الرئيسية الأخبار شؤون تنظيمية

(الوحدوي نت) ينشر نص كلمة الامن العام للتنظيم الناصري سلطان العتواني في افتتاح اعمال المؤتمر العام الحادي عشر للتنظيم

  • الوحدوي نت
  • منذ 9 سنوات - Sunday 08 June 2014
(الوحدوي نت) ينشر نص كلمة الامن العام للتنظيم الناصري سلطان العتواني في افتتاح اعمال المؤتمر العام الحادي عشر للتنظيم

الحضور جميعاً

باسمي وباسم أعضاء المؤتمر الوطني العام الحادي عشر للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أرحب بكم أجمل ترحيب وأتقدم إليكم بجزيل الشكر والامتنان لحضوركم ومشاركتنا هذا الحفل التدشيني لفعاليات المؤتمر والذي ينعقد في مرحلة هامة من تاريخ وطننا الحبيب استطاع خلالها اليمنيون بفضل نضالهم وإصرارهم كسر حاجز الخوف والانتصار لإرادتهم الحرة في إحداث تحول تاريخي في المسار الوطني.

وأرجو أن تسمحوا لي أن أرحب باسمكم جميعاً بصفة خاصة بضيوف التنظيم وضيوف اليمن من قادة ورموز الحركة القومية والناصرية العربية الذين قدموا من أقطار عديدة في الأمة، أرحب بهم في وطنهم العربي الأول اليمن وفي صنعاء عاصمة اليمن الواحد الموحد وهي تتجه إلى مشروعها الوطني لإقامة دولة تحفظ وحدة الوطن على أساس من الشراكة الوطنية في السلطة والثروة والديمقراطية والمساواة والعدل في أعقاب ثورة شعبية شبابية سلمية، هي جزء من حركة التغيير التي تشهدها الأمة، قدمت فيها اليمن ولا تزال نموذجاً في صناعة التحول عبر الوفاق والحوار الوطني رغم آلام الانتقال والثمن الذي دفعه ويدفعه الشعب والمعاناة التي يعيشها، والتي تسببت بها القوى التي لا تريد رؤية اليمن الجديد الذي صنعه الشهداء بدمائهم، ورغم هذه المعاناة فإن شعبنا مصمم على السير في الطريق الذي اختطه بتضحياته ولن يسمح لأحد بثنيه عن تحقيق الأهداف التي رسمها لصنع اليمن الجديد.

الإخوة والأخوات

إن انعقاد المؤتمر الوطني العام الحادي عشر اليوم يمثل امتداداً لمؤتمرات التنظيمي العشرة السابقة وهي، محطات نضالية يتوقف عندها الناصريون للتقييم والتطوير على مستوى الأهداف والآليات والوسائل، يستلهمون الدروس والعبر من ماضي نضالهم ويرسمون ملامح المستقبل لمواصلة مشوارهم النضالي على المستوى التنظيمي والوطني والقومي.

وليست صدفة أن يكون التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أول تنظيم سياسي في اليمن يعقد مؤتمره الوطني العام بعد الوحدة اليمنية المباركة عندما عقد المؤتمر الثامن في نوفمبر 1993م وهو اليوم أول تنظيم سياسي أيضاً يعقد مؤتمره العام في أعقاب ثورة 11 فبراير الشعبية الشبابية السلمية، إن ذلك بقدر ما يجسد إيمان التنظيم بالديمقراطية في التنظيم وسعيه لإشاعتها في الحياة السياسية وفي المجتمع، فإنه أيضاً يجسد سعي التنظيم المستمر لتقديم رؤية وطنية لمتطلبات مراحل التحول في الوطن تساعد في بلورة مشروع وطني للتغيير وتولد الطاقات للدفاع عنه وحمايته من الردة والانتكاس.

من هذا المنطلق فإن مؤتمرنا هذا الذي ينعقد في لحظة فارقة في التاريخ، فارقة في الوعي وفارقة في الإرادة يسعى لبلورة مساهمة الناصريين في إنجاح مشروع التغيير والتحول الذي جسدته إرادة اليمنيين بوعي معرفي وحرص وطني مسؤول وإصرار على الانتصار للإرادة الوطنية في العمل على بناء الدولة اليمنية المدنية الضامنة للحرية والعدل والكرامة الإنسانية ووضع شروط ومعايير نجاحها عبر حوار وطني شامل شاركت فيه كل مكونات وفعاليات هذا الشعب، صنع فيه اليمنيون لأول مرة في التاريخ وبإرادتهم الحرة إطارهم المرجعي لصياغة العقد الاجتماعي الجديد.

مثلما جسد نضال التنظيم وأعضائه في الساحات والميادين مساهمته في ثورة الشعب السلمية لإنقاذ اليمن مما وصلت إليه البلاد من تدهور وتمزق وانقسام وفساد واستبداد.

الإخوة والأخوات الحضور

لقد كان الناصريون دائماً في طليعة نضال الشعب من أجل حقه في الحرية والثورة والجمهورية والتقدم والتحديث والعدالة والمساواة والوحدة وأسهموا مع أبناء الشعب والقوى الوطنية الأخرى في كل محطات النضال الوطني قبل تأسيس التنظيم وبعده وقدموا التضحيات الجسيمة في سبيل ذلك، فقد كانوا في معارك الثورة والدفاع عنها في 26 سبتمبر ضد الإمامة المتخلفة حتى انتصرت الثورة والجمهورية وكانوا أيضاً في معارك الحرية والاستقلال الوطني في ثورة 14 أكتوبر المجيدة وكانوا أول من دفع ثمن الانحراف عن مبادئ الثورتين في الشمال والجنوب وثمن التشطير والاستبداد والانحراف والإقصاء.

ومنذ الانقلاب الدموي في 11 أكتوبر 1977 على حركة الثالث عشر من يونيو التي قادها الشهيد إبراهيم محمد الحمدي وكوكبة من المناضلين الوطنيين المخلصين الأحرار قدم الناصريون تضحيات جمة وكوكبة من الشهداء وتعرضوا للإقصاء والتهميش في عهد التشطير وفي عهد الوحدة ولكن ذلك لم يثنهم عن مواصلة نضالهم وإسهامهم في نضال الشعب.. لقد كان الناصريون في مقدمة القوى الوطنية التي تحملت مسؤوليتها التاريخية في مرحلة حركة 13 يونيو التي نحن اليوم على أبواب ذكراها الأربعين وقدموا تجربة فريدة ورائدة من المهم التذكير بها واستلهام دروسها بعد أن أعادت ثورة فبراير الاعتبار لها، تجربة فريدة ورائدة في إدارة السلطة والثروة عبر شراكة وطنية حقيقية كانت التعاونيات ولجان التصحيح المالي والإداري ومبادئ الحكم الرشيد ومحاربة الفساد عماد تلك التجربة التي حققت نمواً اقتصادياً ورخاءً اجتماعياً وبنى تحتية تشهد بعظمة تلك الإنجازات الرائعة، وهيأت المناخ الملائم لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية على أساس من الشراكة الوطنية مع الشطر الوطني الجنوبي، لقد مثلت تلك الإنجازات وتلك الخطوات الواثقة نحو المستقبل حالة قلق لقوى الشر والخيانة محلياً وإقليمياً ودولياً وفي لحظة قبح أخلاقي واجتماعي وسياسي اغتالت أيدي الغدر الشهيد إبراهيم الحمدي مع أخيه الشهيد عبدالله محمد الحمدي في 11 أكتوبر عام 1977م وكوكبة من رفاقهما تم إخفاؤهم قسراً وأبرزهم الرائدان علي قناف زهرة وعبدالله الشمسي، ضمن مؤامرة رجعية إقليمية ودولية، لمنع قيام الوحدة اليمنية، التي كان مقرراً إعلانها في ذكرى ثورة 14 أكتوبر، مع الشهيد سالم ربيع علي من مدينة عدن، وإجهاض مشروع الدولة المدنية الحديثة التي بدأت تتحقق في عهده وقد كان هذا الانقلاب الدموي وما أفرزه من نظام بداية الكوارث والمحن التي عاشها الوطن لمدة 33 عاماً.

الإخوة الأعزاء

إن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الذي تحمل مسؤولياته الوطنية في مرحلة البناء والتنمية التي قادها الشهيد إبراهيم الحمدي كان أول من أدرك مخاطر الانقلاب الدموي في 11 أكتوبر 77 وما مثله النظام والمشروع الذي جاء به هذا الانقلاب ولهذا تحمل مسؤولياته الوطنية وبذات الروح النضالية في سبيل الانتصار للإرادة الوطنية في مواجهة هذا الانقلاب الدموي ونتائجه وفي التغيير وقدم في سبيل اختياره الوطني خيرة مناضليه وتعرض قادته ومناضلوه للإعدامات والقتل والإخفاء القسري والإقصاء الوظيفي والتهميش والمطاردة والنفي طوال أكثر من ثلاثة عقود، رغم كل ذلك ظل هذا التنظيم صامداً يشتد عوده ويزداد دوره وتتسع مساحة حركته يوماً بعد يوم عبر كافة مراحل النضال الوطني وكان التنظيم حاضراً بفكرة ورؤاه وتجربته وآلياته وأعضائه متقدماً الصفوف داعياً لنضال سلمي وبناء تحالفات سياسية واسعة عبر رؤى وطنية معبرة عن آمال وتطلعات هذا الشعب ومع ذلك فإن هذا النظام الذي أضاع الفرصة وراء الأخرى التي أتيحت له وفي مقدمتها فرصة الوحدة اليمنية حافظ على نهجه في الانقلاب على كل المشاريع الوطنية بما فيها مشروع الوحدة السلمي الديمقراطي التحديثي واستمر في سياسة الإقصاء والتهميش حتى جاءت اللحظة التي انتصر فيها الشعب في 11 فبراير لمشروعه الوطني في التغيير لبناء دولة وطنية حديثة وأعاد الاعتبار لأهداف الثورة والتصحيح والوحدة.

الإخوة والأخوات: وأنا أقف أمامكم في هذه اللحظة أشعر بأرواح شهدائنا الحمدي، عيسى والسقاف ومقبل، أحمد العبد سعد، والردفاني، فلاح، السنباني، التام، وغيرهم تحوم حولنا، أسمع همساتهم أرى ابتساماتهم المشرقة وثيابهم البيضاء الناصعة كقناديل تنير لنا الطريق، تشد على أيدينا، تمدنا بالعزم والإرادة لمواصلة النضال الوطني في سبيل بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة.

لم يمت شهداؤنا فلقد روت دماؤهم روح الثورة الشبابية الشعبية السلمية.

لم يمت شهداؤنا فلقد كانت السلمية كقيمة أخلاقية للثورة الشبابية الشعبية السلمية هي ذات القيمة الأخلاقية التي عبر عنها شهداؤنا في انتفاضتهم السلمية في 15 أكتوبر 1978 ولقد كانت الشجاعة النادرة لشبابنا في تحدي الموت هي ذات الشجاعة النادرة التي عبر عنها شهداؤنا عندما صفقوا للشهادة حين نطق الجلادون بحكم إعدامهم.

إن أعظم لحظة في التاريخ هي تلك اللحظات التي يعبر عنها الشعب عن إرادته بصوت مسموع يملأ الساحات والشوارع طلباً للتغيير وتزداد عظمة تلك اللحظات عندما يكون الشباب والمرأة في مقدمة صفوف تلك المسيرات الجماهيرية السلمية المطالبة بالتغيير وإنجاز بناء الدولة المدنية الديمقراطية الضامنة، إن الثورة الشبابية الشعبية السلمية لم تكن وليدة تلك اللحظة بل كانت نتيجة تراكمات نضالية مستمرة ساهم التنظيم في قيادتها منذ أكثر من ثلاثة عقود.

واستطاع بفضل إيمانه وإصراره ومعه القوى الوطنية المؤمنة بالدولة المدنية والشراكة الوطنية الحقيقية والمواطنة المتساوية من توسيع دائرة تحالفاتها في تكوين معارضة وطنية تتصدى لوقف حالة الانهيار التي كانت تزداد يوماً بعد يوم، سوء الإدارة وانعدام الإرادة في تحقيق التنمية الحقيقية والشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية والإصرار والتجاهل والتمادي في الاستمرار بالسير على طريق الغي والرغبة في التحكم والسيطرة المطلقة والتمكين الأسري لكافة مواقع السلطة وإغلاق كل منافذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية، حيث لم يعد هناك مجال سوى النضال من أجل التغيير السلمي وحشد طاقات المجتمع في سبيل إنجازه لتشكل انطلاقة الشباب في 15 يناير 2011 بداية الشرار للثورة الشبابية الشعبية السلمية في 11 فبراير 2011 حيث كان الشباب الناصري وكان مناضلو التنظيم في مقدمة صفوفها وفي مختلف ساحات الحرية وميادين التغيير.

والحقيقة التي لا يمكن إغفالها هي أن الشعوب إذا خرجت إلى الساحات فلا يمكن أن يكون خروجها حالة عارضة ولكنها تعبر عن تحول عميق في مستوى الوعي والإرادة لإنجاز عملية التغيير نهج مستمر في التعبير عن مطالبها والحفاظ على مصالحها، كما أن الشباب الذين تحملوا قيادة الحدث الثوري وتحملوا المشقة والآلام وقدموا التضحيات لا يمكن لهم أن يقبلوا بأقل من تحقيق أهدافهم في الثورة الشبابية الشعبية السلمية.

الإخوة والأخوات

إن تنظيمياً يفخر أنه كان في القلب وفي الطليعة في تأسيس كل التحالفات الوطنية التي نشأت بعد الوحدة لتأسيس معارضة قوية وفاعلة مع بروز ظواهر الانقلاب على مشروع الوحدة، فقد كان في طليعة الإسهام في تأسيس المؤتمر الوطني عام 1991م وفي تأسيس التكتل الوطني للمعارضة 1992م، ثم في تأسيس مجلس التنسيق الأعلى لأحزاب المعارضة في أعقاب حرب 1994م المشؤومة، ثم في تأسيس اللقاء المشترك في مرحلتيه الأولى والثانية والذي لا زال قائماً حتى الآن والذي قدم تجربة رائدة وحقق إنجازات هامة وفي كل مرحلة كانت تتسع القوى التي تشارك في هذه التكتلات حتى تأسيس التشاور الوطني واللجنة التحضيرية للحوار الوطني الذي ضم شراكة وطنية واسعة أسهمت في التمهيد للتغيير.

إن موقف التنظيم هذا انطلق من إيمانه بالتحالفات الوطنية والاعتراف بالآخر من ناحية ومن ناحية أخرى إدراكه العميق والواعي لمتطلبات النضال في كل مرحلة والأدوات النضالية التي تشكل الحامل الموضوعي للتغيير في كل مرحلة ومن هذا المنطلق فإن التنظيم سيعمل مع شركائه في اللقاء المشترك لتقييم تجربته ومتطلبات تطوير الشراكة فيه من حيث البرامج والآليات بما يتناسب مع كل المتغيرات التي حدثت بعد الثورة وفي نفس الوقت فإنه يؤمن بالحاجة - إلى جانب ذلك وبناءً على نتائج مؤتمر الحوار وما أطلقه من مشروع وطني – إلى قيام جبهة وطنية عريضة واصطفاف لكل المؤمنين بصدق بالمشروع الوطني للتغيير وبناء اليمن الجديد وهو ما سبقه مؤتمرنا هذا.

الإخوة والأخوات الحاضرون جميعاً

لقد اختار شعبنا وقواه السياسية في أعقاب الثورة الشبابية السلمية الطريق السلمي والحوار والوفاق والشراكة وعدم إقصاء أحد لتحقيق أهداف الثورة وبما يقلل الكلفة التي كان يمكن أن يدفعها شعبنا وفي المقدمة منهم شباب هذه الثورة.

ومن هنا نفهم عملية التسوية السياسية وما قدمته من تنازلات بما في ذلك الحصانة!!

ولعلنا نعلم أن هناك خطوات تمت في سبيل إنجاز عملية التغيير ما كان لنا إنجازها دون خيارنا السلمي هذا الذي نعيش لحظاته في هذه المرحلة بما في ذلك الحوار الوطني وما حققه من نتائج وخرج به من مخرجات بالمقابل على الجميع أن يدرك هذه الحقيقة وأن يدرك أن شعبنا لن يسمح باستغلال التسوية وما نتج عنها في إعاقة تحقيق أهداف الثورة وإبقاء النظام القديم أو عودته بأي صورة من الصور أو إعاقة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتعطيل عجلة التغيير أو إعاقة إعادة هيكلة الجيش والأمن وكل ما نصت عليه الآلية التنفيذية وجعل شعبنا يدفع ثمن التغيير من خلال ضرب الكهرباء وخلق الاختلالات الأمنية وغيرها من صنوف المعاناة.

وإن شعبنا قادر بكل قواه الوطنية على فضح معرقلي التسوية ووضع حد لممارساتهم العابثة وتجريدهم من الأدوات التي يستغلونها لتحقيق مآربهم السيئة.

الإخوة والأخوات

لقد مثل الحوار الوطني - أهم مرحلة من مراحل تنفيذ الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية - حالة وعي سياسي واجتماعي ووطني رغم كل محاولات الإعاقة التي حاول البعض وضعها في الطريق أثناء جلسات الحوار الوطني وصلت في بعض الأحيان حد التصفية الجسدية لبعض أعضائه إلا أن إرادة الإنجاز كانت قادرة على الوصول بالمؤتمر إلى خط الوصول النهائي الآمن ولم تكن وثيقة مخرجات الحوار الوطني وضمانات تنفيذها إلا تعبيراً حقيقياً عن رغبة اليمنيين في تجاوز آلامهم وطي صفحة الماضي ورسم ملامح مستقبلهم في الدولة المدنية الضامنة والشراكة الوطنية الحقيقية في السلطة والثروة والمواطنة المتساوية.

إن النجاحات التي حققها شعبنا في الحوار الوطني والخروج بوثيقته تشكل إطاراً مرجعياً لصياغة العقد الاجتماعي الوطني ممثلاً في دستور ديمقراطي جديد هو أول دستور في التاريخ اليمني لم يأت من أعلى أو منحة من الحاكم وإنما معبر عن الإرادة الوطنية والشعبية لكافة مكونات مؤتمر الحوار تعد إحدى أهم إنجازات هذه المرحلة، علينا كيمنيين أن نفخر بما حققناه وأن لا نقبل أبداً باقتراح طريق آخر يحاول البعض فرضه ويحاول البعض الآخر دفعنا إليه.

الإخوة الحضور إن انعقاد المؤتمر الوطني العام الحادي عشر في ظل الظروف الأمنية المتدهورة والأزمة الاقتصادية الخانقة وأعمال الإرهاب والتخريب التي يتعرض لها الوطن بقدر ما يمثل استعداد التنظيم لتقديم التضحيات في سبيل الانتصار للتغيير رغم الصعوبات والتحديات، فإنه يؤكد وقوف الناصريين في طليعة القوى التي تواجه هذه التحديات وتلتحم بشعبنا العظيم وتساند قواته المسلحة والأمن في مواجهة الإرهاب والتخريب والوقوف مع القيادة السياسية التي اختارها شعبنا لقيادة التغيير ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي وكل القوى الوطنية من أجل إنجاز متطلبات التغيير وتطلعات شعبنا التي تجسدت في مخرجات الحوار الوطني.

إننا إذ نعلن موقفنا المبدئي والواضح إزاء مختلف القضايا الوطنية نؤكد على ما يأتي:

1-        أن عملية التغيير ماضية لا يمكن لأحد أن يمنع وصولها إلى غاياتها ولا يمكن القبول بأي تراجع عن إجراءات تحقيقها مهما كانت الظروف أو العقبات التي يحاول البعض وضعها في طريق إنجازها.

2-        أن على الجميع نبذ العنف والالتزام بمخرجات الحوار ووضع آلية للتنفيذ بما في ذلك قضية صعدة والقضية الجنوبية وأنه لم يعد هناك مبرر لحمل السلاح أو العنف لأي طرف من الأطراف المشاركة في الحوار الوطني وأنه لا شرعية لأي سلاح خارج سلاح الدولة وان الأوضاع التي كانت قبل الحوار الوطني يجب معالجتها من خلال مخرجات الحوار التي رضي بها الجميع وأن استخدام العنف من أي طرف أو أطراف لا يمكن القبول به أو تبريره وأن على أطراف الصراع أن يضعوا السلاح جانباً ويعملوا على حل خلافاتهم عبر الحوار والحوار وحده، وفي إطار مخرجات الحوار.

3-        أن التهديدات التي تواجهها الدولة اليمنية في هذه الظروف من قبل تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى هو تهديد يطال الأرض والإنسان تتحمل مسؤولية مواجهته والتصدي له كافة القوى السياسية، وبناء عليه فإن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري إذ يؤكد وقوفه إلى جانب كفاح أبناء القوات المسلحة والأمن يدعو أعضاءه وأنصاره إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب وخلق اصطفاف وطني واسع لمواجهته والتصدي له.

4-        إن التحديات الاقتصادية التي تواجهنا في هذه المرحلة لا يمكن التفكير في حلها عبر معالجة رفع المشتقات النفطية بقدر ما يتطلب حلها حزمة من الإجراءات والقرارات المصيرية على مختلف المؤسسات والوزارات والهيئات تعبر عن رغبة أكيدة في إجراءات إصلاحات إدارية واقتصادية شاملة.

5-        إن مخرجات الحوار الوطني وضمانات تنفيذها تمثل إطاراً مرجعياً للبرنامج السياسي المستقبلي للتنظيم ومشروعه في التغيير.

6-        إن اللقاء المشترك كتجربة رائدة في العمل السياسي الجماعي المشترك من الأطراف السياسية المؤمنة بالتغيير والمتطلعة لبناء النضال الوطني السلمي كان ولا يزال أحد أهم عوامل نجاح عملية التغيير السلمي والمشروع الوطني الذي حددت مضامينه مخرجات مؤتمر الحوار وسوف نعمل مع شركائنا في اللقاء المشترك على فهم هذه التجربة وتقييمها ووضع شروط ومعايير استمرارها في المرحلة المقبلة.

7-        إن العمل على بناء تحالفات سياسية واسعة وخلق اصطفاف وطني لمواصلة النضال الوطني وبناء جبهة وطنية عريضة تكون حاملة لمشروع المرحلة من أولى مهام التنظيم في المرحلة المقبلة وستكون مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وضمانات تنفيذها وبناء الدولة المدنية الحديثة الضامنة للحرية والكرامة والعدالة الإنسانية أساس هذه التحالفات.

8-        إن الولوج إلى الدولة المدنية الحديثة الضامنة يجب أن تتم عبر بوابة العدالة الانتقالية وحل المظالم وإنهاء صراعات الماضي عبر متطلبات العدالة الانتقالية ومن هذه الزاوية يدعو التنظيم إلى إنهاء معاناة أسر شهدائه بتسليم جثامينهم وكشف الحقيقة وجبر الضرر وإنهاء معاناة أسر المخفيين قسراً والمنفيين وفي المقدمة الأخ عبداللهعبدالعالم أحد قادة حركة 13 ينونيو وإسقاط الأحكام بحقه وحق زملائه.

9-        إن البدء الفوري بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ذات العلاقة بالقضية الجنوبية وتوفير شروط البدء بإجراءات التنفيذ بما يضمن وضع المعالجات الكفيلة لتحقيق العدل والإنصاف يعد أهم أوليات المرحلة وأن محاولات إرجاء تنفيذها يزيد من كلفة ثمن التغيير الذي ينشده اليمنيون جميعاً.

الإخوة والأخوات

يأتي انعقاد المؤتمر في ظل ظروف عربية وإقليمية ودولية بالغة التعقيد، حيث تشهد المنطقة العربية الكثير من الأحداث التي لا شك أنها ستحدث تغييرات هائلة في التصورات والمواقف إزاء مختلف القضايا والعلاقات العربية، العربية والعربية الدولية.

والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وإن كان تنظيماً وطني الحركة فإنه قومي المنطلق وحدوي الاتجاه ولهذا فإنه يعيد تأكيد ثوابته القومية باعتبار العدو الصهيوني هو عدو الأمة وإن التناقض معه هو التناقض الأساسي الذي لا يجب أن يتم الانحراف عنه إلى أي تناقضات ثانوية أخرى ومن هذا المنطلق يؤكد التنظيم وقوفه مع خيار المقاومة في مواجهة العدو ومع كل قوى المقاومة في الأمة ويدعو إلى رفض الطائفية والمذهبية والانقسامات الجهوية والقبلية.

ويؤكد التنظيم تمسكه بكل ثوابت المشروع القومي النهضوي ويؤكد حق شعوب الأمة في الحرية والديمقراطية والكرامة وفي الوقت ذاته يؤكد التمسك بالاستقلال الوطني ورفض التدخلات الخارجية والهيمنة ويعتبر أن التنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية أساس لنهوض دولة الأمة والحفاظ على الوحدة الوطنية في كل قطر مقدمة لاستنهاض العمل العربي المشترك والسعى إلى صيغة للوحدة العربية التي عن طريقها وحدها تستطيع الأمة وشعوبها الحفاظ على مصالحها ومكانتها بين الأمم.

وسيعمل التنظيم على تعزيز علاقته بالتنظيمات الناصرية والقومية وحركات المقاومة والمؤسسات القومية وفي مقدمتها المؤتمر القومي العربي من أجل استنهاض المشروع القومي المقاوم ومواجهة الانقسامات والطائفية وتقديم مشاريع لمعالجة الأوضاع العربية وما تواجهه أقطارها ومنها ما تشهده سوريا من حرب أهلية دمرت هذا القطر الشقيق من خلال مصالحة وطنية وحل سياسي سلمي ورفض العنف والاقتتال، ورفض التدخل الخارجي والإرهاب وقواه والحفاظ على وحدة وهوية الدولة السورية وتوجه سوريا القومي وعلى أساس من حق الشعب السوري في التغيير السلمي والديمقراطي.

ويؤكد التنظيم أن الحاجة لنظام دولي جديد عادل بعيداً عن هيمنة القطب الواحد هي ضرورة إنسانية لتجد الشعوب المستضعفة مجالاً لتمارس حريتها دون هيمنة أو تدخلات خارجية أو فرض إرادات.

الإخوة والأخوات

في الختام أرحب بضيوفنا مرة أخرى وأتمنى لمؤتمرنا النجاح ولشعبنا تحقيق تطلعاته وأهداف ثورته ولأمتنا العزة والكرامة والحرية والاستقلال وعاش نضال التنظيم الوحدوي الناصري على طريق الحرية والاشتراكية والوحدة.

صنعاء – 4 يونيو 2014