دعوه يرحل ولليمن رب يحميها

  • خالد محمد هاشم
  • منذ 17 سنة - Saturday 03 June 2006
دعوه يرحل ولليمن رب يحميها

كم تستفزك تلك الكتابات المقرفة والمقززة التي تلغي شعبا بقدراته وطاقاته وابداعاته وتربط مصير الوطن باكمله ببقاء فرد هو بكل تاكيد ليس افضل ابنائه او اقدرهم ، والغريب في هذا الحال ان تتماهى الحدود الفاصلة المميزة بين فكر الدكتور الجامعي الذي يعيش في قلب العاصمة وبين فكر العجائز في المناطق النائية في اقصى اليمن هذا التماهي ليس لصالح فكر الدكتور بل لصالح فكر الامي!! اليس من المفارقات المدهشة ان يُجمع الدكتور والامي البدوي على ان بقاء الرئيس صالح في الحكم هو افضل اختيار لابناء الشعب في هذه المرحلة - متذرعين باسباب  واحدة ولكنها اوهى من بيوت العنكبوت-  اجماع لا يضاهيه الا اجماعهم  على ان هذه المرحلة اسوأ مرحلة في تاريخ اليمن فسادا وفشلا دون ادراك منهم ان الرئيس هو صانع هذه المرحلة وفارسها الوحيد ؟! ... انه تناقض عجيب غريب تشخيصا ومعالجة .
مما يجعلنا نجزم ان مستوى التفكير والثقافة واحدة لدى معظم ابناء الشعب اليمني ، ثقافة رسمها النظام في الوعي الجمعي ما يقارب ثلاثة عقود ارتكزت على اختزال الوطن بشخص الحاكم حتى اصبحت هذه الثقافة عصية على شهادات الدكتوراة من ان تزعزعها من الوعي وانما تحولت  ( الدكتوراة ) الى وسيلة رخيصة لتبرير تلك الثقافة .. ولو لم يكن للنظام من سيئات الا هذه الثقافة لكان خليق بكل ابناء الشعب  تغييره . . ولو بنظام شيطاني رجيم فلن يكون الوضع اكثر سوءا مما هو عليه اليوم وبشهادة كل ابناء الشعب بما فيهم الرئيس نفسه .
ان المبررات التي يسوقها اؤلئك المتعالمون ان اليمن تمر بازمات ومشاكل لا يمكن لأحد حلها او السيطرة عليها الا الرئيس دون ان  يكلفوا انفسهم عناء السؤال الوجيه والمنطقي بل والضروري من سبب هذه الازمات والمشاكل ؟ والجواب العلمي والمنطقي يقتضي ان يكون الجواب : لا يمكن ان يكون سبب المشكلة هو الحل الا اذا اخذ القائلون بهذا منهج ابي نواس وادمانه ( وداوني بالتي كانت هي الداء ) وهذا لا يستقيم مع الشهادات العلمية وان كانوا مصرين فمن حقنا ان نشك بما يحملون من شهادات . التي يفترض بها ان تحمل صاحبها على الإعتراف بقاعدة علمية اكيدة " علاج المشكلة يبدأ بالتشخيص وينتهي بالعلاج المفضي الى ازالة الاسباب " . فلماذا يتناسى هؤلاء الكتاب هذه القاعدة ؟
دعونا نفترض – على الرغم من انف المتزلفين – ان الشعب اليمني اختار التغيير وسيلة لخلاصه من هذا الوضع المزري ماذا سيحدث – هذه النقطة لايتحدث عنها اؤلئك - ؟ ولأنهم لا يمتلكون الشجاعة الكافية للاجابة عن هذا السؤال سنجيب نيابة عنهم :
- ستتحرك قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة لمنع الرئيس الجديد من الوصول الى القصر الرئاسي .. انها الحرب الاهلية ولتجنبها يجب ان يبقى الرئيس ... ربما هذا سيحدث وبعيدا عن مفهوم الوطنية فاننا نسال...... افراد تلك القوات اليسوا من ابناء الشعب اليمني ام انهم من المريخ ؟ وهل سيغامرون  بالتضحية بالوطن الباقي الى الابد في سبيل فرد فاني ؟ .. انا متاكد من ان ابناء القوات المسلحة اكثر نضجا وحرصا على الوطن من اؤلئك المتشدقين الذين يخوفون الشعب بابنائه في القوات المسلحة . 
-  ستتحرك سنحان – القبيلة التي افتخر بها الرئيس يوما ما في بعض خطاباته  ليذهب ضحية ذلك الكثير من ابناء الوطن قتلا على ايد ابناء تلك القبيلة -  ومعها حاشد لاقتحالم صنعاء دفاعا عن حكم احد ابنائها .. فلماذا يصر البعض على تجريد هذه القبيلة من البقاء الا في ظل الرئيس على الرغم انه هذه الشريحة موجودة محفوظة المكانة بوجود الرئيس او بعدمه وربما سيكو ن وضعها افضل بدونه ..
-  ستتحرك مراكز القوى دفاعا عن الرئيس صالح الذي وفر لها اليد الحانية  والظل الوارف لممارسة الفساد وتحقيق مصالحها دفاعا عن تلك المصالح وما دام الامر مصالح فالمؤكد ان هؤلاء سيكونون اول النافضين لأيدهم عن الرئيس صالح  واول المهرولين الى حضن الرئيس الجديد بمجرد الشعور ان تلك المصالح لن تمس .
- سينفصل ابناء الجنوب وهذا في نظري محض هراء والعكس هو الصحيح اذا استمر الرئيس صالح في الحكم وحكم بالوسائل والاساليب التي يمارسها ومارسها طوال فترة حكمه هو الذي سيدفع ابناء الجنوب للانفصال ولعل ذهابه عن الحكم هو الامل الوحيد لاستمرار الوحدة الى الابد .
ومهما يكن الامر ولنفترض ان بعض ما ورد سابقا سيحدث – على ان قناعتي عكس ذلك تماما – فاين الشعب ؟؟ الا يستطيع ان يدافع ويضحي من اجل خياره في التغيير ؟ وفوق هذا وذاك لماذا يصر البعض ربما بقصد ان يربط وطنية الرئيس وحبه لوطنه بكرسي الحكم ؟؟
وعلى الجميع ان يتذكر وضع اليمن عندما تولى الرئيس الحكم اعتقد ان وضعنا الحالي افضل بكثير مما كان ويوجد بين صفوف الشعب من هو افضل واكثر قدرة على قيادة البلاد من الرئيس يومذاك وليكن الكل واضح من اراد الرئيس اراد ومن لا يريده فليكن لكن يجب الا يكون وسيلة اي كان ممارسة الارهاب وبث الرعب ببن ابناء الوطن ... عن طريق ممارسة التنجيم والشعوذة السياسية كالقول برئاسة الفخذين او الملكية الدستورية ..... كحل لتجنب كوارث خيار التغيير في نظرهم . 
فدعو الرجل يرحل ولليمن رب يحميها وشعب يفديها ... دعو الشعب يتنفس نسائم التغيير التي يعشقها ويتوق اليها فهل انتم فاعلون ؟؟