضابط جيش، وعندما مات الترزي كان يفصل عند شخص اخر لا يعلم ان هذه القمصان والبنطلونات سيلبسها رئيس الجمهورية .
واتوقف لحظة للترحم علي خالدي الذكر سعد والنحاس وعبد الناصر وقراءة الفاتحة علي ارواحهم الطاهرة .
بعدها اقول اغناني زميلنا عبد الرحمن عن الكلام لكن لابد من تصحيح معلومات له وهي ان عبد الناصر كان في اليمن في اب (اغسطس) سنة 1965 عندما توفي النحاس في 23 منه، وهو الذي امر المشير عبد الحكيم عامر بالسماح بجنازة تليق بالنحاس، كما ان النحاس لم يتعرض طوال حكم عبد الناصر الي تشويه سمعته، هذا لم يحدث، اما موضوع فيلاتي ابنتيه، فقد دفع ثمنهما ولم يتم بناؤهما مجانا.. رحم ربك اعظم واطهر ثلاثة من زعمائنا في القرن الماضي.
ثم نتجه الي صحيفة الغد وقول زميلنا ورئيس تحريرها ورئيس الحزب ايمن نور عن سبب امتناعه عن التصفيق لرئيسنا اثناء القائه خطابه يوم الثلاثاء: وسألني بعض الاعلاميين، عقب الجلسة لماذا لم تصفق للرئيس مبارك حتي علي سبيل المجاملة (البروتوكولية)؟ ولم تكن اجابتي سوي عبارة واحدة انني لم اجد ما اصفق له. فسأل بعضهم وهل اذا كنت وجدت هل كنت ستصفق للرئيس؟! وكانت اجابتي صادقة وواضحة وهي (ربما)! فالاصل ان من يشعر بثقل قيود الحديد التي وضعت في معصميه وكبلت حريتهما في الحركة يصعب عليه ان يصفق ـ خاصة ـ لمن كبله، لكني كنت سأفعل اذا ما وجدت هذا الذي كبلني يفك قيود الوطن كله.
ـ اي انني كنت سأصفق للرئيس لو وجدته يبدأ يومه الاول في الربع قرن الثاني من سنوات حكمه باعلانه وقف قانون الطواريء وانه وهو الرئيس المنتخب لا يقبل ان ينتخب برلمان جديد لمصر في ظل حالة الطواريء ومناخ الطواريء وانتخابات الطواريء. كنت ادخر التصفيق للحظة تستحق هذا التصفيق لكن لم اجدها بالامس رغم كل الضجيج والتصفيق الذي ظل يدوي في القاعة طول الجلسة التي هي الاقصر في تاريخ الجلسات المشابهة الاربع السابقة.
ـ نعم اننا لم نصفق للرئيس، لكننا كنا نتمني ان يصفق الرئيس لمعارضة احتملت ربع قرن من الديمقراطية المنقوصة والاعلام الملاكي والصحف المأجورة لحساب حزب واحد، وشرطة وأمن لا يفصل بين الحزب الحاكم والحكومة وبين الحكومة والدولة ولا يميز بين حزب شرعي وتشكيل عصابي!
كيف تصدق المعارضة مصداقية التعاون مع دولة تخترق الاحزاب وتسعي لتجميدها وشق صفوفها بالمؤامرات الأمنية الساذجة!
لقد وجه امس الرئيس تحيته لكل من أنتخبه ولكل من انتخب غيره ثم وجه التحية للمرأة ثم للقضاء ثم للشرطة وللجيش، لكنه سقط منه سهوا او عمدا ان يحيي من نافسوه بشرف وجديه، وأظن ان هذا السهو او العمد رفع عنا حرج عدم التصفيق او الترحيب، فلو بادر الرئيس باسقاط هذه التحية البروتوكولية فأسقط عنا الالتزام بردها ونشكره علي هذا بنفس الحماس الذي كنا سنشكره به اذا وجه هذه التحية الواجبة .
وعدم التصفيق للرئيس اهون بما لا يقاس مما كتبه كاتب الدستور الساخر بلال فضل عما نشر عن اختفاء تمثال للرئيس كان موضوعا في ميدان الكيت كات بحي امبابة بمحافظة القاهرة، قال ـ وانا و القدس العربي بريئان منه ـ نحن قلقون جدا برغم ان البعض طمأننا وقال لنا ان التمثال والحمد لله بخير وان كل ما في الامر ان الجهات المسؤولة قامت بنزعه من مكانه بناء علي اوامر عليا، مذكرا ايانا ان حكام هذا العهد لا يحبون ابدا ان تتم اقامة تماثيل لسيادة الرئيس، وليس كما يقال انهم يخافون ان يقول احد الحاقدين ان البلد حالها واقف الي حد لا يحتمل ايقاف تمثال كمان او لانهم يخافون مما جري لتماثيل العراق، فالثابت الصحيح ان موقف حكامنا من موضوع التماثيل موقف مبدئي يسبق ازالة تمثال صدام وتشاوشيسكو وغيرهم من الحكام الذين رحلوا ورحلت تماثيلهم معهم، وبقي سيادة الرئيس بحمد الله من غير أي تمثال. هنا يطرح البعض تساؤلا عن الذي يجعل سيادته يتسامح مع الصور واللافتات واللوحات المرسومة، مما يدفع للسؤال عما اذا كان هناك موقف ديني وراء موضوع التماثيل هذا فيصبح واجبا ان نزداد له حبا وندعو له بحرارة اكثر خلف شيخنا الرقيق محمد سيد طنطاوي في كل صلاة جمعة. علي اي حال حتي لو لم يكن هناك موقف ديني فاحنا كده كده بندعي، وربنا العالم بالقلوب. البعض ينكر حكاية البعد الديني هذه ويستدل علي ذلك بأن هناك تماثيل في قلب القاهرة لنجيب محفوظ وطه حسين وعبد المنعم رياض، والحقيقة مع احترامنا لكل هؤلاء فان انجازاتهم لا تأتي ذرة في بحر انجازات سيادة الرئيس، فاذا كان عبد المنعم رياض بطلا من ابطال مصر فالرئيس هو صاحب الضربة الجوية الاولي والاخيرة، بالاضافة الي عدد لا يحصي من الضربات البرية في مواقع البناء والانتاج.
واذا كان نجيب محفوظ قل حصل علي جائزة نوبل فالرئيس له جائزة باسمه يمنحها كل عام ولا وجه للمقارنة بين حاصل علي جائزة وصاحب جائزة من بابها. واذا كان طه حسين قد قهر الظلام فالرئيس قهر اشياء اخطر بكثير من الظلام. وحتي يظهر تمثال الحق ليزهق الباطل اضم صوتي الي صوت المطالبين بعمل حملة اعلانية في الصحف تعلن عن مكافأة قيمة لمن يستدل علي التمثال ويبحث مع الشرطة عن مختطفيه مصحوبة بحملة موازية موجهة لمن يفترض انهم خطفوا التمثال تبدأ بجمله عزيزي سارق التمثال، تذكر قبل ان تؤذي التمثال ان لديه اسرة تحبه، اسرة مكونة من 70 مليون مواطن، وتذكر ان كل اذي تلحقه بالتمثال وهو واقف هيقعدلك في عيالك وعافيتك .
ومع الهجوم رسم كاريكاتيري لزميلنا عمرو سليم عن جندي يحمل يافطة مكتوب عليها ـ ضاع تمثال رئيسنا من يجده له مكافأة قيمة .
ولوحظ ان كلمة رئيسنا اضيفت بشكل متعمد حتي لا يكون الاعلان ضاع رئيسنا.
ولم يكتف بفعلته الشنعاء تلك وانما قال في فقرتين اخريين: ـ كان السلطان راغبا بقوة في استخلاف ابنه لكنه كان يخشي معارضة شعبه، لذلك استدعي شيخ الاسلام وقال له: يا مولانا أريد ان اورث ابني كرسي الحكم واريد مساندتك. اطرق شيخ الاسلام برأسه وقال له: دي صعبة شوية يا مولاي. كظم السلطان غيظه وقال له شيخ الاسلام المشكلة مش عندي، المشكلة ان في آية قرآنية كريمة بتقول ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء .
ـ أبشروا يا شباب، الفنانة القديرة روبي لها أخت اسمها كوكي تستعد حاليا لاقتحام دنيا الفن. هذا الخبر أكبر دليل علي نجاح مشروع الاسرة المنتجة في عصر مبارك .
ومع الكلام رسم كاريكاتيري لعمرو سليم لرأس الرئيس من الخلف واعلان مكتوب عليه: انتخبوا مرشح الحزب الوطني حريق.. لكل مواطن .
حريق لكل مواطن؟ ما هذه النكات البايخة التي يحاول اصحابها طمس انجازات لا عد ولا حصر لها لرئيسنا رصد بعضها المواطن الصالح محمد عبد الحميد سعد الدين من رجال التعليم بمحافظة كفر الشيخ في مقال له امس بـ الجمهورية عنوانه ـ معه الي آخر مدي ـ قال فيه وهو المعلم والمربي الفاضل: لماذا هذا الفوز الساحق الذي حققه حسني مبارك؟ لانه الذي احتضن الكادحين في صدره الرحب النبيل فانحاز لمحدودي الدخل في زمن دارت فيه عجلات السوق التي لا ترحم، فأبقي علي الدعم وتمسك بمجانية التعليم وحق الجميع في رعاية صحية واجتماعية. لانه الذي جعل من التعليم قضيته، فاشرأبت قامات المدارس فخورة في البنادر والقري والنجوع والدساكر. لانه الذي غير لون الصحراء والواحات فصارت الخضرة تعانق قرص الشمس. لانه الذي بني مدنا جديدة تناثرت كاللآلئ بين جنبات الوادي. لانه صاحب المواقف الثابتة مبنية علي الاخلاق، تتمثل في ردع الظالم ونصرة المظلوم ومؤازرة الحق. لانه وضعنا جميعا علي اختلاف توجهاتنا بين طيات قلبه الطيب المتسامح فلم يقصف قلما ولم يصادر فكرا ولم يرم احدا في غياهب السجون دون جريرة. يعلي شأن القضاء ولا يقبل الاستثناء. لانه الذي تحمل راضيا تبعات تنوء بها الجبال فأعطانا عمره وتحمل قدره راضيا. فجعل لمصر قيمة كبري وللقيادة اصولا وللحركة حكمة وللشفافية طريقا وللمصداقية سلوكا، فأشارت الدنيا لمصر بالبنان. ولانه احبنا فقد بادلناه حبا بحب وضعناه بين حنايا قلوبنا فصارت دقاتها ابتهالا ان يمنحه الله العافية لنظل معه ويظل معنا حتي آخر المدي .
وهكذا يكون الكلام والدعاء والا فلا.

معارك الساخرين

والي الساخرين ومعاركهم وعلي رأسهم كاتبنا الكبير احمد رجب الذي قال مداعبا رئيس مجلس الشعب يوم الثلاثاء في بابه اليومي بـ الاخبار : يفتتح د. فتحي سرور اليوم اول دورة لبرلمان الطلبة الذي يضم 80 طالبا وطالبة من الجامعة الامريكية ومختلف الجامعات، ويناقش القضايا القومية، ثم يتم التصويت علي القرارات. وسمعت ان د. سرور سوف يهدي برلمان الطلبة لوحة جميلة بالخط الكوفي المذهب مكتوب عليها: الموافقة من الايمان .
طبعا هذا قول يتفق مع الواقع ومثله مثل قول زميلنا وصديقنا عصام كامل مدير تحرير الاحرار في نفس اليوم ـ في بابه اليومي ـ فيتو:
ـ دارت معركة بالكراسي بين مسؤولي دار الكتب ولا بد ان يصدر وزير الثقافة بيانا يوضح لنا فيه مصير الكراسي.
ـ قصة الانشقاق علي ايمن نور في حزب الغد اساءة الي الحكومة بسبب عدم تجديدها في ـ الافلام السينمائية .
وعودة الي احمد رجب وقوله امس: عشمتني هيفاء وهبي بالحب في حديث تليفزيوني اجرته معها هالة سرحان بمناسبة اغنية رجب التي لم تكن قد اذيعت بعد. وملأني الغرور وهيفاء تقول لهالة ان نفسها تشوفني. ثم اذيعت الاغنية رجب وتقول فيها: رجب حوش صاحبك عني.. رجب صاحبك جنني.. وتبين لي انني مجرد مرسال بين هيفاء وحبيبها وهنا قررت العودة الي ننوسة عجرم، اللهم عجرم حياتنا جميعا، قادر يا كريم .
دعاء نقوله اجمعين قبل بدء شهر الصوم الكريم.

معارك الصحافيين

اخيرا الي معارك الصحافيين واشادة زميلنا وصديقنا ابراهيم في عموده اليومي بـ الاهرام ـ حقائق ـ يوم الخميس بزميلنا ممتاز القط رئيس تحرير اخبار اليوم بقوله عنه:
لقد هزتني بالفعل كلمات الزميل ممتاز القط رئيس تحرير اخبار اليوم في مقاله الاسبوعي يوم السبت الماضي حيث قال: لا يجب بأي حال من الاحوال ان تصبح حرية الصحافة والرأي ستارا خادعا يتخفي وراءه قلة قليلة من اعداء مصر الذين يعيثون فسادا وافسادا بكل القيم النبيلة والاصيلة في بلادنا . لكن ممتاز تعرض في نفس اليوم ـ الخميس ـ الي هجوم ساحق، ماحق، من زميلنا حمدي رزق نائب رئيس تحرير مجلة المصور في عموده اليومي بـ المصري اليوم ـ فصل الخطاب ـ قال فيه:
العضمة كبرت، آه يا ركبي، آه يا سناني، آه يا كلي، يانا يا تعبان ياني.. كدت ابكي، وتقطعت نياط قلبي، وانا اقف علي حواف مقال الاستاذ ممتاز القط المعنون، آه.. آه، في اخبار اليوم السبت الماضي، فالقط الشقي يتألم وانا خلقني ربنا قلبي رهيف واتألم لآلام الناس، خاصة ان كانوا من عينة ممتاز الرهيفة التي تشبه البسكوتة الناعمة. كنت اعرف ان القط يتألم وحالته وحشة، من ساعة ما كشف عن مائدة طعامه النباتية والمكونة من الباذنجان المعصفر والملوخية ام طشة وكلها اكلات لاتناسب سن الاستاذ القط الخمسيني، كما انها المرة الاولي التي اشوف فيها قط يتخلي طواعية عن شرب اللبن الحليب ويشرب مرقة بالبهاريز. دم القط مثل السمن النباتي خفيف علي المعدة، كما ان استخدامه للامثال الشعبية له رائحة نفاذة تشم منها بير السلم، واستخدامه المثل القائل الدهن في العتاقي نموذج يحتذي في استخدام الموروث الشعبي في التحديث الصحافي. قاموس استاذنا ابو جبة الذي يتحفنا بمفرداته كل اسبوع لا بد ان يدرس في معاهد الصحافة والاكاديميات المتخصصة خاصة اكاديمية اخبار اليوم في فصل دراسي كامل، واستاذ كرسي في فن كتابة المقالة الصحافية.. رائحة نفاذة تسمع فيها اصوات طقطقة العظام وكركعة المصارين وزغولة المعدة وطنين الودان وحفيف اوراق الملوخية ساعة المغربية.
عموما يا استاذنا، ليس عيبا ان تخطيء، ولكن المهم ان تتوب، وخير الخطائين التوابون، فتب عن ذنبك حتي تستعيد قواك وتقفز الحائط بدون آلام في الركب او في الاسنان.. عتاقي يا قط، دهن يا أبو طشة جنان، روح منك لله !
نقلا عن القدس العربي