«الوثائقي» يتصدر المشهد السينمائي في اليمن

  • الوحدوي نت - البيان
  • منذ 10 سنوات - Wednesday 31 July 2013
«الوثائقي» يتصدر المشهد السينمائي في اليمن

التوجه إلى الفيلم الوثائقي من قبل المخرجين السينمائيين اليمنيين، حالة فنية برزت تفاصيل أبعادها عبر المتابعة القريبة لإنتاجاتهم، ويرجح الكثير من المتخصصين في صناعة الأفلام أن سمة الوثائقي في توفر المكونات النوعية للمادة المصورة على مستوى الشخصيات والديكور الواقعي، إلى جانب أن ميزة التكلفة نسبياً يمكن بلورتها بأقل الإمكانات، إلا أن صناعة الفيلم الوثائقي في اليمن كما أوضح المخرج اليمني سمير النمري، لا يتوقف عند تلك الحدود الفنية، بل يلعب غياب التنمية وطبيعة النظام السياسي والموروث الاجتماعي دوراً في إبراز تلك الظاهرة السينمائية، مبيناً أنهم يمتلكون الحرية التامة فيما يطرحون، ولا يوجد ما يمنعهم في صياغة المشهد البصري، ولكن التمويل هو من يقيد تنوع الفيلم اليمني إلى فئة الروائي القصير والطويل .

الوحدوي نت

قضايا المهمشين

يرى النمري أن الزخم الحضاري والتاريخي لليمن، جعل منها موقعاً استراتيجياً للانطلاق نحو صناعة المنتوج الوثائقي، قائلاً عن تفاصيل فيلمه الأخير (-18): "الكم الكبير من القضايا الإنسانية والاجتماعية جعلتنا ندرك أهمية الفيلم الوثائقي، فأنت تنطلق إلى الحالات وتتعايش معها، وتجعلها تحكي لك سيناريو التفاعل اليومي مع معاناتها الداخلية، وجميعها ملامح حول فيلم " -18 " فقصته اعتمدت على إلقاء الضوء على شخصيات مغمورة، ورفعها إلى السطح"، مضيفاً أنه ناقش في فيلمه قضايا الأطفال الذين يواجهون الإعدام في اليمن، مؤكداً أن السينما تلعب دوراً في إعادة الاهتمام والتركيز على تلك المشكلات وتحديداً في قضايا المهمشين .

لم يحن وقت إعادة تمثيل الواقع في اليمن عبر السينما، كما يؤمن النمري، وليس السبب هو التمويل فقط، وإنما عمق الموضوعات الواقعية المكتنزة في أرض اليمن، وبالرجوع إلى فيلم (-18)، أشار النمري إلى تفاقم إشكاليات تأخر التنمية في مجالات الصحة والتعليم وغيرها في اليمن، والتي هي نتاج الأنظمة السياسية وتصارعها، حيث لم تستطع فئات عديدة الحصول على هوية أو إثبات، أو ما يمثل شهادة ميلاد، ما جعلهم أمام القضاء لجرائم ارتكبوها وهم تحت سن 18 سنة .

الموروث عائقاً

العادات والتقاليد والموروث، بالرغم من تمثيلها مادة دسمة للفيلم الوثائقي، إلا أنها كما قال النمري تشكل عائقاً في بعض الأحيان، لذلك فإن الكثير من المخرجين يضطرون إلى السفر للخارج لصناعة أفلامهم، مبيناً أنه ليس ضد الهجرة الفنية، ولكنها تظل تثير تساؤلات أخرى، في مسألة التمويل المادي نحو الداخل وأثره في صناعة السينما في اليمن، مقدماً دعوة لجميع المخرجين في الخليج للقدوم إلى اليمن واستثمارها كموقع للتصوير .

قصص إنسانية

أثار المخرج سمير النمري خلال حديثه قضية الحدث المأساوي الذي أصيب به زوجان في اليمن، وذلك لتعرضهما للغرق في نهر بسبب منزلقات مائية أثناء قضائهما فترة شهر العسل، حيث شاهد الناس الحادثة عبر كاميرا تم تثبيتها من قبل الزوج لتصوير اللقطة للذكرى .