جمهورية الملكيين

  • أشرف الريفي
  • منذ 17 سنة - Tuesday 16 May 2006
جمهورية الملكيين

بخطى واثقة ورؤية ثاقبة، يواصل اللقاء المشترك مسيرته الإصلاحية، وفق معايير وطنية تستوجب التفاف الجميع حول مصلحة الوطن التي يفتتها الفساد وقواه العابثة.

ولعل لهذا التوحد الذي يفزع قوى الفساد، لم يعجب أركان الحكم ومطابخه الأمنية الباهتة التي أزعجها ارتصاص كل القوى السياسية في مواجهة سلطة مجنونة لاتعير مصلحة الوطن وقضاياه أي اهتمام.

لا أرى مبرراً لهيجان إعلام الحاكم ومطابخه الأمنية ضد مطالب المشترك الإصلاحية، سوى أن الرعب من زوال مصالحهم التي امتصت ثروات ومقدرات الوطن، يدفعهم لسعار غير واعٍ في مهاجمة الآخرين.

في الآونة الأخيرة، زاد إسهال السلطة بإصدارات صفراء لا هم لها سوى شتم المخالف لرأي الحاكم وتوجهاته.

وما يحز في النفس، أن معظم تلك الصحف تمول من ضرائب المواطنين، وبتمويل شخصيات عسكرية كبيرة في البلد، تقرأ الأحداث من زاوية أمنية، وتحاول طرحها بنفس ديمقراطي، لكنها تظهر فشلها في ذلك.

من دواعي التندر أن النظام السياسي مازال يعزف على أوتار الملكية وعهود الكهنوت، فيما هو يمارس ما يشابه تلك المرحلة، من قمع وتعسف وظلام وتجهيل، حتى إن الجمهورية التي قامت على النظام الإمامي البائد، انحسرت، وغابت أهدافها العظام.. وتكرس في الواقع حكم ملكي برداء جمهوري.

والحقيقة أن الجمهورية اغتيلت مع المؤامرة الخسيسة لاغتيال الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي. ومن حينها عادت الملكية الى الحكم بدعم أجنبي، وصار ركائز هذا الحكم هم من كانوا أتباعاً وأنصاراً للملكية حتى آخر نفس. وارتدوا زي الجمهورية، فيما ممارساتهم وتصرفاتهم مازالت ملكية حتى النخاع.

بعضهم تفرعنوا في المؤسسة العسكرية، وتقاسموا البلاد، الأرض والثروة، بل وشفطوا كل مقدرات البلاد تحت راية الجمهورية الغائبة أصلاً.

وعندما اكتشفنا حقيقتهم، واصطففنا ضد عبثهم وهدرهم لمقدرات البلد، فإننا كذلك لانبالي بما تسحله منشوراتهم الصفراء من هرطقات ضد المشترك والتنظيمات السياسية الوطنية الحقة. لن نلتفت لشرار فتنتهم التي يطلقونها بين الحين والآخر. وسنواصل مشوارنا للإصلاح السياسي الوطني الشامل، الذي يتبنى معركته اللقاء المشترك. وربما يغضبهم قولي بأننا بحاجة لإعادة روح الجمهورية الذي خفت، وسبقنا عديد من القامات الشامخة التي حاولت استعادة هذا الخط الى مساره، أمثال شهداء الوطن عيسى محمد سيف ورفاق دربه الميامين، الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الأهداف العظيمة.

بثبات سنواصل مسيرتنا. ومادام الحاكم ومطابخه العفنة يغضبها سيرنا، فذلك يعني أننا نسير في الطريق الصحيح.

ما يدعني أقول لهم بأن عهد الصفقات، والمعارضة المسبحة بحمد الحاكم، ولت، ولم يعد هناك مجال للمساومة. فالوطن على حافة الهاوية.

 [email protected]